أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - «مملكة يهوذا والسامرة»:














المزيد.....

«مملكة يهوذا والسامرة»:


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8556 - 2025 / 12 / 14 - 13:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


الاستيطان غير الشرعي بين عجز القرارات الدولية وخطر الانزلاق نحو فوضى دينية مسلّحة
بقلم: المحامي علي أبو حبلة
تمضي حكومة الاحتلال الإسرائيلي في ترجمة مشروع ما يُسمّى «مملكة يهوذا والسامرة» من خطاب أيديولوجي متطرف إلى واقع ميداني وقانوني مفروض بالقوة، عبر تسارع غير مسبوق في الاستيطان، وتسليح المستوطنين، ورعاية جماعات إرهابية منظمة كـ«شبيبة التلال»، في تحدٍّ صريح للشرعية الدولية، ولقرارات مجلس الأمن، وأحكام محكمة العدل الدولية.
ومنذ مطلع العام الجاري، دفعت حكومة الاحتلال بمخططات لبناء 29,311 وحدة استيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، في سياق سياسة ممنهجة تهدف إلى الضم الفعلي للضفة الغربية، وتقويض أي إمكانية قانونية أو سياسية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
أولًا: عدم شرعية الاستيطان – موقف دولي واضح بلا تنفيذ
من الناحية القانونية، لا يترك القانون الدولي أي مجال للالتباس بشأن عدم شرعية الاستيطان الإسرائيلي. فقد أكد قرار مجلس الأمن رقم 2334 (2016) بشكل صريح أن:
> المستوطنات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ليس لها أي شرعية قانونية، وتشكل انتهاكًا صارخًا بموجب القانون الدولي، وعقبة كبرى أمام تحقيق حل الدولتين.
وطالب القرار إسرائيل بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية فورًا، والامتناع عن أي إجراءات من شأنها تغيير التركيبة الديمغرافية أو الطابع القانوني للأراضي المحتلة.
كما أكدت محكمة العدل الدولية في رأيها الاستشاري بشأن الجدار العازل (2004) أن:
الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية، أراضٍ محتلة ، وأن بناء المستوطنات ونقل السكان المدنيين إليها يشكل خرقًا جسيمًا لاتفاقية جنيف الرابعة،، وأن على إسرائيل تفكيك البنى غير القانونية وتعويض المتضررين.
وتعزز هذا الموقف في الرأي الاستشاري اللاحق للمحكمة حول الآثار القانونية للاحتلال الإسرائيلي المستمر، والذي أكد أن الاحتلال وسياساته الاستيطانية غير قانونية بطبيعتها وطويلة الأمد، وترقى إلى نظام فصل وتمييز محظور دوليًا.
ثانيًا: قرارات بلا أسنان وإفلات من العقاب
رغم وضوح النصوص القانونية، إلا أن الواقع يكشف أن قرارات الأمم المتحدة بلا آليات تنفيذ حقيقية، ما أفقد المنظمة الدولية جزءًا كبيرًا من مصداقيتها. فإسرائيل تواصل الاستيطان، وتصادر الأراضي، وتهجّر الفلسطينيين، دون أن تواجه أي إجراءات رادعة أو عقوبات عملية.
هذا العجز شجّع حكومة الاحتلال على ؟؟ شرعنة البؤر الاستيطانية، توسيع صلاحيات المجالس الاستيطانية، فرض القوانين الإسرائيلية على المستوطنات، والمضي قدمًا في مشروع الضم الزاحف، في استهتار كامل بقرارات مجلس الأمن.
ثالثًا: تسليح المستوطنين ورعاية الإرهاب المنظم
الأخطر من الاستيطان ذاته، هو تحويل المستوطنين إلى ميليشيات مسلّحة. فقد أقدمت حكومة الاحتلال على:
توزيع السلاح على المستوطنين، توفير حماية عسكرية رسمية لهم، دعم جماعات متطرفة مثل «شبيبة التلال» التي تنفذ اعتداءات منظمة ضد الفلسطينيين، تشمل الحرق، والقتل، وتدمير الممتلكات.
إن هذا السلوك يرقى إلى رعاية رسمية للإرهاب، ويحوّل المستوطنات إلى بؤر عنف ديني منظم، تهدد ليس فقط الشعب الفلسطيني، بل الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
رابعًا: مشروع «يهودا والسامرة» كخطر إقليمي
إن مشروع إقامة «مملكة يهوذا والسامرة» لا يستهدف الأرض الفلسطينية فحسب، بل يسعى إلى:
فرض قراءة دينية متطرفة للصراع، تغيير الوضع القانوني والتاريخي للأراضي المحتلة، وإشعال صراع ديني مفتوح يمتد خارج حدود فلسطين.
