|
من الاستعمار إلى الاستحمار
الهيموت عبدالسلام
الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 16:12
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
1/ من الاستعمار إلى الاستحمار حين أدرك الاستعمار أن الاحتلال العسكري المباشر مكلف عسكريا واقتصاديا وسياسيا، تحوّل إلى نموذج أخبث وأفضع على الشعوب المستعمَرة ، ابتدأت السيطرة عبرالتبعية الاقتصادية والمديونية ،ثم صٌنع نخب محلية تستحمر شعوبها لضمان هيمنة طويلة الأمد و بأقل تكاليف باهضة ، يقول "كوامي نيكروما" في كتابه "الاستعمار الجديد آخر مراحل الإمبريالية" إن الغرب ليٌبقيَ سيطرته الاستعمارية بأقل تكلفة صنع نخبة محلية لتبقي الدول المستعمَرة تحت رحمة المديونية التي يرعاها صندوق النقد الدولي والبنك العالمي ، واستنزاف الموارد والقدرات الاقتصادية من طرف الشركات المتعددة الجنسيات ،ولاستتباب الاستقرار جند هذا الغرب طبقة من العملاء الثقافيين والإعلاميين وغيرهم للترويج للتبعية وتزيينها على أنها تقدم، وذلك عبراستحمار الشعوب لضمان خضوعه عبر الإلهاء الإعلامي والمهرجانات ،و ثقافة المشاهير، والتركيز على الفرجة والفلكلور والمسلسلات والاحتفالية الزائدة، وتقديم الرأسمالية على أنها الطريق الوحيد للتنمية،و تصوير المقاومة والنضال والممانعة على أنه إرهاب وفتنة ، والتطبيع على أنه سلام . وهكذا اشتغلت آليات الاستحمار فالسياسيون يٌختارون لولائهم وليس لكفاءتهم لتنفيذ أجندات المستعمر ، وتجار وشيوخ الدين يستخدمون الدين الطقوسي والشكلي لتبرير الفساد والاستبداد، وقبيلة الإعلاميين تمارس الشيطنة للمعارضين بإطلاق العديد من النعوت والاتهامات التي أصبحت مسكوكة وتكاد تتشابه في الدول العربية والإسلامية. لم يعد الاستعمار الجديد في حاجة للجنود والدبابات والمدافع بل تكفيه طبقة محليه لتقوم بما عجز عنه الاستعمار بالعدة والعتاد السكريين، فقط تسليح تلك الطبقة الوكيلة بأدوات فعالة ومستدامة وغير مكلفة اسمها الاستحمار. "نحن لا نستعمركم بالجنود، بل بالدولار والديون، ومن يرفض نُرسل له صندوق النقد الدولي يقول المفكر الأمريكي "تشومسكي" ، وإذا أردت أن تستعمر بلدا فلا حاجة لاحتلال أرضه يكفي فقط طبقة من بني جلدتك تستحمر الشعب وتستغبيه وتشغله وتلهيه عن قضاياه الحقيقية يقول "مالك بن نبي" المفكر الجزائري، وإن "أصعب أنواع الاحتلال هو عندما يحكم بلدَك رجال من دمك ولسانك، لكن عقولهم وقلوبهم مملوكة لعدوك، وإن المثقف عندما يصبح بوقا للاستعمار هو أخطر من الجيوش الغازية" والخونة ليس فقط من يبيعون أوطانهم ،بل من يبيعون وعي شعوبهم يقول " باتريس لومومبا" زعيم كونغولي اغتالته المخابرات الغربية. يقول المفكر الإيراني صاحب نظرية الاستحمار "إذا أردت أن تحكم شعبا علمه أن الصبر على الظلم جزء من الإيمان ،وإذا رأيت شعبا مستحمَرا ابحث عن مثقفيه فستجدهم إما صامتين أم مساهمين في تضبيع شعوبهم ،والمثقف المستحمِرمثل الطبيب الذي يقتل مرضاه بالسم ،ثم يكتب شهادة وفاة طبيعية" ويقول نجيب محفوظ في روايته "ثرثرة فوق النيل " التي كتبها بعد هزيمة 1967 إن أخطر أنواع الاستعمارهي التي تصبح فيها الشعوب مستحمَرة و