أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سعد الشيباني - الاسد وتطيف المجتمع: صراع الأقلية ضد الاكثرية (ج1)















المزيد.....

الاسد وتطيف المجتمع: صراع الأقلية ضد الاكثرية (ج1)


عمر سعد الشيباني

الحوار المتمدن-العدد: 4006 - 2013 / 2 / 17 - 08:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كُتب الكثير عن موضوع الاقليات في سوريا بشكل خاص اهمهم برهان غليون (المسألة الطائفية ومشكلة الاقليات) وميشل كيلو ووليد البني. ثم نشر باحثين عرب اخرين عن مشاكل الاقليات في الوطن العربي أهمهم سعد الدين ابراهيم المختص في علم الاجتماع السياسي في كتابه عن الاقليات ثم كتاب (أزمة الاقليات في الوطن العربي) للباحث ميلاد حنا وحيدر ابراهيم. لااريد أن تكون هذه المقالة بحثاً. بل رؤية لما ترتب عن سياسة حافظ الاسد ووريثه في السلطة من تأزيم الصراع بين مكونات المجتمع السوري.
ومن المعروف أن مشكلة الاقليات لاتظهر إلا ضمن مجتمع التهميش والامتيازات والظلم الموجه نحو الاقلية، فتثور هذه الاقلية مطالبة بحقوقها ضد الاكثرية الظالمة التي هضمت مواطنتها وهمشتها. هذا النمط المتعارف عليه كان في السودان، أو في العراق. لكن في سوريا الآية معكوسة. فهو نظام اقلوي اضطهد الاكثرية لمدة خمسون عاما ومارس كل انواع التمييز ضدهم. تمييز في السياسة والوظائف والحقوق. وحتى نفهم مايحدث في سوريا من تدمير للبنى التحتية بواسطة جيش الاسد وجرائم الكراهية والحقد الطائفي الذي ترتكبه مليشيات الاسد التي تطلق على نفسها الشبيحة يجب أن نعود قليلا إلى ماقبل فترة الاسد والبعث.
عندما دخلت فرنسا إلى سوريا استغلت مسألة الاقليات لتحكم مستعمراتها بطريقة اسهل، أي ايقاع الفتن بين الطوائف. فقسمت سوريا إلى دويلات صغيرة، منها دولة العلويين في الساحل ودولة حلب ودولة دمشق ودولة جبل الدروز. وبالمختصر المفيد، فشلت فرنسا في هذا التقسيم لسبب الوعي الذي تمتعت به الاكثرية السنية والاقليات المذهبية، فرفضوا مشروع الدويلات هذه. ففي الساحل خرج صالح العلي مع الثوار في الثورة السورية الكبرى في عام 1925 وقاد الثورة سلطان الاطرش وهو من الطائفة الدرزية. ولذلك فشلت فرنسا في تقسيم الوطن على اساس طائفي، لكنها نجحت في انشاء وطن للموارنة في جبل لبنان وضمت إليه ثلاث اقضية من سوريا الحقتها في الوطن الناشيء ومنها مدينة طرابلس. وخلافا لما كان يحدث في اوروبا من ابادة للاقليات العرقية والدينية، كانت هذه الاقليات تنعم في سلام في الوطن العربي بشكل عام وسوريا بشكل خاص. لأنه لولا هذا التسامح من الغالبية السنية، لما وجدت مايسمى بالاقليات. لأنه في اسبانيا كما هو معروف، ابيد المسلمين عن بكرة ابيهم، أما بالقتل أم بالتنصير. ولحق باليهود ذات الشيء في اسبانيا لأن الاختلاف غير مسموح به في تلك الفترة. وحدث ذات الشيء في ايران ضد السنة التي كانت تشكل غالبية السكان في ايران بواسطة الدولة الصفوية. فمن لم يتشيع، قتلوه أو قطعوا لسانه. وهذا هو رد مبدئي على الفئات التي صدقت الاسد وتريد الان تطمينات من الضحية على مستقبلها. إذن كانت الغالبية السنية متسامحة في سوريا لدرجة كما قلنا أنها سيدت سلطان الاطرش كقائد للثورة الكبرى الآولى. ورضيت بفارس الخوري رئيساً للوزاء وهو مسيحي. وشكري القوتلي مؤسس الدولة السورية مابعد الاستقلال من اصل كردي. إذا مسألة الاقليات لم تظهر في سوريا بشكل ملح إلا في عصر حزب البعث وحافظ الاسد الذي قسم المجتمع إلى كيانات موالية وكيانات معادية. ومنها مشكلة الاكراد التي لم تكن موجودة في زمن الخمسينات بسبب الحرية والديمقراطية التي كانت سائدة آن ذاك.
وبسبب المد اليساري والقومي في العالم بشكل عام والوطن العربي بشكل خاص، ظهرت احزاب تعبر عن فئات وتوجهات. فمن المد العروبي الذي ساد في حكم الملك فيصل تأثر فيه المجتمع السوري حتى كان القوتلي من الدعات له قبل البعث. ومن المعروف أن التاريخ يكتب بواسطة المنتصر، فكتبه حزب البعث والاسد على انهم الوحيدين الذين تكلموا عن القومية العربية. أما الخلاف بين عروبة فيصل والقوتلي من جهة وحزب البعث من جهة أخرى هو أن عروبة القوتلي كانت عروبة لبيرالية متسامحة بينما كانت عروبة البعث شوفانية حاقدة، وسنرى السبب في ذلك في سياق هذه المقالة.
إذا بعد الاستقلال، لم تكن مشكلة الاقليات مطروحة ككيانات بسبب هذا الانفتاح على الاخر والتواصل معه. ففي النظر إلى الاقليات في سوريا. نرى أن الغالبية منهم تنتمي إلى القرى، كما كان حال المجتمع السوري الزراعي ، كان مجتمع المدينة الذي كان عاموده الفقري من الطبقة المتوسطة الصناعية والتجارية، حيث انخراط المسحيين في المجتمع السوري سياسيا واقتصاديا وثقافيا. لأنهم كانوا في الغالب من سكان المدن ، فنكسرت عنهم العزلة لسبب انخراطهم مع الطوائف جميعا لطبيعة منشأهم المدني. بينما عانت بقية الاقليات من العزلة بسبب طبيعة معيشتها الزراعية المكتفية ذاتياً. الأقلية الثانية التي انخرطت في السياسة والثقافة هي الاقلية الاسماعلية، التي كانت تقطن منطقة السلمية بسبب تجارتها المتبادلة مع الغالبية السنية في حماة، مما خفف من عزلتها.
الأقلية العلوية، كانت تسكن في جبال العلويين وكانت تعتمد على الزراعة فكانت تتأرجح مابين العزلة التي اكتسبتها من طبيعة معيشتها الزراعية ومن معتقداتها المخالفة للغالبية. فلجأت إلى التقية خوفا من الغالبية عبر العصور. مما زاد في عزلتها، فكان من يفشي اسرار الطائفة مصيره القتل، كما حدث لصاحب كتاب (الباكورة السليمانية) لسليمان أفندي الاذني. وفي عصر الاستقلال، انخرط الكثير من مثقفي الطائفة في الشأن السوري، فكان منهم زكي الارسوزي الذي اسهم في نشأة فكر البعث. وبسبب انفراط مظلة الدولة الدينية بعد هزيمة الدولة الثمانية في الحرب العالمية الأولى وخروجها من سوريا، بدأت أفكار البدائل بإنشاء دولة مدنية غير دينية تجمع كل السوريين. كما كان هناك رغبة عارمة من ناحية الاقليات بالمشاركة السياسة الفعالة، فكانت هذه الاقليات تبحث عن دور ريادي في السياسة السورية، فكانت أفكار ميشل عفلق الذي اعتمد على رؤية الجامع مابين المجتماعات العربية هو العروبة. وكما قلنا سابقا، لم تكن هذه من بنات افكاره وفلتاته، بل بدأ بها الملك فيصل وتابعها شكري القوتلي. في تلك الفترة لم يجد الصدى لأفكاره العروبية بسبب أن الناس جميعاً تعرف أنهم عرب وتجمعهم العروبة، فليس بحاجة إلى منظر لهم يشرح شيئ هم يعرفونه. فلم يلتحق به سوى القليل من المجتمع السوري، وتركزت افكاره بين الاقليات المذهبية حتى اندمجوا مع أكرم الحوراني ذو التوجه العربي اليساري. ورغم كل هذا الاندماج والتنظير، لم يكن يحظى حزب البعث العربي الاشتراكي بكثير من الأصوات في البرلمان السوري. في تلك الفترة التي نشأ فيها حزب البعث مستفيداً من الحياة السياسية والديمقراطية، نشأ حزب القومي الاجتماعي السوري. الذي ساهم بأفكاره أنطون سعادة الذي اعدم في بيروت فيما بعد. انطلق سعادة من افكاره الانعزالية التي تقول أن للسوريين خصوصية قومية وهم لاتجمعهم مع العرب أي جامع، وطالب بتوحيد سوريا الطبيعية وانشاء الأمة السورية. وانحصر الحزب بين الاقليات في سوريا ولم يحظى بأي تأيد جماهيري قوي. ولذلك دخلوا في صراع مع حزب البعث بالصراع على من سيسيطر على الجيش، توجت باغتيال الضلبط عدنان المالكي الذي كان ميالا للبعث. وبدأ الصراع بينهم حتى وصل إلى الاعتقالات التعسفية والاقصاء.



