أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - أمنياتي للعام الجديد














المزيد.....

أمنياتي للعام الجديد


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8573 - 2025 / 12 / 31 - 10:11
المحور: الادب والفن
    


في كل عام جديد، نقف على العتبة ذاتها، نحمل معنا قائمة طويلة من الأمنيات. بعضها يتحقق، وبعضها يتبخر مع الأيام، لكننا لا نتوقف عن التمني أبدًا. كأن الأمل خُلق فينا كمسكن مؤقت، نلوذ به لنحتمل الألم، وكقوة خفية تدفعنا للاستمرار رغم كل شيء، رغم الخيبات، ورغم تكرار الخسارات.
في العام الجديد، أتمنى أن يعود المصريون كما كانوا قبل الغزو الوهابي؛ أن يستعيدوا سماحتهم القديمة، وانفتاحهم الفطري على الاختلاف، وقدرتهم على التعايش مع كل الثقافات والأديان والآراء دون خوف أو وصاية. أتمنى أن نتحرر من الانغلاق الذي تسلل إلى الوعي، ومن الفكرة التي تجعل التنوع تهديدًا لا ثراءً.
وأتمنى أن تُصيبنا عدوى التجربة التونسية، حيث حسم قانون الأحوال الشخصية منذ عام 1956 مسألة تعدد الزوجات، فحرّمه قانونًا، واعتبر الزواج الثاني جريمة يُعاقَب عليها بالسجن والغرامة، وتُبطل آثاره مدنيًا. تجربة تُعيد الاعتبار للمرأة كإنسان كامل الأهلية، لا كملحق في حياة رجل.
أتمنى أن تصبح مصر دولة مدنية بحق، دولة لا يُميَّز فيها مواطن بسبب دينه أو جنسه، ولا يُختزل فيها الإنسان في بطاقة هوية أو تفسير فقهي.
أتمنى أن يجد كل إنسان معنى لحياته، معناه الخاص، رسالته الحقيقية التي كلفه الله بها وحده، لا تلك التي تُفرض عليه باسم الدين أو التعليم أو المجتمع. رسالة لا يُمليها شيخ، ولا يصوغها رجل دين، ولا تُفصَّل لخدمة غاية لا تشبهه ولا تمثله.
أتمنى أن نرى العلم على حقيقته، وأن نُدرك الفارق الواضح بين العلم الحقيقي وما اعتدنا تسميته علمًا وهو في جوهره خليط من خرافة وتلقين وموروث غير قابل للنقد.
أتمنى أن نتعلم كيف نحب. أن نبدأ بحب أنفسنا أولًا، ثم نحب غيرنا دون شروط قاسية. أتمنى أن تتعلم المرأة كيف تحب نفسها، كيف ترضى عن شكلها، وألا تطارد المثالية المصطنعة التي تفرضها شاشات التلفاز ومواقع التواصل. أن تدرك أنها جميلة في كل حالاتها؛ سواء امتلكت جسدًا مغريًا أو كانت نحيفة أو بدينة. أن تفهم أنها ليست عورة فتختفي، ولا سلعة فتُعرَض، بل إنسان قبل كل شيء، يمتلك روحًا وعقلًا وكرامة.
أتمنى أن يتوقف الرجال عن ضرب النساء، وعن تعنيفهن، وعن إخافتهن بالصراخ أو التهديد أو السيطرة المقنّعة بالحب.
أن يدرك الرجل أن رجولته الحقيقية لا تُقاس بالقسوة ولا بالصوت المرتفع، بل بقدرته على الاحتضان والاحتواء. وأن تاج هذه الرجولة هو التحكم في الغضب، وكبح جماح العنف، لأن القوة التي تُخيف ليست قوة، بل عجز متنكر في صورة سلطة.
أتمنى، في اليوم الأول من العام الجديد، أن يتم الإفراج عن 2026 سجين رأي من كل سجن ومعتقل حول العالم، كخطوة رمزية تعيد الاعتبار لحرية الفكر والاختلاف.
أما فلسطين الحبيبة، فأتمنى لها أن تتحرر من قبضة حماس المجرمة، وأن تعود كما كانت منذ الأزل أرض الله الحاضنة للجميع: مسلمين ومسيحيين ويهود. أتمنى أن ينتهي هذا الكابوس بقيام دولتين، إسرائيلية وفلسطينية، ينعم فيهما المواطنون بالأمن والحق في الحياة دون خوف.
وعلى المستوى الشخصي، أتمنى شيئًا واحدًا فقط:
أن أكون أنا في كل عام.
أن أعيش حقيقتي بلا نفاق، ولا خوف، ولا ادعاء للمثالية.
أن أستمر في مواجهة نفسي قبل أن أواجه العالم، وأن أظل صادقة حتى وإن كان الصدق مكلفًا.



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين مقص الرقيب وفضاء تيك توك: هل يحمي حظر العرافين عقل المشا ...
- الكريسماس.. رحلة العيد من (أروقة الكنيسة) إلى(شوارع العالم)
- ​ورحل فيلسوف السينما عن -أرض الخوف-
- ​إمبراطورية الإغواء.. من -رقصة- السياسي إلى -سحر- العل ...
- المعارضة كأداة حكم: لماذا تحتاج السلطة إلى من يقول «لا»؟
- 2025.. عام التحولات الكبرى وكسر اليقين
- كل السنة في رأس السنة (الأخير)
- عام سعيد!
- هل كان عام 2025 عامًا سعيدًا على المصريين؟
- من السيوطي إلى المدرسة: كيف تحوّل الجنس من علم إلى عار
- لماذا نخاف من أحكام الآخرين؟
- لماذا علمونا كل شيء ولم يعلمونا كيف نعيش؟
- رسالة المصريين في جولات الإعادة .. هل فهمت القيادة السياسية ...
- الطفل الذي حلم بأن يلمس الأهرامات!
- كل السنة في رأس السنة!
- عروس المنوفية: جريمة تكشف أوضاع النساء في مصر
- كن أنت جمهورك… فالحشود لا تُؤتمن
- محمد صلاح … حين يصبح الخروج من منطقة الراحة ضرورة
- -حين ينسحب التشدد من دولة… ويزدهر في أخرى-
- علّمني الخيبة يا با!!


المزيد.....




- -أبطال الصحراء-.. رواية سعودية جديدة تنطلق من الربع الخالي إ ...
- الانفصاليون اليمنيون يرفضون الانسحاب من حضرموت والمهرة
- سارة سعادة.. فنانة شابة تجسد معاناة سكان غزة عبر لوحاتها وسط ...
-  متاهات سوداء
- الصور الفوتوغرافية وألبوماتها في نصوص الأدب والشعر
- -السرايا الحمراء- بليبيا.. هل يصبح المتحف رسالة تصالح في بلد ...
- الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي: ادعاء روسيا استهداف أوكراني ...
- تمنوا لو كانوا أصحابها.. أجمل الروايات في عيون روائيين عرب ع ...
- الممثل جورج كلوني وعائلته أصبحوا مواطنين فرنسيين.. إليك التف ...
- فعاليات مهرجان “سينما الحقيقة” الدولي للأفلام الوثائقية في ط ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - أمنياتي للعام الجديد