أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علم الدين بدرية - اِرتقاءٌ في أسلوب التعامل ومنهج التفكير














المزيد.....

اِرتقاءٌ في أسلوب التعامل ومنهج التفكير


علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 8514 - 2025 / 11 / 2 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كم تكسّرت أقلام ونطقت صور تعكس واقعًا ولم تجد لها صدى ورانها الصمتُ، لتبقى القضيّة مُرتزقةً ورهينةً، حزينةً، مرهونةً لفهم خاطئ ووعي زائف لم يستوعب الحدث ولم يأتِ بحلٍ أو بجديد.
إنّ طبيعة الحياة منذ فطرتها الأولى تتسم بلون وطابع من التجديد والتغيير يقتضي وجودًا دائمًا للمشاكل والإشكاليات ، وليست المشاكل بالخطر الذي لا يزول بل هي من ضروريات وايجابيات الحياة ... ولكن الخطر في سوء التعامل معها بحيث تنقلب إلى أزمات أو حين لا نتعامل معها أصلاً فتتحول إلى كوارث حقيقية ، كل المجتمعات تشهد مشاكل مختلفة ومتفاوتة التعقيد والفارق هو في أسلوب ومنهج وطرق معالجة هذه المشاكل وفي مدى الوعي بها وسرعة الكشف عنها ، فوجود المشاكل إذن ليست حالة خاصة بمجموعة إنسانيّة دون أخرى وإنما هي حالة إنسانيّة ضروريّة لكي نفكّر ونتقدم.
الأزمة هنا ليست في كثرة المشكلات وإنما في عقم منهج التعامل معها ، أنا لا أرى أزمة مستعصيّة وإنما أرى أزمة تبحث عن حل وعلى من أراد التخلص من المياه الآسنة أن يسارع بمعالجة المستنقعات بدل الانشغال بمطاردة المجاري ، ليس بإمكاننا معالجة أزماتنا ما لم نجرِ عمليّة جراحيّة لأفكارنا الباليّة ونظرتنا المتخلّفة الرجعيّة فالحل لا يكمن فقط في الديمقراطيّة والحريّة والتعدديّة والتداول على الحكم والسلطة وتغيير الأنظمة الاستبداديّة بأخرى دينيّة راديكاليّة إسلاميّة أصوليّة متطرّفة تُقدس ثقافة العنف والقتل وإلغاء الآخر،هذا لا يغيّر شيئًا، إنّما يزيد الأمر تعقيدًا وتطرفًا ويُولّد وضعًا من التّخلف والانحطاط الفكري والمعنوي، الحل يكمن في تبني سياسة الانفتاح الفكري وتقبّل الآخر وبالتعامل الإنساني والحضاري والتسامح الديني والعقائدي، بحيث تصبح حريّة العبادة والأديان منهجًا وواقعًا حياتيًا لجميع أطياف ومكوّنات المجتمع دون تمييز أو تهميش أو استثناء، لقد أصبحت ثقافة الاستبداد والوصاية والقمع الاجتماعي والسياسي هي السائدة والرائجة، والمرجعيات السياسيّة الرجعيّة والنظم التكفيريّة المتخلّفة صاحبة وصانعة القرار في المنطقة.. لن نستطيع تغيير أي شيء ما لم ننفذ إلى أعماق ذواتنا ونغيّر نهج تفكيرنا وعقليتنا الفرديّة والجماعيّة، إننا حين نتحدث عن الديمقراطيّة وإلغاء الاستبداد السياسيّ لا نتحدث عنها كنظرية جميلة وإنما نطمح إلى تحققها لتتحول إلى واقع عملي والى أسلوب في التعامل ولن يتحقق ذلك بمزيد من المناسبات وأعراس الديمقراطيّة الشكليّة، وإنما ببناء مجتمعات ديمقراطيّة متقدمة ودول حديثة متمدنة راقية، يتحقق فيها العدل والتقدم والسلام ولن يتحقق ذلك إلا بوعي الأفراد بذواتهم ورقي الإنسان بفكره ليعيش بتوافق مع بيئته وطبيعته.
ليس بإمكان أي سلطة أو قيادة إنتاج مجتمع الديمقراطيّة والحريّة والعدل ما دام الأفراد يحملون في ذواتهم نزعة استبداديّة أو قبليّة استعلائيّة أو إقصائيّة أو ...، وما داموا عاجزين عن احتمال بعضهم عند الاختلاف أو الخطأ وما دامت نفوسهم ضعيفة يخشون حتى من إبداء النصح فينقادون إلى التملّق والمجاملات ويتعالون عن النقد فيعادون من يخالفهم ويضمرون له الأذى ويكابرون بجهلهم فلا يتواضعون لمن هو أعلم منهم وأدرى ، نحن بحاجة أكيدة إلى ذوات صادقة متدفّقة خيرًا ومحبّة ومندفعة مسؤوليّة ، تؤهلنا لتحمل المسؤوليّة واحتمال أخطاء الآخرين في صبر ورحابة صدر فلا ننظر إلى الإنسان على انه مجرد رقم عابر غير قابل للتغيير فنحدد أعداءنا وأصدقاءنا وفق معايير عنصرية ورؤى دينية مذهبية منتهية الصلاحية أو مصالح شخصيّة آنيّة ..الاختلاف ليس مجرد شعار أخلاقي أو سياسي نكتفي منه بالاستماع إلى الآخرين بل انه مبدأ معرفي وفلسفي بحيث نستمع إلى الرأي الآخر بهدف الاستفادة منه وإفادته والحوار ليس مجرد منازلة كلاميّة نرجو منها الانتصار لرأينا وإنما هو نشاط عقلي وتدافع فكري بحثًا عمّا يمكن أن يكون أقرب إلى الحقيقة والمصلحة العامة.
لماذا نتعامل مع الآخر كما لو أنه مجرد رقم معلّب لا يتغيّر فنصنّف الأفراد والجماعات تصنيفًا مذهبيًّا أو سياسيًّا أو إيديولوجيًّا أو دينيًّا وليس إنسانيًّا أخلاقيًّا، فنطمئن لبعض الأفراد أو الجماعات ونتخذ موقفًا عدائيًّا من الآخرين؟ إنه الجهل الوحيد العصيّ عن التحديد، أي فضل لمن يزعمون أنهم مستنيرون حين لا يقتحمون الظلمة كي يخرجوا أهلها وينقذوهم؟ وأي جدوى من معرفة من يدّعون المعرفة والعلم والثقافة حين لا يواجهون الجهل؟ وأي إنسانيّة لمن يظنون أنهم سعداء حين لا ينهضون لإنقاذ من يرونهم أشقياء وتعساء؟
إنها إعاقة في الوعي الفردي والجماعي وإنها أعظم من أن تتحملها أية سلطة سياسيّة أو دينيّة أو اجتماعيّة...!! حين لا يتحمّل الأفراد مسؤولياتهم وخاصة من يزعمون أنهم قادة ومسؤولون ومثقفون، إن أحد وجوه الأزمة في مجتمعنا هو فقدان الوعي والتحجّر على اعتبارات رجعيّة أكل عليها الدهر وشرب، ولم تعد تُلائم مجتمع متقدم حضاري يطمح أفراده إلى التقدّم والنهوض والارتقاء ...
لماذا نخشى النقد والنصح ما دمنا صادقين؟ لماذا لا نقول إلا ما نظنه إرضاء للزعماء والمتزعمين ورجال السلطة المخلصين بدل قول ما ينفع مجتمعنا وأمّتنا ودولنا المنكوبة؟ إن الكلمة مسؤوليّة وإن الكتابة فعل تاريخي وشهادة على العصر وليست إذكاء للأحقاد أو تحريضًا على الفتنة...
إن أي سلطة أو قيادة في أي عصر لا تحتاج إلى من يمدحها لأن من بين مهامها التقليديّة الحديث عن إنجازاتها والتعبير عنها بالصوت والصورة والخبر، ولكنها تحتاج من يطرح عليها الأسئلة المنبهة ويقدم لها النصح ويكشف عن بعض النقائص والنقائض والفساد!! بنيّة صادقة في الإصلاح والتّطور والعبور من السيئ إلى الحسن، ثم الأحسن فالأفضل.



