|
|
اليمن كقلب العالم الجديد - إعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8570 - 2025 / 12 / 28 - 12:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اليمن الذي يبدو على الخرائط الحديثة نقطة هامشية في جنوب شبه الجزيرة العربية، ليس مجرد رقعة جغرافية تئن تحت وطأة الحصار والحرب، بل هو جوهرة استراتيجية نائمة، وعنوان مفقود في معادلة القوى العالمية. هذه الأرض التي حملت أولى نقوش الحضارة الإنسانية، تقف اليوم على أعتاب لحظة مصيرية قد تعيد رسم خريطة النفوذ من المحيط إلى الخليج، ومن البحر الأحمر إلى بحر الصين الجنوبي.
هشاشة الخليج الريعية - الحقيقة المرة
تقف دول الخليج العربية اليوم كتماثيل ذهبية على رمال متحركة. إنها كيانات سياسية بُنيت على معادلة بسيطة وخطيرة: تحويل الثروة الجيولوجية تحت الأرض إلى أبراج زجاجية فوقها، دون بناء مجتمع إنتاجي أو هوية صناعية حقيقية. السعودية، العملاق النفطي، تعيش مفارقة عجيبة؛ فبينما تمثل عائدات النفط تسعين بالمئة من إيراداتها، تجد نفسها أمام شعب فتي، سبعون بالمئة منه تحت سن الخامسة والثلاثين، يعاني ثلاثون بالمئة من شبابه من بطالة مقنعة. إنه جيش من الخريجين يبحث عن مستقبل في اقتصاد لا ينتج سوى الوظائف الحكومية وهمسات الريع.
أما الإمارات، رغم ديكور التنوع الاقتصادي البراق، فلا تزال ستون بالمئة من ناتجها قابعاً في أحشاء آبار النفط. والأكثر غرابة أن تسعةً وتسعين بالمئة من القوة العاملة فيها هي أجساد غريبة، وافدة على أرض لا تنتمي إليها، تعمل في صمت لبناء أحلام لا تملكها. هنا تكمن القنبلة الديموغرافية الزمنية: مجتمعات منقسمة بين مواطن يخشى على امتيازاته، ووافد يحلم بعقد عمل مؤقت، لا شيء يجمعهم سوى علاقة نفعية عابرة.
الضعف هنا ليس اقتصادياً فحسب، بل هو هشاشة وجودية. اقتصاد بلا إنتاج حقيقي يخلق ثروة لكنه لا يخلق قيمة. مجتمع بلا هوية صناعية يصبح مستهلكاً لكل شيء ومنتجاً لا شيء. أمن بلا سيادة حقيقية يتحول إلى حماية مستأجرة، حيث ترتبط السلامة الداخلية بإرادة حامٍ خارجي. وهذا كله يقف على حافة الانهيار مع تحولين عالميين كبيرين: ذروة النفط التي تلوح في الأفق مع تناقص الاحتياطيات القابلة للاستخراج اقتصادياً، والتحول العالمي السريع نحو الطاقة المتجددة الذي يهدد بتحويل النفط من سلعة إستراتيجية إلى ذكرى تاريخية.
العبقرية اليمنية المهمشة - حضارة تستيقظ
بينما تتهاوى نماذج الريع، تبرز من تحت أنقاض الحرب والنسيان عبقرية يمنية كانت ولا تزال. إنها الأرض التي علمت البشرية فنون الري والإدارة حين أسست مملكة سبأ نظامها الهيدروليكي المعجز، محولة الصحراء إلى جنة خضراء. كانت اليمن عقدة التجارة العالمية القديمة، حيث تلتقي قوافل البخور القادمة من حضرموت بسفن المحيط الهندي، محمولة بروائح التاريخ وعبير الثروة.
