أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علم الدين بدرية - الدّين بين التّطرف والعقلانيّة














المزيد.....

الدّين بين التّطرف والعقلانيّة


علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 8430 - 2025 / 8 / 10 - 12:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدّين بين التّطرف
والعقلانيّة

علم الدين بدرية

نشهد في الآونة الأخيرة تطرّفًا دينيًّا واستباحةً لكل الأعراف والقيم الإنسانيّة ، الديانات هي طرق توصل إلى الهدف وهو الله ، لكن الإنسان نسي الهدف وعبد الطريق ، فنتج التعصّب والتّطرّف ، إن العلاقة بين الخالق والإنسان هي ذلك القبس القابع في القلب وهو النور والدليل ، وليس الخوف من العقاب والبحث عن الثواب وإنما بالمحبّة ورؤية الله متجلّيًا بكل ما هو جميل في الطّبيعة والإنسان ، إنّه ذلك الإشراق في التأمّل والغبطة في الوصول ، إنّه الفرح في نهاية ذلك النفق المظلم ، انه المحبّة والسلام خارج الدعائم التكليفيّة وهو المنزه عن كل الشرائع والديانات إنّه الحقّ والحقيقة إنّه المُطلق الذين يطلقون عليه اسم الله.
الله عزّ وجلّ، مثل قمّة أعلى جبل نرنو إليه ونتسلّقه لا بأجسادنا وإنّما بعقولنا وأرواحنا، أمّا الأديان على اختلافها فمجرّد مسالك تقودنا لتلك القمّة… كلّنا نولد على الأرض متساويين في سهول الحياة فتبعثرنا الصدف على واجهات الغرب والشرق ، الشمال والجنوب ، منّا من يولد في هذه الديانة أو تلك لا خيار له غير الانطلاق من نقطة البداية التي اختارتها له الصدف والأقدار ، في اعتلائه السلّم نحو تلك القمم المقدّسة للوصول للنرفانا قد يتوه به السبيل وتزل القدم فيسقط في متاهات الوهم ليعود الكرّة مرة أخرى من جديد !!
إنّ ما نراه من تطرف وتعصب وتعقيد في الرأي والمسلك والعقيدة أن دل على شيء فهو يدل على التقهقر والانحراف عن الطرق القويم وإتباع التّطرف والانحلال الذي من شأنه أن يصل بعالمنا إلى هاوية ليست لها قرار ، التشدّد أو التّطرف موجود داخل كل مجتمع وحزب وجماعة فالتعصب الطائفي والديني والتزمّت الأعمى للرأي والتسليم للقناعات المنغلقة التي لا تلائم العصر وواقعيّة الزمان والمكان ، تخلق تصلّبًا وعنصريّةً تعمل على إلغاء الآخر ونفيه والتعامل معه بتشدّد فكريّ وسلوكيّ وليس بنهج منطقيّ ، منفتح وجديد ، هذا التّطرف لا يختص بفترة زمنيّة دون أخرى ولا بمجموعة بشريّة معيّنة ، بل هو ظاهرة بشريّة موجودة طبيعيّة منذ وجد الإنسان ، يتعلق بطبائع البشر وميولهم ونفسياتهم وهذا ما يفسر التصنيفات الشائعة سياسيًا داخل كل جماعة أو حزب ، من متشددين ومعتدلين ، يمين ويسار ، صقور وحمائم ، متدينين وعلمانيين ، محافظين وإصلاحيين .وإذا فشلت أي مجموعة بشريّة في احتواء وجهات النظر الداخليّة والمتباينة بين فئاتها المختلفة ولم تستطع هذه الأطراف التعايش مع بعضها البعض ، فإن ذلك يفضي في كثير من الأحيان إلى انشقاقات وانقسامات وتطرّف فكريّ وعقائدي قد يؤدي إلى جرائم في حقّ الإنسانيّة من إبادة جماعيّة وعرقيّة .
التطرف في جوهره يمثل أنشطة عن معتقدات واتجاهات ، مشاعر وأفعال واستراتيجيات تبناها شخص أو جماعة بطريقة تبعده عن الأوضاع السائدة بين الناس وقد نستطيع الاقتراب من جوهر التّطرف الديني الذي يقوم عادة على مجموعة من المعتقدات ، التي قد تتفاوت في مرونتها أو جمودها ، وتختلف في سطحيتها أو عمقها وتتنوع في آليات عملها ، ونرى من خلال هذا الاقتراب برامج شاملة وتنظيم للحشد والتّعبئة وتغذية مشاعر أعضاء الجماعات الذين تم تجنيدهم بكراهية الواقع الاجتماعي الذين يعيشون فيه تمهيدًا لإقناعهم بإستراتيجيّة الانقلاب على الأوضاع وإقناعهم بالقيام بالأفعال الإرهابية المنوط بهم تنفيذها ، بارتكاب أعمال عنف ذات طبيعة إجرامية من بينها التّكفير والقتل والإبادة الجماعيّة دون تمييز والسلب والنهب والاعتداء على المحرمات !!
أنّ ظاهرة التّطرف ترتبط دائمًا بالتّعصب الأعمى والانغلاق الفكري وعدم قبول الرأي الآخر ، الأمر الذي يؤدي إلى سلسلة لا متناهية من العنف المضاد الذي يؤدي في النّهاية إلى صراعات مدمّرة داخل المجتمعات وأنّ الغلو في التّطرف يؤدّي إلى عجز المجتمع في التفكير عن حلول واقعيّة وفعّالة لمشكلاته وعن تطوير ذاته ، فتصبح مجتمعات مضطربة وغير مستقلة بعيدة عن العقلانيّة ، تمتهن كرامة الإنسان وحقوقه الأساسيّة في حياة آمنة كريمة تضمن له حريّته العقائديّة والدينيّة والسياسيّة. وعلى هذا فإنّ مواجهة هذه الظاهرة التّطرف تتطلب وضع إستراتيجيّة طويلة المدى ترتكز على ضرورة نشر الثقافة والتربية المنفتحة الخلاّقة ودعم الوعي الروحي المجرّد من الفوقيّة والأنانيّة ، بحيث نسعى إلى التطوير الحقيقي للتعليم وتشجيع النقاش والحوار والبعد عن الغلو في فهم النصوص الدينيّة وإعلاء قيمة الانتماء للمجتمع والاعتقاد بأن الوطن للجميع والدين لله والربط بين العطاء للمجتمع والعطاء للفرد ، دون تمييز طائفي أو ديني أو عرقي ودون تمييز في الجنس واللون.



