أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علم الدين بدرية - قيمة الإنسان بين العقليّة الماديّة والدجل السياسي














المزيد.....

قيمة الإنسان بين العقليّة الماديّة والدجل السياسي


علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 8539 - 2025 / 11 / 27 - 14:54
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


قيمة الإنسان
بين العقليّة الماديّة والدجل السياسي

علم الدين بدرية

لقد أصبحت قيمةُ الإنسان في عصرنا الحاضر ومكانته الاجتماعيّة والفكريّة تُقاس بما يملك من المال والعقارات حتى ولو كان ذلك بطرق غير مشروعة، بموجبها تتحدّد قيمة هذا الشخص أو ذاك، فمن يمتلك أمولاً وفيرة، ارتفعت قيمته وأسهمه الاجتماعيّة والسياسيّة ومن كان فقيرًا فقد أيّة قيمة أو أهميّة، حتى ولو كان قمّة في الأخلاق ونموذجًا في الفكر والثّقافة!! إلغاء الآخر وعدم الاعتراف بإنجازاته الحضاريّة وتهميشه وتقزيمه، هو نفاق اجتماعي ودجل سياسي فاضح له جذوره التاريخيّة المتأصّلة بعهود الإقطاع وتتحكم به النظرة الاستعلائيّة الخالية من الضمير والأخلاق ولها علاقة بالتكوين والنمط للجماعة الإنسانيّة، تتيح للأقوياء وأصحاب رؤوس الأموال أن يبسطوا نفوذهم على حساب الفقراء ماديًا والضعفاء اجتماعيًّا، إن ذلك لا يُمكن أن يكون وضعًا سليمًا لأنه ليس وضعًا طبيعيًّا وصحيحًا.
إنّ الأخلاق والقيم العليا هي التي يجب أن تحدّد قيمة الإنسان ومكانته الاجتماعيّة والحياتيّة وليست المادة المتحكّمة في الواقع المعاش، فهي لا تستطيع أن تحدّد الخير والشر أو الحلال والحرام مثلا.
قيمة الإنسان في المجتمع الاستغلالي والمتخلّف الاستعلائي أو الذي يسيطر عليه الرأسماليون والشرائحُ الاجتماعيّة الرجعيّة والطبقيّة تُحدّد حسب ما يملك من أملاك ومال ونفوذ، حيث أن النظام الاجتماعي في مجتمع كهذا يُقرّر بأن قيمة الإنسان تكون بقدر ما لديه من أموال، فيعترف بكل الطرق والوسائل للحصول على المال بغرض إحراز قيمة والوصول إلى مواقع التأثير والقرار، ومثاله الأعلى يقول: (الغاية تبرّر الوسيلة)!!
حين تسود شريعةُ الغاب فان أكثر الأفراد قيمة هو الأكثر شراسة ووحشيّة وماديّة ونفوذ، إن الذين يعيشون في مجتمع يُمارس الدجل السياسي يعرفون أن أكثر الأفراد قدرة على الكذب والنفاق والديماغوغيّة هم الذين يصلون دائما إلى السّلطة، لأنهم يجيدون الرقص على جميع الحبال دون أن يصابوا بأذى!!
الحركات التصحيحيّة في المجتمع والتي تدعو إلى التغيير في العقليّة والمفاهيم هي حركات قليلة وضعيفة وليس لها تأثير يُذكر وسرعان ما تندثر كأنها لم تكن، ليبقى وجهُ المجتمع الاستغلالي الذي يسيطر عليه ذو النفوذ الذين يستحوذون على ثرواته الماليّة وممتلكاته الماديّة وإمكانياته كلها، ثم يحدّدون علاقة ظالمة مجحفة بالآخرين تُجيز لهم تهميشهم وتقزيمهم وحتى إلغائهم من معادلتهم الاجتماعيّة والحياتيّة، دون أن يشعروا بحرج أخلاقي أو وازع من ضمير.
أن العقليّة الماديّة تُقدّر قيمة الأفراد بما يملكون من ثروات وعقارات وإذا لم يكن للإنسان إلا قيمته الماديّة في قواميس مصطلحاتنا الحديثة فلا بد آنذاك من عوامل وروح تغيريّة في السياسة والأخلاق والمفاهيم ، ترفض جذريًا الواقع الاجتماعي الفاسد والتّزييف السياسي وتهدف إلى بناء القيم الحقيقيّة والصحيحة، التي هي القيم الإنسانيّة التي تضمن وتحقّق القيمة الحقيقيّة للإنسان، وتنبذ كل رواسب التضليل والتّزييف السياسي والفساد الاجتماعي ، وتسعى لخلق وضع وواقع آخر تتحقق فيه آدميّة الإنسان وحرّيته وكرامته ، وبالتالي عدم طمس وجوده الفعّال ، أن القبول بواقع اجتماعي يرفض ويلغي الآخر ويحدّد قيمته حسب ما يملك من مال وعقارات مرفوض مهما تشبث به الناس ، أو اعتادوه . عندما يكون الواقعُ الاجتماعي فاسدًا فإن التغيير يأتي من أرادة المهمشين كعمل إرادي يتدخل فكريًا وديمقراطيًّا لتغيير الأوضاع القائمة وتكييفها وفق مصلحة جميع أفراد المجتمع، إن بعض مظاهر السياسة القطريّة والمحليّة لا تسعى إلى التبشير بواقع جديد ومفيد وكل همها ينصبّ على المحافظة على واقعها السياسي ومكاسبها ونفوذها الاجتماعيّة والماديّة، بما يُحقق أهدافها وطموحاتها الشخصيّة والطبقيّة بحيث تحافظ على ما هو قائم وتبرر استمراره، بقصد مقاومة تغييره. ومن هنا على الفئات المستضعفة والمهمّشة أن تبحث عن بديل يضمن لها الكرامة والحرّية والقيمة الاجتماعيّة ، حسب القدرات والملكات الفكريّة والإبداعيّة ، من خلال كشفها للتزييف السياسي والفساد الاجتماعي والسعي إلى إلغائه وبناء الحياة السليمة لمجتمع جديد ، يتجاوز التخلّف ورواسب الفكر المادي له ، ويخلق واقعًا آخر يُبشر بغد مشرق ويحدّد طريقًا واضحًا قائمًا على الاحترام بين فئات وشرائح المجتمع دون تمييز فرد عن فرد أو مجموعة عن أخرى إلا بقدراتها الإبداعيّة وعطاءاتها الاجتماعيّة وتضحياتها الإنسانيّة والحضاريّة التي ترقى بها فكريًّا وإنسانيًّا .



