أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - علا مجد الدين عبد النور - كن أنت جمهورك… فالحشود لا تُؤتمن














المزيد.....

كن أنت جمهورك… فالحشود لا تُؤتمن


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8554 - 2025 / 12 / 12 - 23:30
المحور: قضايا ثقافية
    


“الجماهير لا تُؤتَمن”، عبارة قديمة قالها غوستاف لوبون في كتابه "سيكولوجية الجماهير"، لكنها لم تفقد بريقها ولا قسوتها.
فالحشود التي ترفع شخصًا إلى السماء، هي نفسها التي قد تتركه يسقط وحده عند أول هفوة.
فحب الجمهور ليس خالصًا، وليس مجانيًا، وليس ثابتًا، إنه شعور لحظي، يتحرك بالمزاج، ويتشكل بالصور، وينقلب بالضغطة والتغريدة والتريند.

محمد رمضان المحبوب المكروه الأول

قصة محمد رمضان مع الجمهور مثال واضح على أن التصفيق لا يعني الحب، وأن الهجوم لا يعني الكراهية.
رمضان يملك واحدة من أكبر قواعد المتابعين في مصر والعالم العربي. يشارك جمهوره يومياته، ينزل الشارع، يصافح الناس، يصوّر، يتفاعل… لكن هذا الحب الضخم لم يمنع موجات غضب هائلة اشتعلت ضده لسنوات،
أزمات السوشيال ميديا والصور المثيرة للجدل، التي دفعت البعض لاتهامه بالغرور واحداث النعمة.
قضية الطيار الراحل أشرف أبو اليسر والتي أدت إلى أحكام قضائية ضده.
صورته في 2020 مع الفنان الإسرائيلي عومير آدام في دبي التي عرّضته للتحقيق بتهمة التطبيع وتعليق عضويته بنقابة المهن الموسيقية، ولكن حفلاته في الساحل وأسوان ودبي والسعودية كاملة العدد!!.
وأخيراً إطلالته الفرعونية في مهرجان كوتشيلا 2025 بكاليفورنيا، التي وُصفت بـأنها “بدلة رقص”.
ومع ذلك، حين قدّم "نمبر وان" برنامج "مدفع رمضان"، بفكرته القائمة على النزول إلى الشارع المصري ومساعدة الناس البسطاء وتحقيق أحلامهم بتوزيع جوائز مالية كبيرة؛ فتصدر التريند، وانهالت عليه عبارات الامتنان والحب.
إنه الجمهور يا سادة ولسان حاله "نحبك نعم لكن على مزاجنا"!!


محمد صلاح… القدوة التي لا يُسمح لها بالخطأ

الجمهور مع صلاح أكثر قسوة، لأنه لا يتعامل معه كإنسان، بل كرمز ديني وأخلاقي ووطني وسياسي في الوقت نفسه.

التُقطت له صورة مع الزعيم الشيشاني رمضان قديروف أثناء معسكر المنتخب المصري في الشيشان قبل كأس العالم 2018، وقد طالت قديروف اتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان، مما عرض صلاح لانتقادات بأنه يُستخدم كرمز سياسي دون رغبته.
وفي العام التالي نشر صورته مبتسمًا بعد حادث قطار محطة مصر ،فاتهموه بعدم احترام الحزن العام.
أما الاحتفال بالكريسماس كل عام، فيفتح بوابات هجوم لا تنتهي على "فخر العرب" الذي يراه البعض نموذجًا إسلاميًا، وأن احتفاله بالكريسماس لا تتناسب مع هذه الصورة.
في عام 2023 انهالت عليه الانتقادات العنيفة جراء صمته عما يجري في قطاع غزة من قصف إسرائيلي عنيف، خرج بعدها نجم ليفربول في فيديو مسجل داعياً إلى "وقف المجازر" و"إدخال المساعدات الإنسانية فوراً" إلى القطاع المحاصر، ورغم ذلك بقيت نار الانتقادات مشتعلة.
واليوم وبعد أن استبعده مدرب ليفربول، اشتعل هاشتاج #معاك_يافخر_العرب، وقاطع المصريون مباريات ليفربول تضامنًا معه.

هذا هو الجمهور:
يغضب لأنك إنسان، ويحبك لأنه نسي أنك كذلك.


مايكل جاكسون… سقوط الأسطورة وصعود الإرث

حتى أكثر نجوم العالم شعبية لم يسلموا من مزاجية الجمهور، فمايكل جاكسون، الذي هزّ الأرض بغنائه ورقصه، خسر جزءًا كبيرًا من محبة الجمهور وقت اتهامه بالتحرش الجنسي بالأطفال في التسعينيات، فتراجعت مبيعاته وحفلاته وهو حيّ، لكن المفارقة أن إرثه بعد وفاته حقق مليارات(105 مليون دولار في 2025، و600 مليون في 2024، وأكثر من 3.5 مليار دولار منذ رحيله!).