ومع استمرار تهجير التجمعات الفلسطينية، ومصادرة الأراضي، وحصر الفلسطينيين في معازل لا تتجاوز 38% من مساحة الضفة، يتحول الاستيطان إلى أداة اقتلاع وإحلال سكاني، محظورة بموجب القانون الدولي الإنساني.
خامسًا: الحاجة إلى موقف أممي حاسم تحت الفصل السابع
أمام هذا الانهيار في منظومة الردع الدولية، لم يعد كافيًا الاكتفاء ببيانات الإدانة. إن إعادة الاعتبار للأمم المتحدة تتطلب:
تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، فرض عقوبات ملزمة على إسرائيل لوقف الاستيطان وإزالته، منع أي إجراءات تمهّد لإقامة «مملكة يهوذا والسامرة»، تجريم تسليح المستوطنين ودعم الجماعات الإرهابية الاستيطانية، وإلزام الدول بعدم تقديم أي دعم مالي أو سياسي أو عسكري للمستوطنات.
وعليه فإن الاستيطان الإسرائيلي، كما تؤكده قرارات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية، جريمة مستمرة وليست خلافًا سياسيًا. واستمرار الإفلات من العقاب لا يهدد فقط حقوق الشعب الفلسطيني، بل يضرب أسس النظام الدولي القائم على القانون.
فإما أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته القانونية والأخلاقية، ويُخضع إسرائيل لإرادة الشرعية الدولية،
وإما أن يتحمل تبعات انهيار منظومة القانون الدولي، والانزلاق نحو صراع ديني وإقليمي مفتوح، ستكون كلفته على الجميع باهظة.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تُهزم القوة وتنتصر الحيلة: قراءة عربية في مأزق الصراع
- مطلوب تحرك أممي عاجل لوقف المخططات الإسرائيلية لتغيير الجغرا ...
- تنهيدة كرامة: صمود المواطن الفلسطيني في مواجهة أزمات متعددة
- أهمية المشاركة الفلسطينية في مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب ...
- العدوان على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين: شروط العودة الإسرائ ...
- الذئب والكلب: وفاء مهدر وشجاعة ممجدة… عبرة من الطبيعة للبشر
- خطة تقسيم غزة… قراءة تحليلية في الدلالات القانونية والاسترات ...
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد 77 عاماً: بين المبادئ والو ...
- -انتفاضة الحجارة-.. بعد ثمانية وثلاثين عامًا: قراءة استراتيج ...
- قرار الكنيست بإلغاء قانون الأراضي الأردني: انتهاك للشرعية ال ...
- صناعة المحتوى الرقمي: أمانة الكلمة ومسؤولية المجتمع والقانون
- بين -مجلس السلام- و-الهيكل الحاكم في غزة-... قرارات فوقية تت ...
- شبكات التضليل والإعلام المأجور… معركة الوعي في مواجهة محاولا ...
- مؤتمر إسرائيل هيوم في نيويورك: تعزيز التحالف الأميركي–الإسرا ...
- -سقوط المؤامرات: كيف ينهار زيف الأكاذيب أمام وعي الشعوب-
- اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة 2025: اختبار للمعايير الإن ...
- المؤتمر الثامن لحركة فتح: استحقاق وطني وضرورة تنظيمية لإعادة ...
- إسرائيل وفقدان الاتزان الإستراتيجي: قراءة مهنية في البنية وا ...
- الحملة العسكرية الإسرائيلية على طوباس: استراتيجية فرض واقع ا ...
- مصادقة إسرائيل على مشروع -بوستان حيفتس-: تحدٍّ مباشر لترامب


المزيد.....




- هل كانت تحية صلاح لعائلته بعد الانتهاء من مباراته الأخيرة ود ...
- غضب وإدانة واسعة حول العالم لهجوم سدني ومعاداة السامية
- شاب تونسي يحوّل حلمه إلى حديقة حيوانات ذات بعد بيئي وتربوي
- تنديد إسرائيلي بهجوم سيدني واتهامات للحكومة الأسترالية بالفش ...
- ما الذي نعرفه عن هجوم سيدني الدامي؟
- اشتباكات بين الشرطة التونسية وشبان بعد وفاة رجل
- ليبرمان يتهم نتنياهو بسرقة أموال الجنود لإرضاء -الحريديم-
- القضاء الإسرائيلي يلغي قرار نتنياهو إقالة المستشارة القضائية ...
- حزن ولوم.. المنصات تتفاعل مع اغتيال الاحتلال رائد سعد
- العليمي يتمسك بانسحاب -الانتقالي- من حضرموت والمهرة


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - «مملكة يهوذا والسامرة»: