|
اليسار الالكتروني ( 2): وسائل تقليدية في عالم مُتغير ..
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4395 - 2014 / 3 / 16 - 17:18
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
اليسار الالكتروني ( 2): وسائل تقليدية في عالم مُتغير .. عطفا على مقالي السابق ، والذي تعرض بالنقد لهذا الموقع المُتميز ، رغم كل شيء . فقد ارتأيت أن أطرح وجهة نظري في ما طرحه الاستاذ رزكار ورؤيته غير التقليدية لتطوير عمل اليسار الجديد بحيث يعتمد على :" طرح علمي حديث لمفهوم اليسار واليات عمله لكي تتلاءم مع التطور التكنولوجي والمعرفي للإنساني...". وكُنت في مقال سابق بعنوان "الروبوتيكا ، الماركسية وعلاقات الانتاج ..!! وهذا رابطه : "http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=402182 ، قد تطرقت الى ضرورة أن يأخذ الماركسيون بالاعتبار التطور الهائل في تكنولوجيا الروبوتات والتي أصبحت تحل مكان الانسان أو العامل في تنفيذ بعض الاعمال وفي بعض الابحاث العلمية ، وخصوصا ابحاث الفضاء ، ناهيك عن انتشار استعمالها في الشؤون العسكرية والبوليسية . لكن ، هل يستطيع اليسار ، التخلي عن وسائله التقليدية في حشد الجماهير ، تنظيمها وادارة الصراع مع القُوى الاستغلالية والطبقية الاخرى ؟؟ نعم يستطيع اليسار أن يُجند لمظاهرة هنا ووقفة هناك ، عبر استخدامه لوسائل الاتصال والتواصل المُتقدمة ، لكن هل هذا كاف لإحداث التغيير المنشود ؟؟ التطور التكنولوجي والمعرفي يطرح تحديات أمام مُنظمات اليسار من الناحية "النظرية " بشكل أساسي ، فعولمة الانتاج ، والاستخدام المُطّرد للتكنولوجيا والنانو- تكنولوجيا في عملية الانتاج أدت الى تغييرين كبيرين في علاقات الانتاج وملكية وسائل الانتاج . فبعد أن كان الانتاج بشكله الكلاسيكي يحدث في قاعات مُغلقة مليئة بالآلات التي يشتغل أمامها عامل أو أكثر ، وعادت ملكيتها الى شخص أو عائلة بعينها ،على نمط فيلم الازمنة الحديثة لتشارلي تشابلن ، أصبح الانتاج "موزعا " في أنحاء الكرة الارضية ، وبملكية مُتعددة القوميات وعابرة للقارات . أما التغيير الأخر فهو "الاستغناء "تدريجيا عن القوى العاملة والاعتماد على الأتمتة ، بحيث تقوم الالة بعمل مجموعة من العمال ، ولا يحتاج الامر الا الى "تقني " متمرس لمراقبة الالة وادارتها . هذان التطوران الكبيران يضعان اليسار والماركسي تحديدا ، أمام واقع جديد ، يتطلب تغييرا في فهم " مهمات " اليسار في هذه الحُقبة . وقد يكون هذا الفهم نابعا من "تشخيص " الجماهير لواقعها الراهن ، فهي ألأكثر دراية "بهمومها " وقضاياها ، ومُحاولة طرح الحلول العملية لهذا الواقع . فعلى سبيل المثال تهتم الجماهير مرحليا بتحسين ظروف عملها ، وتوفير الشروط الفُضلى لها ، كرفع الأُجور ، وضمان صناديق تقاعدية ، الحفاظ على البيئة والسلم العالمي ، وكلها أمثلة من واقع طموح الجماهير أينما كانت . على اليسار الجديد أن يبذل جهودا ، على الجهود التي يبذلها ، في النضال مع الجماهير لتحقيق مطالبها الانية ، مع عدم التخلي عن "هدفه " الاسمى في مُجتمع العدل والكفاية . وبما أن الظروف تختلف من بلد الى أخر ومن قارة الى أُخرى ، فلا يُمكن أن تكون الاهداف المرحلية متشابهة ، فلكل بلد "مطالبه " المرحلية ، ففي البُلدان العربية تشغل قضايا الحُريات والتوزيع العادل للثروات ، القضاء على البطالة ومكافحة الفقر ، المرض والامية ، تشغل هذه القضايا بال الجماهير ، لذا على اليسار العربي أن يرفع