وفي حضرموت، تقف مدينة شبام شامخة كشاهد حي على عظمة الهندسة اليمنية، ناطحات سحاب طينية بنيت قبل خمسة قرون لتحدى الزمن والتقنيات الحديثة. هذه العبقرية لم تمت، بل تحولت في القرن الحادي والعشرين إلى نموذج مذهل للصمود والابتكار. شعب حوصر ثماني سنوات كاملة، واجه تحالفاً من عشر دول تملك أحدث أسلحة العصر، فلم ينكسر، بل اخترع من حاجته معادلة جديدة للمقاومة.
لقد حول الحصار إلى مختبر للاكتفاء الذاتي، والحرمان إلى حافز للابتكار. صواريخ بالستية تصمم في ورش سرية، وطائرات مسيرة تجمع من بقايا الحرب، وزوارق هجومية تبنيها أيادي بحارة عرفوا البحر قبل أن يعرفوا الحرب. اقتصاد يحاصر فيفاجئ العالم بقدرته على الحياة، ولو على فتات الإبداع والتضامن الداخلي. إنها عبقرية الشعب الذي يفهم أن الحضارة ليست في وفرة الموارد، بل في عمق الإرادة.
معادلة التحالف الجديد - محور صنعاء-طهران-دمشق المقاومة
من هذا المنطلق، تبرز معادلة جيوسياسية جديدة قد تغير وجه المنطقة والعالم. محور ثلاثي يربط صنعاء بطهران ودمشق، ليس تحالفاً عابراً بل تكاملاً استراتيجياً يجسد حكمة الجغرافيا وإرادة التاريخ. اليمن يحرس باب المندب، ذلك المضيق الضيق الذي يتحكم في اثني عشر بالمئة من التجارة العالمية، حيث تمر كل يوم مئات السفن محملة بنفط الخليج وبضائع آسيا.
وإيران، قلب آسيا النابض، تمسك بمضيق هرمز، شريان النفط العالمي الذي يمر عبره ثلاثون بالمئة من الإمدادات النفطية العالمية. وسوريا، البوابة التاريخية إلى البحر المتوسط، الممر الذي تربط آسيا بأوروبا. معاً، يشكلون حزاماً أمنياً متصلاً يمتد من الخليج العربي إلى البحر الأبيض المتوسط، يسيطر على ثلاثة من أصل سبعة مضائق عالمية استراتيجية، وهي نقاط الاختناق التي تتحكم في اقتصاد الكوكب.
هذا التحالف لا يعتمد على القوة العسكرية فحسب، بل على تكامل اقتصادي عميق. تمتلك إيران عشرة بالمئة من احتياطي النفط العالمي، بينما يوفر اليمن موقعاً استراتيجياً للشحن والنقل. سوريا، سلة غذاء المنطقة التاريخية، يمكن أن تعود لإنتاج القمح والخضروات، بينما يتمتع اليمن بتربة خصبة ومناخ متنوع يسمح بالزراعة العضوية على مدار العام. وإيران، بقاعدة صناعية متوسطة التطور، يمكنها أن تقدم التكنولوجيا اللازمة لإعادة إعمار سوريا واليمن، مخلقة دائرة إنتاجية تكاملية نادرة في المنطقة.
لماذا ستفضل الصين هذا التحالف على الخليج؟
في بكين، حيث يجلس صناع القرار في مبانٍ تختزل قروناً من الحكمة الصينية، تُدرس هذه المعادلة بدقة بالغة. الصين التي أصبحت عملاقاً اقتصادياً تحتاج لأمن إستراتيجي لا يعتمد على وعود واشنطن أو تقلبات الخليج. ومن هنا تبرز ميزات التحالف الجديد التي قد تجعله خياراً أفضل من العلاقات التقليدية مع دول الخليج.
فالخليج يبيع النفط للصين، لكنه يشتري سلاحه من أمريكا، ويدخر أمواله في بنوك وول ستريت، ويتبع السياسة الأمريكية في المحافل الدولية. إنها علاقة زبون ومورد في أفضل الأحوال، وعلاقة تبعية في أسوئها. بينما محور المقاومة المقترح يقدم شراكة أكثر تكافؤاً. دول ترفض التبعية لأمريكا، وتتبنى أنظمة دفع بعيدة عن الدولار، وتوفر أمناً طاقياً مستقلاً لا يمر عبر مضائق تحت سيطرة الأساطيل الأمريكية.
الأهم من ذلك، أن هذا المحور يحتاج لإعادة إعمار شاملة. اليمن المدمر بحاجة إلى بناء كل شيء من جديد، وسوريا تحتاج إلى ما يقترب من تريليون دولار لإعادة إعمار بنيتها التحتية، وإيران تحتاج للخروج من عزلتها الاقتصادية. هذه فرصة تاريخية للشركات الصينية، ليس فقط للبناء، بل لنقل النموذج الصيني للتنمية، وربط هذه الاقتصادات بالنظام المالي الصيني الناشئ.
التأثير الأكبر قد يكون في قدرة هذا المحور على قلب معادلات القوى الاقتصادية. فبسيطرته على مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس بشكل غير مباشر، يمكنه رفع تكلفة نقل النفط لأمريكا وأوروبا بنسبة ثلاثمئة إلى أربعمئة بالمئة، مما يمنح الصين والاقتصادات الصديقة ميزة تنافسية كبرى في أسواق الطاقة العالمية.
المخاطر والتحديات - لماذا قد تتردد الصين؟
رغم كل هذه المزايا، فإن بكين لا تتسرع في قراراتها. الحكمة الصينية التقليدية تعلم أن العجلة من الشيطان، وأن القفز في الظلام قد يكلف أكثر مما يجني. وأول هذه المخاطر هو احتمال اندلاع حرب شاملة قد تدفع أمريكا لضربة عسكرية مباشرة ضد إيران، مما قد يجذب الصين إلى صراع مفتوح لم تكن مستعدة له بعد.
كما أن العقوبات الغربية قد تمتد لشركات صينية تعمل مع هذا المحور، مما يهدد شبكة الأعمال العالمية التي بنتها الصين بعناية على مدار أربعة عقود. ولا ننسى أن للصين استثمارات في دول الخليج تقدر بأربعمئة مليار دولار، علاقات دبلوماسية واقتصادية متشابكة قد تتأثر بشكل كارثي بأي تحول مفاجئ.
التحديات داخل المحور نفسه ليست هينة. فاليمن يحتاج من خمس إلى عشر سنوات لإعادة الإعمار حتى يصل إلى مستوى الدولة الفاعلة، وسوريا دمرت بشكل شبه كامل، وإيران تعاني من عقوبات خانقة وتضخم مرتفع يحد من قدراتها. إنها دول منهكة بحاجة إلى الاستقرار والدعم قبل أن تكون شركاء فاعلين.
لذا فإن الحساب الصيني الدقيق يميل إلى التوازن بين الطرفين. البقاء مع نظام الخليج الريعي يقدم استقراراً مؤقتاً لكنه يكرس التبعية للنظام الأمريكي غير المباشر، ويحمل مخاطر انهيار مفاجئ لأنظمة قد تتهاوى مع أول أزمة حقيقية. بينما التحول للمحور الجديد يحمل مخاطرة جيوسياسية كبيرة، لكنه استثمار طويل الأمد في بناء نظام عالمي جديد تكون الصين مهندسه الرئيسي.
المعادلة الصعبة وحكمة التنين
الصين اليوم على مفترق طرق تاريخي، أمام خيارين مصيريين: أن تبقى مبرمجاً ماهراً في النظام العالمي القديم، حيث تتعامل مع الخليج كشريك ريعي هش، أو أن تصبح مهندساً لنظام عالمي جديد، تبني فيه مع محور السيادة علاقات تقوم على التكافؤ والاستقلال المشترك.
