أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علم الدين بدرية - احتضار أم ولادة ؟














المزيد.....

احتضار أم ولادة ؟


علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 15:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمرُّ الحضارات جميعها في مسيراتها التطويريّة ، وارتقائها الثقافي والاجتماعي ، بفترات توعكٍ مرحلي وانحطاطٍ زمني مؤقت ، تتخطاه بإرادة وإصرار شعوبها ، وتصميمها على متابعة مسيرة التقدم والتطور والارتقاء ، لتسطِّر معالمَ واضحةً ومنيرةً في التاريخ الإنساني ، فيبقى أثرُها صرحًا ثقافيًا ومنارات مضيئة بالمعرفة والإرث الحضاري والإنساني ، تنهل منه الأجيال القادمة .
لا شكَّ بأنَّ الأُمّةَ العربيّةَ قاطبةً ، تُعاني اليوم من انحطاط مرحلي أو جزئي ، له علاقة بالتغييرات التي حدثت خلال القرن الماضي في الشرق الأوسط والعالم العربي ككل، والتغييرات العالميّة التي تحدث حاليًا ، وتترك ظلالاً قاتمةً ، ولا أقول مُدمِّرةً على ارض الواقع ، إنَّ هذه الأزمة هي أزمة مرحليّة راهنة بسبب قصور وتوعك وقتي ، وهناك مخاض ، أو بزوغ فجرٍ جديدٍ ، لكن هل هو مخاض إقلاع وانطلاق ونظرة واقعية للأمور ؟! أم هو مخاض انتكاس وارتداد قد يؤدي إلى مزيدٍ من المخاضات ، ومزيدٍ من التوعكات ؟!
هذا تساؤل مبدئي نترك الإجابة عنه للأيام القادمة !!
الأوضاع المزرية التي تمرّ بها المنطقة بأكملها تنعكس سلبيًّا على شعوبنا العربيّة ، فبعد هيمنة الإسلام الراديكالي المتطرف وسيطرة عناصر التطرف والإجرام على زمام الأمور في عدة دول بالمنطقة ، وانتزاعها ما تبقى من كرامة عربيّة مُداسة ، وانتهاكها لأبسط حقوق الإنسان في التعامل مع النسيج الوطني واستباحتها لدماء الأبرياء وسعيها للتّطهير العرقي والابادة الجماعيّة للأقليات المذهبيّة والمجموعات الدينيّة والعرقيّة الأخرى، مستبيحة الأعراف والأخلاق ، لم يبقَ أمامها إلاّ أن تجوب المشرق العربي من الخليج إلى المحيط منتهكة ما تبقى من شرفٍ وماء وجه ينضح من جباه متخاذلة جبانة وعميلة ، لملوك ولطغاة الشعوب وسماسرة التآمر الأباطرة المتخاذلين...!!
هؤلاء هم المشعوذون المستأسدون على شعوبهم المقهورة ومواطنيهم المساكين!! ما رأيناه من تحرك متواصل وانتفاضة شعبيّة من المحيط إلى الخليج ، هو حصيلة ونتيجة طبيعيّة للكبت والظلم وكمّ الأفواه على يد الطغاة وتجّار الشعوب ، أنه مسار طبيعي ولّد الانفجار العارم حين وصل الوعي الفردي والجماعي ذروته في تحديد العقليّة الجماعيّة في تحدّي ومجابهة المشاكل المصيريّة ،وهنا نجد شريحة واحدة من شرائح المجتمع وهي الأكثر استعدادًا لتحمل عبء المواجهة الفكرية والحوار الأيديولوجي من بين مجموعات العمل السياسي المختلفة على الساحات العربية تتمثل في الشباب المثقف ، ويعود ذلك إلى عدة أسباب تتعلق بطبيعة هذه الشريحة الاجتماعيّة وظروف تعاملها مع المستجدّات. فهي تميل إلى التضحيّة بمصالحها الشخصيّة ، فالشباب المثقف والواعي يمرّ من خلال نشاطه بعمليّة تطور شخصي، اجتماعي وسياسي لا يمكن تجاهل أهميته .... وتعود أهمية هذا النشاط على الحضور الجريء والمتواصل لهذه المجموعات واعتماد أفرادها على نموذج من المواقف الوطنيّة والقضايا المبدئيّة للنقاش العملي والفكر الثوري في تغيير واقع مدنّس بالتبعيّة والدكتاتوريّة المستبدّة التي حكمت في غياهب من الجهل وعمى البصيرة المجتمعات والدول العربيّة ما ينيف عن قرن كامل ، كون الشباب هم النواة الأولى لبناء وبلورة الهويّة الجماعيّة للجيل القادم ، وكونها قابلة أكثر من غيرها لإثارة الأسئلة الجريئة حول القضايا الجوهريّة فلا بد أولاً من إعادة الاعتبار لهذه القضايا المركزيّة وإثارة النقاش الفكري حولها. ثانيًا ، بما أن المستقبل هو للجيل الصاعد ، وبما أن الذي عايش الإحباط والنكوص واستدخلهما لا يمكنه أن يقدم برنامجًا إصلاحيًا ولا يمكنه صنع مستقبل أفضل للأجيال القادمة، فأنة لا بد للشعوب في المنطقة العربيّة من دعم الدور الفعّال لجيل الشباب كي يساهموا هم في صناعة مستقبلهم ومستقبل مجتمعاتهم وبناء أنظمة دولهم الديمقراطيّة والعلمانيّة هذه الدول التي تتراوح اليوم بين اليأس والأمل والخيبة والرجاء ...!!
هذا الامتداد والسيل العارم لن يبقي أنظمة استبداديّة أو أصوليّة والشرارة التي بدأت قبل عقد ونيف، وصلت لدرجة الغليان والأحداث الأخيرة في سوريا ما هي إلاّ امتداد وتواصل للقمع والأرهاب من قبل أنظمة القهر والتخاذل والأصولية المتطرفة والاستبداد وهي الإشارة الأولى لزوال حكم الطغاة وتجار الشعوب.
باسمك أيتها الحرية يقترف هؤلاء الحكام أعداء شعوبهم أبشع المجازر ، وباسمك ينتهك هؤلاء حقوق وسيادة الإنسان ، ومن أجلك يموت أطفال وتسبى نساء في كل مكان من هذا الشرق العربي المسموم ، ودفاعًا عنك تذوي شعوب وأوطان ... من تحت أقدام المواطنين الفقراء ، يَسلبُ الطغاةُ أمن وأرض وأحلام المواطنين الأبرياء فيعيشون لاجئين في بيوتهم... مقيمين وليسوا مواطنين في وطنهم!! باسمك أيتها الحرية يعربد فوق بطاحهم حفاة الأرض من كل حدب وصوب ينسلون وفي عرف العالم اصبحوا حكّامًا وملوكًا وأمراء ، ولهم الوطن والحقوق والأرض !! ابكي أيتها الحرية وقلِّبي نعش الأبرياء اليوم ثورة الشرفاء ، إن شئتِ تشييع الشهداء فرداؤك كفنهم وبكاؤك عزاؤهم فأنت مثلهم مسلوبة الحرية فاقدة الأمان ، استباحوك كل زناة الأرض ولطخوا عذريتك أولاد الحرام ابكي.. ابكي أيتها الحرية فاليوم قد مات الإنسان !!
تقف الشعوب في المنطقة العربيّة على مفترق طرق مصيري ومنعطف حاد وصراع من أجل البقاء، وفترة مخاض حقيقي قد تؤدي إلى الإقلاع إلى دورة قادمة وعصر جديد تنمحي فيه الأنظمة القمعيّة وأثارها الدكتاتوريّة والعصابات التكفيرية الموبوءة ، أو قد يترتب عليها الانتكاس في دورات متراجعة ، أو الانتكاس لمزيد من الانتكاس وتعميق له . لكننا نتفاءل بوصول الجماهير إلى درجةٍ عاليةٍ من الوعي والتعبئة ، ولديها دائماً الاعتراض ، ورأيها وصورتها للوضع الذي تعيشه ، والاعتراض على ما هو شاذ وغير منطقي ولا ينطبق ومصالحها الاجتماعيّة والسياسيّة.



