أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - علا مجد الدين عبد النور - هل كان عام 2025 عامًا سعيدًا على المصريين؟














المزيد.....

هل كان عام 2025 عامًا سعيدًا على المصريين؟


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 02:51
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


«ما هذا السؤال الساذج!»
أعرف، عزيزي القارئ، أن هذا أول ما خطر ببالك. سؤال مستفز، إجابته بديهية تقطر تعاسة. لسنا سعداء في مصر، بل إن المضحك المبكي أن شعوبًا تعيش تحت القصف والحصار أو في قلب حروب أهلية، بدت – وفق المؤشرات – أقل تعاسة من المواطن المصري.
في تقرير السعادة العالمي لعام 2025، احتلت مصر المرتبة 135 من أصل 147 دولة، متراجعة 8 مراكز عن العام السابق.
في المقابل، جاءت فلسطين في المرتبة 108، وليبيا في المرتبة 79 عالميًا.
يُحتسب مؤشر السعادة العالمي اعتمادًا على ستة عوامل رئيسية: نصيب الفرد من الناتج المحلي، الدعم الاجتماعي، متوسط العمر الصحي، حرية اتخاذ القرار، الكرم، وغياب الفساد، وفق تقارير الأمم المتحدة.

الفساد… حين يصبح سلوكًا يوميًا
لن أُلقي باللائمة كاملة على الحكومة، رغم أنها تتحمل النصيب الأكبر من المسؤولية، لكن لا يمكن تبرئة الأفراد.
فالفساد لا يعيش في المكاتب وحدها، بل يتغذى على الممارسات اليومية.
خلال أكتوبر 2025، أعلن جهاز حماية المستهلك ضبط أكثر من 3200 قضية غش تجاري.
وفي ديسمبر من العام نفسه، تمكن قطاع الأمن الاقتصادي من ضبط 5977 قضية تموينية خلال 24 ساعة فقط.
هذه الأرقام لا تعكس فقط ضعف الرقابة، بل أيضًا قبولًا اجتماعيًا واسعًا للغش، والتحايل، وتبرير الخطأ ما دام “الجميع يفعل ذلك”.

الأطفال… الثمن الأفدح
ولأن المجتمعات المنهكة تدفع أضعف فئاتها إلى الواجهة، شهد عام 2025 ارتفاعًا ملحوظًا في بلاغات الانتهاك ضد الأطفال.
تلقى خط نجدة الطفل 16000 أكثر من 21 ألف بلاغ خلال 11 شهرًا، 88% منها مصنفة كبلاغات خطر، تتعلق بالعنف الجسدي، والتحرش الجنسي، والإهمال الأسري، وزواج القاصرات، والاستغلال في العمل والتسول.
وشهد العام عددًا من القضايا الصادمة داخل المدارس، أبرزها قضايا اعتداءات جنسية في مدارس خاصة ودولية، وصلت في إحداها إلى إحالة المتهم إلى المفتي تمهيدًا للإعدام.
وما خفي من هذه الوقائع، غالبًا، كان أعنف.

طرق تقتل… وإهمال لا يُحاسَب
حوادث الطرق في مصر كانت من أكثر مظاهر النزيف الإنساني خلال 2025.
فقد قُدِّر عدد الضحايا بما لا يقل عن 5600 وفاة حتى نهاية أكتوبر، بمتوسط 18 حالة يوميًا، مع زيادة تراوحت بين 10% و15% مقارنة بعام 2024.
وتشير التقديرات إلى أن 90% من هذه الحوادث تعود إلى سلوكيات السائقين: رعونة، تجاوز، غياب الالتزام، وانعدام الردع.
ولا يقتصر الإهمال على الطرق، بل يمتد إلى حوادث الغرق، وحمامات السباحة غير المؤمنة، حيث تحصد الأرواح بسبب غياب أبسط إجراءات السلامة.

صحة هشّة وأخطاء قاتلة
في مؤشر الرعاية الصحية، جاءت مصر في المرتبة 85 من أصل 88 دولة.
وتشير تقارير غير رسمية إلى تسجيل قرابة 180 ألف خطأ طبي سنويًا، مع شطب نحو 20 طبيبًا من النقابة كل عام.
وتعاني المنظومة من نقص حاد في الكوادر الطبية، بمعدل 9.2 طبيب لكل 10 آلاف مواطن، مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ 23 طبيبًا، ما يضاعف الضغط ويزيد احتمالات الخطأ، في منظومة يدفع المواطن ثمنها صحةً وحياة.

نساء تحت العنف
خلال عام 2025، تم توثيق ما يقرب من 495 جريمة عنف ضد النساء.
وأشارت بيانات إلى أن 20% من حالات الحروق التي استقبلتها مؤسسة “أهل مصر” كانت ناتجة عن عنف منزلي.
وتؤكد تقارير حقوقية أن أغلب هذه الجرائم تُرتكب على يد شركاء حميميين أو أفراد من العائلة، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في جرائم قتل النساء والانتحار بين الفتيات.

