أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علم الدين بدرية - بين النقد والإبداع في الشعر الحديث














المزيد.....

بين النقد والإبداع في الشعر الحديث


علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 7688 - 2023 / 7 / 30 - 12:43
المحور: الادب والفن
    


جميل أن نكتب وأن ننتقد أيضًا ، وأن نتساءل .. هل نحن في حالة جمود ؟! أم في حالة نهضة ، وما هو الدليل عليها ، وما هو سبب الجمود إذا وجد ؟! ومن حقّنا أن نسأل عن واقع الحركة الأدبية ، وهذا ملحّ وضروري ، يفتح بابًا للحوار والمناقشة البنّاءة ، لكننا يجب أن نكون واقعيين بحوارنا ، ملتزمين بموضوعيتنا ، لا نكيل التهم جزافًا ولا المديح بالقنطار ، فموضوع السيولة الأدبيّة يجعل من الصعب رصد ومتابعة النقّاد لهذا الحشد الضخم ، وهذا الكمّ الهائل من النتاج الأدبي الذي ليس كله سيئًا وليس كله عظيمًا بالطبع ، وعلينا أن نتأنى بالحكم حتى لا نُصدر فتوى لجيل ثقافي كامل متهمين إياه بالتقليد في التفكير والممارسة إلى حدّ الإفراط وتخم المعدة مما أدى إلى إسهال منقطع النظير في الشعر الحديث ..
من يرفع راية الإبداع فليبدع ، ومن يُشهر حسام النقد فلينتقد ، حتى لا يكون انفصام بين الكلمة والفعل وإطلاق الأصوات الفارغة من المعنى ومن قابلية ترجمتها إلى أعمال ، هنالك أصوات رائدة أصيلة في الشعر الحديث ، وهي النور في ظلام حياتنا الثقافيّة المعاصرة ، تحمل العبء عن النقد السطحيّ الثرثار ، ارتفعت يوم كان السقوط العربي بالثورة والاحتجاج على الواقع ، مطالبة بالكرامة والحريّة والعدل .
الشعراء يتّخذون من اللغة وتطوّرها هدفًا ومحورًا ثقافيًّا ، ومن العمل الإبداعي متعة روحيّة وحاجة إنسانيّة جماليّة تتواصل وتتعامل فيها العناصرُ الفنيّة ، الأدبيّة والثقافيّة تكمل بعضها عبر تاريخ الفن والإنسان . الشعرُ هو عطاءٌ والعطاءُ هو نشاط إنساني ، والنشاط الإيجابي بحدّ ذاته فن والفنُ عملٌ يصل ذروته في أرفع الصور عندما يكتمل في شكلٍ محدّدٍ من أشكال الثقافة والوعي الاجتماعي وتحقيق الذات .
ليس لنا أن ندّعي بأننا جيل قائم على صناعة التقليد ، فالحداثة في النّص الشعري هي نتاجٌ جماعيٌّ لجيل ثقافي ، بدأت في الثلاثينات من القرن العشرين وشارك فيها فريقٌ كاملٌ من الشعراء والمبدعين ، كلُّ واحد بأسلوبه المتميّز ، ولغته وكنوز كلماته وموسيقاه ووقع أنامله .. نفس الألوان ونفس اللّوح ، لكن لكلّ واحد لوحته الخاصة ورسمته المميّزة .
إنّي أرى في دراسة كلّ نصّ على حدة هي الطريق الأوفق ، بحيث تُتيح لنا محاولة اكتشاف علاقات البناء النّفسيّ والتّشكيليّ للنّص ، أو إخضاعه لمناهجٍ في التّفسير المعتمد على مداخل تاريخيّة سياسيّة ، أو فلسفيّة نفسيّة ، أو إيديولوجيّة والكشف عن الجماليّات البلاغيّة واللغويّة والدلاليّة ، وعلاقة التناغم بين المفردات وحروفها وبين عناصر التّكوين العروضيّة والموسيقيّة والتركيبة الثقافيّة للشّاعر في تمكّنه اللغوي والمعلوماتي واستخدامه للرموز العامة والخاصة ، وعلى الناقد أن يتحلى بالموضوعيّة والجرأة الأدبيّة ، وهذا يعني أن الناقد يجب أن يعتمد قدرًا وافرًا من الحريّة والتجريد في الرأي ، وأن يكونَ موضوعيًّا وليس تجاريًّا ، فلا يُعمّم في اتّهامه الحركة الأدبيّة عامة ، والشّعريّة خاصة ، بل عليه أن يكون واضحًا وحادًا كالسّيف فبالإمكان دراسة أي عمل أدبي وإخضاع إيجابيّاته وسلبيّاته لمناهج جديدة في التفسير والتحليل .
إنّ قوة التّشكيل أو ملكة التّكوين الشّعري تختلف من شاعر إلى آخر ، وقد تتعدّد مواقفُ الشعراء وتتفاوت بين شاعر وآخر حسب وجهة نظره الفلسفيّة والفكريّة ، الادعاء حول الإسهال الشعري ليس من اللّياقة بشيء ، والتّعميم هنا غير جائز ، ولا يخلو الأمر من قصائد ترقى إلى المستوى الفكري والفلسفي ، لغويًّا وتشكيليًّا بحيث تُصبح شعرًا جيدًا ، والأصح للناقد أن يعتمد عملاً معيّنًا لشاعر معيّن بحيث تكون معاييره هي شروط الشّعر وإمكانياته الفنيّة والجماليّة ، فعبء الكلمة ثقيل ، وعبء البوح بها أثقل ، فالأديب يكون بالفطرة أو لا يكون ، وإن لم تكن لديه الموهبة فلن تجعل منه آلاف الكتب أديبًا ، كاتبًا كان أو شاعرا .
وأنهي القول بأن النتاج الشعري والأدبي عامة يضم كل المستويات ويتّسع لكافة التقييمات ، فهناك إبداعات عظيمة بالفعل ، وأخرى تُكرر ما سبق ، فللنّقاد دورهم وللأدباء الدور الآخر ، والعمل الإبداعي هو الأسبق ويمكن إيجاز هذا الدور بالقول .. لا يمكن أن تتواجد حركة نقديّة رفيعة لحركة أدبيّة متدنيّة ، وإذا نجحت الحركة الأدبيّة نجحت الحركة النقديّة والعكس صحيح .



#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجلّيات من الإبداع وصلاة من العشق فوق بواسق السّحاب
- تعتعات على أوتار الرحيل
- الجنة
- أَشْجَارٌ وَظِلاَل
- وَمِيْضٌ عَلَى شَوَاطِئِ الاغْتِرَابْ
- مَوْعِدٌ وَانْتِظَار
- هايكو بعدسة مكبّرة
- عَلَى أَعْتَابِ الْخَرِيْف
- حَجَرُ الرُّحَى
- نَبَضَاتٌ عَلَى جَسَدِ الْقَصِيْدَةِ
- رِسَالَةٌ إِلىَ أَبِي
- حَاضِرٌ لاَ يَغِيبْ
- حَنِيْنُ مُهَاجِرٍ
- عَلَى جِدَارِ ذَاكِرَةٍ
- رُؤْيَة
- ُبُكائيّة عَلىَ رُوحِ والدي
- مَوْعِدُ الرّحِيْل
- فَوْقَ جِسْرِ برُوكليِنْ
- آخِرُ الطَّريْق
- سلمان ناطور رحلت وسيبقى مكانك خالدًا في قلوبنا


المزيد.....




- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علم الدين بدرية - بين النقد والإبداع في الشعر الحديث