أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - بين -مجلس السلام- و-الهيكل الحاكم في غزة-... قرارات فوقية تتزامن مع تمدد السيطرة على الضفة الغربية**














المزيد.....

بين -مجلس السلام- و-الهيكل الحاكم في غزة-... قرارات فوقية تتزامن مع تمدد السيطرة على الضفة الغربية**


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8549 - 2025 / 12 / 7 - 01:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


بين "مجلس السلام" و"الهيكل الحاكم في غزة"... قرارات فوقية تتزامن مع تمدد السيطرة على الضفة الغربية**
تشهد الساحة الإقليمية في الأسابيع الأخيرة حراكًا متسارعًا تقوده الولايات المتحدة، عنوانه “خطة السلام الخاصة بغزة”، في وقت يجري فيه تداول مصطلحات جديدة مثل “مجلس السلام” و**“الهيكل الحاكم في غزة”**، مع تعيين “رئيس” لهذا المجلس قبل تشكيله أو التوافق عليه فلسطينياً أو عربياً.
هذه المقاربة الفوقية تُثير أسئلة جوهرية حول طبيعة هذه البنى، والدلالات السياسية التي تحملها، ومدى اتساقها مع مبادئ الشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
مصطلحات سياسية بمدلولات لاهوتية مقلقة
يأتي توظيف مصطلح “الهيكل الحاكم” محمّلًا بإيحاءات توراتية تُذكّر بمشاريع سياسية تستند إلى تفسير ديني للتاريخ والجغرافيا، ما قد يفتح الباب أمام استبعاد الإرادة الفلسطينية من النقاش حول مستقبل غزة.
وهذا يستوجب موقفًا فلسطينيًا واضحًا يرفض فرض مصطلحات خارج السياق الوطني قد تمسّ الحساسية الدينية والسيادة السياسية.
الإعلان عن "مجلس للسلام"… بينما تُشدّد القبضة على الضفة الغربية
يتزامن الإعلان عن العمل على تشكيل “مجلس للسلام في غزة” مع توسيع الحملة العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية بصورة غير مسبوقة، شملت:
مصادرة مزيد من الأراضي بحجة “الضرورات الأمنية”.
توسّع استيطاني منظم مدعوم بقرارات حكومية.
تشريع قوانين وإجراءات جديدة تهدف لإحكام السيطرة الإدارية والأمنية على الضفة.
تقويض الوجود الفلسطيني عبر هدم المنازل، والاعتقالات، وتقييد الحركة.
هذا التزامن لا يبدو عابرًا؛ فهو يطرح سؤالًا لا يمكن تجاهله:
كيف يمكن الحديث عن “مجلس سلام” في غزة بينما الواقع على الأرض في الضفة يتحول إلى منظومة سيطرة كاملة؟
إنّ ما يجري يعكس محاولة فصل مسارات الصراع:
سلام معلن في غزة، مقابل واقع توسعي في الضفة، في تناقض واضح مع مبادئ القانون الدولي الذي يؤكد عدم جواز تحقيق مكاسب سياسية عبر القوة، وعدم شرعية الاستيطان والإجراءات أحادية الجانب.
وعود أميركية مؤجلة… وحكاية إبريق الزيت الفلسطيني
تتكرر الوعود الأميركية بترتيبات قريبة:
خلال أيام… أسابيع… قبل نهاية العام…
غير أن التجارب السابقة تُظهر أن هذه التعهدات غالبًا ما تبقى ضمن دائرة التصريحات، دون تقدم جدي في ملفات جوهرية مثل إنهاء الاحتلال أو حماية الحقوق الفلسطينية.
وفي المقابل، تستمر الأزمات العربية — من لبنان وسوريا والسودان واليمن إلى العراق وتونس — في تشكيل سياق ضاغط يُستخدم سياسياً بدلاً من أن يشكل قوة دعم للموقف الفلسطيني، إلى جانب تراجع دور الجامعة العربية وتشتت المواقف الرسمية.
الموقف الفلسطيني: مرونة عالية… بلا مقابل سياسي
على الرغم من هذه التحديات، يظهر الموقف الفلسطيني الرسمي درجة كبيرة من الاستجابة والانفتاح على المبادرات المطروحة، سواء المتعلقة بترتيبات انتقالية في غزة أو المشاركة في خطط إعادة الإعمار.
لكن هذه المرونة لم تُنتج مكاسب سياسية واضحة، فلا تقدم في مسار الدولة، ولا وقف للانتهاكات، ولا ضمانات لعدم فرض ترتيبات أحادية على غزة أو الضفة.