#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضغاث
- يوم ماتت العروبة
- قَالَتْ وَقَال (6)
- موازين وفصول
- بَيْنَ الْعَدَمِ وَالْوُجُودْ
- احتضار أم ولادة ؟
- الانتماء بين الاستبداد والانفتاح
- ليلة عاصفة
- الدّين بين التّطرف والعقلانيّة
- سيمفونيّة الخلود
- حجابُ الصّمت
- اِنْتِظَارٌ عَلَىَ أَرْصِفَةٍ خَالِيَةٍ
- الدروز وصراع البقاء بين نار السّنّة وأتون التشييع
- قراءة نقديّة لديوان ((أشبه لا أحد))
- رحلة روح
- قراءة نقدية لديوان ((في منتصف الحب))
- قَالَتْ وَقَال 5
- تأَمُّلات خَرِيفيَّة
- اكفهرارُ الصّقيع بحضن الرّماد
- بين النقد والإبداع في الشعر الحديث


المزيد.....




- شاهد.. هيغسيث ينشر فيديو لضربة أمريكية قاتلة ضد قوارب يزعم ت ...
- الكرملين: -لا حاجة ضرورية- لعقد لقاء وشيك بين بوتين وترامب
- وزير الخارجية السوري: الشرع سيزور البيت الأبيض هذا الشهر
- استطلاعات: ممداني أقرب إلى رئاسة بلدية نيويورك
- الشرطة البريطانية تستبعد أن يكون هجوم القطار إرهابيا وتوقف ر ...
- الجيش الروسي يكثف هجماته على أوكرانيا وموسكو تقلل من جدوى لق ...
- إسرائيل تحذّر من أنها قد تكثّف هجماتها ضد حزب الله في جنوب ل ...
- غارات على قطاع غزة بعد إعلان إسرائيل تسلمها جثثا لا تعود لره ...
- اتهام شخصين آخرين في قضية سرقة مجوهرات من متحف اللوفر
- تزايد عمليات الاحتيال المالي الإلكتروني في العراق


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علم الدين بدرية - اِرتقاءٌ في أسلوب التعامل ومنهج التفكير