حكمة الصين التقليدية تقول: "عندما تهب رياح التغيير، يبني البعض جدراناً، والآخرون طواحين هواء". اليمن اليوم ليس دولة فقيرة محاصرة، بل هو طاحونة هواء تاريخية قادرة على إنتاج طاقة جيوسياسية تعيد تشكيل العالم من حولها. ومن يحسن قراءة الخريطة الجديدة، سيفهم أن هذا المحور الثلاثي ليس تحالفاً عسكرياً عابراً، بل هو نواة لنظام إقليمي جديد قد يصبح نموذجاً للعالم متعدد الأقطاب.
التاريخ يعلمنا أن الحضارات العظيمة تختار دوماً الطريق الصعب، لأنها تعرف أن السهل يؤدي إلى الهاوية، بينما يقود الصعب إلى القمة. والسيناريو الأرجح أن تتبع الصين سياسة المراحل، تتعامل مع الطرفين بحكمة، تقدم دعماً خفياً للمحور الجديد بينما تحافظ على علاقاتها مع الخليج، حتى تحين اللحظة المناسبة للانحياز الكامل عندما تتوازن موازين القوى لصالحها.
المسألة ليست اختياراً بين الخليج واليمن، بل هي رهان على المستقبل. والخاسر الأكبر قد يكون من يظن أن الثروة النفطية كافية لضمان البقاء في عالم تتغير معادلاته بسرعة، بينما المنتصر قد يكون من يفهم أن الجغرافيا والتاريخ والشعب هي الثروات الحقيقية التي لا تنضب. واليمن، بعبقرية شعبها وموقعها الاستراتيجي وحضارتها العريقة، قد تكون المفاجأة الكبرى في القرن الحادي والعشرين، القلب النابض لعالم جديد يولد من رحم المعاناة والأمل.
……..
المادة الساخرة :
اليمن: الدراما الكوميدية لجيو-بوليتيك تراجيكوميدي
(مقدمة بأسلوب تعليق سباق خيول)
سيداتي سادتي! حصان السباق الوحيد في التاريخ الذي يرفض الجري، ويصر على أن المضمار بأكمله يجب أن يتحرك نحوه! نقدم لكم: "الجمهورية اليمنية" – ليست دولة، بل حالة فلسفية تبحث عن جغرافية!
هنا، حيث يمتزج غبار الصحراء ببخار الصواريخ، ويعيش الناس على مقولة: "إذا لم تتمكن من إقناعهم بالمنطق، فصعقهم بالصواريخ". اليمن ليس مكاناً على الخريطة، بل هو فكرة ثورية تبحث عن موقع تنفذ منه.
الخليج – حيث الرخام أغلى من الإنسان، والوهم أصلب من الاقتصاد
تخيلوا معي لو أن "ألف ليلة وليلة" كتبت اليوم: ستكون عن أمراء يبنون جزراً على شكل خريطة العالم، بينما دولتهم على أرض الواقع لا تشبه أي خريطة معقولة!
السعودية: دولة تنتج النفط بطريقة تجعلك تتساءل: "أهذا سائل أسود أم عصير سحر أسود؟" 90% من دخلها يأتي من ثقب في الأرض، بينما 70% من سكانها تحت 35 سنة، وكأنهم يقولون: "لدينا مستقبل زاهر... إذا وجدنا ما نفعله فيه!"
المفارقة: شباب يبحثون عن وظيفة في دولة وظيفتها الوحيدة هي بيع ما تحت الأرض. إنها معادلة وجودية: "أنا أبيع النفط، إذاً أنا موجود... لكن ماذا بعد النفط؟ سؤال سيؤجل لحين نفاد النفط!"
الإمارات: ناطحات سحاب تلامس السحاب، وسكان 90% منهم زائرون مؤقتون. إنها كمن يبني قصراً رائعاً ويستأجر كل من فيه! اقتصاديون يصفونها: "اقتصاد من عدم" – تبني من الرمال ما يباع بالمليارات، وتستورد من البشر ما يعمل بالآلاف.
