أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - المحامي علي ابوحبله - الفكر الهجين وتحديات الهوية الوطنية














المزيد.....

الفكر الهجين وتحديات الهوية الوطنية


المحامي علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8536 - 2025 / 11 / 24 - 13:34
المحور: قضايا ثقافية
    


بقلم المحامي علي أبو حبلة
في ظل التحولات الثقافية والاجتماعية والسياسية التي يشهدها العالم اليوم، يبقى الكاتب والمفكر والأديب مرآةً حقيقية للمجتمع، وعبارة عن انعكاس مباشر للمرأة والقيم الاجتماعية التي تحتضنها الأمة. ومن هنا، فإن أي خروج عن هذه القيم، أو تشويه لصورة المجتمع، لا يقتصر على مجرد نقد أو تحليل، بل يمتد إلى تهديد الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية للمجتمع بأسره.
حين يشطح البعض بأفكاره، ويصور المجتمع على أنه ظالم مستبد، أو يمارس القهر والإقصاء والتنمر بحق المرأة، أو يركز على الظواهر السلبية بطريقة مبالغ فيها، فإنه يضرب صورة المجتمع من الداخل ويقوض تماسكه الاجتماعي والثقافي. وما يزيد المخاطر تعقيدًا هو محاولته التماهي مع قوانين وأطر غربية، بما في ذلك النسخ المتطرفة من الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية سيداو، بهدف إعطاء شرعية خارجية لأفكار وأطروحات تهدد خصوصية المجتمع وثوابته الأخلاقية والدينية.
الأبعاد الاجتماعية والفكرية
الفكر الهجين الذي يُقدّم أحيانًا تحت شعارات براقة وعناوين جذابة، يمس جوهر المجتمع وهويته الإيمانية. فهو لا يقتصر على التأثير على البنية الفكرية فحسب، بل يهاجم القيم الأخلاقية التي تحافظ على تماسك المجتمع ووحدة الأسرة الفلسطينية، ويخلق فجوة بين الجيل الجديد والقيم الوطنية والدينية التي نشأ عليها المجتمع. إن انتشار هذا الفكر بدون ضوابط يضعف المنظومة الأخلاقية ويزيد من هشاشة المجتمع أمام قوى خارجية تسعى إلى تغيير هويته الثقافية والدينية.
الأبعاد السياسية والاستراتيجية
سياسيًا واستراتيجيًا، يمثل الفكر الهجين تهديدًا للهوية الوطنية، إذ إنه يقوض وحدة المجتمع ويضعف القدرة على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. ففي وقت تتعرض فيه القضية الفلسطينية لضغوط سياسية واقتصادية كبيرة، يصبح أي تآكل في الهوية الثقافية والاجتماعية عامل ضعف إضافي، يمكن استغلاله سياسياً. كذلك، فإن انتشار هذا الفكر يساهم في خلق انقسامات داخلية تهدد التماسك الوطني، ويزيد من قدرة القوى الخارجية على فرض أجنداتها عبر أدوات ثقافية واجتماعية.
الأبعاد الاقتصادية
على الصعيد الاقتصادي، يرتبط تماسك المجتمع بالقيم الاجتماعية والأخلاقية التي تحافظ على المؤسسات الأسرية والمدنية، وتضمن بيئة مستقرة للاستثمار والتنمية. الفكر الهجين، الذي يهاجم القيم التقليدية والأخلاقية، يهدد الاستقرار الاجتماعي الضروري لتحقيق نمو اقتصادي مستدام. فعندما يتم تقويض المبادئ الأخلاقية والاجتماعية، ينخفض مستوى الثقة بين الأفراد والمؤسسات، ويزيد من الفساد الإداري والاقتصادي، ما ينعكس مباشرة على قدرة المجتمع على مواجهة تحديات البطالة والفقر وتطوير الاقتصاد المحلي.
المواجهة والحدود الضرورية
مواجهة هذا الفكر لا تعني رفض النقد أو الحداثة، بل تعني وضع ضوابط واضحة تحافظ على القيم الدينية والاجتماعية، وتوازن بين حرية التعبير والتزام المجتمع بأطره الأخلاقية والثقافية. المطلوب من المثقفين والكتّاب وصناع القرار والمجتمع المدني أن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية في تصحيح المسار الفكري والثقافي، ووضع خطوط حمراء بين النقد البنّاء والانحراف الفكري المدمر.
في الختام، يبقى المجتمع الفلسطيني مجتمعًا متماسكًا تجمعه الضوابط الأخلاقية والتقوى الدينية، وعليه أن يحمي هذه الثوابت من الفكر الهجين الذي يسعى إلى زعزعتها. حماية الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية ليست خيارًا، بل ضرورة استراتيجية لضمان استقرار المجتمع ومواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والثقافية القادمة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -قاتلة- لمن يأكلها.. مصري يتناول السمكة المنتفخة في اليابان ...
- -ما زلت أعتقد أنه فاشي-.. هكذا وصف زهران ممداني الرئيس ترامب ...
- السعودية.. عبدالرحمن بن مساعد يسخر من مزاعم -كسر الإسوارة- و ...
- الجيش السوداني يرفض اقتراح اللجنة الرباعية لوقف إطلاق النار ...
- خبراء روس يقيمون خطة ترامب للسلام بين موسكو وكييف
- شهداء بغزة والاحتلال ينفذ عملية نسف داخل الخط الأصفر
- ماكرون يصل الغابون لتعزيز الشراكة الثنائية
- دراسة تحلل عشرات آلاف المقالات لمؤسسات صحفية غربية خلال حرب ...
- نيويورك تايمز: لماذا كل هذا الصراع بين الجمهوريين حول النازي ...
- تعديلات على خطة ترامب للسلام بأوكرانيا وقصف روسي على خاركيف ...


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - المحامي علي ابوحبله - الفكر الهجين وتحديات الهوية الوطنية