يعتقد المستعمَر أن الله يريد أن له أن يٌستعمَر " 2/من يدفع للزمار يحدد اللحن إن الذي يجعل الكثير من المثقفين و الأكاديميين والإعلاميين – مع الاستثناء الذي يؤكد القاعدة- ينخرطون في مخططات الاستحمار لشعوبهم وينصبون أنفسهم حراسا للأوهام والتضليل والاستبلاد هوالتمويل السخي والامتيازات المرافقة من إقامات فخمة ووجبات باذخة وأظرفة سمينة ومن يدفع للزمار يحدد اللحن ، مثلا العديد من الباحثين العرب يحصلون على منح من مؤسسات خليجية للقيام بدراسات تبرر التطبيع مع الكيان الصهيوني ، والعديد من هؤلاء المثقفين والأكاديميين والإعلاميين يبيعون ضمائرهم طمعا في وزارة أومنصب رفيع في مجلس أو هيئة أو ديوان، ولذلك تجدهم يعملون ليل نهار بقاعدة البقاء والنجاح للأكثر تملقا ،كما تجد بعض الإعلاميين يناقشون الفضائح بدل الفقر أو الفساد أو الاستبداد،ويبررون الغلاء الفاحش والاحتكار بحجة "منطق السوق"، وعن القمع وانتهاكات حقوق الإنسان يكتبون الاستقرار فوق الحرية،وأن الفساد القائم مجرد أخطاء فردية تقع في العالم كله،وأن خوصصة التعليم والصحة يحصل نظرا لغياب الكفاءة ، وأن التهرب الضريبي للشركات الكبرى تقتضيه الحاجة لجذب الاستثمارات ،وأن المتظاهرين للمطالبة ولو بمطالب اقتصادية واجتماعية فهم مخربون وعملاء. سيرا على خط الإلهاء للشعوب واستحمارها وصرف انتباهها عن قضايا الحرية والعدالة والاجتماعية والتوزيع العادل للثروة والتنمية الاقتصادية تجدهم يناقشون هل حلال سماع الموسيقى؟ وهل نحتفل بالأعياد غير الإسلامية ؟ وهل نكتب بالعامية أم الفصحى؟ هل تلك الأغنية أو ذلك المسلسل يهاجم القيم؟ وتجدهم يتفاخرون بأكبر برج عالمي وأكبرمول تجاري وأكبر طاجين وأكبر ملعب لكرة القدم ، وتجدهم ينفخون في جميع الصراعات التي من شأنها تقسيم المقسم وتجزيء المجزأ بين العلمانيين والإسلاميين، وبين القوميين والأمازيغيين بخطابات شعبوية سطحية تقطر كراهية حتى أصبح المثقفون والأكاديميون والإعلاميون مجرد باعة متجولين للكلام يغيرون بضاعتهم حسب السوق و ثمنه ، يقول الشاعر محمود درويش " عندما ييأس الناس ينظرون إلى المثقفين كمنارة فإن انطفأت ضاعوا في الظلام"
3/ فاتورة الاستحمار حين يسجل التعليم اختلاسات تصل إلى45 مليار درهم سنويا و الصحة 20 مليار درهم ، ويخسر المغرب 15 مليار درهم بسبب الفساد وفق تقرير منظمة الشفافية الدولية 2023 ، وحين تجد أن قائمة الفساد والاختلاسات طالت المخطط الأخضر، والمحروقات، وصندوق المقاصة، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وصندوق كوفيد 19 ، وشركتي توزيع الماء والكهرباء، وبنك المغرب،وصندوق الحسن الثاني للتنمية وغيرها مما يجعل الفساد يكلف المغرب2% من الناتج المحلي الإجمالي ويقدر ب24 مليار درهم سنويا. هذه القضايا وغيرها أصبحت شائعة وتتداولها تقارير المندوبية السامية للتخطيط ، والبنك الدولي ،ومؤشرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، ودراسات المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجي ، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ومنظمة الشفافية الدولية وغيرها. إذا كان الفساد المالي يقاس