أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد .. ( 77 )














المزيد.....

أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد .. ( 77 )


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 8563 - 2025 / 12 / 21 - 18:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تدور هذه المرة حول فهمي الخاص لعبارة :
" نحن شعوب متخلّفة ، تعيش في ذهنية القرون الوسطى ، مازالت تجترّ معارف "ما قبل الحداثة "

- بدايةً ، أنا أرى أن هذه العبارة الفكرية المُكثفة ، ليست مجرد حكم قيمي ، بل هي توصيف دقيق لحالة معرفية وثقافية قائمة...
- لكن علينا قبل اي شيء، أن نفهم جيداً ، بأن " الحداثة " ببساطة، وحسب فهمي الخاص ، تعني الانتقال بوعي الانسان من التفكير التقليدي القائم على الموروث والأسطورة إلى التفكير العقلاني النقدي...
- أي أنها حال الوعي الانساني الحديث ، الذي يؤمن يقيناً ، بأن الحقيقة ليست مطلقة أو موروثة ، بل تُبنى عبر التجريب والبحث العلمي ، وتمثل الفهم الرافض سلطة الماضي كمرجعية نهائية، و ذهنية تُعلي من شأن الشك المنهجي وحرية التأويل والنقد والتفكير ..
- وأعتقد لكي نفهم أكثر / مقصود هذه العبارة العميقة الموجزة ، علينا ان نبيّن بوضوح وبساطة، بعض حدود المعانى في كل من مفرداتها الاساسية :
- القول بتخلف شعب أو مجموعة بشرية ما ، لا يعني بالضرورة نقصاً بيولوجياً أو جوهرياً ، بل يشير إلى تأخر ذهني لديها في تبنّي أنماط التفكير والمؤسسات التي ارتبطت بالحداثة ( العقلانية، العلم، الفردانية، الديمقراطية).
- ومعنى قولنا : ذهن هذا الانسان ( مُتخلّف) غير حداثي ، أي أن هذا ذهن هذا الانسان مُغيب - معرفياً - عن حقائق الواقع العلمي الراهن ،
فالعقل الذي يفكر بذهنية " ما قبل الحداثة " ، هو عقل جامد عند معرفة ما ، ومتوقف نشاطه في مرحلة زمنية ماضية ، أي مازال يفكر وينظر إلى العالم الواقعي ، من خلال التقليد والنقل والعنعنات فقط ، وتسيطر على عاقليته الأسطورة ، وتحكمه سلطة الغيبيات المطلقة .
- بمعنى اعتماده الكلي - في تسيير عيشه ومعاشه - على تقليد الموروث وتقديس الماضي ، دون أي نقد أو مساءلة أو تنقيح وتصحيح له..
- والامم التي تستند ثقافاتها على [ علوم و معارف ما قبل الحداثة] : تكون أذهان أبنائها - عادةً - متخمة بأنظمة معرفية يقينية ماضوية ميتة ، لا تستند إلى التجريب والعقل النقدي ، بل إلى اللغو والنقل ، والعرف والتقليد ، أو على التفسير الديني/الميثولوجي .
- ولو دققنا قليلاً ، سنجد أن لهذه الذهنية الغارقة في الماضي أو من سميناها " أمم عقول ما قبل الحداثة " لها بعض الملامح الجوهرية ، التي تميزها عن عقول الامم المتقدمة او مجتمعات الحداثة وما بعد الحداثة :
- معرفياً : هي أمم تنظر دائماً إلى الحقيقة ، كشيء ثابت ومطلق ، لا كنتاج بحث وتجريب..
- سياسياً: السلطة تُفهم فيها ، كحق إلهي أو أبوي، وليست عقداً اجتماعياً يقوم على المصالح الافضل، أو نظاماً ديمقراطياً علمانيا تعددياً .
- اجتماعياً : تكون العلاقات بين الناس فيها ، قائمة على الطاعة والخضوع والتراتبية ، لا على المساواة والحقوق الفردية..
- ثقافياً : تكون فقيرة إبداعياً بشكل واضح ، بالذات في العلوم المفيدة ، وذلك لأسباب كثيرة ، يصعب شرحها الآن ، لكن السبب الاهم في تقديري هو أن قياس الإبداع ، يكون فيها حول مدى التزام العقل المبدع بالتقليد والصد ، لا بمدى قدرته على التجديد أو النقد..
- ثم للأسف الشديد ، قد نجد بعض المجتمعات البشرية ، و( لأسباب ذاتية وموضوعية ) تختار طواعية وعن وعي مناهضة الحداثة ومكتسباتها المعرفية أونظرياتها وكشوفها العلمية ، وتُصر على أن تأخذ فقط قشرة الحضارة الاستهلاكية ،بينما هي في حقيقة الامر ، تحافظ على التخلف وتعزز ثقافة عدم الالتحاق بركب الحضارة الانسانية ، وتدعم في أذهان أبنائها - من خلال انظمة ومناهج تعليم متخلفة - الرغبة في التمسك بأنماط فكرية قروسطية ، كجزء من هويتها وكينونتها ..
وربما المحزن أكثر ، أنها لا ترى في ذلك الجهل تخلفاً ، أو تدهوراً عقلياً ، بل أصالة وفخراً ،وتميزاً ، و أحياناً مقاومة حميدة أو هوية مجيدة ..
لهذا نرى أبناء أمم الجهل المقدس، تحمد الله على نقمة الجهل ، بدلاً من حمده على نعمة العقل..
zakariakurdi



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..( 76 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد ..( 75 )
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد .. ( 74 )
- أفكارٌ بسيطة غير ملزمة لأحد ..( 73 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزِمة لأحَدْ .. ( 72 )
- أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد ..(71 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحَد..( 70 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 69 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 68 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 67 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ...( 66 )
- أفكار بسيطةٌ غير ملزمة لأجد .. ( 65 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد..( 64 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لاحدْ ..( 62 )
- افكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لاحَدْ ..( 61 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ..( 61 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحَدْ .. ( 60 )
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..( 59 )
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..58
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد .. ( 57 )


المزيد.....




- إشارات يعتمد عليها المحققون في كشف الجناة والكاذبين
- من الإمارات.. ماكرون يفتح صفحة ما بعد -شارل ديغول-: حاملة طا ...
- قطار سريع يدهس قطيع فيلة شمالي شرق الهند
- كيف تفاعل السوريون مع عملية -عين الصقر- الأميركية في بلادهم؟ ...
- هيئة فلسطينية: أسيران مريضان يواجهان ظروفا كارثية بسجون الاح ...
- تقرير إسرائيلي: أميركا طلبت من إثيوبيا المشاركة بالقوة الدول ...
- كيف تصنع قصص المساء انسجاما بين دماغ الطفل ووالديه؟
- 7 خضراوات يُفضل طهيها بدلا من أكلها نيئة
- ذراع ترامب للملفات الشائكة.. لماذا عاد كوشنر إلى الواجهة؟
- صحف عالمية: فاتورة نصرة فلسطين دروع بشرية بالضفة وأمعاء خاوي ...


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد .. ( 77 )