حين صفّر الجمهور في وجه العندليب

في حفل "قارئة الفنجان" 1976، عاش عبد الحليم لحظة قاسية، صفير وضجيج من جمهور اعتبره "مزاجا" أو "فئة مندسّة" فانفعل قائلاً: "بس بقى!" و"أنا كمان بعرف أصفر وأزعق".
فاتهم بالمتكبر والمتعالي على الجمهور، خاصة بعد عبارته الشهيرة عن الغناء بعد أم كلثوم.
كما هاجمه بعض رجال الدين بعد غنائه "قدر أحمق الخطي" في "لست قلبي" واعتبروه يتحدى مشيئة الله!!. بالإضافة لحملات الهجوم التي تعرض لها بسبب نسيانه لبعض الكلمات نتيجة مرضه.
كل ما قدمه على مدار عقود بدا وكأنه ينهار في ليلة واحدة.

ومع ذلك…
كانت جنازته واحدة من أعظم جنازات الوطن العربي، شيعه 2.5 مليون شخص، وفتيات انهارت أو انتحرت حزنًا عليه.
هذا هو الجمهور: يقسو حد الأذى… ويحب حد الجنون.


الحقيقة الأخيرة: الجمهور لا يحبك… بل يحب صورته عنك

الشخصية العامة التي تراهن فقط على حب الجمهور، تخوض أخطر لعبة على الإطلاق.
الجمهور يغيّر رأيه في يومين، مزاجه يتبدل، وأبطاله يتساقطون ويعودون ويصعدون من جديد.
من يهاجمك اليوم قد يكون أكبر مدافع عنك غدًا… والعكس، لذلك لا تراهن على حب الجمهور، راهن على ما تؤمن به، وعلى مبادئك ، فإخلاصك لذاتك هو الشيء الوحيد الذي لا يتحول حسب المزاج .



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد صلاح … حين يصبح الخروج من منطقة الراحة ضرورة
- -حين ينسحب التشدد من دولة… ويزدهر في أخرى-
- علّمني الخيبة يا با!!
- أبجدية السياسة (الاخيرة): سياسة واقتصاد
- أبجدية السياسة _7_ نظم الحكم عبر التاريخ
- أبجدية السياسة (6): اللامبالاة السياسية
- أبجدية السياسة_5_ الأحزاب السياسية
- العلمانية الدينية بين المستحيل والممكن..
- أبجدية السياسة (4): مجلس الشيوخ
- -حين يصبح التفكير تهمة.. أزمة حرية الاعتقاد في مصر”
- أربعة وثلاثون عامًا من اللاجدوى
- أبجديّة السياسة (3): -مجلس النواب-
- حرب المال والبلطجة من أجل عيون المواطن!!
- أبجدية السياسة ....-الحياة السياسية-
- لن يرضى عنك المتأسلمون حتى تتبع ملتهم!!
- أبجديّة السياسة: لماذا يجب أن نفهم السياسة؟
- بين الجهل و التجهيل ,,متى ننضج ديمقراطياً؟!
- ولنا في الخيال حب ...حين تلمع الاغنية ويبهت الفيلم!!
- الخروج من اللعبة_ الأخيرة
- المرأة المصرية وحقوقها السياسية_ سيدات السلطة2


المزيد.....




- هل ستصادر أمريكا المزيد من أصول النفط الفنزويلية؟.. ترامب ير ...
- بيانات ملاحية تكشف تحركات عسكرية.. ما الذي يجري قبالة الساحل ...
- ظهور ترامب وكلينتون وغيتس في مجموعة جديدة من صور إبستين
- مصادر لرويترز: أميركا حجبت معلومات مخابرات عن إسرائيل خلال ع ...
- أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن
- عون: تطور العلاقات مع سوريا -بطيء-.. وجاهزون لترسيم الحدود
- اليمن.. القوات المسلحة الجنوبية تطلق -عملية الحسم- في أبين
- ترامب: غزو أوكرانيا -يشبه- فوز أمريكا في مباراة الهوكي -معجز ...
- ماذا قال ترامب عن ظهوره في صور جيفري إبستين؟
- إسرائيل تواصل خنق غزة بمنع المساعدات


المزيد.....

- علم العلم- الفصل الرابع نظرية المعرفة / منذر خدام
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - علا مجد الدين عبد النور - كن أنت جمهورك… فالحشود لا تُؤتمن