#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيمفونيّة الخلود
- حجابُ الصّمت
- اِنْتِظَارٌ عَلَىَ أَرْصِفَةٍ خَالِيَةٍ
- الدروز وصراع البقاء بين نار السّنّة وأتون التشييع
- قراءة نقديّة لديوان ((أشبه لا أحد))
- رحلة روح
- قراءة نقدية لديوان ((في منتصف الحب))
- قَالَتْ وَقَال 5
- تأَمُّلات خَرِيفيَّة
- اكفهرارُ الصّقيع بحضن الرّماد
- بين النقد والإبداع في الشعر الحديث
- تجلّيات من الإبداع وصلاة من العشق فوق بواسق السّحاب
- تعتعات على أوتار الرحيل
- الجنة
- أَشْجَارٌ وَظِلاَل
- وَمِيْضٌ عَلَى شَوَاطِئِ الاغْتِرَابْ
- مَوْعِدٌ وَانْتِظَار
- هايكو بعدسة مكبّرة
- عَلَى أَعْتَابِ الْخَرِيْف
- حَجَرُ الرُّحَى


المزيد.....




- جدل وغضب بمنصات سوريا بعد دخول شخص بسيارته ساحة المسجد الأمو ...
- مستوطنون يطردون عائلة فلسطينية ويحرقون ممتلكاتها في الزاوية ...
- مستعمرون يحرقون ممتلكات مواطن ويطردونه بالقوة غرب سلفيت
- حرس الثورة الاسلامي يحذر علييف وباشينيان: ترامب المُقامر خدع ...
- 254 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- تجوال سيارة بالجامع الأموي يثير موجة انتقادات وتحقيقات رسمية ...
- نائب عن حزب الصهيونية الدينية يهدد بالدعوة إلى انتخابات مبكر ...
- منظمتان يهوديتان: احتلال غزة سيؤدي إلى خسائر كبيرة
- منظمتان يهوديتان: احتلال غزة سيؤدي إلى خسائر كبيرة
- وسط ذهول مصليين.. رد رسمي بعد ضجة فيديو سيارة مرسيدس تتجول ب ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علم الدين بدرية - الدّين بين التّطرف والعقلانيّة