أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - حين تصبح الفتنة أخطر من الاحتلال: تحذير وطني من فلسطة الصراع وحرف البوصلة














المزيد.....

حين تصبح الفتنة أخطر من الاحتلال: تحذير وطني من فلسطة الصراع وحرف البوصلة


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8565 - 2025 / 12 / 23 - 13:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم: المحامي علي أبو حبلة
تمرّ القضية الفلسطينية في واحدة من أخطر مراحلها التاريخية، ليس فقط بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل، وإنما نتيجة ما يطفو على السطح من مظاهر توتر داخلي ينذر بإمكانية الانزلاق نحو الفتنة والفوضى، وما يرافق ذلك من محاولات خطيرة لـ«فَلسطَنة الصراع» وتحويله من صراع تحرري مع الاحتلال إلى صراع داخلي يخدم أهدافه ويحقق له ما عجز عن تحقيقه بالقوة العسكرية.
ما يجري في محافظات الوطن يجب التوقف عنده بقدر عالٍ من المسؤولية الوطنية. فالاحتلال الإسرائيلي يواصل، دون توقف، سياسة الاجتياحات اليومية، واستباحة الدم الفلسطيني، وفرض العقوبات الجماعية، وتدمير البنية التحتية، بالتوازي مع حرب إبادة جماعية مفتوحة في قطاع غزة، واعتداءات ممنهجة على القدس والمسجد الأقصى، وتصعيد غير مسبوق بحق الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.
في هذا السياق الخطير، يصبح أي انحراف عن بوصلة الصراع مع الاحتلال تهديدًا مباشرًا لوحدة الشعب الفلسطيني، ولجوهر القضية الوطنية. إن الممارسات الإسرائيلية القائمة على إنكار حق تقرير المصير، والتوسع الاستيطاني الإحلالي، وفرض سياسة الضم الزاحف، تتطلب من الفلسطينيين جميعًا، قوى وفصائل ومؤسسات، استجماع الجهود وتوحيد الصف، لا الانجرار إلى صراعات داخلية تستنزف الطاقات وتفتح الأبواب أمام الاحتلال.
الفتنة الداخلية: الهدية المجانية للاحتلال
إن أخطر ما نواجهه اليوم هو محاولات دفع الواقع الفلسطيني نحو الفلتان الأمني والفوضى، عبر تغذية الاحتقان الداخلي، وتأجيج الخطاب التحريضي، بما يعيد إنتاج مشاهد الانقسام التي دفع الشعب الفلسطيني ثمنها سياسيًا ووطنيًا على مدار سنوات. فالتجارب السابقة أثبتت أن الفوضى الداخلية لا تنتج سوى مزيد من الضعف، وأن المستفيد الوحيد منها هو الاحتلال، الذي يستغلها ذريعة لتوسيع اجتياحاته، وضرب البنية الوطنية، وتقويض أي إمكانية لبناء مشروع تحرري موحد.
الدم الفلسطيني دمٌ مقدس، ولا يجوز استباحته تحت أي ظرف أو ذريعة. ودقة المرحلة وخطورتها تفرض أعلى درجات ضبط النفس، والحفاظ على السلم الأهلي، وتمتين الجبهة الداخلية، باعتبارها خط الدفاع الأول في مواجهة الاحتلال ومخططاته.
حكومة اليمين الفاشي وتصعيد غير مسبوق
تعمل حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، برئاسة بنيامين نتنياهو، وبمشاركة شخصيات فاشية مثل إيتمار بن غفير وسومتيرش، على تنفيذ سياسات عقابية غير مسبوقة بحق الشعب الفلسطيني، لا سيما الأسرى والمعتقلين، في انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني. كما تستمر هذه الحكومة في فرض واقع جديد في القدس، عبر محاولات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، في مسعى واضح لتهويد المدينة وفرض الأمر الواقع بالقوة.
غزة والصمود الذي يجب البناء عليه
إن الصمود الأسطوري الذي تسطره غزة، والثبات الشعبي الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، يمثل رصيدًا وطنيًا جامعًا لكل الفلسطينيين، ويجب التعامل معه باعتباره نقطة انطلاق لإعادة بناء المشروع الوطني، لا مادة للمزايدات أو الانقسام. لقد فشلت آلة الحرب في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، لكن الخطر يكمن في إهدار هذا الصمود عبر خلافات داخلية وحسابات ضيقة.
إعادة ترتيب البيت الفلسطيني ضرورة وطنية
نحن أمام مفصل تاريخي يتطلب إعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أسس وطنية جامعة. فقرار محكمة العدل الدولية، الذي أكد أن فلسطين أرض محتلة وطالب بإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره، يشكل فرصة سياسية وقانونية مهمة، تستوجب الانتقال من إدارة سلطة مقيدة بالاحتلال إلى مشروع دولة، عبر إصلاح المؤسسات، وتجديد الشرعيات، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني قادرة على مواجهة استحقاقات المرحلة.
كما أن الفجوة القائمة بين الشارع الفلسطيني ومؤسسات الحكم تتطلب مراجعة جدية للأسباب والمسببات، ومعالجة حقيقية تعيد بناء الثقة، لا الاكتفاء بإدارة الأزمات.
قضية الأسرى جوهر التحرر الوطني
إن الأسرى الفلسطينيين هم أسرى حرية، وأسرى حرب، تنطبق عليهم اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة، وليسوا «إرهابيين» أو «قضايا اجتماعية». وأي تصريحات غير مسؤولة تمس مكانتهم الوطنية أو تقلل من قضيتهم، تشكل إساءة للنضال الفلسطيني وتخدم الرواية الإسرائيلية.
الخلاصة: وحدة الصف قبل فوات الأوان
إن الدعوات التي تستهدف وحدة الشعب الفلسطيني، وتدفع نحو الفوضى والفتنة، تصب مباشرة في مشروع تصفية القضية الفلسطينية. المطلوب اليوم هو وحدة الصف، ووحدة الموقف، ووحدة الخطاب السياسي والإعلامي، والاصطفاف حول هدف وطني جامع: إنهاء الاحتلال، وإفشال مخططات الضم والتهويد، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ففي هذه المرحلة المفصلية، إما أن نكون في خندق وطني واحد، أو نترك الساحة لمشاريع لا تخدم إلا الاحتلال.
المحامي علي أبو حبلة



