|
كابوس الأهل الرهيب : الإعتداء الجنسي ..
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 10:12
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
نكتب ، نزدري ، نشجب ونغضب من الكم الهائل من التحرش ، الإغتصاب والإعتداءات الجنسية في العالم العربي والإسلامي ، لكن لا أحد ، بما في ذلك الدولة بكافة أجهزتها ، التعليمية ، القضائية والتنفيذية الأخرى، لا تهتم بالجانب التوعوي ، الإرشادي وحتى التأهيلي ، للأهالي ، للتلاميذ ذكورا وإناثا ولطواقم التعليم فيها ، لإكسابهم مهارات حياتية تقيهم من الوقوع ضحايا لإعتداءات جنسية مُحتملة . لا بل تزيد الطين بلة وتُساند المُعتدي في أغلب الأحيان ، عبر إصدار أحكام مُخففة ، أو بعدم ملاحقة الجُناة لمعاقبتهم ، وهناك دول تُسقط حق الضحية بمجرد موافقة المعتدي على الزواج بضحيته إذا كانت أُنثى ولا يهم عمرها ، وبهذا فأنها تُعاقب الضحية مرة أُخرى وبحكم مؤبد مع مُغتصبها . لكن هل هناك وقاية تامة من الإعتداءات الجنسية ؟؟ثم ألا تُعاني دول مُتقدمة منها ؟ رغم أنها وبقوانينها وبرامجها الوقائية تُحاول أن تقضي على هذه الجرائم ، فالحماية هي شراكة بين العائلة ، البيئة (مُمثلة بجهاز التعليم ) والسلطة بشقيها القضائي والبوليسي . وأود وبناء على طلب زميلة ، أن أتمحور في هذا المقال حول دور العائلة ، في وقاية أبنائها من الكابوس الرهيب الذي قد يحدث لهم لهم . وكإجراء إحترازي يميل الأهل في العادة الى تحذير صغارهم من الحديث مع أي شخص غريب وعدم قبول هدايا منه (كالحلويات وبعض المال ) ، او الذهاب معه الى حديقة ألعاب أو ما شابه . وهذا بحد ذاته صراع يتنازع النفس الانسانية ، صراع ما بين إفتراض الخير بالناس أو غالبيتهم ، والتشكيك في جميع الناس . وهذا إجراء مقبول ويقطع السبيل أمام المُعتدين ، لكنه يضع الطفل في وضعية عدم الثقة بأحد ،كائنا من كان ، ناهيك عن أن غالبية الإعتداءت الجنسية (وليس كلها )، يكون فيها المُعتدي شخصا معروفا . ومع ذلك هناك بعض المهارات التي ومن المُمكن إذا اكتسبها الطفل ، قد تمنع تعرضه لإعتداء جنسي ، وهذه تتطلب من الأهل أن يُطوروا مهارات تواصل مع ابنائهم وأن يكون الأهل هم أول من يُبادر الطفل بإطلاعهم على ما يمر به أثناء "غيابه " عن ناظريهم ، في المدرسة وفي الطريق منها واليها ، أثناء سفره في الباص المدرسي وما الى ذلك . لذا يجب أن يعلم الطفل ويُذوت حقيقة لا بد منها ، وهي أن أهله يُحبونه دائما وفي كل الحالات ، مهما قال لهم أو أخبرهم ، عن شيء فعله أو سمع به ، وعلى الأهل أن يشرحوا لأبنائهم عن معنى الحدس ، وأنه يمكنهم الإعتماد على حدسهم ، فإذا أحس الطفل بأن حديثا ، ملاطفة (شعورية أو جسدية ) ، من أحدهم تُضايقه أو أنها في غير مكانها ، عليه أن يرفض، يبتعد ويُغادر . وهنا من المهم أن نُعلم أطفالنا بأنه يجب عليهم أن يرفضوا أي شيء لا يستسيغونه او يتضايقون منه . تعليمهم أن يقولوا :لا ، لا أريد ، دعني ، لا تلمسني ، أو أن يصرخوا بأعلى صوتهم طلبا للمساعدة وللفت أنظار الأخرين ، أو الهروب من المكان الذي يُحسون فيه بعدم الراحة أو الخطر . أما بخصوص الأسرار التي يحتفظ بها الصغار ، فيجب أن نُعّلمهم بأن الأسرار نوعان ، منها "الجيدة " ومنها " السيئة "، والسر السيء هو السر الذي يتسبب بشعور داخلي سيء في دواخل الطفل ، ومهما كان تعهد الصغير بعدم إفشاء السر ، فعلينا أن نُعلمه بأن الحديث عن السر "السيء " هو في مصلحته . فعلى سبيل المثال ، يُعرف عن البيدوفيليين بأنهم "مُناورون " ، وأصحاب نفس طويل ، يبدأون بإستدراج ضحاياهم ببطء وبخطوات محسوبة ، ويكون "اللقاء " الأول "بريئا " ، لمسة هنا ، هدية هناك ، لكن حدس الطفل يقول له بأن "شيئا غير صحيح "يحدث هنا ، وبالمُقابل يبتز البيدوفيل من الطفل "تعهدا " بعدم الحديث عن "صداقتهما " أمام اي أحد وخصوصا الأهل . وهنا علينا كأهل أن "نكسر " وثيقة العهد هذه ، ونُشجع أبناءنا على الحديث عن "الأسرار " التي تُضايقهم . كما يجب أن نُلاحظ ،بأنه وفي الحالة السوية االطبيعية لا تنشأ علاقات صداقة بين أطفال وبين من يكبرونهم بعدة سنوات (من 5- 10 سنوات ) ، فإذا لاحظنا علاقة "صداقة " كهذه ، فإنها تُشكل بالنسبة لنا ضوءا أحمر . ولا ننسى بأن نُثقف أولادنا بأن أجسادهم هي ملكيتهم الحصرية ، وعليهم أن لا يسمحوا لأحد بملامستهم ومداعبتهم ، وخصوصا من طرف أشخاص لا علاقة بينهم ، فالأم تحضن طفلها وكذا الأب وربما الاخوة والاخوات ، أما الأخرين فلا . كذلك ، ومن المُهم التأكيد على ذلك ، على الأهل عدم ترك الأطفال الصغار وحدهم ، أو إرسالهم لوحدهم إالى حديقة عامة أو الى الدكان . الأطفال حتى سن الخامسة وربما أكثر قليلا ـ يجب أن يكونوا برفقة بالغ مؤتمن أو تحت أعين الأهل . ومن المهم أن نتأكد من الاشخاص الذين نأتمنهم على أطفالنا "كسائق باص المدرسة ، البواب( في المدرسة والعمارة ) ولا اُبالغ إذا قلت ومن المعلمين أيضا ، فالمدرسة مُجتمع مفتوح والأجيال السابقة تنقل خبرتها للأجيال اللاحقة ، وخصوصا المعلومات والشائعات عن المدرسة . نعم مُهمة الوقاية صعبة ، ولن أُكرر الحكمة القائلة "درهم وقاية خير من قنطار علاج " فالكل يعرفها ، لكن لا يعمل الجميع وفقا لها . الوقاية وحدها لا تكفي ، وأفضل وسيلة في رأيي هي ، أن يتحول الوالدين أو أحدهما ألى الصديق الذي يُفضي له أبناؤه بكل الأسرار ، وأن يكون عنوانه في المسرات ووقت الضائقة . وبما أنه ورغم إتباع وسائل الحذر ، وإذا لا سمح الله ، تعرض أحد الأطفال إلى إعتداء أو تحرش ، فهناك عوارض سلوكية وجسمية ، أرجو أن أستعرضها لاحقا .
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فقه السيف في خدمة السلطة..!!
-
إضاءة على مواهب نسائية
-
ما هو سبب ضعف ((الذكاء الاجتماعي))عند المسلم برأيك؟
-
الخنزير بين الحرام والحلال ..!!
-
فلسطينيو اليوم يهود الأمس ، كبش المحرقة .!!
-
دقت ساعة الاستيقاظ أيها النائمون!!
-
السياسة والمال .. والإعلام ايضا !!
-
طبقات الكتاب واهل البيان على موقع اهل التمدن والعمران ..!!
-
هل تحول الموقع الى نصير للبيدوفيليا ؟؟
-
شرعنة البيدوفيليا
-
البيدوفيليا ليست دينا .. ثم أين الضحايا ؟
-
الحاج أمين والحوار ..في خدمة اليمين الاسرائيلي ؟!
-
أسباب التخلف العربي : صدمة حضارية ..
-
أسباب التخلف العربي ، قراءة المُستقبل -بعيون - ماضوية ..
-
التدين والالحاد وما بينهما ...حوار مع الاستاذ سامي لبيب
-
حوكمة أم عقلنة ؟؟ تداعيات على مقال الاستاذة عايدة سليمان ..
...
-
ختان الاناث بين السادية والمازوخية
-
الناصرة وأزمة الحزب الشيوعي الاسرائيلي ..
-
كلمات على ضريح مجهول ..!!
-
ما هو السبب الحقيقي لتشظي أحزاب اليسار ؟؟
المزيد.....
-
راكب في مقصورة أمتعة على متن طائرة.. هل هي فكرة سديدة؟
-
في فيتنام.. مسار قطار يقدم تجربة جديدة لركابه الأثرياء
-
لحظات مرعبة عاشتها الأم.. مشتبه به يسرق سيارة بداخلها رضيع ف
...
-
ألمانيا تدعو إلى تحقيق بعد تقرير CNN بشأن انتهاكات مزعومة بح
...
-
مصر.. قرار جديد من نيابة بورسعيد بحق المتهمة بتخدير طفلها لا
...
-
لماذا أبرمت الهند اتفاق تشابهار مع إيران رغم التحذير الأمريك
...
-
-السِكّين - وسلاح سلمان رشدي للدفاع عن حرية الكلمة
-
TikTok يختبر الميزة المنتظرة!
-
ماذا حدث في بشكيك؟.. الجالية المصرية بقرغيزستان تصدر تعليمات
...
-
البيت الأبيض يسخر من -عناق- الرئيسين الصيني والروسي
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|