أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علا مجد الدين عبد النور - ​إمبراطورية الإغواء.. من -رقصة- السياسي إلى -سحر- العلامات التجارية














المزيد.....

​إمبراطورية الإغواء.. من -رقصة- السياسي إلى -سحر- العلامات التجارية


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 09:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نحن جميعاً نعيش في عالم من الإغواء، سواء كنا نبيع سلعة، أو نروج لفكرة، أو حتى نمارس السياسة.
​في عام 1990، وضعت السينما المصرية يدها على واحدة من أخطر الحقائق البشرية في فيلم "الراقصة والسياسي". من خلال قصة إحسان عبد القدوس وسيناريو وحيد حامد، لخصت البطلة "سونيا سليم" فلسفة التأثير في جملة واحدة: "أنا برقص بوسطي، وإنت بترقص بلسانك.. الفرق إن الناس بتتفرج عليا وتنبسط، لكن بتسمعك وتتخدع".
​هذه المواجهة لم تكن صراعاً بين مهنتين، بل كانت كشفاً عن "فن الإغواء" بوصفه المحرك الخفي لكل ما يحيط بنا؛ من صناديق الاقتراع، إلى أرفف المتاجر، وصولاً إلى منابر الوعظ.
​الإغواء: البديل الناعم للقوة
​يرى روبرت جرين في كتابه "فن الإغواء" أن هذا الفن هو الشكل الحديث للقوة. لم يعد العالم يُقاد بالإكراه، بل بـ "الاستدراج". الإغواء يبدأ من العقل لا الجسد، وهو "لعبة لا أخلاقية" بالضرورة (Amoral)، تركز على النتيجة: كيف تجعل الآخرين يفعلون ما تريد وهم يظنون أنهم اختاروا ذلك بمحض إرادتهم؟
هكذا، يتحول الإغواء من فكرة نظرية إلى ممارسة يومية في أكثر من ميدان، فيلتقي السياسي، والداعية، والمسوق، والمصلح الاجتماعي في نقطة واحدة (تغيير السلوك البشري) عبر مخاطبة الخيال لا المنطق.

​ الإغواء السياسي.. رقصة الكاريزما

​السياسي الناجح هو مغوٍ من الطراز الأول. يستخدم نمط "الكاريزمي" لبناء هالة من الأمل، أو نمط "الساحر" للتكيف مع آلام الجماهير. إنه يمارس الرقص بالكلام والمراوغة في المواقف لضمان الولاء، محولاً البرامج الجافة إلى وعود بالخلاص.

​ الإغواء الديني.. سحر الروحانيات

​يستخدم الخطاب الديني استراتيجيات إغوائية عميقة عبر "الوعد والترغيب". تصوير النعيم الأبدي، واستخدام الاستعارات واللغة المجازية، وقوة كاريزما المتحدث، كلها أدوات تهدف لاستمالة القلوب. هنا، يتم إغواء الفرد بمنحه شعوراً بالانتماء لقبيلة مؤمنة أو قضية سامية، مما يلبي حاجة نفسية فطرية.

​الإغواء التسويقي ..صناعة الرغبة

​في عالم الأعمال، لا تُباع السلعة لمواصفاتها، بل للصورة الذهنية التي تخلقها. المسوق يغوي المستهلك عبر رواية القصص، محولاً المنتج إلى رمز للمكانة أو السعادة، تماماً كما تُسوق الأفكار السياسية كرموز للحرية أو الاستقرار.

​الإغواء الاجتماعي.. هندسة الوعي

​يظهر هذا النوع في حملات التوعية أو تغيير القيم المجتمعية. يُسوق للسلوك المرغوب (كالتطوع أو الصحة العامة) عبر الإبهار البصري وقادة الرأي. الهدف هنا هو التسويق المسؤول اجتماعيًا الذي يدمج بين مصلحة المؤسسة وصورة الكيان النبيل.

​الأدوات المشتركة.. كيف يغووننا؟

​رغم اختلاف الغايات (سلطة، ربح، إيمان، صالح عام)، إلا أن الوسيلة واحدة وهي ​فهم الجوع النفسي للمتلقي من خلال دراسة عميقة للمخاوف والرغبات غير المحققة.
​ومخاطبة العواطف والقدرة على التكيف والمراوغة للوصول للهدف.

​هل الإغواء فعل خبيث؟

​يظل الإغواء سلاحاً ذا حدين، وقيمته تعتمد على النزاهة، فهناك ​إغواء نبيل يستخدم الإقناع لبناء الجسور، ونشر قيم سامية، وتحقيق منفعة متبادلة دون سلب إرادة الطرف الآخر.
وهناك إغواء تلاُعبي يعتمد على الخداع، واستغلال نقاط ضعف البشر، وتضليلهم لتحقيق مصالح ضيقة على حساب مصلحتهم.


في النهاية ​سواء كنت تستمع لسياسي، أو تشاهد إعلاناً، أو تتابع خطاباً مؤثراً، تذكر دائماً حوار "سونيا سليم". الجميع يمارس "الرقص" بشكل ما، فالإغواء هو فن التلاعب بالوعي، وفي عالم تنافسي، من يرفض فهم هذا الفن قد يجد نفسه خارج دائرة التأثير. العبرة دائماً ليست في "الأداة"، بل في "النزاهة" التي تحركها.



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة كأداة حكم: لماذا تحتاج السلطة إلى من يقول «لا»؟
- 2025.. عام التحولات الكبرى وكسر اليقين
- كل السنة في رأس السنة (الأخير)
- عام سعيد!
- هل كان عام 2025 عامًا سعيدًا على المصريين؟
- من السيوطي إلى المدرسة: كيف تحوّل الجنس من علم إلى عار
- لماذا نخاف من أحكام الآخرين؟
- لماذا علمونا كل شيء ولم يعلمونا كيف نعيش؟
- رسالة المصريين في جولات الإعادة .. هل فهمت القيادة السياسية ...
- الطفل الذي حلم بأن يلمس الأهرامات!
- كل السنة في رأس السنة!
- عروس المنوفية: جريمة تكشف أوضاع النساء في مصر
- كن أنت جمهورك… فالحشود لا تُؤتمن
- محمد صلاح … حين يصبح الخروج من منطقة الراحة ضرورة
- -حين ينسحب التشدد من دولة… ويزدهر في أخرى-
- علّمني الخيبة يا با!!
- أبجدية السياسة (الاخيرة): سياسة واقتصاد
- أبجدية السياسة _7_ نظم الحكم عبر التاريخ
- أبجدية السياسة (6): اللامبالاة السياسية
- أبجدية السياسة_5_ الأحزاب السياسية


المزيد.....




- أمريكا تقصف داعش في نيجيريا وسط خلاف حول دوافع الهجوم بين وا ...
- مستحضرات لبشرة الكلاب وابتكارات جريئة.. -فوضى عارمة- في صيحا ...
- ما قد لا تعلمه عن -صومالي لاند- والدروس المستفادة من إثيوبيا ...
- مباشر - أوكرانيا: سماع دوي انفجارات قوية في كييف قبل لقاء مر ...
- عقوبات صينية على شركات أميركية بسبب مبيعات أسلحة لتايوان
- عاجل| المتحدث الرسمي باسم التحالف: نؤكد موقف قيادة القوات ال ...
- ما هو سلاح الوهم وكيف يغيّر معادلة الحرب الحديثة؟
- ماذا تريد الحكومة السودانية من نقل وزاراتها إلى العاصمة الخر ...
- بن غفير يحث الإسرائيليين على التسلح
- -سابقة تاريخية- في البيت الأبيض.. هدية عيد الميلاد


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علا مجد الدين عبد النور - ​إمبراطورية الإغواء.. من -رقصة- السياسي إلى -سحر- العلامات التجارية