أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا مجد الدين عبد النور - أبجدية السياسة _7_ نظم الحكم عبر التاريخ














المزيد.....

أبجدية السياسة _7_ نظم الحكم عبر التاريخ


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8548 - 2025 / 12 / 6 - 00:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن عرف الإنسان الجماعة، واحتاج إلى من يضبط إيقاع حياته، وُلدت فكرة الحكم.
ولذلك تعددت أشكال الحكم، وتطورت من أنظمة بسيطة وقبلية إلى دول مركزية معقدة. هذا التطور لم يكن خطيًا ولا موحّدًا، بل نتج عن ظروف كل حضارة وثقافتها وقوتها الاقتصادية والعسكرية.

"الحكم في العصور القديمة"

اتسع الخيال البشري ليمنح الحاكم هالة قدسية، فظهر مفهوم “الملك الإله” في مصر الفرعونية، حيث كان الفرعون يجسد العدالة الكونية ويقف في مركز الكون، تحيط به إدارة مركزية وطبقة من الموظفين الذين يعينهم، ويُنظر إليه باعتباره الراعي الذي يمسك ميزان العالم. وفي بلاد الرافدين، كان الملك قويًا ومهيبًا، يدير إمبراطوريته عبر حكام محليين كما فعل حمورابي، بينما بقي الحكم مركزياً يجعل الدولة كلها دائرة حول شخص واحد.

وفي مناطق أخرى من العالم، لم يكن الحكم فرديًا خالصًا؛ فقد ظهرت الجمهوريات المبكرة في الهند القديمة، "ماها جاناباداس" كأول جمهوريات تاريخية، وكانت فايشالي من أوائل التجارب الجمهورية في عصور ما قبل الميلاد. أما تدمر في سوريا، فقد بدأت حكماً شوريًا يقوم على مجلس من الشيوخ والعشائر، قبل أن يتطور الحكم فيها لاحقًا إلى ملكية وراثية تجمع بين السلطة الفردية وحضور المجالس التقليدية.

ومع بزوغ المدن-الدول، تشكلت نماذج مغايرة؛ كنعان التي حكمتها قبائل يقودها ملوك يمثلون الروابط العائلية والدينية، وقرطاج التي صنعت من تجارتها قوة سياسية امتدت عبر البحر. ثم جاءت لحظة مفصلية في التاريخ حين قرر الرومان إنهاء الحقبة الملكية وطرد آخر ملوكهم في العام 509 قبل الميلاد، لتولد الجمهورية الرومانية التي ستؤثر في العالم إلى اليوم، بنظام قناصل منتخبين وتقسيم واضح للصلاحيات.


" أنظمة الحكم في العصر الحديث"

تعتمد الدول اليوم على نماذج حكم تحدد مصدر السلطة وطريقة توزيعها والعلاقة بين المؤسسات. أهم هذه الأنظمة:


1. الديمقراطية (حكم الشعب)

يقوم الشعب فيها باختيار ممثليه أو المشاركة المباشرة في الحكم. وتتفرع إلى:

أ- النظام البرلماني

الحكومة مسؤولة أمام البرلمان.

رئيس الدولة غالبًا ذو دور رمزي.
أمثلة: بريطانيا، ألمانيا، اليابان.


ب- النظام الرئاسي

الرئيس منتخب شعبيًا، ويمتلك سلطات تنفيذية واسعة.
أمثلة: الولايات المتحدة، البرازيل، تركيا (بعد 2018).


ج- النظام شبه الرئاسي (المختلط)

السلطة موزعة بين الرئيس ورئيس الوزراء.
أمثلة: فرنسا، روسيا.

2. الملكية (حكم العائلة)

ملكية مطلقة: الحاكم يملك السلطة كاملة.
أمثلة: السعودية، عمان، الإمارات.

ملكية دستورية/برلمانية: الملك رمز للدولة، بينما الحكم بيد حكومة منتخبة.
أمثلة: السويد، إسبانيا، الأردن، المغرب.


3. الأنظمة الاستبدادية والشمولية

تركز السلطة في يد فرد أو نخبة صغيرة، وتتسم
بالديكتاتورية وقمع المعارضة وتقييد الحريات.
مثل: كوريا الشمالية.
أو من خلال حكم الحزب الواحد على جميع مؤسسات الدولة.
مثل: الصين.


4. الأوليغارشية والأرستقراطية

حكم النخبة أو القلة الثرية أو العسكرية.
(موجودة اليوم غالبًا داخل أنظمة مختلطة أو مستبدة.)


