محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8571 - 2025 / 12 / 29 - 21:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عقدت اليوم جلسة البرلمان الاتحادي في العراق وتمّ اختيار (هيبت الحلبوسي) رئيسا له. وقد حظر الجلسة ٣٠٩ نواب. والغريب، أنه رغم توفر كل الأجهزة التكنولوجية الحديثة، اضطر النائب الأكبر سنا إلى دعوة النواب واحدا واحدا وباسمائهم والقابهم. يعنى من الالف الى الياء ! فهل رأيتم شيئا مماثلا لهذا النوع الفريد من الديمقراطية التي لا تحترم الوقت ولا المال ولا راحة النواب.
بعد ذلك جرى التصويت على انتخاب نائبي رئيس البرلمان. وبناء على نظام المحاصصة فلا شيء جديد تحت قبة البرلمان العراقي. فالنائب الاول شيعي والنائب الثاني كردي. وابوكم الله يرحمه !
وقد يكون الفصل الاول من المسرحية السياسية (الديمقراطية) في ألعراق مقبول إلى حد ما وبلا عوائق كبيرة. لكننا سنبقى على موعد مع الفصول الأكثر دموية، سياسيا اقصد، عندما يتم انتخاب رئيس الجمهورية ومن ثم رئيس الوزراء. وفي هذه المرحلة سوف نشاهد بكل تأكيد لمعان السيوف وخفق الرايات العنصرية والطا ئفية والعشائرية وهي تملأ طرق وساحات العراق، بالمعنى الافتراضي.
ذهب محمد الحلبوسي رئيس البرلمان الأسبق. وقد لا يكون هذا الذهاب صدقة أو فضلا منه لتسهيل الأمور على حلبوسي آخر. لكن الرجل ربما اوهمه البعض بما هو أهم من رئاسة البرلمان.
عموما، كل ما اشاهده الآن عل قناة (العراقية) من وقائع انتخاب (النائب الاول فقط) لرئيس البرلمان هو تكرار لما شاهدناه على مدى عقدين. فمشكلة العراق ليست في الإجراءات والشخوص فقط، بل في مجمل النظام السياسي الفاشل ومصدر عيوبه الاساسي، الدستور العراقي. فعملية تكرار نفس المشهد وعلى نفس المسرح وبنفس الوجوه فقدت كل قيمتها (الفنية) وأهميتها السياسية. وستكون الغالبية العظمى من الجمهور مرغمة على متابعة ما يجري تحت قبة البرلمان حنى اسدال الستار.
وفي الختام، يتذكر جيدا كل من تجاوز الستين من العمر الأغنية القديمة لالهام المدفعي على ما اظن:
بابوري رايح رايح بابوري جاي. بابوري محمّل سكر وچاي. ولكن من الان فصاعدا سوف يرددها العراقيون بشكل جديد يتماشى مع الذوق السائد، لتصبح: حلبوسي رايح رايح حلبوسي جاي...
ولكن بلا سكّر او چاي !
#محمد_حمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