|
|
ترامب يعترف بالجولان وماسك بالاستبدال: مهرجان النفاق الاستعماري يعود!
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8571 - 2025 / 12 / 29 - 16:40
المحور:
كتابات ساخرة
بروكسل مرآة أوروبا: الهجرة، الوهابية، والعلاقات الأمريكية-الخليجية
في أواخر ديسمبر من عام 2025، أثار الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مالك منصة إكس، عاصفة فكرية وسياسية عندما أعاد نشر إحصاءات رسمية صادرة عن معهد الإحصاء الوطني البلجيكي (StatBel)، تكشف أن 72.9% من الأطفال والمراهقين دون الثامنة عشرة في العاصمة البلجيكية، عاصمة الاتحاد الأوروبي، ينحدرون من خلفيات هجرة غير أوروبية، في حين لا يتجاوز نسبة الأطفال من أصل بلجيكي خالص 10.6%. هذا الرقم، الذي يعكس تغييراً ديموغرافياً جذرياً، دفع ماسك إلى الإعلان بأن "الاستبدال العظيم قد حدث بالفعل"، مستخدماً مصطلحاً مثيراً للجدل يصف عملية تغيير سكاني يرى فيها البعض تهديداً وجودياً للهوية الأوروبية التقليدية.
ليس هذا التحول وليد اللحظة، بل هو ثمرة سياسات هجرة امتدت لعقود، مدفوعة بلم الشمل العائلي وانخفاض معدلات الولادة لدى السكان الأصليين، حيث ارتفع عدد تصاريح الإقامة الأولى في بروكسل من 53,109 في عام 2018 إلى 59,873 في عام 2024. في مدينة تُعتبر رمزاً للوحدة الأوروبية، أصبحت هذه الأرقام مرآة تعكس مخاوف عميقة من فقدان التماسك الاجتماعي، خاصة في أحياء مثل مولنبيك، التي ارتبطت بهجمات إرهابية دامية في باريس عام 2015 وبركسل عام 2016، حيث نشأ العديد من المنفذين في بيئات معزولة اجتماعياً واقتصادياً.
هنا يبرز التناقض الأوروبي بين الاحتفاء بالتنوع كقيمة أساسية، وبين القلق من اندماج غير مكتمل يولد توترات ثقافية وأمنية. ماسك، الذي ينتقد الهجرة الجماعية غير المنضبطة، يرى في هذا التغيير كارثة تهدد الهوية الثقافية، مستذكراً نظرية "الاستبدال العظيم" التي تربط بين الهجرة من خارج أوروبا وانخفاض الولادات الأصلية. وفي المقابل، يدافع آخرون عن التنوع كمصدر إثراء اقتصادي، حيث يساهم المهاجرون وأبناؤهم في سد نقص اليد العاملة في مجتمع يواجه شيخوخة سكانية متسارعة.
لكن فهم هذا التحول يتطلب الغوص في جذور التطرف الذي غذى بعض هذه التوترات. في مولنبيك، ذلك الحي الذي أصبح رمزاً لفشل الاندماج، ارتبطت الهجمات الإرهابية بشبكات متطرفة مستوحاة جزئياً من تفسيرات متشددة للإسلام، انتشرت عبر مساجد ومراكز ثقافية مدعومة خارجياً. المسجد الكبير في بروكسل، الذي كان تحت إدارة سعودية منذ عام 1969 بموجب اتفاق مع الحكومة البلجيكية، أثار مخاوف متزايدة بسبب نشره للتفسير الوهابي، الذي يُتهم بكونه بوابة غير مباشرة نحو التطرف. اللجنة البرلمانية البلجيكية التي حققت في هجمات 2016 أوصت بإنهاء هذا الاتفاق، مما تم في عام 2018، معتبرة أن الوهابية تشكل تهديداً للإسلام المعتدل.
الوهابية، تلك الحركة التي أسسها محمد بن عبد الوهاب في القرن الثامن عشر مستلهماً ابن تيمية، تركز على تنقية الدين من البدع، لكنها غالباً ما انزلقت نحو التكفير والتشدد، مؤثرة أيديولوجياً في جماعات مثل داعش والقاعدة. هذا التفسير المتطرف، الذي يرفض التصوف والتسامح السائد في المذاهب التقليدية كالمذهب المالكي في شمال أفريقيا، وجد طريقه إلى أوروبا عبر تمويلات خليجية، مساهمة في عزلة بعض الجاليات وتطرف أقلية من شبابها.
في شمال أفريقيا، يقف المذهب المالكي شاهداً على تسامح إسلامي متجذر، متكيف مع العرف المحلي والروحانية الصوفية، بعيداً عن التشدد الوهابي الذي يرى في الاختلاف بدعة تستوجب الرفض. هذا التباين يفسر جزئياً كيف جاء مهاجرون كثيرون إلى أوروبا حاملين تراثاً مالكياً معتدلاً، لكنهم واجهوا في بعض الأحياء تأثيرات وهابية مدعومة، مما أدى إلى صدامات ثقافية عميقة.