5. الثيوقراطية (الحكم الديني)

تستمد السلطة من المرجعية الدينية.
أمثلة: إيران (الشيعية)، الفاتيكان (المسيحية).


6. النظام الفيدرالي (تقسيم السلطة جغرافيًا)

يجمع بين حكومة مركزية وحكومات محلية تتمتع بصلاحيات واسعة.
أمثلة: الولايات المتحدة، ألمانيا، أستراليا، البرازيل.

" لماذا تغيّر الدول نظام حكمها؟"

و لأن التاريخ لم يكن يومًا ثابتًا. فالأنظمة تتغير حين تفشل في خدمة شعوبها، أو حين يصبح الظلم أكبر من قدرة المواطنين على تحمله. تنهار الأنظمة عندما تخذل شعوبها، وحين تتراكم الأزمات بلا إصلاح، وعندما يصبح البقاء في السلطة أهم من خدمة الناس. حينها يبدأ الشرخ ، فتغيب الشرعية، و تنتشر المحسوبية، ينهار الاقتصاد، وتتآكل الثقة، فينظر الناس إلى الحكم باعتباره عبئًا لا ملاذًا. وبعض التغييرات تأتي عبر إصلاحات هادئة تُعدّل القوانين وتبني المؤسسات، وبعضها يأتي كعاصفة، عبر ثورات أو انقلابات عسكرية تهزّ الدولة لكنها تعيد تشكيلها من جديد.

ومع كل هذا التنوع الذي عرفه التاريخ، تبقى الحقيقة الجوهرية ثابتة وهي أنه لا قيمة لأي نظام حكم إذا لم يكن هدفه الإنسان. فشكل الحكم — ملكي، جمهوري، ديمقراطي، أو غير ذلك — ليس معيارًا كافيًا للحكم عليه، بل مدى قدرته على تحقيق العدالة، وصون الكرامة، وجعل المواطن شريكًا لا تابعًا، وصاحب صوت لا مجرد رقم في سجلات الدولة.



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبجدية السياسة (6): اللامبالاة السياسية
- أبجدية السياسة_5_ الأحزاب السياسية
- العلمانية الدينية بين المستحيل والممكن..
- أبجدية السياسة (4): مجلس الشيوخ
- -حين يصبح التفكير تهمة.. أزمة حرية الاعتقاد في مصر”
- أربعة وثلاثون عامًا من اللاجدوى
- أبجديّة السياسة (3): -مجلس النواب-
- حرب المال والبلطجة من أجل عيون المواطن!!
- أبجدية السياسة ....-الحياة السياسية-
- لن يرضى عنك المتأسلمون حتى تتبع ملتهم!!
- أبجديّة السياسة: لماذا يجب أن نفهم السياسة؟
- بين الجهل و التجهيل ,,متى ننضج ديمقراطياً؟!
- ولنا في الخيال حب ...حين تلمع الاغنية ويبهت الفيلم!!
- الخروج من اللعبة_ الأخيرة
- المرأة المصرية وحقوقها السياسية_ سيدات السلطة2
- المرأه المصريه و حقوقها السياسيه_ (سيدات السلطة)
- المرأة المصرية وحقوقها السياسية (2)
- الخروج من اللعبة (5)
- بين استعراض الإيمان واستعراض الجسد… مصر تدفع ثمن التريند
- المرأة المصرية وحقوقها السياسية


المزيد.....




- لوموند: على فرنسا أن تستعد لتفادي شتاء ديمغرافي قاس
- -الجريمة والعقاب-.. نتنياهو والتطرف الممنهج لإبادة غزة
- برّاك: إسرائيل لن تحقق أهدافها عبر محاولة سحق حزب الله عسكري ...
- مجلس السلام المقترح لغزة.. هل يشعل صداما بين ترامب ونتنياهو؟ ...
- -ما وراء الخبر- يتناول تحديات دخول المرحلة الثانية من اتفاق ...
- إستراتيجية ترامب الجديدة.. كيف تحافظ أميركا على أمنها القومي ...
- طبول الحرب تدقّ على لبنان
- ميرتس يزور إسرائيل: صداقة رغم الخلافات
- عاجل | مسؤول أمني أفغاني للجزيرة: اشتباكات بين القوات الأفغا ...
- قوات -درع الوطن- توسع انتشارها شرقي اليمن


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا مجد الدين عبد النور - أبجدية السياسة _7_ نظم الحكم عبر التاريخ