أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى يونس - خرج ركض ليعود















المزيد.....

خرج ركض ليعود


هدى يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6762 - 2020 / 12 / 16 - 22:26
المحور: الادب والفن
    



ماحدث بعد ارتباط السماء برباط الارض، ودُونت شريعة تغافلت احياناً منزلة السماء وسلطانها..
ولا مفر من انتظار الطوفان او زلزلة الروح الحائرة ..
اخاطر لاحيا كما اريد وليس كما يرى الاخر..
وهى لا تعترف بحياة واحدة، وتصر انها أكثر من حياة !!.
ورغم رفضى لها، احتلت جزءاً من وقتى!!


[1]
هو
كمدينة هجرها اهلها، انسَحبَت منى وخرجت، ومن وراء شق بوابة فوضى تتفرج على خيوط الزمن.. والوقت يغزله بمهل، واحيانا بعجل، وحين تتشابك خيوطه، لا تخضع لسطوته وتُغير خطط قوانين الهروب ...
لا تصدق اننى أشتهى اجتياح الصمت ولعنته، ترددها، تمردها، وعبث جنون اساطيرها وأحاسيس دفنتها ازمنة، وارصد آلاف قيودها المجهولة والمعلنة..
أطير وتظل سجينة، ألبى نهم اللاتى لا تكف شراهتهن، وتتوارى مختفية وراء براءة شريعة سماء منسية .

هى
كدرويشة أضمنى واتطوح، واهمس لضعفى كن لى وامنحك سر ما راودنى ولا اعلنه .. مدينتى لا تعترف بالدرويشة وانما بالمأجور الرابض على احلامها المنفية..
يدخلنى رفض النوم سردابا لا تكف خرافاته، ولا أتوازن حتى ياتى أثيرا انشده.. ولا أغلق شباكى فى وجه الغياب واحلامه المنفية، ارى غروبى فى مطلع الاشراق المُختزن وتوابعه!!..


[2]
هو
فى محراب مدارجها، اتهيأ لأقول:
‏ " لست ضعيفة حين حزنك، تبالغين فى التاثر،
‏ وتجرين عارية بين الاطلال، وهيامك لما مضى!! .
كلام جارح سبب جروح راسك وامات عدد من
‏خلاياه، ادخلى نفسك فى فجر متاهة السؤال ‏واخرجى من محدودية حدوده.. حين التعافى
‏ابحثى عن بوابة الشروق وواجهى، قبل غروب
‏داخلك واغلاق بابه !!"

هى
وانا ساكنة لعتاب شهوة التوق للحياة، التى افسد صحوتها رؤية حروب ودماء، مجاعات، خيانة، ادعاءات متشجنة، ووعوداكاذيب الزيف، ونوم الارصفة فى الشتاء، وهائمين فى عزلة تحاور مع الجزء الرافض والهارب من العقل الى الوهم وجنونه، والاكتئاب المسجون حين يطل، ولا يتحقق الخلاص من الحيوان الساكن فى اعماق همج يغيرون..
اخرج عن الموروث وارانى شجرة دوم.. تابعة لنوازع الميتافيزيقا، ألقى الواجب والمفروض فى جب واخفيه، واخفى وجهى منى ومن نفسى..
اُحاصر وانفى، واهاب شروط تمرد المخلوق ..
وحين تتوافد أرواح تحيط تريد البوح، اهرب واهرب..
وتهون البشاعة حين اواجه واقع ابشع واتعايش معه!!..


[3]
هو
اكون لها جسدا، عقلا، ظلا، وخلايا تُغير !! ..
‏إجابات الغموض تؤذى وتزيد تمسكى، واغلب ترتيباتى تصر ألا تراها.. تنتفض لسماع صراخ فرح او انكسار ..
‏ترفض التفسير الأوحد لشيوخ ورؤوس قبائل الصحارى للدين، ولايكف تساؤلها المُضنى ..
‏اهون عليها : " بامكاننا صنع قدراً جديداً واختراق اسواره"..
‏تنظر لائمة : " يذهلنى انك لست مطلعاَ على افكارى"..
واختنق من تشدد تشتتها، واعبر منه بشعاع يغمرنى - وارانى بعدها رسولا محباً - زاهداً ومحرضاً على العشق- وليس مخيفاً يتوعد..
واتودد للسماء لاتخلص من شهوانية متجزرة والا اراها..
ترحل وتغيب - تعرفها المسافات بأن كيانها حالة انتظار ولا شيئ غيره ..
بينى وبينها رموز طلاسم، وبرق واعتام..
حين تقترب يتشعب جموح مختزن فى شريانى ..
احرض جموحها ليقتحم الغيب - ربما يعود من الغياب ببعث فى كون لم تذكره الاديان او العقائد القديمة..

هى
اراه جزءُ يتوهج فيما اخشي نطقه - ولا يدرك أن الزمن غافلنى واسكنه واقره دين عليــــّـ، وان صفوه كامن احسه واشترط الا اراه ..
يربك راسى وياأمر : " تناسى خجل الحياء ..
‏ مسارات الظلام مسكونة بضوء يُسبح بلحظة عشق العاشق"..
‏وابداً لا اترك اعترافه يحدد مساره..
‏واقول: أول كلمات الوجود حكمة، وأخرها حماقة وجود !!..