على الصعيد الجيوسياسي، تتشابك هذه القضايا مع علاقات القوى الكبرى. الشراكة الأمريكية-السعودية، التي تعززت في عهد الرئيس دونالد ترامب، شهدت صفقات هائلة في عام 2025، بما في ذلك بيع طائرات إف-35 ودبابات، واستثمارات سعودية تصل إلى تريليون دولار، بحضور ماسك الذي وقع اتفاقيات لتكنولوجيا ستارلينك. هذه الروابط، رغم فوائدها الاقتصادية، تثير تساؤلات حول دعم غير مباشر لنشر أيديولوجيات متشددة مقابل نفط وأمن.
وفي الشرق الأوسط، يظل اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان والقدس انتهاكاً للقانون الدولي، كما أكدت قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2025، التي طالبت بانسحاب إسرائيل من هذه الأراضي المحتلة منذ 1967، معتبرة الضم باطلاً وبلا أثر قانوني.
هذا الاعتراف، الذي يُرى كدعم للأمن الإسرائيلي، يُعتبر من الجانب الآخر تشجيعاً على الاستيلاء بالقوة، مما يقوض مبدأ عدم جواز اكتساب الأراضي بالحرب.
يعكس نقاش ماسك وتحولات بروكسل أزمة هوية أوروبية شاملة: بين الانفتاح على التنوع كمصدر حيوية، وبين الحفاظ على التماسك كضمان للاستقرار. المهاجرون، الذين جاؤوا بحثاً عن فرص أفضل، يبنون المجتمع، لكن فشل الاندماج والتأثيرات الخارجية يولدان انقسامات. الحل يتطلب سياسات اندماج حكيمة، تعزيز التسامح التقليدي، ومواجهة التطرف أينما كان، سواء في الوهابية أو في السياسات الاستعمارية. أوروبا، كما يعلمنا التاريخ، تتجدد بالحوار، وتزدهر بالعدالة، شريطة أن تتجاوز الشعارات نحو رؤية شاملة تحفظ كرامة الإنسان وتنوعه دون أن تفقد روحها.
نظرية (الاستبدال العظيم)(بالفرنسية: Le Grand Remplacement، وبالإنجليزية: Great Replacement) هي نظرية مؤامرة يمينية متطرفة قومية بيضاء، صاغها الكاتب الفرنسي رينو كامو(مواليد 1946) في كتابه الشهير الذي صدر عام 2011 تحت العنوان نفسه. يزعم كامو أن السكان الأوروبيين البيض (أو "الأصليين") يتعرضون لعملية استبدال ممنهجة بسكان غير أوروبيين، خاصة من أصول إفريقية وشرق أوسطية مسلمة، من خلال الهجرة الجماعية، وانخفاض معدلات الولادة لدى الأوروبيين، وتواطؤ نخب سياسية وثقافية "استبدالية" (replacists) تسعى إلى تدمير الهوية الأوروبية التقليدية.
الأصول التاريخية والتطور تعود جذور النظرية إلى أفكار عنصرية أقدم، مثل نظريات "الإبادة البيضاء" (White Genocide) في القرن التاسع عشر والعشرين، مستوحاة من كتابات مثل "La France juive" لإدوارد درومونت (1886)، التي اتهمت اليهود بتدمير أوروبا عبر الاختلاط العرقي. استبدل كامو الجانب المعادي للسامية التقليدي بتركيز على "صدام الحضارات" مع المسلمين، متأثراً برواية جان راسبيل الديستوبية "معسكر القديسين" (1973)، التي تصور غزواً مهاجراً يدمر الغرب.
طور كامو النظرية في كتابين: الأول عام 2010، والثاني 2011، معتبراً أن "الاستبدال" ليس مجرد تغيير ديموغرافي طبيعي، بل "إبادة بالإحلال" (genocide by substitution)، مدعومة بنخب ليبرالية تسعى إلى "نزع الثقافة" الأوروبية. يصف كامو هذا بأنه تغيير جذري في جيل أو جيلين، حيث يصبح "الشعب" مختلفاً تماماً.
الانتشار والتأثير انتشرت النظرية عبر الإنترنت واليمين المتطرف، وألهمت هجمات إرهابية دامية: - هجوم كرايستشيرش في نيوزيلندا (2019، 51 قتيلاً). - إل باسو في تكساس (2019). - بافالو في نيويورك (2022).
أنكر كامو مسؤوليته عن العنف، لكنه أثار جدلاً بتأييده الضمني لشعارات مثل "لن تستبدلونا". انتقلت النظرية إلى السياسة السائدة جزئياً، مع إشارات من شخصيات مثل مارين لوبان في فرنسا، أو تاكر كارلسون في أمريكا، وفي 2025، أعلن إيلون ماسك أن "الاستبدال العظيم قد حدث بالفعل" في بروكسل، مستنداً إلى إحصاءات رسمية تظهر أن 73% من الأطفال هناك غير أوروبيين.
