أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد .. ( 80 )














المزيد.....

أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد .. ( 80 )


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 8572 - 2025 / 12 / 30 - 08:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" لعلكم تعقلون"
----------------
- للأسف الشديد ، لقد نجح المتطرفون ( الاصوليون ) في صناعة وإشاعة وهمٍ عقلي خطير ، ألا و هو إيهام أفهام المؤمنين من أبناء عقيدتهم ، أنّ أي تساؤل ـ أو نقد ـ لفكرة دينية موروثة ، أو التفكير في نص تقليدي متناقل عبر الاجيال ، هو بالضرورة هجوم على الدين كله ، بل و إلحادٌ تام ، أو كفر بواح بالله ( جلّ علاه ). ..
- المحزن في الأمر ، أنّ هؤلاء الجهلة المتطرفين ، من موتى الفهم والقلب ، تمكّنوا - منذ قرون خلَتْ - من تعميم هذا الشكل الديني الظلامي و الفهم الاصولي المُغلق ، و ظفروا بهزيمة الصّفوة من عقلاء المفكرين و الفلاسفة المسلمين .. كـ ( تكفير الكندي وابن سينا والفارابي ابن رشد ،المعري ، التوحيدي ..المعتزلة .. الخ .
كما ونجحوا - بحكمةٍ من القدر - في أن يُرهبوا السواد الأعظم من جموع المؤمنين الآخرين ، أو استمالتهم تماماً إلى جانبهم ، و ذلك عبر عواطف الدجل الكثير.. و فتاوى التكفير ، أو الإضهاد و التهجير ، أو الاتهام بالخروج من الملة ..
مما جعل الأكثرية الساحقة من الناس المؤمنة ، أسرى الخوف المقدس ، من مجرد الشك والتفكير ، أو السؤال حول أضاليلهم ، ناهيك عن البحث والنقد أو الاعتراض عليها ..
- الطامة الأكبر - في تصوري - هي أنّ هذه الآلية الفكرية القديمة، والحجج الفاسدة للاصوليين الدّينيين ، التي تقوم على خلط متعمد وخبيث أحياناً ، بين جوهر الإيمان الديني ، وبين خواطر الأفهام الانسانية أو التأويلات البشرية ، التي تراكمت عبر التاريخ ..
قد نجحت تماماً ، في تجييش ملايين الغوغاء ، في إظهارهم الدفاع العاطفي عن الجهل المنقول ـ و الزود الغبي عن الموروث الفكري و آراء الأقدمين ، وصورته في أذهانهم ، و كأنّه دفاع عن الله ذاته ، أو وجود الدين و العقيدة المنقولة نفسها ،
- أي بمعنى آخر ، أنها أقنعت أولئك الناس البسطاء ، بأنّ ( الله - الكمال مع إرادته ، و ذاته المطلقة ، وخيره التام ) ، هو و نصوص العقيدة الموروثة لدينا ، شيءٌ واحد لا ينفصلولا يتجزأ ..
وأن الايمان بالأديان ، هو ذاته الإيمان بالديّان ..
وهذا - لعمري - خلل عقلي ومنطقي فادح ، لايدركه إلا عاقل حصيف .
- يضاف إلى ذلك - في تقديري ، أن هذا الجهل المقدس، و الترهيب الفكري المؤسس له منذ قرون ، ليس مجرد موقف ديني طارئ ، بل هو ممارسة لشخصية سياسية جماعية ، ذات منافع سلطوية ، كانت ومازالت تهدف إلى ضبط أفهام الجماعة ومنعها من التفكير الحر ..
و الاصولي المتطرف الذي يخشى أن يؤدي النقاش إلى كشف هشاشة تأويله، يلجأ عادةً إلى تخويف الآخرين بغضب الله ونار جهنم أو الى ارهاب الموت والقتل ، بهدف إسكاتهم. ..
بالطبع ، بهذا السلوك الارهابي المُشين ، هو يريد أن يُلغي حق الإنسان في التجربة الروحية الخاصة الحرة ، وأن يُسلب منه نشاطه العقلي الاهم ، في أن يُسائل ويبحث ، ويعيد النظر فيما ورث ، أواعتقد وتديّن .
قصارى القول :
إن النقد الديني في جوهره، ليس إلحادا ، ولا عداءً للدين ، بل هو إشارة عقلية صحية ، تعبر عن بحث الإنسان عن الحقيقة، وعن مقدار تعمقه في فهم هذا الوجود المحيط به . .
وأنا أعتقد أنّ ما يجعل الإيمان في قلب الإنسان بعامة ، أكثر وإتزاناً، هو مقدار القوة العقلية التي يمر بها فهمه الحر ، من خلال الشك و النقد والتساؤل ، لا من خلال الخنوع و الإتباع ، أو النقل و التقليد، وفرض المعتقدات الموروثة على الآخرين بالقمع والتكفيرأو الإرهاب .
ولذلك أنا أزعم ، إن مقاومة مثل هذا الخلط المقيت ، بين الموروث والعقيدة، هي مقاومة من أجل حرية الإنسان وكرامته ، و من أجل أن يبقى الإيمان تجربة حية نابضة ، بين الله والانسان ، لا مجرد تكرار ظلامي جامد مقدس ، يخشى عليه المرء ، من أي نور عقلي ، أو ضوء لسؤال معرفي ، قد يتسلل إلى فهمه الحي يوماً .
والحمد لله على نعمة العقل
zakariakurdi



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 79 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد .. ( 78 )
- أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد .. ( 77 )
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..( 76 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد ..( 75 )
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد .. ( 74 )
- أفكارٌ بسيطة غير ملزمة لأحد ..( 73 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزِمة لأحَدْ .. ( 72 )
- أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد ..(71 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحَد..( 70 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 69 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 68 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 67 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ...( 66 )
- أفكار بسيطةٌ غير ملزمة لأجد .. ( 65 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد..( 64 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لاحدْ ..( 62 )
- افكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لاحَدْ ..( 61 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ..( 61 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحَدْ .. ( 60 )


المزيد.....




- روسيا تتعهد بـ-الانتقام- بعد هجوم 91 طائرة مسيرة على مقر إقا ...
- اليمن: صدور قرار رئاسي يطالب بخروج القوات الإماراتية خلال 24 ...
- اليمن.. رشاد العليمي يعلن حالة الطوارئ لمدة 90 يومًا ويأمر ب ...
- الشرطة الأسترالية: -مسلّحا بونداي- تصرّفا بشكل منفرد، ولم يت ...
- مدرب منتخب تونس سامي الطرابلسي تحت الضغط في مواجهة تنزانيا ب ...
- الصين تجري مناورات عسكرية حول تايوان لليوم الثاني على التوال ...
- عاجل | رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني: على كل القوات الإما ...
- كيف يواجه سكان الخيام في غزة الأمطار والرياح والبرد الشديد؟ ...
- الأولى من نوعها.. مصادر لـCNN: الاستخبارات الأمريكية نفذت ضر ...
- 12 حبّة عنب عند منتصف ليلة رأس السنة.. تقليد إسباني يعد بالح ...


المزيد.....

- أسباب ودوافع السلوك الإجرامي لدى النزلاء في دائرة الإصلاح ال ... / محمد اسماعيل السراي و باسم جبار
- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد .. ( 80 )