أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - عبثاً تحارب إسرائيل “الأونروا”














المزيد.....

عبثاً تحارب إسرائيل “الأونروا”


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8558 - 2025 / 12 / 16 - 12:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم: المحامي علي أبو حبلة
لا يمكن فهم الحملة الإسرائيلية المتصاعدة ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) خارج سياقها السياسي والتاريخي الأشمل. فالقضية لا تتعلق بخلاف إداري أو ادعاءات أمنية عابرة، بل بمحاولة منهجية لتقويض أحد الأعمدة القانونية والإنسانية التي تُجسّد استمرار قضية اللاجئين الفلسطينيين، بوصفها النتيجة المباشرة لنكبة عام 1948، والتي لم تُحلّ حتى اليوم.
منذ تأسيسها بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، شكّلت الأونروا استجابة دولية لواقع إنساني فرضه التهجير القسري للفلسطينيين، ولم تكن في أي مرحلة سبباً في نشوء اللجوء أو استمراره. وعلى العكس، فإن وجودها يعكس اعترافاً دولياً ضمنياً بأن قضية اللاجئين لا تزال قائمة، وأن المسؤولية القانونية والأخلاقية عن هذا الواقع لم تُعالج وفق قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها القرار 194.
على مدى عقود، اضطلعت الأونروا بدور إنساني أساسي في مجالات التعليم والصحة والإغاثة، وأسهمت عملياً في تخفيف الأعباء عن القوة القائمة بالاحتلال، وفق ما يفرضه القانون الدولي الإنساني. غير أن التحول في الخطاب والسياسات الإسرائيلية، ولا سيما في المرحلة الأخيرة، كشف انتقالاً من إدارة هذا الدور إلى السعي لتجريمه ونزع الشرعية عنه، عبر اتهامات عامة لا ترقى إلى مستوى الدليل القانوني.
إن تعميم الاتهام على مؤسسة دولية كاملة استناداً إلى شبهات طالت عدداً محدوداً من الموظفين، يتعارض مع المبادئ الأساسية للمسؤولية الجنائية الفردية، ويخالف قواعد العدالة والإنصاف. فالقانون الدولي لا يُجيز إدانة مؤسسة أممية أو تجفيف مصادر تمويلها دون تحقيق مستقل، شفاف، ومبني على أدلة مثبتة، وهو ما أكدته مواقف دولية وقرارات قضائية لاحقة.
في هذا السياق، يبرز الادعاء بأن الأونروا “تُخلّد اللجوء” باعتباره محاولة لإعادة صياغة السبب والنتيجة. فاللجوء لم يستمر بفعل التعليم أو الإغاثة، بل بسبب غياب حل سياسي عادل، واستمرار الاحتلال، ورفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. ولو قامت دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، لانتهى دور الأونروا تلقائياً، كما انتهت أدوار وكالات مماثلة في نزاعات أخرى.
أما الاتهامات المتعلقة بالمناهج التعليمية والتحريض، فتتجاهل حقيقة أن جذور العنف والكراهية تكمن في واقع الاحتلال نفسه، لا في النصوص التعليمية الخاضعة أصلاً لرقابة دولية. ولا يمكن تحميل مؤسسة إنسانية مسؤولية واقع سياسي وأمني هو نتاج سياسات طويلة الأمد.
إن استهداف الأونروا لا ينفصل عن محاولة أوسع لإضعاف ملف اللاجئين بوصفه أحد ملفات الحل النهائي، وإخراجه من دائرة الاهتمام الدولي. غير أن هذا المسعى يصطدم بحقيقة قانونية وسياسية ثابتة: بقاء الأونروا هو انعكاس لبقاء القضية، وليس سبباً لها.
وعليه، فإن أي مقاربة واقعية ومسؤولة تقتضي معالجة جذور الصراع، لا محاربة نتائجه الإنسانية. فالأونروا ستبقى ما بقي اللاجئون، وسيبقى اللاجئون ما لم يُنجز حل عادل وشامل، يستند إلى القانون الدولي، ويضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بعيداً عن منطق الإلغاء أو الإنكار.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين دولة تحت الاحتلال… والحاجة الملحّة إلى حوار وطني شامل
- «مملكة يهوذا والسامرة»:
- حين تُهزم القوة وتنتصر الحيلة: قراءة عربية في مأزق الصراع
- مطلوب تحرك أممي عاجل لوقف المخططات الإسرائيلية لتغيير الجغرا ...
- تنهيدة كرامة: صمود المواطن الفلسطيني في مواجهة أزمات متعددة
- أهمية المشاركة الفلسطينية في مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب ...
- العدوان على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين: شروط العودة الإسرائ ...
- الذئب والكلب: وفاء مهدر وشجاعة ممجدة… عبرة من الطبيعة للبشر
- خطة تقسيم غزة… قراءة تحليلية في الدلالات القانونية والاسترات ...
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد 77 عاماً: بين المبادئ والو ...
- -انتفاضة الحجارة-.. بعد ثمانية وثلاثين عامًا: قراءة استراتيج ...
- قرار الكنيست بإلغاء قانون الأراضي الأردني: انتهاك للشرعية ال ...
- صناعة المحتوى الرقمي: أمانة الكلمة ومسؤولية المجتمع والقانون
- بين -مجلس السلام- و-الهيكل الحاكم في غزة-... قرارات فوقية تت ...
- شبكات التضليل والإعلام المأجور… معركة الوعي في مواجهة محاولا ...
- مؤتمر إسرائيل هيوم في نيويورك: تعزيز التحالف الأميركي–الإسرا ...
- -سقوط المؤامرات: كيف ينهار زيف الأكاذيب أمام وعي الشعوب-
- اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة 2025: اختبار للمعايير الإن ...
- المؤتمر الثامن لحركة فتح: استحقاق وطني وضرورة تنظيمية لإعادة ...
- إسرائيل وفقدان الاتزان الإستراتيجي: قراءة مهنية في البنية وا ...


المزيد.....




- فيديو جديد لمشتبه به في حادثة إطلاق النار بجامعة براون
- مظاهرات فلسطينية ضد توسع الاستيطان في طولكرم
- هل تحتضر صناعة السيارات الأوروبية أمام المنافس الصيني؟ قرار ...
- تفاؤل أمريكي بشأن التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا
- الهند.. تصرف غير متوقع من شاب لم يتمكن من رؤية ميسي
- تحقيق يكشف ازدياد مخاطر استخدام الجماعات المسلحة للذكاء الاص ...
- برد ينهش الجدران المهدمة في أحياء حلب المدمرة
- مادورو يدعو الرئيس التشيلي المنتخب إلى -احترام الفنزويليين- ...
- بالصور.. خيام تتطاير وأطفال يواجهون البرد بلا مأوى في غزة
- دعوة أفريقية لإثيوبيا وإريتريا لتجديد الالتزام باتفاق الجزائ ...


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - عبثاً تحارب إسرائيل “الأونروا”