علي ابوحبله
الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 13:17
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
المحامي علي أبو حبلة
مع اقتراب اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين المقبل، تتجه الأنظار إلى مصير المرحلة الثانية من خطة السلام المتعلقة بقطاع غزة، في ظل توترات سياسية تتجاوز حدود الأراضي الفلسطينية لتصل إلى صميم العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية وإدارة الصراع الإقليمي.
نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين في البيت الأبيض أن نتنياهو يعرقل الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة، ما أثار إحباطاً واسعاً بين كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، الذين يعبرون عن مخاوف من تجدد المواجهات المسلحة في القطاع. ويبدو أن الموقف الإسرائيلي يعكس شكوك نتنياهو في جدوى التدخلات الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بملف نزع السلاح من غزة وإدارة المرحلة الثانية من الاتفاق.
في المقابل، يواجه الفلسطينيون هذا التلكؤ الإسرائيلي بحذر وتصميم، إذ يعتبرون تنفيذ المرحلة الثانية شرطاً أساسياً لاستقرار غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار. ويؤكد الفلسطينيون على حقهم في أن يكون الضامنون للاتفاق، وعلى رأسهم الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، أكثر فعالية في الضغط على إسرائيل للوفاء بالتزاماتها. ويؤكد المراقبون أن أي تهرب إسرائيلي قد يؤدي إلى تصعيد جديد، ويضعف ثقة الفلسطينيين بالمسار السياسي.
يعمل مبعوث ترامب ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر على التنسيق مع مصر وقطر وتركيا لإتمام الاتفاقيات ووضع الأسس العملية للمرحلة الثانية، والتي تشمل الإعلان عن مجلس السلام الفلسطيني، والإدارة الفنية الفلسطينية، وقوة الاستقرار الدولية في غزة. وتشير المصادر إلى أن هذه المبادرات تهدف إلى ترسيخ الاستقرار ومنع تجدد الحرب، وضمان تنفيذ بنود الاتفاق بشكل ملموس.
استراتيجيًا، يمثل هذا الاجتماع اختبارًا لقدرة واشنطن على إدارة صراع إقليمي معقد، بين إسرائيل والفلسطينيين، وسط عالم عربي منقسم، ودور محوري لمصر وقطر وتركيا. ويعكس تهرب إسرائيل من التنفيذ تحدياً كبيراً للضامنين، الذين عليهم فرض الالتزام بالاتفاق، وإلا فإن المرحلة الثانية قد تفقد مصداقيتها وتتحول إلى مجرد إجراءات شكلية دون تأثير على الأرض.
خلاصة التحليل:
إن الاجتماع المرتقب بين ترامب ونتنياهو ليس مجرد لقاء دبلوماسي روتيني، بل محطة حاسمة لتحديد مسار السلام في غزة. الفلسطينيون والضامنون للاتفاق يقفون في صف واحد لضمان تنفيذ الالتزامات، بينما يشكل التعنت الإسرائيلي عقبة كبيرة أمام استقرار المنطقة. التاريخ يعلمنا أن أي تأجيل أو عرقلة للسلام يؤدي إلى نتائج مأساوية، وأن الاستقرار الحقيقي لا يتحقق إلا عبر توافقات استراتيجية واضحة، احترام للحقوق الإنسانية، وتعاون دولي فاعل.
#علي_ابوحبله (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