الانتقادات والدحض تصنف النظرية كمؤامرة عنصرية ومعادية للإسلام (وأحياناً للسامية)، مدعومة ببيانات انتقائية تتجاهل الاندماج والفوائد الاقتصادية للهجرة. لا دليل على "مؤامرة نخبوية" منظمة؛ التغييرات الديموغرافية ناتجة عن عوامل طبيعية مثل انخفاض الولادات الأوروبية (أقل من 1.5 طفل لكل امرأة) وسياسات هجرة قانونية. يحذر خبراء من أنها تحرض على الكراهية والعنف، وتُستخدم لتبرير سياسات مناهضة للمهاجرين.
تمثل النظرية تعبيراً عن مخاوف الهوية في عصر العولمة، لكنها تبقى مدانة كأيديولوجيا تسمم النقاش العام وتهدد التعايش السلمي. الواقع يظهر تنوعاً يثري المجتمعات، لا استبدالاً مدبراً.
……….
المادة الساخرة :
ترامب يعترف بالجولان وماسك بالاستبدال: مهرجان النفاق الاستعماري يعود!
في أواخر ديسمبر 2025، قرر الملياردير إيلون ماسك، ذلك الجنوب أفريقي الذي هاجر إلى أمريكا ليبني إمبراطورية على أكتاف العمال المهاجرين، أن يثير عاصفة فيردية على منصته إكس، بنشر إحصاءات رسمية من معهد الإحصاء البلجيكي، تكشف أن 72.9% من أطفال بروكسل يأتون من خلفيات غير أوروبية، بينما يتوارث الأصليون البلجيكيون الخالصون مجرد 10.6%، كأنهم نوع نادر من الشوكولاتة البلجيكية يواجه الإنقراض، فأعلن ماسك بكل درامية أن الاستبدال العظيم قد حدث، مستعيراً مصطلحاً يبدو كأنه عنوان فيلم رعب هوليوودي، يصف كيف يغزو المهاجرون أوروبا بطريقة أكثر هدوءاً من أسلاف ماسك الذين غزوا أفريقيا بالمدافع والأمراض.
بالطبع، لم يكن هذا التحول مفاجئاً، بل نتيجة سياسات هجرة أوروبية أكثر كرماً من حفلات ماسك الخيرية، مدفوعة بلم الشمل العائلي وانخفاض الولادات لدى الأوروبيين الذين يفضلون الاستمتاع بالحياة بدلاً من إنجاب جيش من الورثة، حيث قفزت تصاريح الإقامة في بروكسل من 53,109 في 2018 إلى 59,873 في 2024، كأن المدينة تقيم مهرجاناً للتنوع، لكن هذه الأرقام أصبحت مرآة لمخاوف أوروبية عميقة، خاصة في أحياء مثل مولنبيك، حيث ترعرع بعض الإرهابيين في 2015 و2016، في بيئات معزولة، كأنها تذكير ساخر بأن الغرب الذي صنع الإرهاب في الشرق الأوسط يشتكي الآن من عودته إلى المنزل.
هنا يتجلى التناقض الأوروبي الساحر، بين الاحتفاء بالتنوع كجوهرة في تاج الاتحاد الأوروبي، وبين الرعب من اندماج غير كامل يولد توترات، كأن ماسك، الذي بنى ثروته على عمال مهاجرين غير قانونيين في مصانعه، يرى في هذا كارثة تهدد الهوية الثقافية، مستذكراً نظرية الاستبدال العظيم التي تربط الهجرة بانخفاض الولادات، وكأنه ينسى أن أسلافه الأوروبيين استبدلوا سكان أمريكا الأصليين بطريقة أكثر عنفاً، بينما يدافع آخرون عن التنوع كإكسير اقتصادي، يسد نقص اليد العاملة في مجتمع يتقاعد فيه الجميع مبكراً ليتمتعوا بشيخوخة مرفهة.
لكن لنغوص في جذور التطرف التي تغذي هذه المخاوف، في مولنبيك الذي أصبح رمزاً لفشل الاندماج، حيث ربطت الهجمات شبكات متطرفة بتفسيرات متشددة للإسلام، انتشرت عبر مساجد مدعومة خارجياً، مثل المسجد الكبير الذي كان تحت إدارة سعودية منذ 1969، مقابل نفط رخيص، كأن بلجيكا تبادلت ثقافتها بوقود لسياراتها، مما أثار مخاوفاً حتى أوصت اللجنة البرلمانية بإنهاء الاتفاق في 2018، معتبرة الوهابية تهديداً للإسلام المعتدل، كأنها تذكر الغرب بأنه يدعم المتطرفين في الخليج ثم يتعجب من ظهورهم في أوروبا.
الوهابية، تلك الحركة التي أسسها محمد بن عبد الوهاب مستلهماً ابن تيمية، تركز على تنقية الدين من البدع، لكنها غالباً ما تحولت إلى مهرجان تكفيري، مؤثرة في داعش والقاعدة، وهذا التفسير الذي يرفض التصوف والتسامح في المذاهب التقليدية مثل المالكي في شمال أفريقيا، وجد طريقه إلى أوروبا عبر تمويلات خليجية، كأنها هدية من أمراء النفط الذين يتعاونون مع ترامب، مساهمة في عزلة الجاليات وتطرف الشباب، في سخرية تاريخية تجعل الغرب يشكو من ما صنعه بنفسه.
