أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عمر سعد الشيباني - قراءة في فكر عمر سعد الشيباني














المزيد.....

قراءة في فكر عمر سعد الشيباني


عمر سعد الشيباني

الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 03:43
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



يمثل فكر عمر سعد الشيباني قراءة "سوسيوسياسية" حادة للواقع العربي، لا تكتفي برصد الأحداث، بل تغوص في جذورها النفسية والاجتماعية. يرتكز فكره على خمس ركائز أساسية، مدعمة بشواهد من الواقع السوري والعراقي:
1. الاستبداد الريفي وتجريف المدنية
يرى الشيباني أن مأساة سوريا بدأت عندما انقض "الريف الطائفي" على "المدينة المتحضرة". لم يكن حكم الأسد مجرد دكتاتورية عسكرية، بل كان عملية "ريفة" قسرية للمجتمع.
• مثال من النص: يبرز الشيباني التناقض بين عصر لويس الرابع عشر أو الرشيد (الاستبداد الحضاري) وعصر الأسد (الاستبداد التدميري). يقول: "حول الثقافة إلى قرقعة متة في الدوائر الحكومية وإلى أغاني علي الديك المنحطة... لم تخرج منذ تولي الأسد صحيفة حرة واحدة". هذا التدمير للطبقة الوسطى والتجار والمثقفين هو ما حول سوريا من دولة تضاهي ماليزيا في نموها إلى "دولة فاشلة".
2. جدلية الأقليات:
من التعددية إلى "الكانتونات"
يفكك الشيباني الرواية الغربية التي تدعي حماية الأقليات، معتبراً أن الأقليات في بلادنا كانت "نعمة" تاريخية حتى جاء الاستعمار والاستبداد وحولها إلى "نقمة" وأداة للفرز الطائفي.
• مثال من النص: يستشهد بالتاريخ الإسلامي كدليل على قبول الآخر: "ألم يكن باستطاعة الدولة العباسية أو العثمانية أن تفعل بالمسيحيين مثلما فعلت إسبانيا بالمسلمين؟". ويرى أن الاستبداد الحديث (الأسد والمالكي) استثمر في "فوبيا الأغلبية" ليحول الأقلية من مكون وطني إلى "درع أمني" للنظام.
3. مجلس الأمن كـ "مجلس نهب" استعماري
ينزع الشيباني الشرعية الأخلاقية عن المنظومة الدولية، معتبراً أن "مجلس الأمن" هو أداة لتقاسم الغنائم وليس لحفظ السلام.
• مثال من النص: يشير بمرارة إلى ازدواجية المعايير الدولية: "هو لم يمنع أمريكا من حربها ضد فيتنام والعراق... وهو مجلس نهب لأنه ناصر دولة إسرائيل التي كانت نتاج انتصاره في الحرب العالمية الثانية". وفي الملف السوري، يرى أن أوباما لم يتحرك إلا لضمان أمن إسرائيل عبر سحب الكيماوي، تاركاً الشعب يُذبح بالأسلحة التقليدية.
4. سيكولوجية "أدب السجون" وكسر الإنسان
يؤمن الشيباني أن الاستبداد الأسدي لم يستهدف الأجساد فقط، بل استهدف "تحطيم الإنسان من الداخل"، وهو ما وثقه المثقفون السوريون في أدبهم.
الخاتمة:
سوريا بين مطرقة الاستبداد الطائفي وسندان التواطؤ الدولي
إن ما قدمه عمر سعد الشيباني في هذه السلسلة من المقالات ليس مجرد رصد سياسي، بل هو "شهادة تاريخية" على عصر الانحطاط الذي فرضه نظام الأسد ومن خلفه القوى الدولية. تخلص الرؤية إلى أن سوريا لم تسقط ضحية صراع سياسي عادي، بل وقعت ضحية "انقلاب حضاري" قادته فئات ريفية طائفية، استهدفت تدمير "المدينة السورية" وتجريف طبقتها الوسطى ومؤسساتها المدنية لصالح "دولة المخابرات" وثقافة "التشبيح".
وتؤكد الخاتمة على أن الصمت الدولي، المتمثل في "مجلس النهب"، لم يكن عجزاً، بل كان "هندسة متعمدة" لاستنزاف المنطقة وتحويلها إلى كانتونات متناحرة، حيث أُطلقت يد الوكيل الإيراني وأدواته الطائفية (حزب الله، جيش المهدي) لذبح السوريين تحت شعارات "ممانعة" زائفة، لم تطلق رصاصة واحدة نحو العدو الحقيقي، بل دمرت حلب وحمص وغالبية المدن السورية .
________________________________________
ملخص الأفكار الرئيسية (النقاط الجوهرية):
• ثنائية (المدنية والريف): مأساة سوريا تكمن في سيطرة "العقلية الريفية الطائفية" المنغلقة على "الحواضر المدنية" التاريخية، مما أدى لقتل الصحافة والثقافة والفنون واستبدالها بالولاءات الضيقة.
• تزييف قضية الأقليات: الأقليات كانت "نعمة" وتعيش في تسامح تاريخي، حتى حولها الاستعمار والاستبداد إلى "نقمة" وذريعة للتدخل وقمع الأغلبية.
• مجلس الأمن (مجلس النهب): منظومة دولية قائمة على المصالح والنهب، شرعنت احتلال فلسطين، وغضت الطرف عن جرائم الأسد والمالكي لخدمة أهداف استراتيجية وتفتيت المنطقة.
• سقوط قناع الممانعة: السلاح الذي كُدس بأموال الشعب السوري وُجّه لصدور السوريين واللبنانيين، وتحول "حزب الله" من مقاومة إلى "جيش احتلال طائفي".
• الثقافة كفعل تحرر: رغم القتل، تظل روايات "القوقعة" و"الرحيل إلى المجهول" وفنون الثورة هي الحامل الحقيقي لروح الشعب السوري التي تحاول تحطيم "غشاء التخلف" الأسدي.
• المسؤولية التاريخية: كما دُفعت ألمانيا ثمن جرائم النازية، يرى الشيباني أن المكونات التي ساندت "جزار القرن" تتحمل مسؤولية أخلاقية ومادية عن دمار سوريا وتشريد أطفالها.



