أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهيموت عبدالسلام - حول فيضان واد الشعبة بآسفي














المزيد.....

حول فيضان واد الشعبة بآسفي


الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 8568 - 2025 / 12 / 26 - 17:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الغريب في الأمر أن الفيضان الذي ضرب واد الشعبة بآسفي والذي خلف الكثير من الأرواح والخسائر ، هو نفس الواد الذي ضربه فيضان في القرن 17 وذلك سنة 1674 بعد صلاة عشاء دخل الفيضان باب الشعبة ،الباب التاريخي بمحيط المدينة القديمة ، وغمرت المياه المنازل والبنايات ودفعت السكان إلى الهروب في رعب و هلع، و ارتفعت المياه مثل أمواج البحر وجرفت المحلات والسوق وكل ما وجدت في طريقها.
نفس الواد بين سنتي 1790 و1791 ضربته ليلا عاصفة مطرية عنيفة أدت إلى فيضان هائل، اجتاحت باب الشعبة والمدينة بينما كان الناس نيام ،هدم الأبنية، وجرف الأبواب، وأتلف السلع داخل المحلات، وأسفر عن مئات القتلى.
ليس هذا وحسب وقد عرف واد الشعبة فيضانات سنوات 1803 و 1826 و1855 و 1902 و 1927 فانهار جزء من السور البرتغالي قرب باب الشعبة بفعل تجمع المياه، وغمر المدينة القديمة وغرقت البيوت والمحلات والمتاجر والمساجد والزاوية الناصرية وجرف الخيول ، وفُقد مئات الأشخاص حسب شهادات تلك الفترة . ونفس الكارثة حصلت وفي الشهر الجاري 14 دجنبر 2025 و لا زال سكان مدينة آسفي تحت هول الرعب و الصدمة وفقدان الأقارب وضياع ممتلكاتهم، وكأن الزمن توقف أو أننا لا زلنا في القرن 17 ،السؤال لماذا يتكرر هذا الفيضان مع وجود وزارة الداخلية ووزارة التجهيز وكالات الأحواض المائية والعمالة والمجلس البلدي والوقاية المدنية والأقمار الصناعية والأرصاد الجوية والإنذار المبكر ولجان اليقظة وكذلك الإطار القانوني 36-15 لتنفيذ استراتيجيات الوقاية والتدبير للموارد المائية والمخاطر المرتبطة بها؟ 

ولأن المقارنة شرط ففي ألمانيا مثلا هناك ثلاتة أطراف فقط مكلفة بالفيضانات وهي الهيئة الفيدرالية للحماية المدنية وإدارة الكوارث، وه‍يئة الأرصاد الجوية الفيدرالية، و وكالات المياه، فلا تسمع عن كوارث وعن كثرة اللجان والهيئات وعن تداخل المصالح ولا عن فيضانات تتكرر كل سنة .
هولندا البلد الذي يعيش تحت مستوى البحر، حوالي 26% من أراضي هولندا تقع تحت مستوى سطح البحر ، و قرابة 60% من السكان يعيشون في مناطق مهددة بالفيضانات ، و هولندا لا تعيش فقط فيضانات موسمية بل مهددة أن تغرق كلها في الماء وأن تزول جغرافيا ، ولكن هولندا تعاملت مع الماء كعدو استراتيجي يجب التحكم فيه وليس قضاء وقدرا، وجعلت الماء قضية سيادة وطنية، وإدارة الفيضانات ليس شأنا محليا أو قطاعيا فأنشأت لهذا الغرض وزارة البنية التحتية والماء، ومجالس المياه وهي هيئات تقنية و مستقلة، وأصبح لهولندا أعظم منظومة حماية من الفيضانات في العالم ، سدود، حواجز بحرية متحركة، قنوات تصريف عملاقة، أنفاق كبيرة لتخزين المياه وتصريفها للمناطق الزراعية والمساحات الخضراء بدل دخولها المدن ولم تعد تسمع عن فيضانات كارثية لهولندا .
اليابان بلد الفيضانات و الزلازل والأعاصير، تتوفر اليابان على جهة واحدة لإدارة الكوارث وهي وزارة الأراضي والبنى التحتية، والبلديات ولها أدوار تقنية ، طرف واحد لتتضح المسؤولية، العمل بالتخطيط قبل الكارثة وليس بعدها، خرائط الفيضانات تُرسم قبل البناء ،يمنع البناء قانونا في مجرى السيول والأنهار ، التقنية في خدمة القرار وليس العكس ، الرصد الجوي يشتغل أوتوماتيكيا ، الإنذار يؤدي إلى الإ خلاء الإجباري وليس البلاغات المطمئنة وتصارب المسؤوليات وكثرة المتدخلين.

المفارقة الكبيرة أن الدول التي تتمتع بنظام عالي للحماية ضد كوارث الفيضانات هي دول تسقط بها أمطار كبيرة ، سنغافورة مثلا جزيرة ذات مناخ استوائي رطب ،تسقط الأمطار صيفا وشتاء 167 يوما في السنة، والمتوسط السنوي للأمطار التي تسقط بها تصل إلى 2534 مم ، في كوريا الجنوبية 1274 مم ، في اليابان ذات المواسم الغزيرة للأمطار والإعصارات الصيفية 1700 مم ، ألمانيا تصل إلى 860 مم وبعض المناطق تصل 1000 مم ، هولندا 800 مم ،أما المغرب الذي تتكرر فيها كوارث الفيضانات فلا يتجاوز المتوسط السنوي 350 مم .



#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس من ممالك الحشرات
- اقتراح متواضع
- الديمقراطية هي الحل
- الحياحة الرقمية
- العطب قديم
- ملحمة غزة
- من وحي التغاريد
- ضربات قوة أم ضربات ضعف
- لديهم نفط هائل وهذا النفط لنا (ترامب)
- سيكولوجية الأنا الرقمية
- أين اختفى التين الشوكي فاكهة الفقراء
- طلال لحلو و أرسطو والديمقراطية
- الكتابة فعل مقاومة وامتداد للحياة
- لأول مرة مؤتمر يهودي مناهض للصهيونية على الصعيد الدولي
- حوار متخيل بين -بنيامين نتنياهو- و -علي الحسيني الخامنئي-
- العمى الطائفي
- من الاستعمار إلى الاستحمار
- إضاءات حول استخدام الدكاء الاصطناعي في الإبادة بفلسطين
- سوق المشاعر
- وعاظ السلاطين


المزيد.....




- الصومال ردا على اعتراف إسرائيل بـ-صومالي لاند-: -لن نقبل أبد ...
- إصابة ثلاث نساء بجروح في عمليات طعن في مترو باريس وتوقيف مشت ...
- فنزويلا تُفرج عن 99 محتجزًا شاركوا في احتجاجات ضد إعادة انتخ ...
- إسرائيل تعترف بأرض الصومال.. وعاصفة رفض عربية تهدد التوازن ف ...
- كأس الأمم الأفريقية: التعادل السلبي يحسم مباراة زامبيا وجزر ...
- تركيا تعلن نجاح أول اختبار لطقم توجيه مجنح محلي الصنع
- إنقاذ نحو 400 مهاجر قبالة سواحل جزيرة يونانية
- 2025 في غزة.. شهداء ومجاعة ونزوح وانتظار الانفراجة
- عائلة أميركية تقاضي شركتي طيران بعد إصابتها ببقّ الفراش على ...
- محاولة تسميم بقرة في المغرب.. محاكمة مواطن بالسجن لمدة سنة م ...


المزيد.....

- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهيموت عبدالسلام - حول فيضان واد الشعبة بآسفي