في شمال أفريقيا، يبرز المذهب المالكي كرمز لتسامح إسلامي يتكيف مع الروحانية الصوفية، بعيداً عن الوهابية التي ترى في الاختلاف جريمة، وهذا يفسر كيف جاء المهاجرون بتراث معتدل، لكنهم واجهوا تأثيرات مدعومة، كأن أوروبا تستورد المتطرفين مع النفط، مما يولد صدامات ثقافية عميقة، في مسرحية كوميدية يلعب فيها ماسك دور المنقذ العنصري.
على الصعيد الجيوسياسي، تتشابك هذه الفوضى مع شراكات كبرى، مثل الأمريكية-السعودية التي ازدهرت تحت ترامب، بصفقات 2025 تشمل طائرات إف-35 واستثمارات تريليونية، بحضور ماسك الذي وقع اتفاقيات ستارلينك، كأنهم يتبادلون التكنولوجيا بالتطرف، رغم الفوائد الاقتصادية، تثير تساؤلات عن دعم أيديولوجيات متشددة مقابل أمن، في سخرية تجعل الاستعمار يبدو كعرض ترويجي.
وفي غرب اسيا، يبقى اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان والقدس انتهاكاً للقانون الدولي، كما أكدت قرارات الأمم المتحدة في 2025، مطالبة بالانسحاب من أراض محتلة منذ 1967، معتبرة الضم باطلاً، وهذا الاعتراف الذي يُرى كدعم أمني، يُعتبر تشجيعاً على السرقة بالقوة، كأن ترامب يعيد كتابة التاريخ بقلم الاستعمار، مضعضفاً المبادئ الدولية.
يعكس نقاش ماسك أزمة هوية أوروبية، بين الانفتاح على التنوع وبين الحفاظ على التماسك، لكن المهاجرون يبنون المجتمع، بينما فشل الاندماج يولد انقسامات، والحل في سياسات حكيمة تعزز التسامح، مواجهة التطرف سواء في الوهابية أو الاستعمار، فأوروبا تتجدد بالحوار، لكن في هذه الكوميديا، يبدو ماسك وترامب كنجوم يشكون من مسرح بنوه بأيديهم.
نظرية الاستبدال العظيم، تلك التحفة اليمينية التي صاغها رينو كامو في 2011، تزعم أن الأوروبيين البيض يُستبدلون بغير أوروبيين عبر الهجرة وانخفاض الولادات، بتواطؤ نخب، كأنها مؤامرة كونية، مستوحاة من أفكار عنصرية قديمة مثل الإبادة البيضاء، متأثرة بروايات ديستوبية، معتبرة الاستبدال إبادة بالإحلال، في سخرية تجعل الغرب الذي استبدل شعوباً بأكملها يخشى دوره الآن.
انتشرت عبر الإنترنت، ألهمت هجمات دامية في كرايستشيرش وإل باسو وبافالو، وأنكر كامو العنف لكنه أيد شعارات مثل لن تستبدلونا، انتقلت إلى السياسة مع لوبان وكارلسون، وفي 2025، تبناها ماسك في بروكسل، كأنه ينسى أنه مهاجر نفسه.
تنتقد كمؤامرة عنصرية معادية للإسلام، مبنية على بيانات انتقائية تتجاهل الاندماج، لا دليل على مؤامرة نخبوية، بل تغييرات طبيعية، تحرض على الكراهية، تمثل مخاوف الهوية لكنها تسمم النقاش، في كوميديا تجعل العنصريين يخشون ما زرعوه.
……… قسم دراسات سمير امين في بيت الثقافة البلجيكي العربي ـ لييج ـ بلجيكا
..........
نفط مسروق وأرض محتلة: تأملات في عدالة الغزاة
من الممكن اعتبار تصريح الرئيس دونالد ترامب في ديسمبر 2025 كشهادة حية على عودة الروح الاستعمارية إلى ساحة العلاقات الدولية، مرتدية ثوباً حديثاً يخفي تحت طياته آليات النهب المنهجي التي تتجاوز حدود القرن التاسع عشر لتغزو عصرنا. يعلن ترامب، بلهجة تجمع بين التهديد العسكري والمطالبة الاقتصادية، حصاراً بحرياً شاملاً على فنزويلا، مدعياً أن هذا البلد الجنوب أمريكي قد سرق من الولايات المتحدة نفطاً وأراضي وأصولاً أخرى، مطالباً بإعادتها فوراً تحت طائلة ضربات لم يشهد التاريخ مثلها. هذا الإعلان ليس مجرد بيان سياسي عابر، بل هو تجسيد لسياسات استعمارية جديدة تعتمد على الخلط المتعمد بين السيادة الوطنية والمصالح الخاصة، حيث يصبح النفط، ذلك الدم الأسود الذي يغذي الآلات الصناعية، سبباً لإعادة رسم الحدود وفرض الإملاءات العسكرية، كأن العالم لا يزال ملعباً لقوى الهيمنة التي ترفض الاعتراف باستقلال الشعوب.
