بشار الأسد التقدمي والشعب السوري الرجعي

عمر سعد الشيباني

الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 08:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أتى وفد من الأردن (الذي تفر إليه الأسر السورية خوفا من الذبح) ليبارك لوريث السلطة بشار حافظ الاسد مايفعل في سوريا من قتل للرجعيين والارهابيين والعراعير والاخونجية. حتى الآن قتل الممانع أكثر من سبيعن الفا ومثلهم مفقودين واكثر من 200 الف معتقل وتعذيب يومي ممنهج يؤدي غالبا للموت. الوفد الاردني كله (ماشاء الله) من التقدميين والبعثيين، اعطوا ذو الرقبة الطويلة عباءة طويلة مثله كي يستر عورته أمام الدول المعادية.
يحكى أنه شب حريق في اعشاش النمل، فأخذت النملات تفر من الحريق، ولما شاهد الصرصور (ضعوا خطين تحت كلمة صرصور) اعشاش النمل تحترق، امتلأ حبوراً وذهب يحمل القش ويرميه في النار بينما سارعت الضفدعة إلى النهر تحمل في فمها الماء القليل وتبخ فيه النار كي تخمدها. لكن في النهاية، لم تفلح الماء في اخماد الحريق ولا القش في زيادة اللهيب، إنما عرفت النملات الصديق من العدو. وهنا اريد أن أوجه شكري وتحياتي إلى كل الضفادع الذين ساندوا الثورة السورية. والصراصير مصيرهم معروف هو قمامة التاريخ.
الوفد الاردني يعرف من هو فارس العروبة ويعرف التقدمي من الرجعي، ولذلك دعما لهذا الفارس في حربه ضد غالبية الشعب السوري الرجعي أتوا الجماعة بالعباءة. والعباءة في الأصل لباس بدوي، يرتديها البدوي لحاجته للدفء ولستر مفاصل جسمه من الجلابية. لكن دأب الناس مؤخراً على ارتداء العباءة من باب الوجاهة وطلبا في زيادة القدر والقيمة، فكثيرا ماترى رجل يلبس الطقم الغربي مع الكرفيتا ثم زيادة في القدر والقيمة يرتدي فوقها العباءة. وهنا أريد أن اطرح سؤال لكل باحث في علم الاجتماع العربي من أمثال برهان غليون ومصطفى حجازي: هل هذا السلوك هو مسك العصا من الوسط بتغريب السلوك بارتداء الطقم ومن ثم فوقه العباءة بمعنى الحفاظ على التراث والشخصية التي تغربت في الداخل، أما هو نوع من الفصام بسبب التضارب في اللباس، أم هو من باب الشعور بالنقص بعدم الاحساس بالقدر والقيمة، ومن ثم العباءة تعطي القدر والقيمة.
في حال الوفد الاردني، أميل أنا إلى أنهم مع الوريث يشعرون بعدم قيمته وقدره فأعطوه العباءة كي يعوض من قدره المفقود. السبب بسيط، فليس هناك في العالم أجمع والتاريخ العربي والاجنبي رئيس أو ملك سخر منه شعبه وداسوا على بوزه بالصور وعلى بوز ابوه كما جرى للرجل الممانع. أنا شخصيا لا ألوم الوفد الاردني على اهداء القاصر العباءة، لأنه يحتاجها. عندما تراه يمشي تتذكر إي تي لضعفه وطول رقبته كأنه مسلول.
وبعد أن انتهينا من الوفد الاردني والعباءة، نأتي على تصريات اوباما، بانه لايدعم التدخل الامريكي في سوريا وأنا شخصيا لا ادعمه بسبب أن أمريكا مادخلت مكان إلا وخربت كل مافيه، كأنها البوم. أما تسليح الثوار، فهوأيضا يرفضه لكنه لايرفض التدخل الايراني وحزب الله والمالكي والتسليح اليومي. هو لايرفض ذلك، بسبب أن اسرائيل قد رسمت له مخطط بياني لمستقبل سوريا. اتركوا التقدمي الممانع يبيد شعبه ويستعمل كل بندقية ودبابة وطيارة وسكينة اشتراها من روسيا بشعبه حتى لاتقوم لسوريا قائمة لخمسين سنة مستقبلا.
في الاصل، اسرائيل تعرف بأنه كان يشتري كل هذه الاسلحة يخبئها لهذا اليوم الاسود، وكما يقول المثل ( خبئ سلاحك الأبيض ليومك الاسود مع الرجعيين في سوريا) 75 بالمئة من ميزانية السوريين يذهب إلى شراء السلاح من روسيا كي يقاتل الارهابيين والرجعيين في سوريا. والممانع مع مقولة إذا اردت تحرير الجولان ومحاربة امريكا وإثبات أنك عروبي عليك إبادة 75 بالمثة من الشعب السوري السني. لأن السنة تحولوا إلى قاعدة ورجعية وانبطاحية وكل هذه المسميات. الممانع هو الوحيد الرجل العاقل والصامد والممانع والاستراتيجي، رجل فلتة. هو باختصار إله مجسد على الارض. ومن يشك في ذلك، يرجع إلى اليوتوب، وكيف يعبد جماعته اياه. وكما قال أحدهم من مصياف على القناة السورية التقدمية جدا (البعث ديني وربي بشار الاسد).
ولأنه بكل هذه الصفات الجبارة، أتى الوفد الاردني كي يهديه العباءة. والمشكلة التي يواجهها العلم حالياً، هي مازال لايستطيع صناعة مايسمى بحبوب الضمير. لأن البعض قد فقد ضميره في حساباته في البنك أو في عباءته الطائفية. إلا يذكرك كل هذا برواية يوسف السباعي ( أرض النفاق).

#عمر_سعد_الشيباني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل