علي ابوحبله
الحوار المتمدن-العدد: 8562 - 2025 / 12 / 20 - 13:18
المحور:
القضية الفلسطينية
الأمم المتحدة تحذر من عرقلة وصول مساعدات الإيواء إلى غزة
المحامي علي أبو حبلة
تشهد غزة أزمة إنسانية متفاقمة تهدد حياة ملايين الفلسطينيين، مع استمرار القيود على وصول المساعدات الإغاثية الأساسية. وأكد أفاند عزيز آغا، المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي في جنيف، أنّ «مساعدات الإيواء المنقذة للحياة لا تصل إلى الفلسطينيين على نطاق واسع بسبب غياب الوصول العاجل والقيود المفروضة على القطاع».
وتتفاقم الأزمة مع دخول فصل الشتاء، حيث تتعرض غزة لعواصف وأمطار غزيرة، ما يؤدي إلى غرق خيام النازحين وانهيار المباني المتآكلة، ويزيد الحاجة إلى مأوى طارئ عالي الجودة. ورغم تدخل شركاء المنظمة الدولية للهجرة للتخفيف من آثار الأحوال الجوية القاسية، فإن القيود المفروضة على دخول المساعدات تجعل هذه الجهود محدودة وغير كافية لتغطية احتياجات أكثر من 2.4 مليون فلسطيني يعيشون في القطاع.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أنّ سكان غزة بحاجة ماسة إلى تحسين الظروف المعيشية، بما يضمن حصولهم على مياه نظيفة وخدمات صرف صحي ومراحيض، وحمايتهم من البرد القارس وسط الأمطار الغزيرة. وحذر طارق ياساريفيتش، المتحدث باسم المنظمة، من أنّ هذه العوامل تزيد من انتشار الأمراض وتضع المدنيين أمام مخاطر متصاعدة تهدد حياتهم.
إن منع إدخال كميات كافية من الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية يشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقيات جنيف المتعلقة بحماية المدنيين في النزاعات المسلحة. القيود المستمرة على المساعدات الإنسانية لا تُعد مجرد عقبة لوجستية، بل تهدد حياة المدنيين بشكل مباشر وتعكس سياسة تضغط على سكان القطاع في ظروف مأساوية للغاية.
تأتي هذه التحذيرات في وقت تكشف فيه التقارير عن دمار واسع طال البنية التحتية في غزة، مع انهيار آلاف الخيام وتدهور المباني نتيجة الحرب المستمرة على مدى عامين، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 70 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد على 171 ألفًا. هذه الأرقام تؤكد أنّ ما يحدث في غزة ليس مجرد أزمة إنسانية، بل مأساة تتطلب تحركًا عاجلًا على المستويين الإقليمي والدولي لضمان وصول المساعدات دون عوائق وحماية المدنيين في مأواهم وغذائهم ودوائهم.
إن تعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة يحتاج إلى ضغط دولي واضح على الأطراف المسيطرة على المعابر لرفع القيود، وتنسيق فعال بين الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لضمان وصول المساعدات المنقذة للحياة بشكل فوري. وفي غياب هذه الجهود، سيظل المدنيون يدفعون الثمن الأكبر في واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيدًا في العالم المعاصر.
#علي_ابوحبله (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