أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد 77 عاماً: بين المبادئ والواقع على أرض غزة















المزيد.....

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد 77 عاماً: بين المبادئ والواقع على أرض غزة


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8551 - 2025 / 12 / 9 - 19:07
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد 77 عاماً: بين المبادئ والواقع على أرض غزة
بقلم المحامي علي أبو حبلة
بعد مرور سبعة وسبعين عاماً على اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يبدو أن هذه المبادئ السامية تواجه أكبر اختبار لها على أرض الواقع. الإعلان الذي أرسي أساسيات الكرامة الإنسانية، الحق في الحياة، الأمن، التعليم، والصحة، يقف اليوم عاجزاً أمام ما تشهده غزة من حرب دمّرت حياة المدنيين وأخرجت حقوق الإنسان من دائرة التطبيق الواقعي إلى دائرة الشعارات.
القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية، يؤكد حماية المدنيين والأعيان المدنية أثناء النزاعات المسلحة، ويجرّم القتل العمد، الإبادة، التهجير القسري، والتدمير المنهجي للبنية التحتية. ورغم وضوح هذه النصوص، فإن الواقع على الأرض يكشف عن فشل مطلق في حمايتها، خصوصاً في ظل استهداف الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس، ما يجعل هذه الالتزامات القانونية أمام امتحان حقيقي.
من منظور حقوقي وقانوني، ما يجري يمكن وصفه بأنه انتهاك صارخ لمبادئ حقوق الإنسان وجرائم حرب محتملة، وفق الاتفاقية الدولية لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948. التجاهل المستمر للضمانات الدولية، وغياب مساءلة واضحة للجهات المسؤولة، يضع المجتمع الدولي أمام اختبار لمصداقيته، ويبرز فجوة كبيرة بين النصوص القانونية المعلنة والقدرة على تنفيذها وحماية المدنيين فعلياً.
على الصعيد السياسي والاستراتيجي، يعكس هذا الواقع فشل أساليب الردع والضغط الدبلوماسي، ويزيد من إحباط الشعوب المتأثرة ويغذي دائرة العنف المستمر. إن الدعوات المستمرة لتطبيق القانون الدولي تبدو عاجزة أمام القوة العسكرية المطلقة، ما يعيد فتح النقاش حول ضرورة تطوير آليات جديدة لحماية المدنيين، تتجاوز البيانات والإدانات الشكلية إلى إجراءات ملموسة.
كما يجب التأكيد على أن القيم الإنسانية والقانونية لا تزال قائمة، لكنها بحاجة إلى التفعيل الفعلي عبر:
ضغوط سياسية مستمرة على الأطراف المتورطة.
ملاحقة قضائية دولية للمسؤولين عن الانتهاكات.
تعزيز آليات الرصد والتحقيق المستقلة لضمان تحقيق العدالة.
إن تطبيق هذه الإجراءات لن يحمي غزة فحسب، بل يعزز مصداقية القانون الدولي وحقوق الإنسان عالمياً. ففي نهاية المطاف، ما يحدث اليوم ليس مجرد انتهاك لحقوق شعب فلسطيني، بل اختبار للضمير الإنساني والسياسي والقانوني للمجتمع الدولي بأسره.
لقد أثبت الواقع أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد سبعة وسبعين عاماً لا يزال وثيقة أساسية، لكنه بحاجة إلى إرادة سياسية وقانونية حقيقية لتطبيقه وحماية المدنيين من الانتهاكات الجماعية. إن فشل المجتمع الدولي في التفاعل الفعال مع الأزمة الحالية يعني أن القيم الإنسانية ستبقى حبرًا على ورق، إلا إذا تم تحويلها إلى إجراءات ملموسة تردع الانتهاكات وتحمي الأرواح.
في هذا السياق، فإن غزة ليست مجرد مكان على الخارطة، بل محك عالمي لمصداقية القانون الدولي وحقوق الإنسان، وإشارة صارخة إلى أن حماية البشر من الإبادة الجماعية لا يمكن أن تبقى مجرد شعارات، بل يجب أن تتحول إلى فعل عاجل وحقيقي على الأرض.

