أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - في زمن الانهيار والتحولات الكبرى رؤية استراتيجية للمستقبل الفلسطيني














المزيد.....

في زمن الانهيار والتحولات الكبرى رؤية استراتيجية للمستقبل الفلسطيني


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8566 - 2025 / 12 / 24 - 13:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم: المحامي علي أبو حبلة
يقف الشعب الفلسطيني اليوم عند مفترق تاريخي بالغ الخطورة، تتقاطع فيه حرب الإبادة والتهجير، مع الانقسام الداخلي، وتراجع فاعلية النظام الدولي، ومحاولات فرض وقائع سياسية وجغرافية جديدة بالقوة. وفي خضم هذا المشهد القاتم، تبرز الحاجة الملحّة إلى رؤية استراتيجية وطنية للمستقبل، لا تكتفي بإدارة الأزمات، بل تؤسس لمسار صمود طويل الأمد، يحمي الثوابت ويصون المكتسبات الوطنية.
أولًا: التاريخ شاهدٌ على أن غياب الرؤية يبدّد التضحيات
يعلّمنا التاريخ الفلسطيني أن ضياع الفرص الكبرى لم يكن سببه ضعف عدالة القضية، بل غياب الرؤية الموحدة. نكبة عام 1948 جاءت في ظل انقسام القيادة وغياب المشروع الوطني الجامع، فيما أعادت مرحلة تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية والانتفاضة الشعبية الأولى (1987) الاعتبار للقضية الفلسطينية إقليميًا ودوليًا، حين توافرت وحدة الإرادة ووضوح الهدف.
غير أن التجربة نفسها تُظهر أن الانقسام الداخلي، وتآكل المؤسسات بعد عام 2007، أضعفا القدرة على حماية الإنجازات السياسية والقانونية التي تحققت، وفتحا الباب أمام مشاريع التصفية.
ثانيًا: الشرعية الدولية… ركيزة استراتيجية لا يجوز التفريط بها
رغم محاولات تهميش القانون الدولي، ما زالت القضية الفلسطينية تستند إلى رصيد قانوني صلب، يشكّل عنصر قوة يجب توظيفه استراتيجيًا، لا التعامل معه كأداة رمزية.
فالحقوق الفلسطينية ثابتة بموجب:
ميثاق الأمم المتحدة الذي يكرّس حق الشعوب في تقرير مصيرها.
قرارات مجلس الأمن التي تؤكد عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة، وعلى رأسها القراران 242 و338.
اتفاقية جنيف الرابعة التي تجرّم الاستيطان، والتهجير القسري، والعقاب الجماعي.
القرار 194 الذي يكرّس حق اللاجئين في العودة والتعويض، وهو حق لا يسقط بالتقادم.
كما يشكّل حصول فلسطين على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة عام 2012، والانضمام إلى عشرات الاتفاقيات الدولية، مكتسبات وطنية استراتيجية لا يجوز المساس بها أو التنازل عنها تحت أي ظرف.
ثالثًا: الثوابت الوطنية… سقف الرؤية وحدود الواقعية
أي رؤية مستقبلية لا تنطلق من الثوابت الوطنية تتحول إلى مشروع هش. وتشمل هذه الثوابت:
فلسطين أرضًا وشعبًا وهوية، القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، حق العودة، ورفض الاستيطان والضم.
إن التمسك بهذه الثوابت لا يتعارض مع العمل السياسي، بل يحدد إطاره الأخلاقي والقانوني، ويمنع الانزلاق نحو حلول تنتقص من الحقوق التاريخية.
رابعًا: ملامح الرؤية الاستراتيجية للمستقبل الفلسطيني
تقوم الرؤية الاستراتيجية المطلوبة على خمسة مرتكزات مترابطة:
1️⃣ إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أساس الشراكة الوطنية، وتجديد الشرعيات، وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية كممثل جامع للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات.
2️⃣ الفصل بين السلطة والمشروع الوطني، بحيث لا تتحول السلطة إلى غاية بحد ذاتها، بل أداة خدمية في إطار مشروع تحرري أشمل.
