أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - قاسم حسن محاجنة - الخنزير بين الحرام والحلال ..!!














المزيد.....

الخنزير بين الحرام والحلال ..!!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4413 - 2014 / 4 / 3 - 10:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الخنزير بين الحرام والحلال ..!!
النص الديني واضح وصريح في الإسلام واليهودية ، وهو يحُرم أكل لحم الخنزير ، نقطة وسطر جديد . ويُحافظ المؤمنون على عدم تناول لحم الخنزير بشكل مُتشدد ، وهذا حقهم طبعا .
وقد ألصقت الثقافة الشعبية والرسمية بالخنزير صفات سلبية كثيرة ، فهو يأكل الفضلات والأوساخ ، قذر ، ليس له "شرف " ولا حمية ، لا يُدافع عن أُنثاه ولا "يثور " إذا "ضاجعت " ذكرا أخر ، وتستطيع أن تُضيف إلى هذه الصفات السلبية ما تشاء وستجد أذانا صاغية !!
ولستُ في معرض الدفاع عن هذا الحيوان ، لكن كراهيته وتحريمه ، صبّ في مصلحته . فقُطعان الخنازير تتكاثر بشكل كبير وهي مُطمئنة في الأحراش القريبة من المُدن والقرى المسلمة واليهودية ، لأن لا أحد يصطادها أو يقتلها ، بل وتتجرأ على الاقتراب من البيوت ، وتبحث في مكبات النفاية عن وجباتها ، بل بلغ بها الأمر إلى مُهاجمة البعض ممن يمُر بقربها ليلا .
وقد أصبح مُصطلح الخنزرة شائعا ، فحينما يُريد أحدهم شتم خصيمه يصفه بأنه "مخنزر " أو خنزير ، وهي كلمة تُلخص الموروث الثقافي تجاه الخنزير ومن يحمل صفاته .
وقد سبق لرئيس دولة إسرائيل شمعون بيرس ، أن استعمل مصطلح الخنزرة مُطلقا إياه على ، الرأسماليين ونظامهم ، الذي يكفل لهم التلاعب بأموال الناس "وتحويشة عمر " الكادحين في مراهنات هي أشبه ما تكون بالمُقامرة في الكازينوهات !!
ويعود هذا المصطلح للتداول اليومي في أعقاب الكشف عن الفجوات في الأُجور بين العمال والمُوظفين في الشركات الخاصة والجماهيرية ،( وهي التي تُجّند أستثماراتها في البورصة من الجمهور ) وبين أُجور المُدراء الكبار في هذه الشركات .
ويتضح من هذا الكشف بأن المُدراء يتقاضون أُجورا وامتيازات ، بلغت في حدها الادنى خمسين ضعفا من متوسط الأجور في هذه الشركات وبلغ حدها الاعلى أكثر من 120 ضعفا من متوسط الاجور في تلك الشركات .
وتم احتساب الاجور في كل شركة على حدة ، عن طريق احتساب متوسط الاجر، ومقارنته بالاجر الذي يتقاضاه المدير العام في تلك الشركة .
والخنزرة هنا تأتي بمعنى الجشع الذي لا حدود له من طرف واحد ، والاستغلال البشع لغالبية العمال والمُوظفين ، الذين يُنتجون الارباح الحقيقية لهذه الشركات .
كما أن الخنزرة تأتي في سياق ، إنعدام التعاطف ، وإنعدام العدل في هذه الشركات . "فالخنزير " لا يشبع ولا يهمه إذا جاع الاخرون ، كما وأنها تُشير الى سرقة قانونية لجهد وعرق العمال ، وسرقة قانونية لأموال المُستثمرين . ويُشارك في هذه السرقة المدراء بمُساندة من مجالس الادارة غيرها .
لكن السبب الرئيس لهذه الخنزرة كما يعتقد البعض وأنا منهم هو غياب الرقابة أو الرقيب الحكومي عن هذه الظاهرة !!
وقد حاولت أحزاب سياسية تحديد حد أقصى للفجوة بين الاجور تبلغ 50 ضعفا ، إلا أن الحكومة والائتلاف أسقط هذا الاقتراح للقانون .
الخنزرة هي السمة العامة لنظام الأُجور في النظام الرأسمالي ، والذي يدعمها ويُشجعها ، يحميها ويُقويها !!
ولنا أن نتسائل ، بل أن نُقرر بأن لحم الخنزير حرام لكن الخنزرة حلال شرعا .
وما يجري في العالم العربي والاسلامي ، هو الخنزرة بعينها ، حيث تملك بعض العوائل كل شيء ، وتعيش بقية الشعب على الكفاف ، إذا وجدته !! وقُوى أُخرى تستحل لنفسها ما تُحرمه على الأخرين ، أليست هذه هي الخنزرة بحق وحقيق ؟؟



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطينيو اليوم يهود الأمس ، كبش المحرقة .!!
- دقت ساعة الاستيقاظ أيها النائمون!!
- السياسة والمال .. والإعلام ايضا !!
- طبقات الكتاب واهل البيان على موقع اهل التمدن والعمران ..!!
- هل تحول الموقع الى نصير للبيدوفيليا ؟؟
- شرعنة البيدوفيليا
- البيدوفيليا ليست دينا .. ثم أين الضحايا ؟
- الحاج أمين والحوار ..في خدمة اليمين الاسرائيلي ؟!
- أسباب التخلف العربي : صدمة حضارية ..
- أسباب التخلف العربي ، قراءة المُستقبل -بعيون - ماضوية ..
- التدين والالحاد وما بينهما ...حوار مع الاستاذ سامي لبيب
- حوكمة أم عقلنة ؟؟ تداعيات على مقال الاستاذة عايدة سليمان .. ...
- ختان الاناث بين السادية والمازوخية
- الناصرة وأزمة الحزب الشيوعي الاسرائيلي ..
- كلمات على ضريح مجهول ..!!
- ما هو السبب الحقيقي لتشظي أحزاب اليسار ؟؟
- الأُسرة كوكيل أساسي في التربية للتعددية ..
- ألمُمانعة والصمود ..بين بيرؤوس وبشار..!!
- اليسار الالكتروني ( 2): وسائل تقليدية في عالم مُتغير ..
- مشاكسات : اليسار الإلكتروني – الحوار المتمدن نموذجا


المزيد.....




- الشرطة الألمانية توقف متظاهرين مؤيدين لفلسطين في برلين
- اعتقال متظاهرين مؤيدين لـ-بالستاين أكشن- في بريطانيا بعد تصن ...
- آيت بوكماز: دفاعا عن حق رئيس الجماعة المنتَخب في قيادة الاحت ...
- لماذا لا تحتج نساء الريف على قانون الأحوال الشخصية؟
- بين الحصانة والمطاردة: كيف تُشرعن السلطة الذكورية القمع وتكم ...
- م.م.ن.ص// فلسطين-غزة تحت الذبح: جريمة العصر تُواصل مسيرتها ...
- -رايتس ووتش- تتهم شرطة أنغولا باستخدام القوة المفرطة ضد متظا ...
- بيان حزب النهج الديمقراطي العمالي فرع صفرو
- العدد 613 من جريدة النهج الديمقراطي
- يوم عالمي لنيلسون مانديلا الذي قال -حريتنا منقوصة بدون حرية ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - قاسم حسن محاجنة - الخنزير بين الحرام والحلال ..!!