أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سعد الشيباني - الاقليات من النعمة إلى النقمة















المزيد.....

الاقليات من النعمة إلى النقمة


عمر سعد الشيباني

الحوار المتمدن-العدد: 4452 - 2014 / 5 / 13 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك ان ظهور الاقليات في مجتمع ما هو دليل على قبوله الاختلاف. فعندما كانت اوروبا تتسلى بذبح اليهود في ازماتها الاقتصادية، كانت تنعم هذ الاقلية بالحرية في الوطن العربي. واخر مجازر اوروبا باليهود كانت على يد هتلر. والذي يجعلنا نتسآءل الان عن مسؤولية دولة بكاملها، بما فيها مواطنين عن فعل أو جريمة جرت في التاريخ. فقد حمّلت دولة اسرائيل المانيا كلها مجازر اليهود والاخيرة تدفع لها تعويضات. فهل كل الشعب الالماني قد شارك في مجازر اليهود. بالطبع الجواب سيأتي بالرفض. لكن هكذا قررت الدول الفاعلة في العالم التي نظمت مصالحها في مجلس الأمن. وأنا أريد أن اتكلم عن هذا المجلس الذي اسميه مجلس النهب وليس الأمن. فماهو الأمن الذي استطاع أن ينشره هذا المجلس الموقر في العالم بعد الحرب العالمية الثانية. فهو لم يمنع امريكا من شن حربها ضد كوريا وفيتنام والعراق والصومال. والطبع لم يمنع الدولة الاستعمارية الثانية ألا وهي الاتحاد السوفيتي من شن حربه على افغانستان والتدخل في شأن الدول الفقيرة. والواقع أنه مجلس نهب لأنه بكافة دوله الاستعمارية قد ناصر دولة اسرائيل التي كانت نتاج انتصار هذا المجلس على المانيا في الحرب العالمية الثانية.
المهم نرجع إلى الاقليات. فهي انوجدت في الوطن العربي بفعل السماح بالاختلاف، لأن في اسبانيا الاوروبية قد مسحت المسلمين عن بكرة ابيهم اما بالقتل أو بالتنصير. وتبعتها باليهود كما هو معروف. ألم يكن باستطاعة الدولة العباسية أو العثمانية وهي في عز قوتها أن تفعل بالمسيحين أو النصيريين وباقي الملل الاسلامية مثلما فعلت اسبانيا بالمسلمين أو حتى كما فعلت ايران الصفوية بالسنّة. هذه واحدة لمن يتبجح بأن الأقليات كانت مضطهدة في الوطن العربي. وأظن كلمة اضطهاد أتت مع الحملة الاستعمارية التي ارادت أن تفرق في المكونات لفرض السيادة. تماما كما فعلت فرنسا في تأجيج الحرب في لبنان في القرن الثامن عشر ثم احضار سفنها تحت ذريعة حماية الموارنة.
الاقلية في سورية كانت الاكثر حظاً، فقد وصل فارس الخوري إلى رئاسة الوزراء، والسبب يكمن أن معظم المسيحيين في سوريا كانوا أهل مدن. وهذا أحد أهم الأسباب أن الحكم كان مدني حتى مجئ (حبيب الملايين) عبدالناصر والغاء الحكم المدني. وكما هو معروف، أن الحكم المدني في سوريا كان في الغالب من الطبقة الوسطى. وهذه الطبقة كانت في غالبتها مكونة من التجار والصناعيين والمثقفين.
وانعطف مثقفين الاقليات إلى تيارات تشترك مع الأغلبية، فكان تشكيل حزب البعث على يد ميشيل عفلق والارسوزي وكلاهم من الاقليات. ثم أتى الحزب القومي الاجتماعي السوري ومؤسسه من الاقليات أيضاً. بمعنى آخر حاولت الاقليات دخول السياسة عن طريق الاحزاب. وفشل الحزبين في ايجاد حاضنة شعبية بسبب أن افكار العروبة وغيرها مسألة محسومة بالنسبة لغالبية الشعب ولم يكن أحد بحاجة إلى عفلق أو الارسوزي كي ينظر ويتفلسف عليهم بالعروبة أو غيرها. وبسبب هذا الاغتراب لجأ حزب البعث بقيادته الاقلوية إلى طريق آخر في الدخول إلى السياسة السورية، إلا وهو عن طريق الجيش. وقام الجماعة بالانقلاب وقضى على ماتبقى من حكومة مدنية واستبدلوها بحكومة في غالبيتها من الريف وخاصة الاقلية. هذا انقلاب ليس في السياسة السورية فقط، بل كان انقلاب في المكون الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. فقد بدأ أبن الريف من الاقلية يفرض طريقة عيش على أهل المدن. ومن المعروف أن المجتمع الريفي هو مجتمع متعصب لأنه مكون من بقايا القبيلة أو الطائفة التي كان يعاني من العزلة. إليس هذا مايفسر الصراع الدموي حتى بين فصائل حزب البعث، بأن أهل الريف تكتلوا ضد جماعة البعث من أهل المدن. ثم بانتصار الريف الطائفي أخيرا وحسمه بواسطة حافظ الاسد، ومجيء هذا الغضنفر، فقد انقضى على كل ماهو مدني في سوريا. وبدأ مع استلام السلطة تهميش أهل المدن وازحتهم عن اهم وظائف الدولة. والانقلاب الهام هو الانقلاب الثقافي الذي بدأ بالغاء مايقارب من مئة وخمسين صحيفة سورية واستبدالها بصحيفة واحد هي البعث ونسخها باسماء اخرى في المدن السورية، وملاحقة المثقف واستبداله بمثقف الريف وخاصة الاتي من قرداحة. فقد طبلوا كثيرا لرواية الفهد لحيدر حيدر وطبلوا لسليمان العيسى. عداك عن الاغاني الريفية من امثال علي الديك وغيره. وهذا احد الاسباب أن سوريا التي كانت نسبة النمو الاقتصادي فيها تضاهي ماليزيا أصبحت من الدول المتخلفة اقتصاديا وسياسيا وثقافيا. لأن السلطة قد اتت من بيئة اجتماعية متخلفة في هذه المجالات.
ولم يقف الانقلاب الثقافي عند هذا الحد، بل تعداه إلى الغربلة الثقافية. فقد مثل العلويون اكثر من 80 بالمئة في صحف النظام. حتى أن وزير الاعلام كان من نفس الطائفة. ومثلت النسبة في الجيش ايضا 90 بالمئة من قيادته من نفس الطائفة ومثل الامن 95 بالمئة من نفس الطائفة. وتحولت سوريا بعد أيام العز إلى دولة متخلفة فاشلة.
ألا يطرح كل هذا التدمير الهمجي سؤال أن أن النخبة الحاكمة هي نخبة متخلفة ومتوحشة. وكان الناس يستشهدون خلال التاريخ باسماء فئات بشرية للاشارة لفعل أو ادانة، فقد اطلقوا على فلان من الناس بأنه مثل المغول وهذا للاشارة على وحشيته وتخلفه واطلقت روما على القبائل المتوحشة التي كانت تهاجمها البربرية وثبت هذا الاسم عليها.
ونرجع إلى تحميل الشعب الالماني عنصرية وجرائم هتلر بدفع التعويضات. فإذا ثبت حتى الان أن 90 بالمئة من الذين يموتون من أجل أعوج بن عناق هم من ملة واحد، إلا يجعلهم بمدانون ويجب عليهم دفع تعويضات لغالبية الشعب السوري الذي اتوه قتلا وذبحا وتهجيرا. علما أن لولا تأيد الشعب الالماني للحج (كما كان البعض يطلق عليه البعض) هتلر ابو فتيلة ماكان ليصمد ويشن حربه على اروربا كلها. ولولا تأيد الشعب الاسرائيلي لدولتهم العنصرية ماكان نتنياهو أو المدفوس شارون أن يبنوا المستوطنات ويسرقون الاوطان.
وهنا أريد أن أسأل سؤالاً من أجل سوريا الجريحة لكل من يؤيد جزار القرن الواحد والعشرين.. هذا ماتكافؤن به الشعب السوري الذي احبكم واحترمكم ورضاكم جزء منه، بأن تشرده وذبحووتدمروا بيوته. كيف ستشكركم سوريا المستقبل على كل هذا الكرم السخي في قتل اطفالها.