بالدولار فإن فاتورة الاستحمار وإن بدت غير مرئية فهي فاتورة عالية لا تقاس بالنقود لأنها تمس الفكر والضمير والروح لشعب ما ، ولذلك يعد الاستحمار أخطر من كل أشكال الفساد الأخرى . إذا كانت الرشوة تٌفقر جيب المواطن فإن الاستحماريفقرعقله وروحه ، إذا كانت الرشوة تسرق أموال الدولة فإن الاستحمار يسرق مستقبل أمة بكاملها ،الفساد المالي قد يعالَج بسياسات جريئة أما الاستحمار يحتاج إلى جيل كامل لأن الاستحمار يدمر قدرة الأمة على التفكير والعطاء والإبداع ، الفساد المالي ينهب الحاضر أما الاستحمار فينهب المستقبل ويحول المواطن إلى مجرد متفرج ومستهلك ،الأول يصلحه قانون والثاني أي الاستحمار يمتد لقرون ويحتاج إلى ثورة ثقافية، يقول السوسيولجي "محمد جسوس" إن المغرب ليس فقيرا فهو يٌسرق مرتين ،مرة للمال ومرة للعقل . الخطر أن الرشوة تفقر الخزينة ،لكن صناعة الغباء تفقر العقول والعقول الفقيرة والمستحمرة هتي التي تضمن للفساد أن يورث عبر الأجيال. الاستحمار يقول "شريعتي "هو جعل العبد يحب قيوده، والإنسان المستحمَرلا يحتاج إلى سجان خارجي فهو يسجن نفسه بنفسه ،و يعيش حالة من التبعية الفكرية والانقياد الأعمى والضياع الوجودي ويصدق كل ما يقال له دون تمحيص ، وخاصة ما تقوله السلطة أو الإعلام أو شيوخ الدين أو زعيم قبيلته أو طائفته ،المستحمَرلا يسأل لماذا وكيف فهو عاجزعن رؤية الأمور وتمحيصها ،ويفضل الخرافة على الحقائق المزعجة ، يستسلم للوعود الكاذبة والمنمقة كما يقول أرسطو ، والسلطة لا تمارس بالقوة دائما بل بخلق حقائق مصنعة تجعل الناس يخضعون طواعية و بمحض اختيارهم كما يقول "ميشيل فوكو"،وإن السيطرة على العقول أبقى وأطول من السيطرة عبر الحديد والنار كما يقول "تشومسكي" الاستحمار عملية غسل دماغ كبرى تقتل الرغبة في التفكير والسؤال، وتجعلك ترى أن الوضع طبيعي جدا رغم سوءه، وتجعلك تخاف التغيير وتحتقر من يحاول إيقاظك من سباتك ، الاستحمار يغيب وعيك ، ويجعلك تصدق أن كل مشاكل وطنك سببها الآخرون الذين يتربصون بنا ، وأن الحديث عن الفساد يضعف الوطن ، الاستحمار الناجح هو أن تعتقد أنك حر بينما ترفض حتى في الحلم بالتغيير . الاستحمار يشبه في خطورته الآفة التي تنتشر بصمت وتفسد الأنسجة الاجتماعية : القيم والعقول والعلاقات فيصبح الفساد عادة والجهل فضيلة والتبعية قدرا ، ويشبه الاستحمار كذلك السلاح النووي فهو يدمر دون ضجيج البنى التحتية للوعي كما تفعل القنبلة النووية بالمدن، والنووي يقتلك فورا أما الاستحمار يقتلك ببطء وبشكل مستدام ،وهو مثل الكوارث البشرية ينتج أجيالا مشوهة فكريا كضحايا الحروب والمجاعات، والكوارث قد تدفع الناس للاحتجاج أما الاستحمار فيجعلهم يشكرون جلاديهم ويجعلهم شعبا يبيع حريته ببطاقة تعبئة أو وجبة سريعة ، الاستحمار مثل الإيدز الفكري يدمر المناعة العقلية ، الاستحمار لايحتاج لجيوش و لا شرطة، يكفي منصة تواصل وتلفاز ليسلب من الإنسان الإرادة ويسرق الوعي ويبيعك الوهم والدجل والترهات التي تعتقد أنها الخلاص، الاستحمارهو فن ولكن لصناعة الغباء ، يقول "كارلو سيولا" إن الغباء صناعة تٌصنع كما تٌصنع الأحذية ،لكنها تٌلبس في الرأس لا في القدم.