بقلم المحامي علي أبو حبلة
بعد مرور سبعة وسبعين عاماً على اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يبدو أن هذه المبادئ السامية تواجه أكبر اختبار لها على أرض الواقع. الإعلان الذي أرسي أساسيات الكرامة الإنسانية، الحق في الحياة، الأمن، التعليم، والصحة، يقف اليوم عاجزاً أمام ما تشهده غزة من حرب دمّرت حياة المدنيين وأخرجت حقوق الإنسان من دائرة التطبيق الواقعي إلى دائرة الشعارات.
القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية، يؤكد حماية المدنيين والأعيان المدنية أثناء النزاعات المسلحة، ويجرّم القتل العمد، الإبادة، التهجير القسري، والتدمير المنهجي للبنية التحتية. ورغم وضوح هذه النصوص، فإن الواقع على الأرض يكشف عن فشل مطلق في حمايتها، خصوصاً في ظل استهداف الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس، ما يجعل هذه الالتزامات القانونية أمام امتحان حقيقي.
من منظور حقوقي وقانوني، ما يجري يمكن وصفه بأنه انتهاك صارخ لمبادئ حقوق الإنسان وجرائم حرب محتملة، وفق الاتفاقية الدولية لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948. التجاهل المستمر للضمانات الدولية، وغياب مساءلة واضحة للجهات المسؤولة، يضع المجتمع الدولي أمام اختبار لمصداقيته، ويبرز فجوة كبيرة بين النصوص القانونية المعلنة والقدرة على تنفيذها وحماية المدنيين فعلياً.
على الصعيد السياسي والاستراتيجي، يعكس هذا الواقع فشل أساليب الردع والضغط الدبلوماسي، ويزيد من إحباط الشعوب المتأثرة ويغذي دائرة العنف المستمر. إن الدعوات المستمرة لتطبيق القانون الدولي تبدو عاجزة أمام القوة العسكرية المطلقة، ما يعيد فتح النقاش حول ضرورة تطوير آليات جديدة لحماية المدنيين، تتجاوز البيانات والإدانات الشكلية إلى إجراءات ملموسة.
كما يجب التأكيد على أن القيم الإنسانية والقانونية لا تزال قائمة، لكنها بحاجة إلى التفعيل الفعلي عبر:
ضغوط سياسية مستمرة على الأطراف المتورطة.
ملاحقة قضائية دولية للمسؤولين عن الانتهاكات.
تعزيز آليات الرصد والتحقيق المستقلة لضمان تحقيق العدالة.
إن تطبيق هذه الإجراءات لن يحمي غزة فحسب، بل يعزز مصداقية القانون الدولي وحقوق الإنسان عالمياً. ففي نهاية المطاف، ما يحدث اليوم ليس مجرد انتهاك لحقوق شعب فلسطيني، بل اختبار للضمير الإنساني والسياسي والقانوني للمجتمع الدولي بأسره.
لقد أثبت الواقع أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد سبعة وسبعين عاماً لا يزال وثيقة أساسية، لكنه بحاجة إلى إرادة سياسية وقانونية حقيقية لتطبيقه وحماية المدنيين من الانتهاكات الجماعية. إن فشل المجتمع الدولي في التفاعل الفعال مع الأزمة الحالية يعني أن القيم الإنسانية ستبقى حبرًا على ورق، إلا إذا تم تحويلها إلى إجراءات ملموسة تردع الانتهاكات وتحمي الأرواح.
في هذا السياق، فإن غزة ليست مجرد مكان على الخارطة، بل محك عالمي لمصداقية القانون الدولي وحقوق الإنسان، وإشارة صارخة إلى أن حماية البشر من الإبادة الجماعية لا يمكن أن تبقى مجرد شعارات، بل يجب أن تتحول إلى فعل عاجل وحقيقي على الأرض.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -انتفاضة الحجارة-.. بعد ثمانية وثلاثين عامًا: قراءة استراتيج ...
- قرار الكنيست بإلغاء قانون الأراضي الأردني: انتهاك للشرعية ال ...
- صناعة المحتوى الرقمي: أمانة الكلمة ومسؤولية المجتمع والقانون
- بين -مجلس السلام- و-الهيكل الحاكم في غزة-... قرارات فوقية تت ...
- شبكات التضليل والإعلام المأجور… معركة الوعي في مواجهة محاولا ...
- مؤتمر إسرائيل هيوم في نيويورك: تعزيز التحالف الأميركي–الإسرا ...
- -سقوط المؤامرات: كيف ينهار زيف الأكاذيب أمام وعي الشعوب-
- اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة 2025: اختبار للمعايير الإن ...
- المؤتمر الثامن لحركة فتح: استحقاق وطني وضرورة تنظيمية لإعادة ...
- إسرائيل وفقدان الاتزان الإستراتيجي: قراءة مهنية في البنية وا ...
- الحملة العسكرية الإسرائيلية على طوباس: استراتيجية فرض واقع ا ...
- مصادقة إسرائيل على مشروع -بوستان حيفتس-: تحدٍّ مباشر لترامب
- اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: اختبار للإرادة الدو ...
- التعليم والصحة الفلسطينية: انهيار مؤسسي يهدد استقرار المجتمع ...
- -المخيمات الفلسطينية تحت الحصار: النزوح القسري كأداة احتلالي ...
- ويلٌ لأمّةٍ تأكل مما لا تزرع
- تحولات «حماس» بين المقاومة والسياسة: قراءة موضوعية في ضوء نق ...
- **نقابة الأطباء الإسرائيلية تتحدى بن غفير:
- قرار 2803: وصاية على غزة وتكريس الهيمنة الإسرائيلية… أخطر من ...
- التحليل الاستراتيجي: الشبكات الرقمية المنسّقة وأثرها على الأ ...


المزيد.....




- آيس كريم بنكهة خبز الجاودار في آيسلندا.. توني شلهوب يكتشف طع ...
- خزانة شتاء 2025..10 قطع موضة أساسية لا غنى عنها
- حمد بن جاسم يعلق على ربط السعودية وقطر بخط سكة حديد
- سوريا.. فيديو وسيم الأسد وكيف ظهر خلال تحقيقات قبل إحالته إل ...
- مسؤول إيراني: اتفاق الضمانات مع الوكالة الدولية لا يصلح لمرح ...
- رحلة مع قطعة أثرية مسروقة رفقة مافيا المتاحف
- تحقيق أميركي في وفيات يحتمل ارتباطها بلقاحات كورونا
- مسؤول أميركي يكشف تفاصيل جديدة عن القوة الدولية في غزة
- بشروط.. زيلينسكي مستعد لإجراء انتخابات خلال 60 إلى 90 يوما
- تغيير الخط.. -لإعادة اللياقة والمهنية- للخارجية الأميركية


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد 77 عاماً: بين المبادئ والواقع على أرض غزة