أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - نموذجانِ مأزومان














المزيد.....

نموذجانِ مأزومان


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4206 - 2013 / 9 / 5 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يجتمع السياسي الديني والسياسي اليساري لعمل مشترك يعكسان تناقضات مرحلة من مراحل الشرق المأزوم عن التحول التاريخي.
مثلما يجتمع التحديثي خارج السلطة مع المحافظ داخل السلطة.
في داخل الفئة الوسطى ونموذجها يتواجد التناقض وحركة التذبذب المستمرة بين اليسار واليمين، بين الحداثة والدين، بين الثورة والثورة المضادة.
يقارب اليساري الديني في الزمن الراهن لكون هذه اللحظة هي لحظةُ الديني، حيث الجمهور غير الواعي، المتحرك بغموض، وبلا بوصلة تاريخية.
اليساري التابع للديني لا يغير مرحلة بل هو يريد الاستثمار الشخصي أو الحزبي في سوق دينية رائجة. الديني وراءه قوى حكومية تضخ فوائض غير مراقبة، وتريد أن توقف الحركةَ التاريخية المتجهة للحداثة والعلمانية والديمقراطية من زمنها التقليدي.
سواء كانت تلك القوى الحكومية الدينية معارضة أم موالية فإن الحركة السياسية المتسولة واحدة هي وقف سيرورة التاريخ.
يتداخل وعي الديني واليساري بكونه وعي جزئي متجمد في مقطع من التطور والتاريخ مفصول عن تطوره، وغير مرئي في التشكيلة التاريخية، فهما اليساري والديني لا يبصران سيرورة التشكيلة، لا يؤمنان بتعاقب مراحل التاريخ، فاليساري لم يعد يؤمن بتلك المراحل، لقد يئس أو تجمد وعيه، والثاني الديني يعتبرُ التاريخَ سائراً للوراء حيث نموذجه الديني المثالي، وكلا الوعيين يقود لبقاء الزمان الراهن والنظام المأزوم، وكأن المجتمع الراهن مقطوع الخطى متجمد عند كونه رأسمالية دينية أو وطنية.
يلغي اليساري ثوابته في تنمية حركة عقلانية علمانية ديمقراطية متراكمة، يقطعها بأفعاله الصغيرة، يقوي محافظة دينية، أو مراهقة عنفية، والديني يوظف ويستغل اليساري، يبعده عن أرضيته الفكرية الاجتماعية، يعيده للماضي، لمراحل الإقطاع والعبودية حيث النموذج تكّون. وهو لا يؤمن بأن النموذج الديني هو ثورةٌ شعبية في زمن ما، والوعي الديني هو شكلٌ يناسب عصره، لكنه ألغى الثورة في الماضي وجعلها طائفيةً في الحاضر.
اليساري يفقد وعيه المادي المحلل لتطور المراحل التاريخية، هو الذي يقرأُ الثورات في ظروفها، وكون الديني المعاصر يفتقد ثورةً يشكلها، فهو كائنٌ سياسي ضائع، يجب قيادة خطاه للعصر.
وبدلاً من أن يطور اليساري الدينيَّ يخرب الديني اليساري.
الديني يستورد أزمةَ نظام يعجز عن التطور الديمقراطي الحديث، فهو يرفض قيام رأسمالية وقوى عمالية متصارعة في مجتمع ديمقراطي، ويريد هيمنة قوى ماضوية على التطور الاجتماعي، ولهذا فتحالف اليساري معه مضيعة للوقت التاريخي. وعلى العكس حين يتخلى الديني عن شموليته وعدم فهمه للتطور الحديث الإجباري، يكون التعاون معه مفيداً لتكوين قوى ديمقراطية متعددة تفتح كوى في جدار التاريخ.
عدم تعبير الديني عن طبقة اجتماعية، مثل تراجع اليساري عن تمثل طبقته العمالية أو البرجوازية، ومسارها الاجتماعي السياسي ومطالبها، أي عدم قدرته على تمثل برنامج طبقته، فيما يتفق معه الديني في عدم تمثل أي من الطبقتين الحديثتين وتعبيره عن فئات وسطى مترجرجة مضيّعة للثروة والزمن السياسي وداخلة في أعمال تجريبية خاسرة مضرة.
بعدم الوضوح الاجتماعي لوعيهما يُدخلان المجتمع في إضطراب وتدهور متفاقم، يتبعان القوى المهيمنة على رأسمالية حكومية متدهورة بفعل الحرب أو النفقات الباهظة أو المغامرات أو الفساد.
وهما لا يستطيعان نقد مصدريهما على أفعاله، بل يؤيدان سياساته العامة الهادمة لتطور اليمين العقلاني أو اليسار الديمقراطي.
وعي النموذجين يتركز على سطوح الظواهر الدينية والعصرية، وأجزاء مفككة من الواقع، ويدخلان الذاتية المصلحية العابرة فيها، ويركزان على لحظة سياسية بدون جذورها وعلاقاتها المختلفة، وتعتمد اللحظة على شظايا من طائفة، لا تلم بجموع الشعب وسيرورة الوطن، وتكامل الأمة، فتضر الناس ولا تفيدهم، وتدهور التطور ولا تسرع به.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمودٌ مطلقٌ
- المثقفون والتحولات
- رأسماليةُ الدولةِ العسكرية
- تذبذبٌ حارقٌ
- قراءةٌ غيرُ موضوعية للتاريخ
- مسرحُ الخليجِ والديمقراطية
- القوميةُ والمذهبيةُ
- إخفاقُ الليبراليةِ العربيةِ الأولى
- علاقاتٌ تاريخيةٌ بين الانتاجِ والسكان
- تأييدُ الغرب للإخوان
- تحولاتُ الوعي النهضوي المبكر
- الوعي البحريني وإشكاليةُ النقدِ
- الشعبُ والمصيرُ
- الديمقراطيةُ والناس
- العربُ ونقدُ الواقع
- انفصامُ تركيا الاجتماعي
- «الإخوان» والتطور الحديث
- أمريكا والتنكرُ للعلمانية
- حكمُ الاسطورةِ والعنف
- إيران.. إلى أين؟


المزيد.....




- الضربات الأمريكية على إيران تثير مخاوف في دول الخليج من الان ...
- الولايات المتحدة غيّرت مسار المواجهة - كيف سترد إيران؟
- خاص يورونيوز: إسرائيل ترفض تقرير الاتحاد الأوروبي حول غزة وت ...
- خبير إسرائيلي: تل أبيب لا تريد التصعيد والكرة في الملعب الإي ...
- هل فشلت -أم القنابل- في تدمير -درة تاج- برنامج إيران النووي؟ ...
- أحداث تاريخية هزت العالم بالأسبوع الرابع من يونيو
- الرأسمالية نظام -غير ديمقراطي- يستنزف جنوب العالم ليرفّه عن ...
- هل يطلب المرشد الإيراني وقف إطلاق النار مع إسرائيل؟
- كيف نُفذت الضربة الأميركية على إيران؟ وما الأسلحة المستخدمة؟ ...
- كيف يرد الحوثيون بعد هجمات واشنطن على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - نموذجانِ مأزومان