في جوهر هذا التصريح، يكمن آلية النهب الحديثة التي تحول الدبلوماسية إلى أداة للاستيلاء الاقتصادي، مستندة إلى سرد تاريخي مشوه يصور فنزويلا كلصوصاً دوليين، بينما يتجاهل السياق التاريخي للاستثمارات الأمريكية في حقول النفط الفنزويلية، التي تم تأميمها في سبعينيات القرن الماضي كجزء من حركة التحرر الوطني في أمريكا اللاتينية. يصف ترامب نظام نيكولاس مادورو بأنه غير شرعي، مدعياً أنه يمول نفسه بالنفط المسروق لدعم الإرهاب والمخدرات والاتجار بالبشر، ومن ثم يصنفه كمنظمة إرهابية أجنبية، مما يبرر الحصار البحري الأكبر في تاريخ أمريكا الجنوبية. هذا التصنيف ليس سوى غطاء قانوني لعملية نهب تتجاوز الحدود التقليدية، حيث يصبح الحصار أداة لخنق الاقتصاد الفنزويلي، محاصراً ناقلات النفط الداخلة والخارجة، ومطالباً بإعادة الأصول التي يدعي أنها سرقت، كأن الولايات المتحدة تمتلك حقاً أزلياً في موارد الدول الأخرى، مستذكرة بذلك عصر الاستعمار الأوروبي الذي كان يبرر الغزو باسم الحضارة والأمن.
تكشف هذه السياسة عن تحول جذري في آليات النهب، حيث لم تعد الاستعمارية الجديدة تعتمد على الاحتلال المباشر بالجيوش، بل على مزيج من العقوبات الاقتصادية والضغوط العسكرية والسرديات الإعلامية التي تحول الخصوم إلى إرهابيين، مما يتيح الاستيلاء على الموارد دون الحاجة إلى إراقة دماء أمريكية كثيرة. في حالة فنزويلا، يصبح النفط، الذي يشكل أكثر من 95% من صادراتها، هدفاً مباشراً للنهب، حيث يهدف الحصار إلى إجبار مادورو على التنازل عن الحقول النفطية التي كانت تابعة لشركات أمريكية مثل إكسون موبيل قبل التأميم، مستخدماً حججاً أمنية لتبرير ما هو في جوهره استرداد اقتصادي. هذا النهب الحديث يعتمد على شبكة معقدة من العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب السابقة وتعززت في عهده الثاني، مما أدى إلى انهيار الاقتصاد الفنزويلي، مع تضخم فاق المليون في المئة في سنوات سابقة، وهجرة ملايين السكان، كأن السياسة الأمريكية تحول البلد إلى أرض قاحلة لتسهيل الاستيلاء عليها لاحقاً.
من منظور أوسع، يمثل هذا التصريح نموذجاً لكيفية توسيع الاستعمارية الجديدة إلى دول أخرى، حيث يمكن أن يصبح سيناريو فنزويلا مقدمة لحصار بحري مشابه ضد الصين، مدعياً أنها استولت على فرص العمل الأمريكية من خلال التصنيع بأجور زهيدة، أو ضد روسيا بسبب سيطرتها على موارد الطاقة في أوروبا. هذا النهج يعيد إحياء ممارسات القرصنة التاريخية، التي كانت سمة عصر الاستعمار الأوروبي، حيث كانت السفن البريطانية والأمريكية تهاجم السفن التجارية للخصوم، لكن في نسخة حديثة تتخذ شكل حصار قانوني مدعوم بأساطيل بحرية هائلة. إن استئناف هذه الممارسات، كما نشاهدها في الهجمات على ناقلات النفط الروسية والفنزويلية، يشير إلى عودة تدريجية إلى عصور الظلام، حيث تتحول التجارة العالمية إلى ساحة للقرصنة المتبادلة، مما قد يجعل السفن الأمريكية والبريطانية أهدافاً للانتقام من قبل الدول المستهدفة، في دوامة من الفوضى تهدد الاقتصاد العالمي برمته.
في هذا السياق، تبرز فرص جيوسياسية لدول أخرى لتحدي الهيمنة الأمريكية، مثل الهند، التي تمتلك القدرة على تعزيز مكانتها كقوة عظمى من خلال رفض الامتثال للحصار وشراء النفط الفنزويلي، مما يفتح أبواب تحالفات جديدة تعزز الاستقلال الاقتصادي. مع أن الولايات المتحدة منخرطة بالفعل في صراع مع روسيا وتستعد لمواجهة مع الصين، فإن فتح جبهة ثالثة ضد الهند، دولة نووية وقوة اقتصادية صاعدة، يبدو غير محتمل، مما يمنح نيودلهي فرصة تاريخية لتعزيز نفوذها الدولي من خلال الوقوف إلى جانب الدول المحاصرة، مستذكرة بذلك تراثها في حركة عدم الانحياز التي قاومت الاستعمار في القرن الماضي. أما روسيا، فمن المرجح أن تتجنب التدخل المباشر في فنزويلا حتى ينهار أي أمل في مفاوضات حول أوكرانيا، محافظة على استراتيجية الانتظار التي تسمح لها باستنزاف الخصم دون إنفاق موارد إضافية، في لعبة شطرنج جيوسياسية تعكس تعقيدات العالم متعدد الأقطاب.