3️⃣ اقتصاد الصمود عبر تعزيز الإنتاج المحلي، وتقليل التبعية للاحتلال، وبناء شبكات أمان اجتماعي تحمي الفئات الأكثر تضررًا.
4️⃣ تحصين الجبهة الداخلية بسيادة القانون، واستقلال القضاء، ومكافحة الفساد، باعتبارها شروطًا أساسية للصمود الوطني.
5️⃣ تدويل الصراع بوعي استراتيجي، من خلال تفعيل الآليات القانونية الدولية، وبناء تحالفات مع الرأي العام العالمي، بدل الاكتفاء بردود الفعل السياسية.
خلاصة القول
الخطر الحقيقي الذي يواجه الفلسطينيين اليوم لا يكمن فقط في سياسات الاحتلال، بل في فقدان البوصلة الوطنية والتعايش مع الانهيار. فالشعوب لا تُهزم حين تتعرض للعدوان، بل حين تفقد رؤيتها وإرادتها.
إن المستقبل الفلسطيني لن يُمنح من أحد، بل يُصنع بإرادة واعية، ورؤية استراتيجية واضحة، وتمسك صارم بالثوابت، واستثمار ذكي للشرعية الدولية.
وما دام الشعب الفلسطيني متمسكًا بحقه، فإن كل مشاريع التصفية، مهما بدت قوية، تبقى عابرة، ويبقى الحق أقوى من القوة.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تصبح الفتنة أخطر من الاحتلال: تحذير وطني من فلسطة الصراع ...
- التهجير القسري في غزة: قراءة قانونية واستراتيجية في تقرير «ب ...
- القومية العربية في ظل التحولات الإقليمية والدولية قراءة استر ...
- الأمم المتحدة تحذر من عرقلة وصول مساعدات الإيواء إلى غزة
- عقلية المؤامرة: حين يتحوّل الوهم إلى عائق استراتيجي أمام بنا ...
- **الحركة التعاونية في فلسطين: إلى أين؟
- عبثاً تحارب إسرائيل “الأونروا”
- فلسطين دولة تحت الاحتلال… والحاجة الملحّة إلى حوار وطني شامل
- «مملكة يهوذا والسامرة»:
- حين تُهزم القوة وتنتصر الحيلة: قراءة عربية في مأزق الصراع
- مطلوب تحرك أممي عاجل لوقف المخططات الإسرائيلية لتغيير الجغرا ...
- تنهيدة كرامة: صمود المواطن الفلسطيني في مواجهة أزمات متعددة
- أهمية المشاركة الفلسطينية في مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب ...
- العدوان على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين: شروط العودة الإسرائ ...
- الذئب والكلب: وفاء مهدر وشجاعة ممجدة… عبرة من الطبيعة للبشر
- خطة تقسيم غزة… قراءة تحليلية في الدلالات القانونية والاسترات ...
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد 77 عاماً: بين المبادئ والو ...
- -انتفاضة الحجارة-.. بعد ثمانية وثلاثين عامًا: قراءة استراتيج ...
- قرار الكنيست بإلغاء قانون الأراضي الأردني: انتهاك للشرعية ال ...
- صناعة المحتوى الرقمي: أمانة الكلمة ومسؤولية المجتمع والقانون


المزيد.....




- من استهداف إيران إلى توبيخ زيلينسكي.. هذه مقاطع فيديو CNN ال ...
- هبوط تلقائي لطائرة في حالة طوارئ.. سابقة هي الأولى من نوعها ...
- هل 2025 هو عام الفساتين العارية والمكشوفة؟
- مشاهد من حول العالم.. رسالة مؤثرة لأول عيد ميلاد للبابا لاون ...
- القلق مستمر على حياة الفهد.. أزمات صحية صعبة واجهها فنّانون ...
- مقتل محمد الحداد والوفد المرافق، ما تفاصيل حادثة تحطم الطائر ...
- مقتل -الطرماح- يعيد فتح ملف -القادة الهاربين-.. هل يؤوي لبنا ...
- الهندي للجزيرة مباشر: المقاومة حسمت موقفها بشأن تسليم السلاح ...
- ?آلام الأسنان الشديدة قد تنذر بأزمة قلبية
- ?ارتفاع الكوليسترول الضار.. المخاطر والعلاج الدوائي


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - في زمن الانهيار والتحولات الكبرى رؤية استراتيجية للمستقبل الفلسطيني