حتى الترفيه… خذلان
حتى كرة القدم، بوصفها متنفسًا شعبيًا، لم تكن مصدرًا للسعادة في 2025.
خروج مبكر للمنتخبات بمختلف فئاتها، إخفاقات إدارية، وهزائم متتالية، جعلت الخسارة عادة، لا استثناء، كان آخرها الخروج المهين لمنتخب مصر الثاني من كأس العرب بهزيمة ثلاثية قاسية أمام منتخب الأردن الثالث.

هل نحن أحرار فعلًا؟

حرية اتخاذ القرار تعني أن يمتلك الفرد القدرة الحقيقية على الاختيار بين بدائل متعددة دون خوف أو قيد. أن يلبس ويظهر بالشكل الذي يراه معبّرًا عن ذاته، وأن يمتلك حدًا من الاستقلال المالي يتيح له حرية التنقّل والسفر، أو حتى القدرة على الاستمتاع بالسياحة الداخلية، بما تحمله من راحة نفسية وتجديد للطاقة.
وتعني كذلك أن يكون الإنسان قادرًا على التعبير عن آرائه دون خشية ملاحقة أمنية، أو وصم اجتماعي، أو تأثيم ديني.
وهي حرية يفتقدها كثير من المصريين للأسف، فيعيش المواطن حياة مصطنعة، يُظهر فيها ما لا يؤمن به، ويُخفي ما يعتقده، خوفًا من المجتمع قبل السلطة، فيتحول إلى سجين أفكاره.

الخلاصة
عام 2025 لم يكن تعيسًا لأن الأرقام سيئة فقط، بل لأن الإنسان فيها كان أقل حرية، وأقل أمانًا، وأقل صدقًا مع نفسه.
فالسعادة لا تُقاس بالضحك، بل بالكرامة، والحرية، والشعور بأن الحياة ليست معركة يومية للبقاء.
وهذا، للأسف، ما افتقدناه.



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من السيوطي إلى المدرسة: كيف تحوّل الجنس من علم إلى عار
- لماذا نخاف من أحكام الآخرين؟
- لماذا علمونا كل شيء ولم يعلمونا كيف نعيش؟
- رسالة المصريين في جولات الإعادة .. هل فهمت القيادة السياسية ...
- الطفل الذي حلم بأن يلمس الأهرامات!
- كل السنة في رأس السنة!
- عروس المنوفية: جريمة تكشف أوضاع النساء في مصر
- كن أنت جمهورك… فالحشود لا تُؤتمن
- محمد صلاح … حين يصبح الخروج من منطقة الراحة ضرورة
- -حين ينسحب التشدد من دولة… ويزدهر في أخرى-
- علّمني الخيبة يا با!!
- أبجدية السياسة (الاخيرة): سياسة واقتصاد
- أبجدية السياسة _7_ نظم الحكم عبر التاريخ
- أبجدية السياسة (6): اللامبالاة السياسية
- أبجدية السياسة_5_ الأحزاب السياسية
- العلمانية الدينية بين المستحيل والممكن..
- أبجدية السياسة (4): مجلس الشيوخ
- -حين يصبح التفكير تهمة.. أزمة حرية الاعتقاد في مصر”
- أربعة وثلاثون عامًا من اللاجدوى
- أبجديّة السياسة (3): -مجلس النواب-


المزيد.....




- هل تتبع الأسلوب الأمريكي أم القاري عند تناول الطعام؟ خبراء آ ...
- جدل واتهامات بشأن وثائق إبستين: وزارة العدل الأميركية تنفي - ...
- مقتل جنرال روسي رفيع في تفجير سيارة مفخخة في موسكو
- هل تستطيع المنظومة الروسية -إس-500- تحييد مقاتلات -إف-35-؟
- إدارة ترامب تنشر صورة له في ملفات إبستين وتنفي محاولة التستر ...
- صحف عالمية: لقاء ترامب ونتنياهو مرهون بمحادثات الوسطاء في مي ...
- فيديو.. إسرائيل تخنق بيت لحم في أعياد الميلاد
- -يحتجزون الشباب ويطلبون الفدية-.. نازح من الفاشر يروي قصة نج ...
- ليبراسيون: أوكرانيا تتعقب الأسطول الشبح الروسي حتى البحر الم ...
- الجزيرة ترصد تدهور القطاع الصحي في غزة مع تحذيرات من انهياره ...


المزيد.....

- عملية تنفيذ اللامركزية في الخدمات الصحية: منظور نوعي من السو ... / بندر نوري
- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - علا مجد الدين عبد النور - هل كان عام 2025 عامًا سعيدًا على المصريين؟