#عمر_سعد_الشيباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعوج بن عناق والمجتمع الدولي
- الشعب يريد الاسد رئيساً
- نظام الدكاترة والسرسرية
- إنتخبوه..أحسنلكم
- قمة وشهداء وثورة حتى النصر
- ياسين بقوش وحارة (كل مين ايدو ألو)
- الثورة السورية: ثقافة شعب ضد ذهنية اسدية متخلفة
- الشبيحة والنبيحة: سيد صغير لعبيد صغار
- كانوا يقولون: يا اخونجي وياغدار
- الاسد وتطيف المجتمع: صراع الأقلية ضد الاكثرية (ج2)
- الاسد وتطيف المجتمع: صراع الأقلية ضد الاكثرية (ج1)
- بشار الأسد التقدمي والشعب السوري الرجعي
- حذاء حلبي مفصل لأحمد نجاد
- الاسد والعراعير والاخونجية
- مابين خوار الأسد وحيرة معاز الخطيب
- الاسد ونبيل فياض والعلمانية الطائفية
- التصريحات الكرتونية لفاروق الشرع
- فرار ام انشقاق: الاسد وعصابة الزعران
- الأصفر الابراهيمي واستمرار المؤامرة
- يابواسل الجيش الحر احذروا المؤامرة


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سعد الشيباني - الاقليات من النعمة إلى النقمة