وتبرز هنا الإشكالية الكبرى:
استجابة فلسطينية واسعة… في مقابل غياب أي التزامات سياسية ملزمة من الأطراف الدولية.
الحاجة لرؤية فلسطينية وسياسة مغايرة
إن المرحلة الراهنة تفرض صياغة رؤية فلسطينية جديدة ترتقي إلى حجم التحديات، تقوم على:
1. توحيد القرار الوطني وترسيخ الشراكة السياسية.
2. اشتراط أي ترتيبات في غزة بوقف التوسع الاستيطاني وتجميد الإجراءات الأحادية في الضفة.
3. رفض أي مجلس أو هيكل مفروض من الخارج دون توافق وطني.
4. تحريك الجبهة القانونية الدولية ضد مصادرة الأراضي والضم الزاحف.
5. استعادة الدور العربي المؤسسي والشعبي بعيدًا عن الحسابات الضيقة والتحالفات المؤقتة.
خاتمة
إن طرح مجلس سلام لغزة بينما تتوسع السيطرة على الضفة الغربية يكشف عن مقاربة غير متوازنة تسعى لإدارة الأزمة لا حلّها.
ومستقبل القضية الفلسطينية لن يُرسم عبر مصطلحات مفروضة أو هياكل جاهزة، بل عبر رؤية فلسطينية موحدة تُحوّل الاستجابة إلى قوة تفاوضية، وترفض الفصل بين غزة والضفة باعتباره تهديدًا استراتيجيًا لا يقل خطورة عن الاحتلال ذاته.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبكات التضليل والإعلام المأجور… معركة الوعي في مواجهة محاولا ...
- مؤتمر إسرائيل هيوم في نيويورك: تعزيز التحالف الأميركي–الإسرا ...
- -سقوط المؤامرات: كيف ينهار زيف الأكاذيب أمام وعي الشعوب-
- اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة 2025: اختبار للمعايير الإن ...
- المؤتمر الثامن لحركة فتح: استحقاق وطني وضرورة تنظيمية لإعادة ...
- إسرائيل وفقدان الاتزان الإستراتيجي: قراءة مهنية في البنية وا ...
- الحملة العسكرية الإسرائيلية على طوباس: استراتيجية فرض واقع ا ...
- مصادقة إسرائيل على مشروع -بوستان حيفتس-: تحدٍّ مباشر لترامب
- اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: اختبار للإرادة الدو ...
- التعليم والصحة الفلسطينية: انهيار مؤسسي يهدد استقرار المجتمع ...
- -المخيمات الفلسطينية تحت الحصار: النزوح القسري كأداة احتلالي ...
- ويلٌ لأمّةٍ تأكل مما لا تزرع
- تحولات «حماس» بين المقاومة والسياسة: قراءة موضوعية في ضوء نق ...
- **نقابة الأطباء الإسرائيلية تتحدى بن غفير:
- قرار 2803: وصاية على غزة وتكريس الهيمنة الإسرائيلية… أخطر من ...
- التحليل الاستراتيجي: الشبكات الرقمية المنسّقة وأثرها على الأ ...
- أزمة الحكم في فلسطين ومتطلبات الإصلاح
- الفكر الهجين وتحديات الهوية الوطنية
- تسليح الميليشيات الاستيطانية يرفع منسوب الخطر: اليمين المتطر ...
- الحرب الإعلامية النفسية… أخطر الأسلحة الإسرائيلية فتكاً


المزيد.....




- كالاس لـ-يورونيوز-: ما زلنا حلفاء واشنطن ولا نتفق في كل شيء ...
- في أول زيارة له إليها.. ميرتس يؤكد التزام ألمانيا حيال إسرائ ...
- فنزويلا تجند آلاف المقاتلين وسط توتر متصاعد مع أميركا
- غزة مباشر.. شهداء بنيران الاحتلال وقطر تتفاوض لرسم مسار المر ...
- -وحش- نتفليكس.. كيف تحوّل القتلة الحقيقيون إلى ظاهرة جماهيري ...
- محللون: هذه العقبات تواجه الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق ...
- -مسار الأحداث- يناقش العقبات التي تواجه المرحلة الثانية من ا ...
- اليمن.. مقتل 4 من القوات الحكومية بانفجار في حضرموت
- زيلينسكي يكشف تفاصيل مكالمته مع ويتكوف وكوشنر
- يوم الهاتريك في بوندسليغا: بايرن يحافظ على صدارته يليه لايبز ...


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - بين -مجلس السلام- و-الهيكل الحاكم في غزة-... قرارات فوقية تتزامن مع تمدد السيطرة على الضفة الغربية**