#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام بين النفاق وصحافة الانزلاق
- اِرتقاءٌ في أسلوب التعامل ومنهج التفكير
- أضغاث
- يوم ماتت العروبة
- قَالَتْ وَقَال (6)
- موازين وفصول
- بَيْنَ الْعَدَمِ وَالْوُجُودْ
- احتضار أم ولادة ؟
- الانتماء بين الاستبداد والانفتاح
- ليلة عاصفة
- الدّين بين التّطرف والعقلانيّة
- سيمفونيّة الخلود
- حجابُ الصّمت
- اِنْتِظَارٌ عَلَىَ أَرْصِفَةٍ خَالِيَةٍ
- الدروز وصراع البقاء بين نار السّنّة وأتون التشييع
- قراءة نقديّة لديوان ((أشبه لا أحد))
- رحلة روح
- قراءة نقدية لديوان ((في منتصف الحب))
- قَالَتْ وَقَال 5
- تأَمُّلات خَرِيفيَّة


المزيد.....




- -أنا مدمر-.. أحد ضحايا حريق هونغ كونغ يروي مأساته بما حدث
- استطلاع: معظم الألمان لا يتوقعون صمود حكومة بلدهم إلى غاية 2 ...
- وفد برلماني في إمرالي: خطوة غير مسبوقة تُعيد فتح مسار السلام ...
- حكم بالسجن 14 عاما على رئيس البيرو السابق مارتن فيزكارا في ق ...
- الجيش الإسرائيلي يسلم جثث 15 فلسطينيا كان يحتجزها والغزيون ي ...
- في أول جولة له بالشرق الأوسط... البابا ليون الرابع عشر في تر ...
- بارو يستقبل عراقجي: هل تنجح باريس بإعادة إحياء مفاوضات النوو ...
- أميركا تعلق طلبات الهجرة للأفغان بعد هجوم واشنطن
- آي بيبر: شريط أوكراني من 30 ميلا قد يحدد مستقبل أوروبا
- التنوع البيولوجي في البحر الأبيض المتوسط ??تحت التهديد


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علم الدين بدرية - قيمة الإنسان بين العقليّة الماديّة والدجل السياسي