أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - السلطة الفلسطينية وخطة ترامب – الأخطاء الاستراتيجية والالتزام بالقانون الدولي














المزيد.....

السلطة الفلسطينية وخطة ترامب – الأخطاء الاستراتيجية والالتزام بالقانون الدولي


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8531 - 2025 / 11 / 19 - 12:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


المحامي علي أبو حبلة
مقدمة
أثارت موافقة السلطة الفلسطينية على خطة ترامب وقرار مجلس الأمن المرتبط بها جدلاً واسعاً على الصعيدين السياسي والقانوني. القرار تم اتخاذه دون الرجوع إلى المؤسسات الرسمية لمنظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ودون الرجوع إلى الشرعية الشعبية وفق القانون الأساسي الفلسطيني، ما يجعل هذه الموافقة ناقصة وغير مكتملة من الناحية الشرعية والقانونية.
يهدف هذا التحليل إلى توضيح الأخطاء السياسية والقانونية، تقييم التداعيات، وتقديم توصيات وطنية عملية لتعزيز الشرعية وحماية الحقوق الفلسطينية، مع مراعاة العمق الاستراتيجي والقانون
أولاً: السياق السياسي والدولي
خطة ترامب: قدمت على أنها خطة سلام، لكنها في الواقع مشروع لتصفية القضية الفلسطينية تدريجياً، يفرض حلولاً أحادية الجانب ويهمش الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، بما فيها حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل أراضيها.
قرار مجلس الأمن: السلطة الفلسطينية أيدت القرار دون الرجوع إلى المؤسسات الوطنية الرسمية، وهو قرار يشبه نماذج الاستعمار الدولي السابقة، بما فيها قرار عصبة الأمم بفرض الانتداب البريطاني على فلسطين.
غياب التمسك بالقانون الدولي: كان يفترض بالسلطة التمسك بقرارات محكمة العدل الدولية لإنهاء الاحتلال، ورفض أي وصاية دولية على قطاع غزة، وضمان الانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي المحتلة، استنادًا إلى قرارات مجلس الأمن 242 و338 و2334 وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع التأكيد على مخرجات مؤتمر نيويورك 2025
ثانياً: الأخطاء السياسية
1. غياب الشرعية الشعبية والمؤسسية:
القرار تم اتخاذه في ظل غياب المجلس التشريعي بعد حله، ودون الرجوع إلى المؤسسات الرسمية لمنظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، ما يجعل الموافقة ناقصة وغير مكتملة.
2. تسريع مشروع الاستعمار الإسرائيلي:
دعم القرار يعزز الهيمنة الإسرائيلية، ويوفر غطاءً دولياً للتوسع الاستيطاني، ويضعف قدرة الفلسطينيين على الدفاع عن حقوقهم التاريخية والسياسية.
3. تجاهل التحليل الاستراتيجي طويل المدى:
الموافقة السريعة تشير إلى غياب رؤية وطنية متكاملة تشمل السيادة الوطنية، حقوق الأرض، والحماية القانونية الدولية
ثالثاً: الأخطاء القانونية
1. انتهاك مبدأ السيادة الوطنية:
اتخاذ قرارات مصيرية دون المجلس التشريعي أو المؤسسات الرسمية للمنظمة يمثل خرقاً للقوانين الداخلية والشرعية الوطنية.
2. تفريط في حق تقرير المصير:
القرار لا يحمي الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، ويجرد الفلسطينيين من أدوات الضغط القانونية والدبلوماسية الدولية.
3. تجاهل الالتزامات الدولية:
كان يفترض بالسلطة التمسك بقرارات محكمة العدل الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومخرجات مؤتمر نيويورك لحماية الحقوق الوطنية ومنع أي تصفية تدريجية للقضية الفلسطينية
4. إعادة إنتاج نمط قرارات الاحتلال الدولي:
القرار يعيد إنتاج النموذج الاستعماري الدولي، الذي لم يحقق استقلالاً أو حماية للحقوق الفلسطينية منذ قرارات عصبة الاستعمارية
رابعاً: التداعيات
فقدان الثقة الشعبية: القرار يزيد من أزمة الثقة بين السلطة والمواطنين ويعزز الانقسام السياسي.
إضعاف القدرة على المقاومة القانونية والدبلوماسية: الغطاء الدولي لإسرائيل يقلل من فعالية الإجراءات القانونية والدبلوماسية الفلسطينية.
تسريع التوسع الاستيطاني والضم: القرار يسهل مشاريع الاستيطان ويضعف فرص الحل السياسي المستقبلي
خامساً: توصيات وطنية واستراتيجية
1. استعادة الشرعية الشعبية والمؤسسية:
استعادة دور المجلس التشريعي من خلال إنشاء مجلس تشريعي انتقالي، وضمان الرجوع إلى المؤسسات الرسمية لمنظمة التحرير بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
2. مراجعة الموقف الرسمي تجاه خطة ترامب:
صياغة موقف فلسطيني واضح يرفض الحلول الأحادية الجانب، ويؤكد الالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومخرجات مؤتمر نيويورك.
3. تعزيز القدرات التحليلية والقانونية:
إنشاء لجنة وطنية متخصصة لتحليل الخطط الدولية من منظور استراتيجي وقانوني وسياسي.
4. تفعيل الشراكات الدولية:
تعزيز التعاون مع الهيئات والمنظمات الدولية والحقوقية لحماية الحقوق الفلسطينية ومنع تصفية الأرض.
5. إعداد خطة وطنية دفاعية واستراتيجية:
تطوير خطة متكاملة لمواجهة مشاريع الاحتلال الاستيطانية تشمل العمل الدبلوماسي والقانوني والإعلامي.
سادساً: مجلس تشريعي انتقالي كأولوية وطنية
استعادة الشرعية المؤسسية: إنشاء مجلس تشريعي انتقالي سريع يضمن أن أي قرار سياسي أو قانوني مستقبلي يعكس إرادة الشعب الفلسطيني ويكتسب الشرعية الداخلية.
تعزيز الإصلاح السياسي: المجلس الانتقالي يمثل خطوة أساسية ضمن الإصلاح السياسي الوطني، ويوفر إطاراً قانونياً لإقرار القوانين والسياسات الاستراتيجية.
سرعة التنفيذ: إصدار قرار بقانون لإنشاء المجلس الانتقالي بشكل عاجل يمنع الفراغ السياسي ويحد من الهيمنة الدولية.
حماية الدولة الفلسطينية المستقبلية: المجلس يعزز القدرة على المقاومة القانونية والدبلوماسية ويضمن مراجعة أي اتفاقيات دولية قبل المصادقة عليها، حمايةً لحق تقرير المصير واستقلال الدولة.
الخاتمة
موافقة السلطة الفلسطينية على خطة ترامب وقرار مجلس الأمن تمثل خطأ استراتيجيًا وسياسيًا وقانونيًا، نتيجة غياب الشرعية الشعبية والمؤسسية، تسريع مشروع الاستعمار الإسرائيلي، وتجاهل الالتزامات الدولية.
تنفيذ التوصيات الواردة في هذا التقرير، بما فيها الرجوع إلى المؤسسات الرسمية لمنظمة التحرير، إنشاء مجلس تشريعي انتقالي، والالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومخرجات مؤتمر نيويورك، يمثل الطريق الأمثل لحماية الحقوق الفلسطينية وتعزيز القدرة الوطنية على مواجهة الضغوط الدولية والمخاطر المستقبلية.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جامعة النجاح رؤية استراتيجية لبناء بيئة تعليمية دامجة وعادلة
- تهجير الغزيين تحت غطاء -العمل الإنساني-: جمعية إسرائيلية تست ...
- طولكرم… حين يسبق العطاءُ الأضواء ويغيب عن منصات التكريم
- إسرائيل وتوظيف مذكرات جيفري إبستين: ورقة ضغط محتملة على الرئ ...
- تصدع الجمهوريين وفضائح إبستين… ضغط داخلي على ترامب وربما نقط ...
- طولكرم بين الانفلات الأمني والاستهداف الإسرائيلي: قراءة تحلي ...
- مصر والأمن القومي العربي: مواجهة التوسع الإسرائيلي وإعادة هن ...
- جريمة بيت ليد يجب أن لا تمر دون ملاحقة المجرمين
- تصاعد الإرهاب الاستيطاني المنظم يهدد الاقتصاد الفلسطيني ويؤس ...
- المرأة الفلسطينية بين الحقيقة الأدبية والموروث الديني والاجت ...
- في ذكرى استشهاد القائد ياسر عرفات الواحد والعشرين وذكرى إعلا ...
- جولة الرئيس محمود عباس إلى الأردن وإيطاليا وفرنسا: استراتيجي ...
- غزة بين -الفوضى المُدارة- وحرب التفكيك
- تفكك إسرائيل من الداخل: تحذيرات النخب الإسرائيلية وقلق الحلف ...
- ترامب ومجلة تايم: ثلاث عشرة نقطة تكشف ملامح الاستراتيجية الأ ...
- ملحق مسودة قرار مجلس الأمن: وصاية أمريكية على غزة وتأبيد الم ...
- من الصف الأول بدأت الحكاية
- أهالي مخيم نور شمس بين التهجير القسري واستراتيجية الاحتلال: ...
- “زلزال في إسرائيل بعد فوز زوهريان ممداني: تحوّل في المزاج ال ...
- فوز زهران ممداني برئاسة بلدية نيويورك: تحوّل سياسي يعيد تشكي ...


المزيد.....




- عشاق القفز المظلي من أنحاء العالم يتدفقون إلى مدينة بنغازي ف ...
- عبارة ترامب -اصمتي يا خنزيرة- لصحفية سألته عن إبستين تثير ضج ...
- بالأسماء.. من اختار محمد بن سلمان بوفده إلى البيت الأبيض وسط ...
- كيف دافع ترامب عن محمد بن سلمان بعد سؤال عن خاشقجي؟
- تسارع زخم الاكتتابات العامة في دول الخليج.. ما أسبابه؟
- ليفيف وخاركيف تتعرضان لضربات روسية بطائرات مسيرة وصواريخ
- وحدة خاصة من القوات المسلحة الألمانية تجري تدريبًا في مترو ب ...
- دار غلوبال السعودية تسعى لتمويل أحدث فنادق ترامب ببيع رموز م ...
- ترامب يستقبل بن سلمان بحفاوة استثنائية، ما هي الأسباب؟
- بعد الإفراج عن صنصال... أمل جديد للصحافي كريستوف غليز المحتج ...


المزيد.....

- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - السلطة الفلسطينية وخطة ترامب – الأخطاء الاستراتيجية والالتزام بالقانون الدولي