زكريا كردي
                                        
                                            
                                                    
                                                
باحث في الفلسفة 
                                                    
                                                 
                                                    
                                                
(Zakaria Kurdi)
                                                    
                                                 
                                                
                                        
                    
                   
                 
                
                 
                
                
                 
                     
                
                 
              
                                        
                                        
                                      
                                        
                                        
                                            الحوار المتمدن-العدد: 8512 - 2025 / 10 / 31 - 00:11
                                        
                                        
                                        المحور:
                                            الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
                                        
                                        
                                            
                                        
                                        
                                     
                                      
                                        
                                        
                                        
                                        
                                            
    
    
 
                                       
                                        
                                        
                                
                                
                                   
                                        
                                            
                                              ----------------------------
تدور هذه المرة حول التفكير في معنى القيم
" الحق - الخير - الجمال "
- أنا ممّن يعتقدون أنّ وراء كل سلوك يقوم به الإنسان ، تقف هناك قيمة ما ، أو فكرة و فهم ما لمعنى أخلاقي معين.
لكن يُخيّلُ إليَّ - أحياناً - أنّ هذا العالم الخارجي ، الذي يقع في مجال مداركنا – أي عالم الواقع والأشياء – لا علاقةَ لهُ البتّة بما نُسمّيه خيراً أو جمالاً ، ولا بما نراه شراً أو قبحاً .. لائقا أو مشيناً ..
إذ يبدو أنّ هذهِ التسميّات ، إنّما هي مجرد مشاعر ذاتية ، مسكوبة على هيئة تشكيلات لغوية و عبارات تعبيرية ، تُظهر أحاسيس الفرد المُعبّر ، و تعكس أحوال الشخص المُتكلّم لا أكثر ..
وربما هذا هو السبب الرئيس - في تقديري - الذي جعلها مختلفة بين الناس ، متنازع عليها ، أي هي نسبية ، متغيرة غير ثابتة .
تتأتى من دواخل الإنسان وسرائر رغباته (ما ظهر منها وما بطن ) ،
و بمعنى آخر ، القيم الاخلاقية والجمالية وو..
هي مُجرّد شعور ذاتي إنساني ، مصدره دواخل الإنسان نحو الأشياء المُحيطة به ، و ليستْ بكائنة فيها ..
وحتى معظم ما نسميه "حقيقة" ليس سوى وهم مصقول بعناية فائقة من قبل التاريخ ، وقد تشكل لأسباب كثيرة ومعقدة منها الخوف والتوافق والحاجة إلى الانتماء..
والحقيقة – كما أراها أنا طبعاً - هي أن أولئك المُدافعين بشدة ، عن وجود القيم الاخلاقية والجمالية والحقوقية خارج الإنسان ، إنّما هم يدافعون - في الواقع :
- عن قيمٍ معينةٍ لديهم ، تعنيهم هم .. قيم يرغبون في تحققها، او يتمنون وجودها خارج هذا الواقع الموضوعي أو في عالم المثال.. ( كما سعى أفلاطون يوماً ..
- عن قيم ألفوها فقدسوها ، وأخيولات موروثة تماهوا بها ، إلى درجةٍ كبيرةٍ ، وتصورات مأمولة وجدوها فاستراحوا لها .
- عن قيم بات بمثابة هوية تمثلهم ، فلا يَودّون لها زوالاً أو إختلافاً ، ويخافون عند الحديث ، عن أي تغيّر أو نقدٍ بسيط لها ، أنْ تذهب ريحهم بذهابها دون رَجعة ..
لذلك قد تراهم يسشرسون بالدفاع عنها وعن إطلاقيتها وثباتها ، إلى درجة العنف .
و يتمَسّكون بقوة بأمثولات قيمهم الموهومة على حساب أحوالهم المشهودة و المعلومة..
فلا يَرْضَون فيها جدةً أو بدعةً، و لا يظنون لها تبديلاً ..
والسبب المنطقي - حسب زعمهم - ، هو الضمانة السماوية الخالدة لها، و لثباتها فيهم ، وفيمن يليهم إلى الأبد ..
و هذا كله يذكّرُني بعبارة هامة للفيلسوف " اسبينوزا "من كتابه علم الأخلاق" قال فيها :
" يظنّ الناس أنّهم يَرغبون بالأشياء لأنّها خيّرة ، والأمر على حقيقته ، أنّ الأشياء تكونُ خيّرة ، لأنّ الناس يرغبونَ بها وحسب " .
zakariakurdi
                                                  
                                            
                                            
                                          
                                   
                                    
      
    
  
                                        
                         #زكريا_كردي (هاشتاغ) 
                           
                          
                            
                          
                        
                           
                          Zakaria_Kurdi#
                         
                
                         Zakaria_Kurdi# 
                           
                          
                            
                          
                        
                           
                          
                         
                      
                                        
  
                                            
                                            
                                             
                                            
                                            ترجم الموضوع 
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other 
languages
                                        
                                            
                                            
                                            
الحوار المتمدن مشروع 
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم 
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. 
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في 
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة 
في دعم هذا المشروع.
 
  
                                                               
      
    
			
         
                                         
                                        
                                        
                                        
                                        
                                        
                                         
    
    
    
                                              
                                    
                                    
    
   
   
                                
    
    
                                    
   
   
                                        
			
			كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية 
			على الانترنت؟