#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتماء بين الاستبداد والانفتاح
- ليلة عاصفة
- الدّين بين التّطرف والعقلانيّة
- سيمفونيّة الخلود
- حجابُ الصّمت
- اِنْتِظَارٌ عَلَىَ أَرْصِفَةٍ خَالِيَةٍ
- الدروز وصراع البقاء بين نار السّنّة وأتون التشييع
- قراءة نقديّة لديوان ((أشبه لا أحد))
- رحلة روح
- قراءة نقدية لديوان ((في منتصف الحب))
- قَالَتْ وَقَال 5
- تأَمُّلات خَرِيفيَّة
- اكفهرارُ الصّقيع بحضن الرّماد
- بين النقد والإبداع في الشعر الحديث
- تجلّيات من الإبداع وصلاة من العشق فوق بواسق السّحاب
- تعتعات على أوتار الرحيل
- الجنة
- أَشْجَارٌ وَظِلاَل
- وَمِيْضٌ عَلَى شَوَاطِئِ الاغْتِرَابْ
- مَوْعِدٌ وَانْتِظَار


المزيد.....




- مئات الجنود الإسرائيليين يتعهدون برفض أوامر عملية الاستيلاء ...
- كل الأنظار إلى البرازيل: انطلاق المداولات الختامية في محاكمة ...
- روسيا والصين تُوقعان اتفاقًا ملزمًا لبناء خط أنابيب -طاقة سي ...
- كاتب إسرائيلي: أعمال الأشرار تُنجز على أيدي أشرار آخرين
- سخرية بالمنصات من استعدادات إسرائيل لـ-عربات جدعون 2? برسائل ...
- ما هي التقنيات المفترضة التي شوشت أنظمة الجي بي إس على طائرة ...
- -رمز للصمود ونعمة عظيمة-..آبي أحمد يشيد باكتمال بناء سد النه ...
- هجوم بسكين في مرسيليا يوقع 4 جرحى.. والشرطة تطلق النار على ا ...
- شي جين بينغ يرحب بفلاديمير بوتين لإجراء محادثات في بكين
- مواجهات في باندونغ: شرطة إندونيسيا تطلق غازاً ومطاطاً على طل ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علم الدين بدرية - احتضار أم ولادة ؟