عاليا راية الحريات وراية تحسين الظروف الاقتصادية . فتغيير أنظمة الحُكم فقط ، وأنا من أنصار تغيير أنظمة الحُكم ، هذا التغيير لم يؤد الى تغيير الواقع الحياتي للجماهير ، بل قد يكون الامر مُعاكسا . لذا لا غنى لليسار عن خوض النضالات التي تحتاج نفسا طويلا ، والقيام بحملات توعوية ، وتنظيم هذه الجماهير من أجل تحقيق أهداف مرحلية . ويستطيع اليسار أن يتعلم من الاسلام السياسي ، الذي لا يتخلى عن "فرصة " تثقيف الجماهير برؤيته للأمور ، فالدروس ، المُحاضرات والمخيمات ، كانت وما زالت ، وسيلته لتجنيد الجماهير لصالح ايديولوجيته وأجندته السياسية . قد يقول قائل بأن اليمين الديني يملك من الامكانيات ، ما لم يحلم اليسار بامتلاكه حتى في الاحلام ، ومع ذلك فالفُرصة سانحة أمام اليسار العلماني ،للعب دور هام ، خاصة وأن اليمين الديني "يُواجه " مُستقبلا غير زاهر ، لأن القُوى التي دعمته تسحب عنه غطاءها . نعم على اليسار الجديد أن يستعين بتكنولوجيا المعلومات ، من اجل الوصول الى شرائح أكبر من المُجتمع ، كما وعليه أن يخرج من "التقوقع " النظري ، لكن لن يُكتب له النجاح ، إذا تخلى عن العمل وبشكل لصيق مع الجماهير ، ووضع أهداف مرحلية تُوحد ولا تُفرق ..!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشاكسات : اليسار الإلكتروني – الحوار المتمدن نموذجا
-
ال---- هو هي ، الحل ..؟!!
-
وأخيرا غرقت سفينة - نوح- ..!!
-
وظُلم ذوي القُربى ..شكرا للزميل غسان صابور.
-
الخُوار المُتَخلف ..!!
-
مُعاداة الشيوعية وهزيمة الاشتراكية ..
-
الذبح الحلال..
-
ظلال الجبال ..والاصطفاف ضد الاخوان .
-
ايغور ، بافل والمُستهلك العربي ..
-
- جرائم شرف -..أم جرائم قتل ؟؟!!
-
ألثُمُ أطرافَ رِدائك ..
-
مأساة ماركس ..!!
-
بيان سياسي ..!!
-
بروفايل للقتلة ..
-
راسل ، مالتوس وفناء الثُلث ..
-
الحوار المُتمدن وإعادة التدوير ..!!
-
حجابي كتابي
-
أوسَعتُهم سبا وأودوا بالابل ..!!
-
أنا وساعي البريد ..!!
-
ما هو مسرح البلاي –باك ؟
المزيد.....
-
الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة
...
-
مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
-
بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو
...
-
الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة
...
-
الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك
...
-
شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم
...
-
الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا
...
-
الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح
...
-
تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه
...
المزيد.....
-
مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا
...
/ جيلاني الهمامي
-
كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع
...
/ شادي الشماوي
-
حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين
/ مالك ابوعليا
-
بيان الأممية الشيوعية الثورية
/ التيار الماركسي الأممي
-
بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا)
/ مرتضى العبيدي
-
من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا
...
/ غازي الصوراني
-
لينين، الشيوعية وتحرر النساء
/ ماري فريدريكسن
-
تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية
/ تشي-تشي شي
-
مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|