أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - اللقاء المرتقب بين ويتكوف وخليل الحية: دروس من التاريخ الفلسطيني ونموذج طالبان















المزيد.....

اللقاء المرتقب بين ويتكوف وخليل الحية: دروس من التاريخ الفلسطيني ونموذج طالبان


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8532 - 2025 / 11 / 20 - 15:03
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بقلم: المحامي علي أبو حبلة
في خطوة تستحق التدقيق، من المتوقع أن يجتمع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف بالقيادي البارز في حركة حماس، خليل الحية، في العاصمة التركية إسطنبول. هذا اللقاء، رغم تصنيف حماس رسميًا كمنظمة إرهابية، يحمل دلالات استراتيجية كبيرة على مستقبل وحدانية التمثيل الفلسطيني، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وحقوقه الوطنية المشروعة.
الحدث يعيد إلى الأذهان تجربة الولايات المتحدة مع حركة طالبان في أفغانستان، ويستدعي مراجعة التاريخ الفلسطيني منذ خمسينات القرن الماضي، خصوصًا الانقسامات السياسية التي شهدها المجلسان الفلسطينيان والمواقف المعارضة بين النشاشيبي والحسيني ، والتي أسهمت في تراجع القضية الفلسطينية وضياع الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني
1. النموذج الأمريكي – طالبان: اعتراف واقعي بالواقع
تاريخيًا، اعتمدت الولايات المتحدة استراتيجية مشابهة في أفغانستان:
قنوات اتصال مباشرة مع طالبان في الدوحة، رغم تصنيفها كحركة إرهابية.
المفاوضات أفضت إلى اتفاق سياسي أسفر عن انسحاب القوات الأمريكية وتسليم السلطة لطالبان، كاعتراف بوجود قوة أمر واقع لا يمكن تجاوزها.
الهدف كان تحقيق استقرار مرحلي رغم الانتقادات الداخلية والخارجية، لكنه مثل اعترافًا ضمنيًا بالتحكم الفعلي للطرف المتحكم بالأرض.
اللقاء المرتقب بين ويتكوف والحية يعكس نهجًا مشابهًا، حيث تحاول الإدارة الأمريكية فتح خط اتصال مباشر مع حماس، تمهيدًا لأي ترتيبات مستقبلية في غزة، وربما لتمرير مشاريع دولية مثل القرار 2803 لوضع القطاع تحت إدارة دولية مؤقتة، بما يعيد تشكيل المشهد السياسي الفلسطيني.
2. دروس من التاريخ الفلسطيني: انقسام الخمسينات والمجلسان
في خمسينات القرن الماضي، شهدت القضية الفلسطينية مرحلة حرجة من الانقسام الداخلي:
1. المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس التنفيذي لمنظمة التحرير:
تأسست هذه المؤسسات لإدارة التمثيل الفلسطيني وتنظيم النضال السياسي، لكنها سرعان ما واجهت اختلافات عميقة بين الفصائل والأحزاب.
2. المعارضون التاريخيون مثل النشاشيبي والحسيني:
هؤلاء الممثلون تاريخيا والفصائل المعارضة للمسار الرسمي، عملوا أحيانًا خارج المجلسين، مما أدى إلى ضعف التنسيق السياسي وفقدان الوحدة الوطنية.
3. تداعيات الانقسام:
فقدان السيطرة على مسار القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
ضياع الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حق تقرير المصير وإقامة الدولة.
فتح الباب للتدخلات الإقليمية والدولية، التي أعادت تشكيل القرار الفلسطيني وفق مصالح خارجية، على حساب شرعية المنظمة والسلطة.
اللقاء المرتقب بين ويتكوف والحية، إذا جرى خارج المرجعيات الفلسطينية الرسمية وبدون التنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية أو السلطة الوطنية، قد يمثل تكرارًا لهذا الانقسام التاريخي، ويهدد وحدانية التمثيل الفلسطيني ويضعف قدرة الفلسطينيين على الدفاع عن حقوقهم الوطنية المشروعة.
3. الغضب الإسرائيلي والضغط الأمريكي
تسود حالة من الغضب داخل المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية بسبب اللقاء المرتقب، وذلك لعدة أسباب:
الاعتراف الضمني بحماس كطرف تفاوضي، ما يصعب على إسرائيل فرض شروطها للمرحلة الانتقالية في غزة، بما يشمل نزع السلاح، وإنهاء حكم الحركة
تهديد مشروع فصل غزة عن الضفة الغربية، حيث قد يفرض التعامل الدولي مع حماس وحدة سياسية جديدة، تعيد القضية الفلسطينية إلى الصدارة الدولية.
رفع سقف التفاوض الدولي لحماس، ما يقلل من نفوذ السلطة الفلسطينية، ويضعف وحدانية التمثيل.
في المقابل، تمثل سياسة واشنطن في إبقاء منظمة التحرير على قائمة الإرهاب الأمريكية وإغلاق مكتبها في واشنطن، استمرارًا لضغوط على القيادة الفلسطينية، وتهيئة الأرضية للتعامل المباشر مع قوى أخرى خارج المرجعيات الرسمية.
4. الدور التركي: وسيط إقليمي أم لاعب رئيسي؟