#عمر_سعد_الشيباني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكروا اوباما
- كيفية المصالحة مع الأسد
- قومجية العصابة
- شطب اوباما
- الاقليات من النعمة إلى النقمة
- اعوج بن عناق والمجتمع الدولي
- الشعب يريد الاسد رئيساً
- نظام الدكاترة والسرسرية
- إنتخبوه..أحسنلكم
- قمة وشهداء وثورة حتى النصر
- ياسين بقوش وحارة (كل مين ايدو ألو)
- الثورة السورية: ثقافة شعب ضد ذهنية اسدية متخلفة
- الشبيحة والنبيحة: سيد صغير لعبيد صغار
- كانوا يقولون: يا اخونجي وياغدار
- الاسد وتطيف المجتمع: صراع الأقلية ضد الاكثرية (ج2)
- الاسد وتطيف المجتمع: صراع الأقلية ضد الاكثرية (ج1)
- بشار الأسد التقدمي والشعب السوري الرجعي
- حذاء حلبي مفصل لأحمد نجاد
- الاسد والعراعير والاخونجية
- مابين خوار الأسد وحيرة معاز الخطيب


المزيد.....




- بعد تأييد حبس عبد الخالق فاروق لمدة 5 سنوات
- الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تراسل رئيس الحكوم ...
- Whatever Happened to Trump’s -Golden Age’ for American Worke ...
- For Me, a Jew, a Painful Truth: Israel Is a Perpetual Crime ...
- Britain’s Leaders Are Hiding From AMOC Disaster
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الاتحاد المغربي للشغل): تدعو ...
- تفكك الاتحاد السوفييتي: 32 عامًا على انهيار الإمبراطورية الت ...
- المنتصف المريح: كيف اختارت الطبقة الوسطى الهروب من الصراع فد ...
- حقوقيون ونقابيون: الحكومة تلتف على قانون العمل بـ«قرارات وزا ...
- الاتحاد العام التونسي للشغل: أزمة تخفي أخرى (الجزئين الأول و ...


المزيد.....

- ليبيا 17 فبراير 2011 تحققت ثورة جذرية وبينت أهمية النظرية وا ... / بن حلمي حاليم
- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عمر سعد الشيباني - قراءة في فكر عمر سعد الشيباني