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهجير القسري في غزة: قراءة قانونية واستراتيجية في تقرير «ب ...
- القومية العربية في ظل التحولات الإقليمية والدولية قراءة استر ...
- الأمم المتحدة تحذر من عرقلة وصول مساعدات الإيواء إلى غزة
- عقلية المؤامرة: حين يتحوّل الوهم إلى عائق استراتيجي أمام بنا ...
- **الحركة التعاونية في فلسطين: إلى أين؟
- عبثاً تحارب إسرائيل “الأونروا”
- فلسطين دولة تحت الاحتلال… والحاجة الملحّة إلى حوار وطني شامل
- «مملكة يهوذا والسامرة»:
- حين تُهزم القوة وتنتصر الحيلة: قراءة عربية في مأزق الصراع
- مطلوب تحرك أممي عاجل لوقف المخططات الإسرائيلية لتغيير الجغرا ...
- تنهيدة كرامة: صمود المواطن الفلسطيني في مواجهة أزمات متعددة
- أهمية المشاركة الفلسطينية في مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب ...
- العدوان على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين: شروط العودة الإسرائ ...
- الذئب والكلب: وفاء مهدر وشجاعة ممجدة… عبرة من الطبيعة للبشر
- خطة تقسيم غزة… قراءة تحليلية في الدلالات القانونية والاسترات ...
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد 77 عاماً: بين المبادئ والو ...
- -انتفاضة الحجارة-.. بعد ثمانية وثلاثين عامًا: قراءة استراتيج ...
- قرار الكنيست بإلغاء قانون الأراضي الأردني: انتهاك للشرعية ال ...
- صناعة المحتوى الرقمي: أمانة الكلمة ومسؤولية المجتمع والقانون
- بين -مجلس السلام- و-الهيكل الحاكم في غزة-... قرارات فوقية تت ...


المزيد.....




- تركيا تعلن فتح تحقيق بشأن سقوط طائرة رئيس الأركان الليبي
- مقتل رئيس أركان الجيش التابع لحكومة الوحدة الوطنية الليبية ب ...
- -لن ننسحب مليمترًا-.. كاتس يعلن نية إسرائيل إنشاء مستوطنات ج ...
- إعلان مقتل قائد الجيش الليبي ومرافقيه في حادث تحطم طائرتهم ف ...
- من ميلانيا ترامب إلى البابا..صور فاضحة في ملفات إبستين؟
- ماذا وراء الحملة الإسرائيلية شمالي القدس؟
- مسؤول إسرائيلي سابق يكشف كيف حاول نتنياهو التنصل من مسؤولية ...
- لماذا تبقي واشنطن على شركة شيفرون في فنزويلا؟
- عاجل | حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا: إعلان الحداد الرسمي في ...
- كرة لهب وحطام.. لقطات لسقوط طائرة رئيس أركان حكومة الدبيبة


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - حين تصبح الفتنة أخطر من الاحتلال: تحذير وطني من فلسطة الصراع وحرف البوصلة