[4]
هو
اشعر بغضب ترنيمة القمر، حين يهيمن خوف الجوع ، ارى وحوشاً كلما ذهبتُ، وافكار شيطان ولد فى الجحيم، يصر على محوها.. ولا اجد من الليل غير الاختيار بين شر وشر.. رصانة منزهة دخلت پكاملها تحثنى ان اترك المقدس الغائب ينتشر !!.

هى
اشعر بارتباك، انتظر وصولى لحقيقة اعيانى وصولها..
لا اشك فى قدراتى بل فى نواياه..
وانتظر زمناً يدور بارادتى، ويتوقف باشارة من يدى..


[5]
هو
فى النوم وانا غارق تسألنى
: أأنت المُلقى أم المُلقى به؟..
‏: وما ادرانى أيها الدرويشة التى
‏تركض فى عدم اليقين!!..

هى
هو لا يعرف العلاج، وهذا لايعنى عدم وجوده ..
ارادته قوية ويصعب دخول راسه، ويفوق قدرتى ..
ولم أكن يوماً ضيفة عليه- ولكنه النوم ضمنى وضمه..
وعشت لحظة كان هو الكونُ وانتظر شروقه..
اصر ولم امانع.. وأرانى فى ظلامى ما لا أعرفه من قرابين النور، ولم يصدق إننى رأيت القمر فى عتمتى !!..

‏ ***
[6]
هو
وتظل الذكريات باقية رغم اراقة دمائها عشرات المرات.. وتفيض الملامح بتقلبات ..واعتراض الجموع لا تمنح ما ترغب.. وتتوه الرؤية والحلم.
ولا اركض وراء هروبها، وتعود بجروح من نبال ورشاش بنادق صدئة..
تنبض وتقول:
"أنا المُنْتهَى، حين سُنت الشرائع ظلت الحدود
موجودة كما كانت من ازل، واحرص الا اراها،
واتجاهل وجودها، وعبورى من الحوائط لا
‏اخشاه"..
وتتعدد اقامتها بين معبد ودير ومقام، وجبل وغابة..
يأثرها تسامح الاولياء، واوجاع الليل وحزنه، وذكريات الجدران المهجورة، ‏ولايكف البحث عن الغياب ..
وربما وربما وربما .. !!..
وتسكن دوائر من دوائر، وتدور فيها..
‏وتتساءل هى
‏ :" كيف يتم حساب المحيط المتعدد؟؟"..
‏وتاتى ومضة يتبعها تخيل ومعه مبعوث رفيع المقام ..
‏منح حدودى مقامه!! وقال
‏ : "تمعن فى راسها وفتش فيه، ربما ضاعت اشياء واسماء وبقى فيه الوطن عنوان".. ‏
‏وحين نطقتُ شاكس طيف بوذا حروفى..
‏واكتمل اشعال جنونى فى اتون جنونها!!.


هى
أتذكر هوسه وأطلب من السماء الا اراه فى النوم..
يؤرقنى خياله ويجلب احداثا كنت فيها ضعيفة واهية، حين احتوتنى قبضته كقطعة من نسيج حرير دود القز ..
‏شُق جدارى وتبعته، وانسحبت داخله، واستقرت جلستى بصدره.. وصحبنى لباب، حينها تساوى احساسى بالغياب والحضور!!..
اطمان لسكونى وهمس : " المحارب دائما يصادق الخروج على القانون، ونادرآ ينصاع له، حين يرانا الرب لا تخجلى واسحبى غطاء سترة الحرب القديمة، خلعتها من زمن لتسترك وتسترنى"..
ولا أقنع وأبكى العري ورؤية السماء لى!!..
وأبعد، ولا يتركنى، يضمنى بقوة ويقول
‏ : ايتها الشاردة انا للضوء رسول، هجرتك
‏ الداخلية عودة للروح القديمة، ربما تكون
‏ شفاء وعلاج لحاضرك !!..
‏ أما الخلاص من العالم والزهد فيه غير
‏ مُرضى، والدين يحرمه !!..
‏ انت داخل عقلى تصغين، دروبنا تتقاطع، ومن
‏ يجمعهم القدر دائما يتقابلون!!. تمعنى فى
‏ أطلسى تجدين طريقا ادخليه من يساره، لترى انفجار مكونات راسك وهى تشارك فى قداس عهد قديم،
‏ وستقنع بما يدور..
‏ولا اقنع ابداَ أبداَ له، ولا اصدقه؟!..
‏شجرة مستاصلة تتعلق بماضى وتريد الركض سريعا..
وشريعة الاسلاف تعاليم للقلب، والسماء ارادتها الأسمى..
‏وتساؤل بلا اجابة: هل حقا يراودني القدر!!



#هدى_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضعف الأخرى
- نشيد الأنشاد
- صعوداً وهبوطاً
- جــــــــولات ليلّ
- حفيد كلب الزعيم
- اقتات صعودى
- العيد
- يمضغ مالم يعلن
- لهــــــــــاث الأبـــد
- البحر يهــــاب موجه
- أثير الصعود
- نقش لمجهول!!
- طريق زوجة زوجي
- جمر الرماد
- أسانيد التأويل
- بقعة حمراء
- وحشة عاصفة
- لا يدهمك الغيم
- يرفل فى الدجى
- دكه خشبية متآكلة وسط عشبٍ جاف


المزيد.....




- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى يونس - خرج ركض ليعود