أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - مصادقة إسرائيل على مشروع -بوستان حيفتس-: تحدٍّ مباشر لترامب














المزيد.....

مصادقة إسرائيل على مشروع -بوستان حيفتس-: تحدٍّ مباشر لترامب


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8543 - 2025 / 12 / 1 - 14:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم: المحامي علي أبو حبلة
في لحظة سياسية حساسة تشهدها المنطقة بعد إقرار مجلس الأمن الدولي القرار 2803 المتعلق بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة ودفع المسار السياسي، سارعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى المصادقة رسميًا على إقامة المنطقة الصناعية الاستيطانية الكبرى "بوستان حيفتس" شمال الضفة الغربية.
هذه الخطوة لا يمكن قراءتها بمعزل عن السياق السياسي والدبلوماسي الراهن، ولا بمعزل عن تصريحات ترامب ذاته الذي تعهّد مؤخرًا بأنه "لن يسمح لإسرائيل بضمّ الضفة الغربية".
إلا أن قرار المصادقة، بهذا التوقيت تحديدًا، يعكس تحديًا مباشرًا وواضحًا للرئيس الأميركي، ويكشف في الوقت ذاته المخاوف العميقة من أن القرار 2803 جاء في معظمه لخدمة المصالح الإسرائيلية، وخصوصًا تكريس الفصل الجغرافي والسياسي بين غزة والضفة الغربية.
أولاً: التوقيت السياسي ليس مصادفة — مشروع استيطاني يتحدى واشنطن قبل أن يتحدى الفلسطينيين
يأتي الإعلان عن المصادقة على المشروع بعد أيام فقط من موافقة مجلس الأمن على المبادرة الأميركية بوقف إطلاق النار، وهو ما يطرح أسئلة ملحّة حول:
1. لماذا سارعت حكومة الاحتلال للمصادقة على المشروع الآن؟
2. وهل أرادت إسرائيل إرسال رسالة غير معلنة لواشنطن مفادها أنها تملك مشروعًا خاصًا بها يتجاوز أي عملية سياسية لو جاءت من البيت الأبيض؟
من الواضح أن تل أبيب تعتبر أن قرار 2803 — رغم كونه مبادرة أميركية — يمنحها هوامش واسعة للتحرك في الضفة الغربية دون قيود حقيقية، خصوصًا في ظل تركيز القرار على غزة ومسار وقف إطلاق النار، مع غياب أي مرجعية صريحة لوقف التوسع الاستيطاني أو حماية الأراضي الفلسطينية في الضفة.
ثانياً: بين خطاب ترامب ووقائع الأرض — الفجوة تتسع
في الأسابيع الأخيرة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكثر من مرة أنه "لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية"، في محاولة لتقديم رؤيته كبديل عن نهج إدارة بايدن.لكن إسرائيل تردّ على ترامب بأنها مستمرة في الضمّ الفعلي عبر، فرض مشاريع صناعية واستيطانية ضخمة؛ ربط المستوطنات ببنية اقتصادية مستقلة؛ تشبيك المستوطنات مع الاقتصاد الإسرائيلي المركزي؛ ومحاصرة المدن الفلسطينية وقطع أوصالها.
ان مصادقة الحكومة على "بوستان حيفتس" هي إعلان عملي أن تل أبيب لا تنتظر موقف واشنطن، ولا ترى في تصريحات ترامب عنصرًا مُلزِمًا، بل تعتبر أن اللحظة تمرّ لصالحها وأن عليها استغلالها لتثبيت وقائع نهائية قبل أي تغير سياسي في الولايات المتحدة.
ثالثاً: القرار 2803 — هل يمهّد لفصل غزة عن الضفة؟
إن واحدة من أهم المخاوف الفلسطينية الحقيقية أن القرار 2803، رغم أنه قدّم باعتباره خطة لإنهاء الحرب، لم يتضمن أي ضمانات واضحة لعدم فصل غزة عن الضفة في المسار السياسي المقبل ، وبالنظر إلى سياق التوسع الاستيطاني في الضفة، والمشاريع الكبرى مثل "بوستان حيفتس"، يصبح السؤال مشروعًا:
هل وفر القرار 2803 عمليًا غطاءً دبلوماسيًا لإسرائيل كي تستفرد بالضفة الغربية؟
المؤشرات على ذلك واضحة:
1. التركيز الكامل للقرار على غزة دون الإشارة لوقف الاستيطان.
2. غياب أي إلزام لإسرائيل بصيغة سياسية تُعيد التأكيد على وحدة الأراضي الفلسطينية.
3. تجاهل الضفة الغربية رغم أنها تشهد منذ أشهر أوسع عملية اجتياح منذ 2002.
4. ارتفاع وتيرة المصادقات الاستيطانية فور صدور القرار.
بهذا المعنى، يبدو أن القرار 2803 يخدم عمليًا — ولو ضمنيًا — رؤية إسرائيل بفصل غزة عن الضفة وإدارة كل منهما بمسار مستقل، ما يسهل على حكومة نتنياهو واليمين المتطرف استكمال مشروع الضمّ في الضفة دون ضغوط دولية.