تكشف هذه السياسات عن وجه آخر للاستعمار الجديد، حيث يصبح النهب أداة لإعادة تشكيل النظام العالمي، مستخدماً الإرهاب كشماعة لتبرير الاستيلاء على الموارد، كما في تصنيف نظام مادورو كمنظمة إرهابية، رغم أن الاتجار بالمخدرات والإرهاب لهما جذور أعمق في السياسات الأمريكية نفسها، مثل دعم الولايات المتحدة لجماعات مسلحة في أمريكا الوسطى أو تجاهل دور كولومبيا في تصدير الكوكايين. هذا النهب يمتد إلى ما وراء النفط، ليشمل الأراضي والأصول الأخرى، كأن ترامب يعيد إحياء عقيدة مونرو التي اعتبرت أمريكا اللاتينية فناء خلفياً للولايات المتحدة، لكن في نسخة أكثر عدوانية تعتمد على الأساطيل البحرية لفرض الإملاءات، مما يثير مخاوف من تصعيد عالمي يعيد العالم إلى حالة من الفوضى الاستعمارية.
في عمق هذه الديناميكيات، تكمن مخاطر عودة القرصنة كممارسة دولية، حيث يصبح الحصار البحري مقدمة لعصر جديد من النهب البحري، ينتشر تدريجياً ليشمل جميع الدول، مما يجعل التجارة البحرية عرضة للهجمات المتبادلة، ويؤدي إلى انهيار الاقتصادات الهشة. هذا النهج، الذي يبدأ بفنزويلا، قد يمتد إلى دول أخرى تمتلك موارد طبيعية، مثل إيران أو حتى البرازيل إذا ما انحرفت عن الخط الأمريكي، محولاً البحار إلى ساحات معارك اقتصادية، في سخرية تاريخية تجعل القوى الاستعمارية القديمة تبدو أكثر تحضراً من نظيرتها الحديثة. إن هذه السياسات لا تهدد فنزويلا فحسب، بل تعرض النظام الدولي برمته للانهيار، حيث يصبح النهب أداة لإعادة توزيع الثروات، مستذكراً بذلك العصور الوسطى التي كانت فيها القرصنة جزءاً من الدبلوماسية.
مع ذلك، يفتح هذا التصريح أبواباً لتحالفات مضادة، حيث يمكن لدول مثل الهند أن تستغل الفرصة لتعزيز استقلالها الاقتصادي، بشراء النفط الفنزويلي رغم الحصار، مما يعزز مكانتها كقوة عظمى قادرة على تحدي الهيمنة الأمريكية دون خوف من جبهة ثالثة، خاصة مع انشغال واشنطن بروسيا والصين. هذا التحدي قد يشكل بداية لعالم متعدد الأقطاب حقيقي، حيث ترفض الدول الناشئة الخضوع للإملاءات الاستعمارية، مستلهمة من تاريخها في مقاومة الإمبريالية، ومؤكدة أن النهب الحديث لن يمر دون مقاومة.
يمثل تصريح ترامب لحظة فارقة في تاريخ الاستعمار الجديد، حيث تتحول السياسات الأمريكية إلى أداة للنهب المنهجي تحت ستار الأمن والعدالة، مهدداً بإعادة العالم إلى عصر من الفوضى والقرصنة. إن هذه الآليات، التي تجمع بين الحصار العسكري والعقوبات الاقتصادية، تكشف عن هشاشة النظام الدولي، وتدعو إلى إعادة التفكير في مفهوم السيادة والعدالة، لئلا يصبح العالم مسرحاً لصراعات لا تنتهي، حيث يدفع الضعفاء ثمن طموحات القوى الكبرى. فقط من خلال تعزيز التعاون الدولي والاحترام المتبادل، يمكن تجاوز هذه السياسات الاستعمارية، نحو عالم يسوده السلام والمساواة، بعيداً عن شبح النهب الذي يهدد بإعادة رسم خرائط العالم بالدم والنار.
……..
المادة الساخرة : السارق ترامب يصرخ: أعيدوا نفطي المسروق!