تركيا تتحرك ليس كمكان للقاء فحسب، بل كطرف إقليمي يسعى إلى:
تمكين حماس من موقع تفاوضي دولي على اعتبار أن أردوغان يعتبر الزعيم الدولي لحركة الإخوان المسلمين
تعزيز نفوذها الإقليمي في القضية الفلسطينية، خصوصًا بعد تراجع الدور العربي التقليدي.
وهذا يعكس تكرار النمط التاريخي لتدخل القوى الإقليمية والدولية في الشأن الفلسطيني، وهو ما أدى في الماضي إلى استنساخ الانقسامات وتقويض وحدانية التمثيل.
5. تداعيات على الحقوق الوطنية وحق تقرير المصير
اللقاء المرتقب يحمل مخاطر استراتيجية على:
1. وحدانية التمثيل الفلسطيني: فتح قنوات تفاوضية مع حماس دون الرجوع لمنظمة التحرير يعيد إنتاج تعددية الممثلين.
2. استقلال القرار الوطني: أي إدارة دولية على غزة تقلل من قدرة الفلسطينيين على اتخاذ قراراتهم السيادية.
3. استنساخ الانقسامات التاريخية بين الضفة وقطاع غزة، كما حدث مع المجلسين والمعارضين في خمسينات القرن الماضي.
4. ضعف الدفاع عن الحقوق الوطنية المشروعة: مثل حق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وحق العودة
وحقيقة القول فإن لقاء ويتكوف والحية في إسطنبول ليس مجرد اجتماع دبلوماسي، بل مرحلة مفصلية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تحمل في طياتها:
اختبار وحدانية التمثيل الفلسطيني وإمكانية استنساخ الانقسامات التاريخية.
تمهيدًا لمشاريع دولية لإدارة غزة بشكل مؤقت، بما قد يقوض استقلال القرار الفلسطيني.
ضغطًا على القيادة الفلسطينية لقبول ترتيبات قد تهدد الحقوق الوطنية وحق تقرير المصير.
يبقى على القيادة الفلسطينية ومرجعياتها الوطنية التأكيد على التمثيل الشرعي الموحد، ورفض أي ترتيبات تهدد وحدانية التمثيل الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، لتجنب تكرار أخطاء التاريخ التي أضاعت على الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية مع ضرورة فتح حوار وطني فلسطيني على قاعدة الشراكة الوطنية والتعددية السياسية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة ولي العهد السعودي إلى الولايات المتحدة: رسائل القوة وإ ...
- السلطة الفلسطينية وخطة ترامب – الأخطاء الاستراتيجية والالتزا ...
- جامعة النجاح رؤية استراتيجية لبناء بيئة تعليمية دامجة وعادلة
- تهجير الغزيين تحت غطاء -العمل الإنساني-: جمعية إسرائيلية تست ...
- طولكرم… حين يسبق العطاءُ الأضواء ويغيب عن منصات التكريم
- إسرائيل وتوظيف مذكرات جيفري إبستين: ورقة ضغط محتملة على الرئ ...
- تصدع الجمهوريين وفضائح إبستين… ضغط داخلي على ترامب وربما نقط ...
- طولكرم بين الانفلات الأمني والاستهداف الإسرائيلي: قراءة تحلي ...
- مصر والأمن القومي العربي: مواجهة التوسع الإسرائيلي وإعادة هن ...
- جريمة بيت ليد يجب أن لا تمر دون ملاحقة المجرمين
- تصاعد الإرهاب الاستيطاني المنظم يهدد الاقتصاد الفلسطيني ويؤس ...
- المرأة الفلسطينية بين الحقيقة الأدبية والموروث الديني والاجت ...
- في ذكرى استشهاد القائد ياسر عرفات الواحد والعشرين وذكرى إعلا ...
- جولة الرئيس محمود عباس إلى الأردن وإيطاليا وفرنسا: استراتيجي ...
- غزة بين -الفوضى المُدارة- وحرب التفكيك
- تفكك إسرائيل من الداخل: تحذيرات النخب الإسرائيلية وقلق الحلف ...
- ترامب ومجلة تايم: ثلاث عشرة نقطة تكشف ملامح الاستراتيجية الأ ...
- ملحق مسودة قرار مجلس الأمن: وصاية أمريكية على غزة وتأبيد الم ...
- من الصف الأول بدأت الحكاية
- أهالي مخيم نور شمس بين التهجير القسري واستراتيجية الاحتلال: ...


المزيد.....




- بعد توقيع ترامب مشروع قانون إبستين.. إليكم ما الذي يمكن أن ي ...
- ما هو موسم السفر -السري- في أوروبا.. ولِمَ أصبح القاعدة؟
- تتضمن -تنازلا عن أراض-.. مصدر يكشف لـCNN بعض تفاصيل خطة ترام ...
- بيتر سالزمان يحقّق إنجازاً تاريخياً بالطيران ببدلة مجنّحة فو ...
- -التهديد ما زال خلف الجدار-.. فيديو - قلق في شمال إسرائيل من ...
- -ماتت ابنتي وابنتاها- .. إسرائيل تقصف غزة مجددا وحماس تعلن - ...
- إيطاليا: فندق يديره مهاجرون في صقلية
- أمين كساسي.. وجه بارز للنضال ضد تجارة المخدرات في فرنسا
- كالاس: يجب إشراك الأوكرانيين والأوروبيين في أي خطة للسلام في ...
- زيارة تاريخية واستقبال مهيب لبن سلمان في واشنطن وترامب يعلن ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - اللقاء المرتقب بين ويتكوف وخليل الحية: دروس من التاريخ الفلسطيني ونموذج طالبان