أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - قرار 2803: وصاية على غزة وتكريس الهيمنة الإسرائيلية… أخطر من صفقة القرن














المزيد.....

قرار 2803: وصاية على غزة وتكريس الهيمنة الإسرائيلية… أخطر من صفقة القرن


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8537 - 2025 / 11 / 25 - 13:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


إعداد: المحامي علي أبو حبلة
رغم صمود الشعب الفلسطيني المستمر، يطرح قرار مجلس الأمن رقم 2803 علامات استفهام حول المكاسب الحقيقية للقضية الوطنية، ويعدّ الكثيرون أنه أخطر من صفقة القرن السابقة، إذ يمهد لصيغة جديدة من الهيمنة على غزة، ويترك الضفة الغربية والقدس تحت سيطرة المشروع الاستيطاني الإسرائيلي دون أي التزام فعلي من الاحتلال بوقف الضم أو التهويد.
القرار 2803: تفريغ للشرعية الدولية وصياغة واقع جديد لغزة
يُظهر القرار غموضًا كبيرًا بشأن إدارة غزة، وهو ما قد يتحول إلى وصاية دولية طويلة الأمد، تُبعد الإرادة الفلسطينية عن أي قرار سياسي. بالمقابل، تجاهل القرار الضفة الغربية والقدس، ما يكرس مشاريع الاحتلال الاستيطانية والتهويدية، ويضعف مكانة الشرعية الدولية التي أكدت عليها قرارات مجلس الأمن السابقة، مثل 242 (1967) و338 (1973) و2334 (2016)، بالإضافة إلى الالتزامات بموجب اتفاقية جنيف الرابعة (1949) لحماية المدنيين ومنع التهجير القسري.
هذا الواقع يجعل القرار أكثر خطورة من صفقة القرن التي طرحتها إدارة ترامب، إذ لم يكن في صفقة القرن هذه الوصاية المباشرة على غزة، بينما يفتح القرار الحالي الباب أمام تدخل دولي مباشر يُعيد إنتاج السيطرة الإسرائيلية بغطاء عالمي.
صفقة القرن ومشروع الهيمنة
تتقاطع مصالح القرار 2803 مع أهداف صفقة القرن، حيث يُنظر إليها كأداة لإضفاء شرعية دولية على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، وتمكين مشاريع الهيمنة والسيطرة. في هذا السياق، يظهر دور قادة سابقين مثل ترامب وتوني بلير في تعزيز استدامة هذه المشاريع، بما يجعل القرار حلقة جديدة ضمن سلسلة من الإجراءات الدولية التي تهدف إلى إدامة الهيمنة الإسرائيلية وتفكيك الواقع الفلسطيني السياسي والاجتماعي.
المشهد الفلسطيني الداخلي: أزمة الثقة والقدرة على الرد
يواجه الفلسطينيون تحديات داخلية مركبة:
الانقسام المستمر بين الفصائل الفلسطينية.
غياب رؤية وطنية موحدة واستراتيجية واضحة.
ضعف مؤسسات الحكم وتراجع الحوكمة والقدرة على حماية الحقوق.
أزمات اقتصادية واجتماعية تهدد الصمود الوطني.
هذه التحديات تجعل أي قرار دولي مفتوح الصياغة، مثل 2803، معرضًا للاستغلال من قبل الاحتلال، بما يقلص فرص تحقيق أهداف المشروع الوطني ويزيد من الإحباط الشعبي.
مكاسب غير واضحة وأسئلة مفتوحة
يطرح القرار سلسلة من التساؤلات الاستراتيجية:
1. هل يحمي غزة من وصاية طويلة الأمد؟
2. هل يضع حدًا للمستوطنات والضم في الضفة والقدس؟
3. هل يعيد الاعتبار لمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني؟
4. هل يشكل خطوة حقيقية نحو إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة؟
حتى اللحظة، لا توجد إجابات واضحة، مما يجعل القرار محل قلق ويدعو إلى مراجعة استراتيجية شاملة.
استراتيجية فلسطينية لمواجهة التحديات
لمواجهة مخاطر القرار 2803، يصبح من الضروري:
توحيد الجبهة الداخلية وتعزيز الشراكة الوطنية.
التمسك بالشرعية الدولية كأساس لأي مسار سياسي، والتمسك بقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة.