#عمر_سعد_الشيباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشار الأسد التقدمي والشعب السوري الرجعي
- حذاء حلبي مفصل لأحمد نجاد
- الاسد والعراعير والاخونجية
- مابين خوار الأسد وحيرة معاز الخطيب
- الاسد ونبيل فياض والعلمانية الطائفية
- التصريحات الكرتونية لفاروق الشرع
- فرار ام انشقاق: الاسد وعصابة الزعران
- الأصفر الابراهيمي واستمرار المؤامرة
- يابواسل الجيش الحر احذروا المؤامرة
- قوات حفظ سلام وتقهقر عصابة الاسد
- الدكتور عبد الرزاق عيد والكتابة الملهوجة
- هل ستجن قرداحة
- الثورة السورية: لاتنسوا هؤلاء
- حلب: أم المعارك أم أم الهزائم
- آل الاسد وتاريخ من الخيانات
- الممانعة ومنع حرية الصحافة
- تفاسير في الممانعة والمجابهة والمصامدة
- الطغاة العرب : تشابه وتباين وسيناريو سوري
- انتفاضة حمص الثانية
- فبركات ومؤامرات وإمبرياليه


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سعد الشيباني - الاسد وتطيف المجتمع: صراع الأقلية ضد الاكثرية (ج1)