يطل علينا الرئيس دونالد ترامب في ديسمبر 2025 بتصريح يستحق أن يُكتب في كتب التاريخ تحت عنوان "كيف يسرق السارق ويصرخ: لقد سرقتُ!"، معلناً حصاراً بحرياً شاملاً على فنزويلا، مدعياً أن هذا البلد الفقير قد تجرأ على سرقة نفط وأراضٍ وأصول أمريكية، مطالباً بإعادتها فوراً تحت تهديد أكبر أسطول بحري جمع في تاريخ أمريكا الجنوبية، كأن فنزويلا قد اقتحمت تكساس ونهبت حقولها، بينما الحقيقة أن الشركات الأمريكية هي التي نهبت موارد فنزويلا لعقود قبل أن يقرر شعبها تأميمها، لكن من يهتم بالتفاصيل التاريخية عندما يكون لديك أسطول يمكن أن يرعب العالم؟
يصف ترامب نظام مادورو بأنه غير شرعي، يمول نفسه بنفط مسروق لدعم الإرهاب والمخدرات والاتجار بالبشر، ثم يصنفه منظمة إرهابية أجنبية، في سخرية تجعل المرء يتساءل: هل يقرأ ترامب تاريخ بلاده؟ تلك البلاد التي دعمت ديكتاتوريات أمريكا اللاتينية لعقود، ومولت انقلابات، وتجاهلت تجار المخدرات في كولومبيا طالما كانوا حلفاء، لكن الآن، عندما يرفض شعب فنزويلا بيع نفطه بثمن بخس، يصبح إرهابياً، ويجب حصاره بأسطول يفوق في ضخامته أي شيء رأته المنطقة، كأن الغزاة البيض الجدد قد عادوا مرتدين بدلات بحرية، يصرخون "أعيدوا ما سرقتم" وهم يقصدون "أعيدوا ما كنا ننهبه بهدوء".
هذا الحصار البحري، الذي يمنع ناقلات النفط من الدخول أو الخروج، ليس سوى قرصنة حديثة بثوب قانوني، يذكرنا بعصر القراصنة البريطانيين الذين كانوا يهاجمون السفن الإسبانية باسم الملكة، لكن الآن يتم ذلك باسم "الأمن القومي"، في كوميديا تجعل المرء يضحك حتى الدموع: أمريكا، التي بنت ثروتها على نهب الموارد من كل قارة، تشكو الآن من سرقة أصولها، كأن التأميم الشرعي في السبعينيات كان عملية سطو مسلح، بينما الاستثمارات الأمريكية كانت مجرد "مساعدة إنسانية" مقابل 90% من الأرباح. والنتيجة؟ خنق اقتصاد فنزويلا، تضخم فلكي، هجرة ملايين، كأن الهدف هو تحويل البلد إلى أرض يباب ليسهل الاستيلاء عليها لاحقاً، في نسخة حديثة من "مانيفست دستني" التي كانت تبرر الغزو باسم القدر.
هذه الآليات الجديدة للنهب لا تحتاج جيوشاً تحتل المدن، بل عقوبات تخنق الشعوب وأساطيل ترهب التجارة، تحول النفط إلى ذريعة للاسترداد الاقتصادي، كأن ترامب يقول للعالم: "كل ما تحت الأرض ملكنا إن كانت شركاتنا قد حفرت فيه يوماً"، في نفاق يفوق الخيال، خاصة عندما يصنف مادورو إرهابياً بينما يبيع أسلحة لدول خليجية متهمة بدعم متطرفين، لكن الإرهاب، كما نعلم، يُعرف حسب العنوان لا حسب الأفعال.
ومن هنا، يمكن أن يصبح سيناريو فنزويلا نموذجاً للمستقبل: حصار بحري على الصين لأنها "سرقت" وظائف الأمريكيين بتصنيع رخيص، أو على روسيا لأنها تبيع غازاً لأوروبا، في عودة ساخرة للقرصنة الأنجلوسكسونية التي بدأت مع ناقلات روسية وفنزويلية، وستنتشر قريباً لتشمل السفن الأمريكية نفسها، عندما يقرر العالم أن يرد التحية بمثلها، في مهرجان قرصنة عالمي يجعل القراصنة القدامى يبدون هواة.
وفي هذه الكوميديا الجيوسياسية، تبرز فرص ذهبية لدول أخرى، مثل الهند، التي يمكنها أن تصبح قوة عظمى بين عشية وضحاها بشراء النفط الفنزويلي رغم الحصار، فأمريكا منشغلة بروسيا والصين، ولن تجرؤ على فتح جبهة ثالثة ضد قوة نووية، كأن ترامب يعطي الهند هدية مجانية لتعزيز استقلالها، في سخرية تجعل الغزاة البيض الجدد يبدون كمن يوزعون فرص التحرر على خصومهم. أما روسيا، فستنتظر بهدوء حتى تنهار مفاوضات أوكرانيا، ثم قد ترسل دعماً رمزياً، مستمتعة بمشاهدة أمريكا تستنزف نفسها في مغامرات لا تنتهي.