4/ المثقف ضمير لا تاجر الاستحمار قديم قدم التاريخ ،والمثقفون عبر التاريخ لعبوا دورا محوريا في طرح الأسئلة الجوهرية ،وتفكيك الأنماط الفكرية البالية ،وطرح رؤى جديدة للتحرر من غياهب التخلف والاستبداد، المثقفون هم الذين ينغرسون في واقع مجتمعهم ولا ينفصلون عن صراعاته الطبقية والاجتماعية، المثقفون هم من يضعون خبرتهم وفكرهم للعمال في خدمة الفقراء والمهمشين ، المثقف هومن يفكك آاليات السيطرة ويساهم في الرفع من الوعي الاجتماعي والسياسي ، المثقفون هم الضمير النقدي الذي يدفع المجتمع للشبت بقيمه وأحلامه وتطلعاته، هم من ينصتون لهموم شعوبهم وينخرطون في معمعان الواقع لا أن يبقوا في أبراج عاجية، وظيفتهم فضح ألاعيب الاستحمار التي يمارسها المثقف السلطوي ، يقول "عبدالرحمان الكواكبي" إن "المثقف السلطوي هو كلب حراسة يُدلل بالعظام وينبح حسب أوامر السيد"،والمثقفون الحقيقيون هم حراس الحقيقة والعدالة وإن تخاذلوا تصبح الأمة بلا بوصلة ، وظيفة المثقف هي أن يقول لا عندما ينتظر الجميع منه أن يقول نعم كما يقول "ألبير كامو" والمثقف الذي لا ينحاز للفقراء هو تاجر أفكار كما قال "تشي غيفارا"
#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إضاءات حول استخدام الدكاء الاصطناعي في الإبادة بفلسطين
-
سوق المشاعر
-
وعاظ السلاطين
-
الإنسان من زاوية أخرى
-
سوريا التي ...
-
حول مذكرة الاعتقال في حق نتن ياهو ويوآف غالانت
-
انهيارإسرائيل
-
يكفيك فخرا
-
المغاربة
-
الكتابة والارتزاق
-
حرب الأنفاق في غزة
-
الحركة الطلابية الغربية و دعمها لغزة وفلسطين
-
جحيم الفكر
-
آفة العبودية الطوعية
-
أسئلة المعنى واللايقين
-
النحل أم الدبابير
-
الشعب الفلسطيني وجدارة الحياة
-
صفحات سوداء من تاريخ منطقة زرهون : الباشاوات القواد والشيوخ
-
البنيات الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة زرهون (1911-1939)
-
صفحات من تاريخ منطقة زرهون
المزيد.....
-
هدوء حذر في العاصمة الليبية بعد اشتباكات دامية أوقعت 6 قتلى
...
-
-أكبر صفقة أسلحة في التاريخ-...اتفاق ضخم بين واشنطن والرياض
...
-
مصدر لـCNN: رهائن مٌطلق سراحهم من غزة يتوجهون إلى قطر تزامنً
...
-
-هذه ليست السعودية التي زارها ترامب من قبل- - نيويورك تايمز
...
-
إسبانيا: حادث مأساوي في لا غوميرا.. انقلاب حافلة يودي بحياة
...
-
مقتل ثاني مرشح لرئاسة بلدية في المكسيك قبيل انتخابات الأول م
...
-
تونس.. أين وصل ملف النفايات الإيطالية وما مصير المتورطين؟
-
اجتماع ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي في قصر اليمامة بال
...
-
-ذا ناشيونال-: الرئيس السوري أحمد الشرع سيتوجه إلى السعودية
...
-
البيت الأبيض ينشر أبرز الصفقات الموقعة مع السعودية عقب جولة
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|