زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 8546 - 2025 / 12 / 4 - 22:11
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
---------------------------
الإنسان ليس إلهاً ، ولا يُولد ناضجاً ، بل هو كائن بسيط ، يُصقل عبر التجارب ، وينضج أو يَرشد بما أُتيح له من تعليم وتربية و ..
و كذلك بما فُرض عليه من ظروف معيشية مختلفة ، أو ما اختبره من ألم حسرة أو قهر وحرمان ...
و حين ترى إنساناً ما ، يُعاني من إنخفاض في حسّ التعاطف والحنان، أو تدنٍّ شديد في مستوى الإنسانية لديه ، و يتصرّف بأنانية مُفرطة ، أو بفظاظة وهمجية وقحة ، لا تسارع مباشرةً إلى إدانته والحكم عليه ،
بل تمهّل وتفكّر ، وحاول ان تسأل نفسك :
كم من المعرفة أُتيح لهذا الكائن .. ؟ كم هي الأحوال اللا إنسانية ، و المواقف غير العادلة ، التي فُرضت عليه في حياته .؟ كم وكم وكم ..
ما أقصده - بمعنى آخر - هو أنّ الذكاء قدرة وراثية قبل أي شيء آخر، وهو - في تصوري - ليس عدالة موزعة بالتمام بين جميع الكائنات والبشر..
وبناءاً عليه ، فإنّ تحصيل مرامي المعرفة وفوائد الاكتساب ، ليس حقاً مضموناً لجميع البشر..
لذلك ، فإن القسوة والبلادة و عدم الاكتراث أو انخفاض مستوى الإنسانية لدى البعض منا - في تصوري - ليس مصدره دائماً شر دفين وجد معهم ، بل أحياناً نتيجة قصور في البيئات المختلفة، التي عاشوا بها، والتي كان من المُفترض أنْ توفر لهم - على الأقل - الأدوات المناسبة ، التي تُعينهم على أن يكونوا أفضل...
طبعاً ، انا لا اريد لرأي أو لتقديمي هذا، أن يكون عذرا لأي شرٍ في هذا العالم ، أو تبريراً لأية قباحة أو سلوك عدواني ، و لا أعني به مطلقاً ، التبرير لسلوك أحد بعينه..
كل ما أعنيه فقط ، هو الدعوة الى هدأة الاستيعاب وحسن الفهم ، والترّوي قبل النطق الحكم على الاخرين ...
وأشجع على الإدراك جيداً ، لفكرة أن الإنسان بعامة ، هو كائنٌ هش للغاية ، وفهمه يتأرجح دائماً ، بين ما يريد أن يكون ، وما تسمح له الحياة بأن يكونه حقاً.
قصارى القول : ( لا تدينوا لئلا تُدانوا )
zakariakurdi
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