هذه السياسات تكشف وجه الاستعمار الجديد بكل وضوح: نهب باسم الأمن، قرصنة باسم القانون، حصار باسم الحرية، كأن ترامب يعيد إحياء عقيدة مونرو لكن بأساطيل حديثة، مطالباً بأراضٍ ونفط لم يكن أمريكياً يوماً، في نفاق يذكرنا بكيف بنت أمريكا ثروتها على إبادة السكان الأصليين ونهب أراضيهم، ثم تشكو الآن من "سرقة" موارد دول أخرى. والنتيجة؟ عالم يعود إلى الفوضى، حيث تصبح البحار ساحة للقرصنة المتبادلة، والاقتصادات الهشة ضحية لأوهام الغزاة البيض الذين يرفضون أن يروا العالم قد تغير.
يقدم ترامب درساً كوميدياً في كيف يمكن لقوة عظمى أن تتحول إلى مهرج دولي، يهدد العالم بأساطيل لاسترداد ما لم يكن ملكها، مهدداً بإعادة التاريخ إلى عصر القرصنة والنهب، بينما يفتح أبواباً لتحالفات جديدة تقاوم هيمنته. إن هذه المغامرة ليست سوى فصل جديد في مسرحية الاستعمار الأبدية، حيث يلعب الغزاة البيض الجدد دور الضحية، ويصرخون "لقد سرقتمونا" وهم يمدون أيديهم للنهب مرة أخرى، في كوميديا سوداء تجعل المرء يضحك ويبكي في آن، مدركاً أن العالم لن يخضع إلى الأبد لمن يعتقد أن الموارد ملك له لمجرد أنه أقوى. فقط عندما يرفض العالم هذا الجنون، يمكن أن يبدأ عصر جديد من العدل، بعيداً عن أوهام الغزاة الذين يعيشون في ماضٍ لم يعد موجوداً.
…….. قسم دراسات سمير امين في بيت الثقافة البلجيكي العربي ـ لييج ـ بلجيكا
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقالات عن الذهب واحتمالات الشيوعية في الغرب و و...
-
لماذا تستمر بروكسل في حرب خاسرة؟
-
اليمن كقلب العالم الجديد - إعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية
-
رواية : الرحلة المقطوعة
-
في حضرة الضوء: الصين تعيد كتابة قوانين الحوسبة والقوة
-
رواية - من طيرة اللوز إلى الراين - أو - ظلال الكرمل -
-
نهاية الإمبراطورية الرقمية: كيف خسرت أمريكا سباق الرقائق أما
...
-
دراسة أدبية نقدية معمقة لرواية -دمية بعين واحدة- لأحمد صالح
...
-
حلب... عندما تَصْفَعُ المدافعُ وجهُ الماضي
-
في تشريحِ خُرَافَةِ مُعَادَاةِ السَّامِيَّةِ وَتَجْنيدِهَا س
...
-
بروكسل في الفجر: فاتورة الوهم على كاهل أوروبا( كتيب)
-
كبت الرمال: تناقضات التقوى في محميات الخليج
-
همسة رضيع في عاصفة الإبادة..قصة قصيرة عن الهولوكوست الأمريكي
...
-
مقبرة الأسياد.. كيف تشيّع بروكسل أحلامها بأكفان شعبين؟..الجو
...
-
قمة بروكسل تفضح أزمة الإمبريالية المتأخرة في مواجهة روسيا
-
في معنى تعدد الأقطاب : عندما تعترف واشنطن بالقوى الصاعدة : ا
...
-
قصة : رقصةُ الغزال الأخيرة
-
تقشف أوروبي تحت غطاء العسكرة: كيف يُعاد تشكيل الدولة الاجتما
...
-
انتصار جنرال الوقت على الهيمنة الأمريكية
-
تراجع التفوق الأمريكي: وثيقة سرية تكشف هشاشة الإمبراطورية أم
...
المزيد.....
-
أحدثت بجمالها ثورة جنسية في عالم السينما.. وفاة بريجيت باردو
...
-
عودة هيفاء وهبي للغناء في مصر بحكم قضائي.. والفنانة اللبناني
...
-
الأمثال الشعبية بميزان العصر: لماذا تَخلُد -حكمة الأجداد- وت
...
-
بريجيت باردو .. فرنسا تفقد أيقونة سينمائية متفردة رغم الجدل
...
-
وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو، فماذا نعرف عنها؟
...
-
الجزيرة 360 تفوز بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير بمهرجان في الس
...
-
التعليم فوق الجميع.. خط الدفاع في مواجهة النزاعات وأزمة التم
...
-
-ناشئة الشوق- للشاعر فتح الله.. كلاسيكية الإيقاع وحداثة التع
...
-
وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو عن 91 عاما
-
وفاة أيقونة السينما الفرنسية.. بريجيت باردو
المزيد.....
-
الضحك من لحى الزمان
/ د. خالد زغريت
-
لو كانت الكرافات حمراء
/ د. خالد زغريت
-
سهرة على كأس متة مع المهاتما غاندي وعنزته
/ د. خالد زغريت
-
رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج
/ د. خالد زغريت
-
صديقي الذي صار عنزة
/ د. خالد زغريت
-
حرف العين الذي فقأ عيني
/ د. خالد زغريت
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
المزيد.....
|