أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - في الذكرى الثانية والستين لانطلاقة حركة فتح قراءة استراتيجية في التاريخ والراهن واستحقاقات المستقبل الفلسطيني














المزيد.....

في الذكرى الثانية والستين لانطلاقة حركة فتح قراءة استراتيجية في التاريخ والراهن واستحقاقات المستقبل الفلسطيني


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8571 - 2025 / 12 / 29 - 12:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الذكرى الثانية والستين لانطلاقة حركة فتح
قراءة استراتيجية في التاريخ والراهن واستحقاقات المستقبل الفلسطيني
بقلم: المحامي علي أبو حبلة
تحلّ الذكرى الثانية والستون لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في لحظة مفصلية غير مسبوقة في تاريخ القضية الفلسطينية، لحظة تتقاطع فيها حرب الإبادة المفتوحة بحق شعبنا، مع مشروع سياسي–أمني متكامل يستهدف تصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية، وإنهاء فكرة الدولة، وإعادة تعريف القضية الفلسطينية خارج سياقها القانوني والتاريخي والإنساني.
هذه الذكرى لا يجوز أن تُستحضر كطقس رمزي أو مناسبة خطابية، بل بوصفها محطة مراجعة وطنية شاملة لمسار الحركة، ودورها، ووظيفتها التاريخية، ومسؤوليتها الراهنة والمستقبلية في حماية المشروع الوطني الفلسطيني.
أولًا: فتح… من لحظة التأسيس إلى قيادة المشروع الوطني
لم تكن انطلاقة حركة فتح عام 1965 حدثًا تنظيميًا عابرًا، بل تحوّلًا استراتيجيًا في الوعي الوطني الفلسطيني. فقد أعادت الحركة الاعتبار لهوية الشعب الفلسطيني كفاعل تاريخي، لا كقضية إنسانية أو ملف إغاثي، وأسست لمعادلة أن التحرير فعل إرادة وطنية مستقلة، لا منّة من أحد.
نجحت فتح في بناء مشروع وطني جامع، وتحوّلت إلى العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية، ووفّرت إطارًا سياسيًا ونضاليًا مرنًا جمع بين الكفاح والممارسة السياسية، مع الحفاظ على الثوابت الوطنية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
ثانيًا: تحولات البيئة الاستراتيجية وارتداداتها على المشروع الوطني
اليوم، يواجه الفلسطينيون بيئة استراتيجية معادية على المستويات كافة:
انهيار فعلي لمسار التسوية السياسية، وتحول “حل الدولتين” إلى غطاء لفظي لسياسات الضم والاستيطان.
انحياز دولي فاضح، تقوده الولايات المتحدة، يوفر الحصانة السياسية والقانونية للاحتلال.
تفكك النظام الدولي القائم على القانون، وتغليب منطق القوة على الشرعية.
تآكل الداخل الفلسطيني بفعل الانقسام، وضعف المؤسسات، وغياب التجديد السياسي.
هذه التحولات وضعت حركة فتح، ومعها النظام السياسي الفلسطيني، أمام أزمة دور ووظيفة، لا أزمة شعارات أو مواقف.
ثالثًا: المخاطر المفصلية على الحقوق الوطنية الفلسطينية
ما يتهدد القضية الفلسطينية اليوم يتجاوز الاحتلال التقليدي إلى مشروع تصفوي شامل، تتجلى ملامحه في:
حرب إبادة وتدمير ممنهج في قطاع غزة تهدف إلى كسر الإرادة الوطنية وإعادة هندسة الواقع الديمغرافي.
تسريع الاستيطان والضم في الضفة الغربية والقدس، وتفكيك الجغرافيا الفلسطينية.
استهداف الأونروا وحق العودة كمدخل لتصفية جوهر القضية.
محاولات فرض بدائل تمثيلية أو كيانات وظيفية تتجاوز منظمة التحرير الفلسطينية.
هذه المخاطر تعني أن المرحلة الحالية ليست مرحلة “إدارة صراع”، بل مرحلة الدفاع عن الوجود السياسي والقانوني للشعب الفلسطيني.
رابعًا: الاستحقاق الاستراتيجي المطلوب من حركة فتح
في ضوء هذه التحديات، تقع على حركة فتح مسؤولية تاريخية مضاعفة، تتطلب انتقالًا واعيًا من إدارة الواقع إلى إعادة صياغة المشروع الوطني، عبر:
إعادة بناء فتح كحركة تحرر وطني، لا كإطار إداري أو وظيفي، عبر تجديد القيادة، وتفعيل الأطر، وربط القرار بالإرادة الشعبية.
إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية بوصفها المرجعية الشرعية والجامعة، على قاعدة الشراكة الوطنية، لا الاحتكار أو التفرد.
صياغة رؤية سياسية جديدة تقوم على تدويل الصراع، وتفعيل القانون الدولي، وبناء تحالفات استراتيجية خارج الهيمنة الأمريكية.
تبنّي استراتيجية نضالية مركّبة تجمع بين المقاومة الشعبية الشاملة، والعمل السياسي والدبلوماسي والقانوني، ضمن إطار وطني موحّد.
تحقيق الوحدة الوطنية باعتبارها شرطًا استراتيجيًا للنجاة الوطنية، لا شعارًا تكتيكيًا.
إعادة الاعتبار لقيم فتح التأسيسية: فلسطين أولًا، التضحية، العمل الجماعي، والالتزام الأخلاقي بالمسؤولية الوطنية.
خاتمة: فتح أمام لحظة اختبار تاريخي
في الذكرى الثانية والستين لانطلاقتها، تقف حركة فتح أمام لحظة اختبار تاريخي حاسم:
إما أن تستعيد دورها كقائدة لمشروع تحرر وطني متجدد، أو أن تترك فراغًا استراتيجيًا يهدد مستقبل القضية الفلسطينية برمّتها.
إن استعادة فتح لدورها ليست مسألة تنظيمية داخلية، بل ضرورة وطنية لحماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتجديد أدوات النضال، وإعادة بناء الثقة بين القيادة والشعب، في زمن يتعرض فيه الوجود الفلسطيني نفسه لمحاولة اقتلاع شاملة.
فتح مطالبة اليوم بأن تكون على مستوى تاريخها…
وفلسطين ستبقى البوصلة، والغاية، والشرعية الوحيدة للنضال الوطني.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة في الميزان… وإيران ولبنان أوراق تفاوض
- اعتراف متبادل مقابل استيعاب سكان غزة – قراءة استراتيجية معمق ...
- ترامب ونتنياهو: لحظة حاسمة لمستقبل المرحلة الثانية من اتفاق ...
- التعايش الإسلامي–المسيحي في فلسطين: ركيزة هوية وطنية ومعركة ...
- الفأر في المصيدة
- بكر أبو بكر وأكاديمية فتح الفكرية: صرح وطني وفكري لتطوير الق ...
- في زمن الانهيار والتحولات الكبرى رؤية استراتيجية للمستقبل ال ...
- حين تصبح الفتنة أخطر من الاحتلال: تحذير وطني من فلسطة الصراع ...
- التهجير القسري في غزة: قراءة قانونية واستراتيجية في تقرير «ب ...
- القومية العربية في ظل التحولات الإقليمية والدولية قراءة استر ...
- الأمم المتحدة تحذر من عرقلة وصول مساعدات الإيواء إلى غزة
- عقلية المؤامرة: حين يتحوّل الوهم إلى عائق استراتيجي أمام بنا ...
- **الحركة التعاونية في فلسطين: إلى أين؟
- عبثاً تحارب إسرائيل “الأونروا”
- فلسطين دولة تحت الاحتلال… والحاجة الملحّة إلى حوار وطني شامل
- «مملكة يهوذا والسامرة»:
- حين تُهزم القوة وتنتصر الحيلة: قراءة عربية في مأزق الصراع
- مطلوب تحرك أممي عاجل لوقف المخططات الإسرائيلية لتغيير الجغرا ...
- تنهيدة كرامة: صمود المواطن الفلسطيني في مواجهة أزمات متعددة
- أهمية المشاركة الفلسطينية في مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب ...


المزيد.....




- الصين تطلق -مناورات عسكرية واسعة النطاق- تحذيرًا من استقلال ...
- وزير الخارجية المصري يطالب بانعقاد مجلس الأمن الأفريقي بسبب ...
- حماس تؤكد مقتل قائدها محمد السنوار بعد أشهر من إعلان إسرائيل ...
- حركة حماس تؤكد مقتل الناطق باسم جناحها العسكري أبو عبيدة
- فريق صيني ينجح في التحكم بآلاف الطائرات المسيّرة في وقت واحد ...
- الثلوج الكثيفة تغلق المدارس في 14 ولاية تركية والأطفال يستمت ...
- من رمز الحرية إلى متهم بالكراهية - ماذا حدث لعلاء عبد الفتاح ...
- منظمة إسبانية: أزيد من 3 آلاف مهاجر ماتوا غرقاً في 2025
- زهران ممداني أبرز معارضي ترامب يتسلم رئاسة بلدية نيويورك الخ ...
- ما هي التحديات التي تواجهها مصر في العام الجديد؟


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - في الذكرى الثانية والستين لانطلاقة حركة فتح قراءة استراتيجية في التاريخ والراهن واستحقاقات المستقبل الفلسطيني