أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - غزة في الميزان… وإيران ولبنان أوراق تفاوض














المزيد.....

غزة في الميزان… وإيران ولبنان أوراق تفاوض


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8571 - 2025 / 12 / 29 - 12:56
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يغادر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة في زيارة تُعد من أكثر زياراته حساسية وتعقيدًا منذ اندلاع حرب غزة، محمّلًا بأزمات داخلية خانقة وملفات سياسية وأمنية متراكمة، وبسعي واضح لتوظيف علاقته بالرئيس الأميركي دونالد ترامب كرافعة إنقاذ سياسي واستراتيجي.
تأتي الزيارة فيما يعيش الداخل الإسرائيلي حالة اضطراب غير مسبوقة: فضائح سياسية، اتهامات بتسريب وثائق استخباراتية، جدل متصاعد حول إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، تشققات داخل الائتلاف الحاكم، واستمرار النزيف الأمني الناتج عن حرب طويلة لم تحقق أهدافها المعلنة. في هذا السياق، لا تبدو زيارة نتنياهو مجرد محطة تنسيقية، بل محاولة لإعادة التموضع داخليًا وخارجيًا.
تحالف أم تبعية؟
هذا هو اللقاء السادس بين نتنياهو وترامب في الولاية الثانية للأخير، وهو رقم لافت يفتح الباب أمام تساؤل مركزي:
هل تعكس هذه الوتيرة العالية تحالفًا استراتيجيًا متينًا، أم أنها مؤشر على علاقة غير متكافئة تميل فيها إسرائيل إلى موقع التابع الباحث عن الغطاء الأميركي؟
الواقع يشير إلى أن ميزان المصالح في هذه المرحلة يميل بوضوح لصالح واشنطن، التي تسعى إلى تثبيت وقف الحرب في غزة، ومنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة إقليمية واسعة، والتفرغ لصفقات اقتصادية كبرى مع السعودية وتركيا، فضلًا عن تعزيز صورة ترامب كرئيس “ينهي الحروب” لا يشعلها.
غزة… عقدة المرحلة الثانية
القضية المركزية على طاولة اللقاء ستكون غزة، وبالتحديد الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق. فالإدارة الأميركية ترى في هذا الانتقال إنجازًا سياسيًا يجب حمايته والبناء عليه، بينما تنظر حكومة نتنياهو إليه كتهديد مباشر لسردية “النصر المطلق” التي روّج لها منذ السابع من أكتوبر.
المرحلة الثانية تعني عمليًا انسحاب الاحتلال من “الخط الأصفر”، وبدء إعادة إعمار القطاع، والانتقال من منطق الحرب المفتوحة إلى ترتيبات سياسية وأمنية. وهنا يواجه نتنياهو مأزقًا مزدوجًا: فهو غير قادر سياسيًا على رفض هذا المسار صراحة، وغير راغب استراتيجيًا في تنفيذه دون تحقيق هدف نزع سلاح “حماس”، وهو هدف تدرك غالبية الأوساط الإسرائيلية أنه غير قابل للتحقق في الظروف الراهنة.
دغدغة “أنا” ترامب
يعرف نتنياهو شخصية ترامب جيدًا، ويدرك أن الصدام المباشر معه ليس خيارًا واقعيًا. لذلك من المرجح أن يعتمد أسلوب “نعم ولكن”، عبر محاولة دغدغة الأنا السياسية لترامب، وتقديم نفسه شريكًا في “حماية إنجاز السلام”، مقابل ربط أي تقدم في غزة بحزمة مطالب أمنية وسياسية إضافية.
في هذا الإطار، سيحاول نتنياهو رهن الانسحاب من غزة بنزع سلاح “حماس”، وتقليص دور قطر، ومنع أي دور تركي في ترتيبات ما بعد الحرب، وفرض صيغة “قوات استقرار” تخلو من أي أفق سيادي فلسطيني حقيقي. غير أن هذه المقاربة تصطدم بواقع أن واشنطن، خلافًا لتل أبيب، لا ترى في بقاء “حماس” ذريعة كافية لتعطيل مسار سياسي يخدم مصالحها الإقليمية الأوسع.
مساومة غزة بإيران ولبنان
إدراكًا لصعوبة عرقلة المرحلة الثانية، قد يلجأ نتنياهو إلى سياسة المساومة: القبول المشروط بغزة مقابل تنازلات أميركية في ملفات أخرى، وعلى رأسها إيران ولبنان.
التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن نتنياهو سيعرض معلومات استخباراتية حول إعادة بناء القدرات الصاروخية الإيرانية، وسيطلب ضوءًا أخضر – مباشرًا أو غير مباشر – لعمل عسكري مستقبلي ضد إيران، إضافة إلى توسيع هامش التحرك العسكري في لبنان. لكن هذه الطموحات تصطدم بسقف أميركي واضح: إدارة ترامب، رغم خطابها المتشدد، لا ترغب في حرب إقليمية جديدة قد تقوّض مشاريعها الاقتصادية وتحالفاتها الناشئة.
الرهان على الخطأ وغياب الرؤية
يرى عدد من المحللين الإسرائيليين أن نتنياهو قد يفضّل فشل المرحلة الثانية ليس بقراره، بل نتيجة “خطأ” من “حماس” يعيد خلط الأوراق. هذا الرهان يعكس غياب استراتيجية سياسية متكاملة، والاكتفاء بإدارة الأزمة بدل حلها.
وتتسع داخل إسرائيل دائرة الانتقادات لغياب أي تصور لليوم التالي في غزة، أو للقضية الفلسطينية عمومًا. فالحكومة، بحسب هذه القراءات، ما زالت أسيرة منطق القوة العسكرية، رغم فشلها في تحقيق الحسم، ورغم الكلفة السياسية والأخلاقية المتصاعدة.
خلاصة
لقاء نتنياهو–ترامب لن يكون لقاء قطيعة، لكنه أيضًا لن يكون شيكًا على بياض. هو لقاء إدارة تناقضات لا حلّها، ومساومات تكتيكية لا تحولات استراتيجية. سيحاول نتنياهو الخروج بأكبر قدر ممكن من المكاسب، لكنه يدرك أن قدرة إسرائيل على فرض أجندتها على واشنطن لم تعد كما كانت.
تكشف هذه الزيارة أزمة أعمق من مجرد خلافات سياسية: أزمة غياب رؤية، واستنزاف قوة، وتآكل سردية، في لحظة إقليمية تتغير فيها موازين القوة، وتُعاد فيها صياغة الأولويات بعيدًا عن منطق الحروب المفتوحة.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتراف متبادل مقابل استيعاب سكان غزة – قراءة استراتيجية معمق ...
- ترامب ونتنياهو: لحظة حاسمة لمستقبل المرحلة الثانية من اتفاق ...
- التعايش الإسلامي–المسيحي في فلسطين: ركيزة هوية وطنية ومعركة ...
- الفأر في المصيدة
- بكر أبو بكر وأكاديمية فتح الفكرية: صرح وطني وفكري لتطوير الق ...
- في زمن الانهيار والتحولات الكبرى رؤية استراتيجية للمستقبل ال ...
- حين تصبح الفتنة أخطر من الاحتلال: تحذير وطني من فلسطة الصراع ...
- التهجير القسري في غزة: قراءة قانونية واستراتيجية في تقرير «ب ...
- القومية العربية في ظل التحولات الإقليمية والدولية قراءة استر ...
- الأمم المتحدة تحذر من عرقلة وصول مساعدات الإيواء إلى غزة
- عقلية المؤامرة: حين يتحوّل الوهم إلى عائق استراتيجي أمام بنا ...
- **الحركة التعاونية في فلسطين: إلى أين؟
- عبثاً تحارب إسرائيل “الأونروا”
- فلسطين دولة تحت الاحتلال… والحاجة الملحّة إلى حوار وطني شامل
- «مملكة يهوذا والسامرة»:
- حين تُهزم القوة وتنتصر الحيلة: قراءة عربية في مأزق الصراع
- مطلوب تحرك أممي عاجل لوقف المخططات الإسرائيلية لتغيير الجغرا ...
- تنهيدة كرامة: صمود المواطن الفلسطيني في مواجهة أزمات متعددة
- أهمية المشاركة الفلسطينية في مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب ...
- العدوان على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين: شروط العودة الإسرائ ...


المزيد.....




- عاصفة تتسبب في حادث تصادم متسلسل لـ14 مركبة.. وتلحق أضرارًا ...
- مصر.. وزير الخارجية يتحدث عن طريقة تعامل السيسي مع الوزراء و ...
- مناورات صينية كبيرة حول تايوان ورسالة تحذير غير مسبوقة
- مباشر: مباراة مصر وأنغولا في كأس أمم أفريقيا
- مباشر: المغرب ضد زامبيا في سباق الأمتار الأخيرة لكسب تأشيرة ...
- كأس أمم أفريقيا: مصر تواجه أنغولا من أجل العلامة الكاملة في ...
- َهل تستعيد أسود الأطلس روح الانتصارات وترسم الفرح مجددا على ...
- إصابة 3 فلسطينيين بقصف للاحتلال على مخيم جباليا
- الاحتلال الإسرائيلي ينتهج سياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيي ...
- الجزيرة ترصد الأوضاع المأساوية للنازحين في ظل موجة برد جديدة ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - غزة في الميزان… وإيران ولبنان أوراق تفاوض