الضعف الهيكلي؟ بل هو "قوة هشاشة"! اقتصاد يعتمد على شيءين: ما يخرج من الأرض، ومن يدخل عبر المطار! مجتمع مقسم بين مواطن يقول "بلادي" ووافد يقول "بلاده هناك ولكن راتبي هنا". وأمن يعتمد على: "ندعو الأصدقاء لحمايتنا من الجيران، ثم نكتشف أن الأصدقاء قد يصبحون مالكين!"
ذروة النفط؟ بل هي "نهاية الحفلة النفطية". العالم يتحول للطاقة الشمسية، والخليج يرد: "لدينا شمس أيضاً!" نعم، ولكن لديكم شمس وأنتم تنظرون لها من خلف زجاج مكيف!
اليمن – الفقراء الأغنياء، والمحاصرون المتحررون
التاريخ يشهد: أسلاف اليمنيين اخترعوا الري، بينما أحفادهم اخترعوا "الري المعنوي" – يروون الأرض بالصمود!
مملكة سبأ: أول من قال "الماء ثم السيف". الآن أحفادهم يقولون "الصاروخ ثم نقاش مصادر المياه"!
تجارة البخور: كانوا يبيعون العطر للعالم. اليوم يبيعون "عطر المقاومة" للجيوش – رائحة لا تنسى!
شبام حضرموت: ناطحات سحاب طينية عمرها 500 سنة. المهندسون المعماريون الحديثون يبكون: "كيف بنوها بدون برامج CAD؟" اليمنيون يجيبون: "كان لدينا برنامج C-أب-D، أي: عقل وبصيرة وإرادة!"
الابتكار العسكري اليمني: منهجية "اصنعها بنفسك من حطامهم"! صاروخ باليستي؟ "خد قطعة من صاروخهم، أضف ذكاء يمنياً، وأطلق!" طائرة مسيرة؟ "هذه لعبة أطفال – نطورها لنقل رسائل حب لسفنهم!"
المقاومة الاقتصادية: حصار 8 سنوات؟ "هذه ليست أزمة، هذه دورة اقتصادية جديدة!" اقتصاد ينتج من العدم: "نحن لا نستهلك أقل، نبتكر أكثر!"
الحب ثلاثي الأبعاد – صنعاء، طهران، دمشق
علاقة مثلث حب جيوسياسي: "أنت تحرس المضيق، وأنا أحرس المضيق الآخر، وهي تجلس على البحر المتوسط وتراقب!"
اليمن: بواب البحر الأحمر الذي يقول: "الدخول بالإذن، والخروج... أيضاً بالإذن!" إيران:حارسة مضيق هرمز التي تردد: "النفط يمر، ولكن بابتسامتي!" سوريا:سيدة المتوسط التي تهمس: "كل الطرق تؤدي إلي... أو من خلالي!"
معاً يشكلون "نادي أصدقاء المضائق" – أول اتحاد في التاريخ هدفه: "نحن لا نغلق المضائق، نحن فقط نذكر العالم بوجودها!"
حزام أمني متصل؟ بل هو "طريق سريع للمشاكل"! من الخليج إلى المتوسط، محطات توقف: صنعاء (تغيير الزيت والصواريخ)، طهران (تعبئة الوقود والثورة)، دمشق (غسيل سيارات وإعادة إعمار).
ثلاثة مضائق من أصل سبعة؟ "نحن لا نسيطر، نحن فقط نجلس في الصالون ونشاهد السفن تمر!"
الصين – بين التنين الحكيم والدجاجة الحذرة
الصين تنظر للخليج: "أصدقاء كبار، جيوب عميقة، لكن ولاءات مشبوهة!" ثم تنظر لمحور المقاومة:"مشاكسون، مبدعون، ولا يخافون أمريكا – إعجاب مشوب بالرعب!"