تفعيل أدوات القانون الدولي أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
تعزيز الصمود الاقتصادي والاجتماعي لمواجهة الضغوط والتهديدات.
وضع رؤية وطنية شاملة تحمي حقوق الفلسطينيين وتمنع إعادة إنتاج السيطرة الإسرائيلية تحت أي غطاء دولي.
خاتمة
يمثل قرار 2803 اختبارًا حقيقيًا للقدرة الفلسطينية على حماية مصالحها الوطنية في ظل واقع دولي وإقليمي معقد. فهو ليس مجرد إجراء سياسي أو قانوني، بل خطوة قد تكون أخطر من صفقة القرن نفسها، إذ يُعيد إنتاج إدارة الصراع ويكرّس الهيمنة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية. ومع ذلك، يظل الفلسطينيون—كما أثبت التاريخ—الطرف الأكثر قدرة على تحويل اللحظة الحرجة إلى فرصة لإعادة ترتيب البيت الداخلي وصياغة استراتيجية وطنية واضحة تحمي الحقوق الوطنية وتضع المشروع الفلسطيني على المسار الصحيح.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحليل الاستراتيجي: الشبكات الرقمية المنسّقة وأثرها على الأ ...
- أزمة الحكم في فلسطين ومتطلبات الإصلاح
- الفكر الهجين وتحديات الهوية الوطنية
- تسليح الميليشيات الاستيطانية يرفع منسوب الخطر: اليمين المتطر ...
- الحرب الإعلامية النفسية… أخطر الأسلحة الإسرائيلية فتكاً
- قرار مجلس الأمن 2803: إسرائيل تحتفل بالنص وتراهن على الالتفا ...
- مخالفة دستورية تمس جوهر القانون الأساسي الفلسطيني وإقحام غير ...
- اللقاء المرتقب بين ويتكوف وخليل الحية: دروس من التاريخ الفلس ...
- زيارة ولي العهد السعودي إلى الولايات المتحدة: رسائل القوة وإ ...
- السلطة الفلسطينية وخطة ترامب – الأخطاء الاستراتيجية والالتزا ...
- جامعة النجاح رؤية استراتيجية لبناء بيئة تعليمية دامجة وعادلة
- تهجير الغزيين تحت غطاء -العمل الإنساني-: جمعية إسرائيلية تست ...
- طولكرم… حين يسبق العطاءُ الأضواء ويغيب عن منصات التكريم
- إسرائيل وتوظيف مذكرات جيفري إبستين: ورقة ضغط محتملة على الرئ ...
- تصدع الجمهوريين وفضائح إبستين… ضغط داخلي على ترامب وربما نقط ...
- طولكرم بين الانفلات الأمني والاستهداف الإسرائيلي: قراءة تحلي ...
- مصر والأمن القومي العربي: مواجهة التوسع الإسرائيلي وإعادة هن ...
- جريمة بيت ليد يجب أن لا تمر دون ملاحقة المجرمين
- تصاعد الإرهاب الاستيطاني المنظم يهدد الاقتصاد الفلسطيني ويؤس ...
- المرأة الفلسطينية بين الحقيقة الأدبية والموروث الديني والاجت ...


المزيد.....




- بركان في إثيوبيا يثور للمرة الأولى منذ 10 آلاف عام.. شاهد تص ...
- لبناني يحمل 12 كيلوغرامًا من النحل الحيّ بيده بلا قفازات
- تضرر أكثر من 100 منزل بعد أن ضرب إعصار عنيف ولاية تكساس الأم ...
- السعودية.. رد رسمي على أنباء -إمكانية حدوث تأثير إشعاعي- بعد ...
- السعودية.. المملكة المحافظة نحو مزيد من الانفتاح
- السودان.. قوات الدعم السريع تعلن هدنة إنسانية من طرف واحد لم ...
- سلسلة جديدة من الضربات الروسية -الضخمة- تستهدف العاصمة الأوك ...
- موسكو تعلن اعتراض 249 مسيّرة أوكرانية وترفض التعديلات الأورو ...
- ماكرون: نحن نريد السلام وليس سلاما بمثابة الاستسلام لأوكراني ...
- أستراليا: مجلس الشيوخ يعلق حضور مشرّعة يمينية متطرفة الجلسات ...


المزيد.....

- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - قرار 2803: وصاية على غزة وتكريس الهيمنة الإسرائيلية… أخطر من صفقة القرن