أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي ابوحبله - شبكات التضليل والإعلام المأجور… معركة الوعي في مواجهة محاولات اختراق الساحة الفلسطينية














المزيد.....

شبكات التضليل والإعلام المأجور… معركة الوعي في مواجهة محاولات اختراق الساحة الفلسطينية


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8548 - 2025 / 12 / 6 - 12:39
المحور: الصحافة والاعلام
    


بقلم: المحامي علي أبو حبلة
تعيش الساحة الفلسطينية في هذه المرحلة الدقيقة واحدة من أكثر موجات الاستهداف خطورة، ليس فقط على مستوى العدوان الميداني المباشر، بل على مستوى الهجوم الممنهج على الوعي الفلسطيني عبر شبكات إعلامية موازية تعمل في الخفاء، وتتغذى على المال السياسي المشبوه، وتنفّذ حملات تضليل وفبركة منظمة تستهدف وحدة المجتمع وثقة المواطن بمؤسساته الوطنية.
هذه الظاهرة التي تتصاعد بوتيرة مقلقة لم تعد مجرد تجاوز إعلامي، بل تحوّلت إلى منظومة متكاملة من “الإعلام المأجور”، الذي يتقاضى بعض القائمين عليه أموالًا مقابل تنفيذ أجندات شخصية أو حزبية أو خارجية، ما يجعلهم جزءًا من منظومة تضليل تمسّ الأمن الوطني وتستهدف صمود الشعب الفلسطيني في لحظة استثنائية من تاريخه.
إعلام مأجور… أدوات مموّلة لا مهنة ولا رسالة
تُظهر المؤشرات وجود منصات وأفراد ينشطون عبر مواقع التواصل والصفحات الرقمية ويتلقّون تمويلًا مقابل:
تسويق الأخبار المضللة وترويج الروايات المفبركة،
تشويه السمعة والإساءة المنظمة لمؤسسات وطنية وشخصيات عامة،
تضخيم الخلافات الداخلية وتغذية الانقسام،
تحويل النقاش العام إلى ساحة فوضى تخدم مصالح أطراف نافذة.
ويستند هؤلاء إلى أساليب مدروسة تبدأ من إخفاء مصادر تمويلهم، ولا تنتهي عند هندسة حملات موجهة تستهدف نقاط الضعف داخل المجتمع الفلسطيني، مستغلّين الانقسام السياسي، وتعقيدات المشهد الداخلي، والظروف الاقتصادية الصعبة.
لقد شكّل هذا كله شبكة عنكبوتية منظمة، تتشابك فيها المصالح وتتداخل فيها الأدوار، بما يحول هذه المنصات إلى أبواق تُستخدم لتصفية الحسابات أو لبناء نفوذ زائف يقوم على الإشاعة لا على المعلومة.
البوصلة الوطنية… ومحاولات حرف المسار
إن أخطر ما في هذه الظاهرة أنها تعمل على حرف البوصلة الوطنية عن مركزها الطبيعي: مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وكشف ممارساته وانتهاكاته وجرائمه.
فالاحتلال يدرك أن اختراق الوعي وتفكيك الجبهة الداخلية لا يقل تأثيرًا عن أي هجوم عسكري أو سياسي، ولذلك يسعى دائمًا لاستثمار:
الفجوات الداخلية، ضعف الرقابة الإعلامية،قابلية بعض الأفراد للارتباط بالمال السهل،البيئة الرقمية المفتوحة دون ضوابط مهنية.
وفي الوقت ذاته، يجد المرتزقة في هذه البيئة فرصة لضرب السلم الأهلي، وتشويه الحقائق، وإضعاف الروح المعنوية، وتوجيه النقاش العام نحو معارك جانبية لا تخدم إلا من يقف وراءهم.
الإطار القانوني والمساءلة… حماية للمصلحة الوطنية
القوانين الفلسطينية واضحة في منع ومعاقبة أي سلوك إعلامي يهدف إلى التضليل أو الإضرار بالآخرين، وتشمل:
1. قانون المطبوعات والنشر
يُجرّم نشر المعلومات غير الدقيقة أو التي من شأنها الإضرار بالمجتمع أو بثّ الفوضى.
2. القانون الأساسي الفلسطيني
يكفل حرية التعبير، لكنه يمنع استخدامها للإساءة، أو للإضرار بالأمن الوطني، أو للتحريض.
3. قانون الجرائم الإلكترونية
يوفّر الأدوات القانونية لملاحقة الحسابات التي تتلقى تمويلًا لنشر معلومات مضلّلة، ويسمح بتتبع حركة الأموال والمستخدمين الذين يقفون وراء حملات التشويه.
4. مواثيق الشرف الإعلامي
تعتبر قبول المال مقابل صناعة محتوى مضلل خرقًا خطيرًا لأخلاقيات المهنة.
إن تفعيل هذه القوانين ومحاسبة كل من يسيء استخدام المنابر الإعلامية أو الرقمية أصبح ضرورة لحماية الساحة الفلسطينية من الاختراق والتلاعب.
مواجهة الطابور الخامس الإعلامي
إن وجود شبكات إعلامية مأجورة لا يمثل فقط انحرافًا أخلاقيًا أو فسادًا مهنيًا، بل يشكل امتدادًا لما يمكن وصفه بـ الطابور الخامس الذي يستثمر في:
إضعاف الوحدة الوطنية، بثّ الإشاعات لإرباك المجتمع،خلق بيئة عدم ثقة بين المواطن ومؤسساته، تحويل النقاش السياسي إلى سجالات سطحية وعقيمة.
ولذلك، فإن مواجهة هذه الظاهرة ليست خيارًا، بل واجب وطني يأخذ بعدًا قانونيًا وسياسيًا وإعلاميًا في آنٍ معًا.
خارطة طريق لمواجهة الإعلام المأجور
تتطلب المرحلة إطلاق خطة وطنية شاملة تشمل:
1. تفكيك الشبكات المأجورة عبر كشف مصادر تمويلها وملاحقة القائمين عليها.
2. تعزيز الإعلام المهني الوطني الذي يقوم على المعلومة الدقيقة والبحث والتحقق.
3. إطلاق حملات توعية عامة لمواجهة الشائعات وتحصين الجمهور.
4. وقف تدخل المال السياسي والإعلامي في تشكيل رأي الجمهور.
5. إنشاء وحدات رصد قانونية لمراقبة المحتوى المضلل وإحالة المخالفين للعدالة.
6. حماية الصحفيين المهنيين الذين يقومون بدورهم في كشف الحقائق.
خاتمة
إن حماية الوعي الفلسطيني اليوم هي خط الدفاع الأول في مواجهة الاحتلال والمشاريع التي تستهدف صمود الشعب الفلسطيني.
وعندما يتحول الإعلام إلى ساحة يديرها المرتزقة، يصبح كشف هذه الشبكات ومحاسبتها ضرورة لا تحتمل التأجيل.
ليس كل من يملك صفحة إعلاميًّا، ولا كل من يرفع شعار الوطنية يحمل مشروعًا وطنيًا.
الوطن يحميه من يلتزم الحقيقة… لا من يبيعها.
والوعي يصونه من يدافع عنه… لا من يتاجر به.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر إسرائيل هيوم في نيويورك: تعزيز التحالف الأميركي–الإسرا ...
- -سقوط المؤامرات: كيف ينهار زيف الأكاذيب أمام وعي الشعوب-
- اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة 2025: اختبار للمعايير الإن ...
- المؤتمر الثامن لحركة فتح: استحقاق وطني وضرورة تنظيمية لإعادة ...
- إسرائيل وفقدان الاتزان الإستراتيجي: قراءة مهنية في البنية وا ...
- الحملة العسكرية الإسرائيلية على طوباس: استراتيجية فرض واقع ا ...
- مصادقة إسرائيل على مشروع -بوستان حيفتس-: تحدٍّ مباشر لترامب
- اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: اختبار للإرادة الدو ...
- التعليم والصحة الفلسطينية: انهيار مؤسسي يهدد استقرار المجتمع ...
- -المخيمات الفلسطينية تحت الحصار: النزوح القسري كأداة احتلالي ...
- ويلٌ لأمّةٍ تأكل مما لا تزرع
- تحولات «حماس» بين المقاومة والسياسة: قراءة موضوعية في ضوء نق ...
- **نقابة الأطباء الإسرائيلية تتحدى بن غفير:
- قرار 2803: وصاية على غزة وتكريس الهيمنة الإسرائيلية… أخطر من ...
- التحليل الاستراتيجي: الشبكات الرقمية المنسّقة وأثرها على الأ ...
- أزمة الحكم في فلسطين ومتطلبات الإصلاح
- الفكر الهجين وتحديات الهوية الوطنية
- تسليح الميليشيات الاستيطانية يرفع منسوب الخطر: اليمين المتطر ...
- الحرب الإعلامية النفسية… أخطر الأسلحة الإسرائيلية فتكاً
- قرار مجلس الأمن 2803: إسرائيل تحتفل بالنص وتراهن على الالتفا ...


المزيد.....




- انطلاق منتدى الدوحة ورئيس وزراء قطر يدعو لمنظومة دولية أكثر ...
- قتلى ومصابون في اشتباكات حدودية بين باكستان وأفغانستان
- 6 أسئلة حول الجديد في إستراتيجية ترامب للأمن القومي؟
- إستراتيجية خامنئي الجديدة في إيران
- سعيّد: تونس ستدافع عن استقلالها رغم مناورات الخارج
- تضرر الدرع الواقي لمحطة تشرنوبل النووية
- الجيش الإسرائيلي ينسف مبان سكنية جنوب شرقي مدينة غزة
- وزراء قطر: مفاوضات إنهاء حرب غزة تمر بمرحلة حرجة
- مطعم أمريكي افتُتح قبل 70 عامًا.. ما سرّ ديمومته عبر السنين؟ ...
- صدى التفجيرات في غزة يهزّ وسط إسرائيل.. وألمانيا تجدّد رفضها ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي ابوحبله - شبكات التضليل والإعلام المأجور… معركة الوعي في مواجهة محاولات اختراق الساحة الفلسطينية