الحسابات الاقتصادية الصينية الدقيقة: الخليج يبيع نفطاً،لكنه:
· يشتري سلاحاً من أمريكا (نقودنا تعود لهم!) · يودع أموالاً في وول ستريت (ودائعنا تموّل منافسنا!) · يتبع سياسة واشنطن (أصدقاء عند الغداء، أعداء عند العشاء!)
محور المقاومة يقدم عرضاً مغرياً: هل · "نحن نحتاج إعادة إعمار – هيا بنا نبدأ من الصفر!" · "نكره الدولار – فلنتعامل باليوان!" · "أمريكا عدوتنا – إذاً نحن أصدقاء بالضرورة!"
الصينيون يحسبون: "الخليج يعطينا النفط اليوم، لكن قد يقطعه غداً بأمر سيده. المحور يعطينا ولاءً أبدياً... أو حتى أول أزمة!"
سيطرة على مضائق النفط؟ هذا يعني: الصين تستطيع أن تقول لأمريكا: "نعم، نفتقد نفطك... ولكنك تفتقد كل نفطك!"
لماذا قد تتردد الصين؟ أو: دراما التنين الحائر
المخاطر فورية: أمريكا قد تغضب! "وهل نريد غضب من يطبع الدولار؟ نعم... ولكن بحذر!"
حرب شاملة مع إيران؟ "ممتاز – ولكن ليقاتل غيرنا!" عقوبات على شركاتنا؟"جيد – ولكن على شركات منافسينا أولاً!" خسارة استثمارات في الخليج؟"مسكينة – ولكن يمكن تعويضها من عقود إعادة الإعمار!"
التحديات داخل المحور: اليمن يحتاج 5-10 سنوات إعمار:"نعم، لكننا بنينا سور الصين في أقل!" سوريا تحتاج تريليون دولار:"حسناً، طباعة اليوان أصبحت أسهل!" إيران تحتاج رفع عقوبات:"هذا ليس مشكلتنا... بل مشكلة من فرضها!"
الحساب الصيني النهائي: الخيار الأول:الخليج – زواج مصلحة، مبرم بعقد مؤقت، مع خيانة محتملة. الخيار الثاني:المحور – زواج حب، مبرم بدم، مع مشاكل مالية دائمة. الخيار الثالث(الصيني النموذجي): "لماذا لا نأخذ الاثنين؟ زواج وسرية!"
كوميديا الأخطاء الجيوسياسية
الصين أمام مشهد كوميدي: تختار بين:
1. أمير فاحش الثراء، لكنه يطيع أباً قاسياً (أمريكا) 2. فنان مبدع فقير، لكنه يغني عن الحرية (المحور)
حكمة صينية تقول: "عندما تهب رياح التغيير، البعض يبني جدراناً، والآخرون يبيعون مكيفات هواء!" اليمن قرر أن يصنع مروحة من الصواريخ!
اليمن اليوم: ليس دولة، بل "فكرة تنتظر من يصدقها". طاحونة هواء تاريخية، لكنها تنتج عواصف بدلاً من طاقة!
المفارقة الكبرى: الخليج يملك المال لكنه يخاف الظل، اليمن يملك الظل لكنه يبيع الشجاعة!
الصين تفكر: "الخليج يعطيني الراحة اليوم، المحور يعطيني المجد غداً... ولكن من يضمن أن أعيش لغد؟"
السيناريو الأرجح: الصين ستلعب "بوكر جيوسياسي" – تظهر أوراق الخليج، وتخبئ أوراق المحور، وتدعي أن لديها ورقة رابحة اسمها "الصبر"!
في النهاية، المسرحية الكوميدية مستمرة:
· الخليج يرقص على برميل نف آخذ في النضوب · اليمن يغني وهو يحمل صاروخاً كيتاراً · الصين تحسب وتعد وتبتسم · وأمريكا... تشاهد من كواليس تحضر لفيلمها القادم!
المشهد الأخير: اليمن على الخريطة يتحول من "دولة منكوبة" إلى "فرصة استثمارية" بكبسة زر في كمبيوتر صيني. والعالم يضحك لأن البديل هو البكاء!
