أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - كل السنة في رأس السنة (الأخير)














المزيد.....

كل السنة في رأس السنة (الأخير)


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8566 - 2025 / 12 / 24 - 18:16
المحور: الادب والفن
    


فتحت ليلة رأس السنة أبواب الصراعات القديمة في قلوب الجميع.
بينما كانت ماريان وأيمن يرقصان، لاح ظلّ خلف المرقص، ظلّ يقترب لرجل تعرفه جيدًا، سألت الله ألا يكون هو.
كان والدها واقفًا، يحمل هدية زاهية التغليف، ويبتسم بخجل.
نظرت ماريان لأيمن بغضب، واندفعت تجاه والدها:
— هو أنا طلبي صعب للدرجة دي؟ مش عاوزة أعرفك تاني.
حاول الأب الحديث، لكنها باكية أسرعت بمغادرة المقهى. اعتذر أيمن له وتبعها إلى الخارج.
بعد خروج ماريان وأيمن من المقهى، جلس الأربعة أصدقاء، الذين تابعوا ما حدث بذهول، على الطاولة وسط جو من التوتر المتصاعد. طلب أحمد زجاجة شراب لتخفيف الضغط، وامتزج الضحك بالكآبة، محاولة للهروب من الواقع ولو للحظة قصيرة.
قامت سارة لتصليح مكياجها، ونسيت هاتفها المحمول على الطاولة. بتردد التقطه حسام.
كتب تاريخ ميلادها، فانفتح الهاتف. رأى بعينيه ما لم يرغب في رؤيته: صورها، رسائلها، محادثاتها مع رجال آخرين، وكيف كانت تسخر منه، تصفه بالكلب الذي مهما ضربته أو أهانته لا يستطيع أن ينفلت.
أغلقه بهدوء، ورفع الكأس لأحمد:
— في صحتك يا صديقي.
على سور الكورنيش المطل على النيل، جلست ماريان تبكي.
— هذا ليس أبي… إنه قاتل. كان مدمنًا يضرب أمي ويسرق أموالها ليتعاطى.
كانت تحبه وحاولت مساعدته، لكنه أحب المخدر أكثر منا. وبعد أن يئست أمي من إصلاحه، لجأت للكنيسة:
«أرجوكم طلقوني من هذا الوحش»، لكنهم رفضوا.
(لا طلاق إلا لعلة الزنا)… (فلتحملي صليبك ولتصبري).
وصبرت، وتعبت، حتى تحاول تربيتي وأخي.
ثم في ليلة، دخل علينا هذا الرجل كالمجنون، يريد مالًا. كان المال يخص مصاريف مدرستي. انهال على أمي ضربًا، وسرق النقود وهرب.
انهارت أمي، لم تتحمل ما حدث. نامت ليلتها ولم تفق في الصباح… ماتت قهرًا.
بعدها عشنا مع جدي، وهو تولّى تربيتنا مع خالاتي، وهذا ما حدث.
احتضنها أيمن:
— لن أسمح له بالاقتراب منك مجددًا. سأبقى رجلك، وحبيبك، وأبوك الذي يحميك.
انطلقت الألعاب النارية معلنة بداية العام الجديد، ولأول مرة شعرت ماريان بالسلام.
فتحت الخمر بوابات الذكريات في رأس منى… تذكرت كيف كانت شابة جميلة ومهندسة مميزة. تعرفت على أحمد أثناء تنفيذ مشروع مشترك بين شركتيهما.
رأت في عينيه الذكاء والثقة، وكانت مؤمنة بأنه سيمتلك شركته الخاصة قريبًا.
أحبها وأحبته، لكن كل شيء تغيّر بعد الزواج. أصبح يغار من نجاحها، يتهمها بإهمال البيت والأطفال. خافت أن تخسره، وخافت أن ينهار زواجها كما حدث مع أمها، التي اختارت نجاحها على نجاح أسرتها، وانتهت قصة زواجها بالطلاق.
مرت السنوات، وذابت منى في تفاصيل أولادها وروتين البيت، حتى باتت كقطعة أثاث مهملة.
أما أحمد، فانطلق يحقق نجاحات، ويؤسس شركات، ويرافق الكثير من العشيقات، ونسي منى.
حاولت كثيرًا استعادته، لكنه لم يعد يراها سوى أم لأولاده.
انهمرت دموعها وهي تطالعه يبدأ العام الجديد بتهنئة غيرها.
أشارت إلى الجارسون:
— طبق أم علي كبير بالقشطة والمكسرات.
من بعيد، كان أحمد يجري مكالمة مع حبيبته:
— كل سنة إحنا سوا يا روحي… قولي لبابا أنا جاي أطلبك بكرة.
عادت سارة بعد تعديل زينتها، توترت عندما رأت هاتفها على الطاولة.
— يا خبر! هو أنا نسيته؟
لم يرد حسام. جلس بهدوء يطالعها، بينما بدأ الجميع في الصفير والعد التنازلي لبدء العام الجديد.
ثم انطفأت الأنوار لدقيقة، وعادت لتجد سارة أن حسام قد اختفى، تاركًا أمامها خاتم الخطوبة وورقة صغيرة كتب فيها:
(لا أريد أن أرى وجهك الخائن ثانية).
انطلقت الألعاب النارية في السماء معلنة بداية العام الجديد…
سعيد ربما، أو ربما حزين.
تمت.



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام سعيد!
- هل كان عام 2025 عامًا سعيدًا على المصريين؟
- من السيوطي إلى المدرسة: كيف تحوّل الجنس من علم إلى عار
- لماذا نخاف من أحكام الآخرين؟
- لماذا علمونا كل شيء ولم يعلمونا كيف نعيش؟
- رسالة المصريين في جولات الإعادة .. هل فهمت القيادة السياسية ...
- الطفل الذي حلم بأن يلمس الأهرامات!
- كل السنة في رأس السنة!
- عروس المنوفية: جريمة تكشف أوضاع النساء في مصر
- كن أنت جمهورك… فالحشود لا تُؤتمن
- محمد صلاح … حين يصبح الخروج من منطقة الراحة ضرورة
- -حين ينسحب التشدد من دولة… ويزدهر في أخرى-
- علّمني الخيبة يا با!!
- أبجدية السياسة (الاخيرة): سياسة واقتصاد
- أبجدية السياسة _7_ نظم الحكم عبر التاريخ
- أبجدية السياسة (6): اللامبالاة السياسية
- أبجدية السياسة_5_ الأحزاب السياسية
- العلمانية الدينية بين المستحيل والممكن..
- أبجدية السياسة (4): مجلس الشيوخ
- -حين يصبح التفكير تهمة.. أزمة حرية الاعتقاد في مصر”


المزيد.....




- إقبال متزايد على تعلم اللغة التركية بموريتانيا يعكس متانة ال ...
- غزة غراد للجزيرة الوثائقية يفوز بجائزة أفضل فيلم حقوقي
- ترميم أقدم مركب في تاريخ البشرية أمام جمهور المتحف المصري ال ...
- بمشاركة 57 دولة.. بغداد تحتضن مؤتمر وزراء الثقافة في العالم ...
- الموت يغيب الفنان المصري طارق الأمير
- نبأ الجميلي تناقش أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامع ...
- عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم
- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - كل السنة في رأس السنة (الأخير)