رابعاً: «بوستان حيفتس» — مشروع ضخم يلتهم الأرض ويمحو أي أفق لدولة فلسطينية وان المنطقة الصناعية الاستيطانية ليست مجرد مجموعة مصانع، بل: 789 دونمًا من الأراضي الفلسطينية المصادرة؛ 403 دونمات للصناعات الكيماوية والمبيدات والبلاستيك؛ شبكة طرق ومحطات وقود ومباني عامة؛ عشرات الوحدات الصناعية المخصصة للتسويق الفوري للمستوطنين؛ صلة مباشرة مع "نتانيا" ومنطقة تل أبيب الكبرى؛ وارتباط عضوي بكتل "عيناف" و"أفني حيفتس" و"بوابة إفرايم". هذا ليس مشروعًا اقتصاديًا؛ هذا مخطط سيادي كامل يهدف إلى:
خلق واقع ديمغرافي جديد؛ توسيع الوجود اليهودي؛ عزل طولكرم وسلفيت ونابلس؛ وتقويض أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات تواصل جغرافي.
بل إن طبيعة الصناعات المقترحة — كما أكد خبراء فلسطينيون — تنطوي على مخاطر بيئية مسرطنة تجعل التجمعات الفلسطينية المجاورة في حالة تهجير بيئي تدريجي.
اذا أخذنا بالعد القانوني — استيطان صناعي = ضمّ فعلي وجريمة حرب والقانون واضح ، اتفاقيات جنيف الرابعة تحظر نقل السكان وبناء منشآت لصالح قوة الاحتلال.، قرار مجلس الأمن 2334 يعتبر المستوطنات "انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي".نظام روما يجرّم إنشاء البنى الاستيطانية بوصفها "إحلالًا استعماريًا".
ومن الدلالات الاستراتيجية — إسرائيل تستثمر اللحظة الذهبية وتُسرّع الاستيطان لأنها تدرك أن العالم منشغل. وأن حكومة نتنياهو تراهن على التغيرات الأميركية المقبلة. وتفسيرات اسرائيل للقرار 2803 وكأنه أعطى ضوءًا أخضر غير مباشر للانفصال السياسي بين غزة والضفة.
مشروع بوستان حيفتس رسالة سياسية خطيرة — والردّ مطلوب فلسطينياً ودولياً
مصادقة إسرائيل على "بوستان حيفتس" بعد قرار مجلس الأمن 2803، ورغم تصريحات ترامب بعدم السماح بالضم، هي رسالة مفادها أن إسرائيل تسير نحو ضمّ الضفة الغربية بشكل تدريجي ومنهجي دون اكتراث لأي التزامات أو ضغوط دولية. علما أن الاستيطان لم يعد انتهاكاً عابراً، بل مشروع سيادي؛ وأن فصل غزة عن الضفة بات هدفًا مُقتربًا في الاستراتيجية الإسرائيلية؛ وأن الدولة الفلسطينية، وفق هذا المسار، تواجه أخطر لحظة وجودية منذ 1967.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: اختبار للإرادة الدو ...
- التعليم والصحة الفلسطينية: انهيار مؤسسي يهدد استقرار المجتمع ...
- -المخيمات الفلسطينية تحت الحصار: النزوح القسري كأداة احتلالي ...
- ويلٌ لأمّةٍ تأكل مما لا تزرع
- تحولات «حماس» بين المقاومة والسياسة: قراءة موضوعية في ضوء نق ...
- **نقابة الأطباء الإسرائيلية تتحدى بن غفير:
- قرار 2803: وصاية على غزة وتكريس الهيمنة الإسرائيلية… أخطر من ...
- التحليل الاستراتيجي: الشبكات الرقمية المنسّقة وأثرها على الأ ...
- أزمة الحكم في فلسطين ومتطلبات الإصلاح
- الفكر الهجين وتحديات الهوية الوطنية
- تسليح الميليشيات الاستيطانية يرفع منسوب الخطر: اليمين المتطر ...
- الحرب الإعلامية النفسية… أخطر الأسلحة الإسرائيلية فتكاً
- قرار مجلس الأمن 2803: إسرائيل تحتفل بالنص وتراهن على الالتفا ...
- مخالفة دستورية تمس جوهر القانون الأساسي الفلسطيني وإقحام غير ...
- اللقاء المرتقب بين ويتكوف وخليل الحية: دروس من التاريخ الفلس ...
- زيارة ولي العهد السعودي إلى الولايات المتحدة: رسائل القوة وإ ...
- السلطة الفلسطينية وخطة ترامب – الأخطاء الاستراتيجية والالتزا ...
- جامعة النجاح رؤية استراتيجية لبناء بيئة تعليمية دامجة وعادلة
- تهجير الغزيين تحت غطاء -العمل الإنساني-: جمعية إسرائيلية تست ...
- طولكرم… حين يسبق العطاءُ الأضواء ويغيب عن منصات التكريم


المزيد.....




- رموز مطرّزة بالروحانية..تفاصيل أزياء البابا لاوُن الرابع عشر ...
- JEC Tower يعيد تعريف أفق جدة.. المملكة السعودية تبني أطول بر ...
- الأمن السوري يلقي القبض على قائد ميليشيا موالية لنظام الأسد ...
- معهد سيبري: زيادات قياسية في إيرادات شركات السلاح العالمية
- هندوراس: نصري عصفورة المدعوم من ترامب يتصدر النتائج الأولية ...
- الهلال الأحمر القطري يرمم 4 مراكز صحية في قطاع غزة
- عمروف.. تتاري مسلم يقود وفد المفاوضات الأوكراني
- صحافة عالمية: قلق إسرائيلي من تسرّع أميركي بخطة غزة
- الجيش السوداني يقصف قوات الحركة الشعبية ويتقدم بجنوب كردفان ...
- في اليوم العالمي للإيدز.. تحذير من نقص تمويل مكافحته


المزيد.....

- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - مصادقة إسرائيل على مشروع -بوستان حيفتس-: تحدٍّ مباشر لترامب