النهاية... أو البداية الكوميدية لنظام عالمي جديد، حيث الجميع يلعبون، والقواعد تكتب أثناء اللعبة، والضحك هو السلاح الأخير لمن لم يعد يملك ما يخسره!
……… قسم دراسات سمير امين في بيت الثقافة البلجيكي العربي ـ لييج ـ بلجيكا
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رواية : الرحلة المقطوعة
-
في حضرة الضوء: الصين تعيد كتابة قوانين الحوسبة والقوة
-
رواية - من طيرة اللوز إلى الراين - أو - ظلال الكرمل -
-
نهاية الإمبراطورية الرقمية: كيف خسرت أمريكا سباق الرقائق أما
...
-
دراسة أدبية نقدية معمقة لرواية -دمية بعين واحدة- لأحمد صالح
...
-
حلب... عندما تَصْفَعُ المدافعُ وجهُ الماضي
-
في تشريحِ خُرَافَةِ مُعَادَاةِ السَّامِيَّةِ وَتَجْنيدِهَا س
...
-
بروكسل في الفجر: فاتورة الوهم على كاهل أوروبا( كتيب)
-
كبت الرمال: تناقضات التقوى في محميات الخليج
-
همسة رضيع في عاصفة الإبادة..قصة قصيرة عن الهولوكوست الأمريكي
...
-
مقبرة الأسياد.. كيف تشيّع بروكسل أحلامها بأكفان شعبين؟..الجو
...
-
قمة بروكسل تفضح أزمة الإمبريالية المتأخرة في مواجهة روسيا
-
في معنى تعدد الأقطاب : عندما تعترف واشنطن بالقوى الصاعدة : ا
...
-
قصة : رقصةُ الغزال الأخيرة
-
تقشف أوروبي تحت غطاء العسكرة: كيف يُعاد تشكيل الدولة الاجتما
...
-
انتصار جنرال الوقت على الهيمنة الأمريكية
-
تراجع التفوق الأمريكي: وثيقة سرية تكشف هشاشة الإمبراطورية أم
...
-
يوروكلير: قبر اليورو الذهبي
-
كيف استثمرت بروكسل في هزيمتها المحققة اليوم
-
ما التحديات التي تطرحها وثيقة ترامب الاستراتيجية على محور ال
...
المزيد.....
-
كيف وصف زيلينسكي بوتين بعد أطول هجوم روسي على منطقة كييف؟
-
انهيار طيني وانفجار غاز طبيعي جنوب كاليفورنيا يتسبب بإغلاق ط
...
-
السعودية.. هيئة العناية بالحرمين تكشف عن مدة أداء العمرة وعد
...
-
مجلس الأمن يناقش الاعتراف الإسرائيلي بجمهورية أرض الصومال وت
...
-
عرض ليلي يضيء سماء صقلية.. ثوران بركان إتنا يدهش المتزلجين ع
...
-
على وقع تهديد روسي ودعم أوروبي زيلنسكي يستعد للقاء ترامب
-
كأس أمم أفريقيا: هل سيحضر مبابي مع عائلته مباراة الجزائر ضد
...
-
مباشر: الجزائر - بوركينا فاسو... الخضر في معركة انتزاع تأشير
...
-
-أسطول الظل- بعد حملة الكاريبي.. حرب عالمية بوتائر متباينة
-
سجال رقمي بين وزارة الدفاع التركية والجيش الإسرائيلي يثير مو
...
المزيد.....
-
الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح
...
/ علي طبله
-
الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد
...
/ علي طبله
-
الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل
...
/ علي طبله
-
قراءة في تاريخ الاسلام المبكر
/ محمد جعفر ال عيسى
-
اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات،
...
/ رياض الشرايطي
-
رواية
/ رانية مرجية
-
ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان
...
/ غيفارا معو
-
حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
/ د. خالد زغريت
المزيد.....
|