أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علم الدين بدرية - بزوغ فجر جديد














المزيد.....

بزوغ فجر جديد


علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 8572 - 2025 / 12 / 30 - 13:40
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بزوغ فجر جديد ...
عمّا قليل تنقشع آخر الغيمات ويتوقّف سقوط المطر، ينجلي الليل عن آخر يوم في العام المنصرم، الفجر لا بد آتٍ ولا ريب أن الشمس ستشرق حتى ولو كان صباح السنة الجديدة متكدّرًا بالغيوم، الأفق الورديّ يبتسم والنور يَطلُّ علينا من بين أجنحة الظلام ليُعلن ولادة يوم جديد وعام جديد.
سنة أخرى مرّت ، ألف سؤال حائر على الشفاه ، ماذا يخبئ لنا القدر والأيام الآتية ؟! ماذا يطوي لنا المستقبل الذي ينبلج من الأفق متدثّرًا بآلام الماضي ، قلق الحاضر وأحلام الغيب ؟!
أحزاني تعود وتتراءى لي أمام موقد النار الملتهب ، بين ألسنة الهب وجمرات الحياة المتّقدة تتسمر نظراتي ، أودّع عامًا منصرمًا محملاً بالمآسي وأستقبل عامًا آتيًا من رحم المجهول ، قادمًا يتعثّر على وشاح أفكاري ، أصادر آخر بسمة قبل أن تولد ، أخلع عني أفراحي ألقي بها في آتون نفسي المشتعلة ، الحائرة دومًا بين الخير والشّر ، أرسم علامات استفهام مضيئة على درب الحياة الطويل !!
عامٌ يمضي وعامٌ يأتي ... وها هي الأعوامُ والسنينُ تكبرُ أرقامُها ونكبرُ معها، الا أننا وفي كلّ عامٍ يمضي، نفرحُ قليلاً، ولكنّنا ربما نبكي بعدها على عام مضى.
ذكريات كثيرة، مؤلمة وحزينة، مفرحة وجميلة، مواقف وأحداث مرت عبر هذا العام، غيرّت مجرى التاريخ، فصول تتلاحقُ في سباق محموم، وحياتنا هي صورة مطابقة لهذه الفصول فمن صيفٍ يُصلينا بحرّهِ إلى خريفٍ عنيفٍ عاصفٍ متقلب، يُعرّي النفوس ويخلقُ الفوضى، إلى شتاءٍ يحملُ معه البردَ، الثلجَ والصقيع، الأمطارَ والخيرَ والولادة الجديدة، إلى ربيعٍ يُعيد الحياة إلى الأرضِ الجرداء، فترتدي الأرضُ حلتّها البهيّة وتُزهر الورود وتبتسم الحقول بثوبها القشيب، فينبض قلب الأرض بروح التجدّد والإبداع. العام الجديد 2026 وبالرغمِ من كل ما يحملُ من مفاجآت لن يستطيع أحد التكهن بها ، إلاّ أننا نبقى متفائلين رغم أن ربيع العروبة لم يُسفر إلاّ عن التأخّر والتخلّف وإعادة هياكل وأفكار باليّة لتسود مجتمعات الشعوب العربيُّة رغم سقوط الديكتاتوريات والحكومات المستبدّة بحيث تحرر الإنسان في هذه المجتمعات من هاجسَ الخوفِ والتردّد، ورفعَ صوته مدويًا في وجهِ الطغيان ، إلاّ أن صعود حركات وجبهات متخلّفة عنصريّة دينيّة دنيئة إرهابيّة تعتمد الإرهاب الفكري والتكفيري والقتل والإجرام منهجًا وسنّة لها وإيديولوجيّة مستقبليّة تُثبّت دعائم التخلّف والانحطاط ، أثّرت بشكلٍ سلبي وقادت هذه الشعوب إلى مستنقعات من الفوضى والبؤس وسفك الدماء ، فأصبح الإنسان في هذه المناطق ممغنطًا بعقائد مظلمة بائدة قادته لارتكاب جرائم بحقّ الإنسانيّة فأصبح يحملُ السلاح ليقتل أخيه الإنسان ، دون أي تمييز بين قتل طفلٍ بريء وامرأةٍ وشيخ طاعن !!.
لعل هذا العام، عزيزي القارئ، يكون بداية لتغيير أشياء كثيرة، ومن ضمنها التمعن في مفهوم الخير والشر ، المحبّة والكره ، الروح والمادة والعودة إلى القيم التي تكاد أن تضمحل، في ظل حياتنا الماديّة، والتّطور التكنولوجي، الذي حوّل البشر إلى مجرد آلات تحيا داخل مجتمع ، ولكنها تعيش منفردة، حتى داخل البيت الواحد، ولنتذكر أنه لولا طغيان المادة بكل سلبياتها على العلاقة الروحية بين الناس لما حدث الكثير من المصائب التي تحياها شعوبنا هذه الأيام ، لنحرص إذًا على أن يكون عامنا خيرًا من سابقه، وأن لا يمرّ دون أن نغيّر شيئًا من أساليب حياتنا القديمة، وتصرفاتنا وأخلاقنا ومعاملتنا مع الغير، إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ! وكل عام وأنتم بخير.



#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قالت وقال 7
- قيمة الإنسان بين العقليّة الماديّة والدجل السياسي
- الإعلام بين النفاق وصحافة الانزلاق
- اِرتقاءٌ في أسلوب التعامل ومنهج التفكير
- أضغاث
- يوم ماتت العروبة
- قَالَتْ وَقَال (6)
- موازين وفصول
- بَيْنَ الْعَدَمِ وَالْوُجُودْ
- احتضار أم ولادة ؟
- الانتماء بين الاستبداد والانفتاح
- ليلة عاصفة
- الدّين بين التّطرف والعقلانيّة
- سيمفونيّة الخلود
- حجابُ الصّمت
- اِنْتِظَارٌ عَلَىَ أَرْصِفَةٍ خَالِيَةٍ
- الدروز وصراع البقاء بين نار السّنّة وأتون التشييع
- قراءة نقديّة لديوان ((أشبه لا أحد))
- رحلة روح
- قراءة نقدية لديوان ((في منتصف الحب))


المزيد.....




- الإمارات -تأسف- لبيان السعودية وترفض -مزاعم تأجيج الصراع- في ...
- من عدن إلى سقطرى.. قراءة في الدور الإماراتي باليمن
- -الجبهة الموحدة لترامب ونتنياهو- - وول ستريت جورنال
- روسيا تتهم وأوكرانيا تنفي: ماذا نعرف عن الهجوم على مقر بوتين ...
- روسيا تدعو لضبط النفس بعد تهديد ترامب بضربة على إيران
- المنتخب التونسي على موعد مع مباراة حاسمة للتأهل ضد تنزانيا
- المنتخب المغربي يفوز ويتأهل إلى ثمن النهائي
- كأس الأمم الأفريقية: يوم الحسم بالنسبة للمجموعتين الثالثة وا ...
- ما هي المنتخبات التي ستواجهها مصر والجزائر والمغرب في ثمن نه ...
- تقرير أممي: الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية يبلغ مستوى ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علم الدين بدرية - بزوغ فجر جديد