أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - الهيموت عبدالسلام - الكتابة والارتزاق














المزيد.....

الكتابة والارتزاق


الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 8062 - 2024 / 8 / 7 - 20:47
المحور: الصحافة والاعلام
    


لمجرد حفنة من المال يا صاحبي ، أصبحت الأقلام تكتب بحجم الهدايا و الأظرفة التي يتصدقون بها عليهم، أصبحت الأقلام قابضةً للدرهم بدل القبض على الجمر، أصبحت الأقلام المرتزقة سلاحاً فتاكا مثل باقي الأسلحة مثل المدافع والذخائر والأسلحة الكاتمة الصوت وأجهزة الاستشعار والمروحيات ، يشبه دور القلم المرتزق الطائرة بدون طيار ، كلاهما مسيران بجهاز تحكم عن بعد، كلاهما يمارسان عقيدة "اقتل بدلا من أن تعتقل" ، هي عملية صيد تتعقب البشر ثم تطارده ثم تقتله وانتهى الأمر، فلا حاجة لأن تبني الدولة السجون وتشغل الحراس وتشتري وسائل التعذيب وتكلف من يصوغ الردود على "صداع" التقارير الحقوقية والصحافية حول أوضاع المعتقلين السياسيين والمدونين ومعتقلي الرأي وغيرهم .
للأقلام المرتزقة قدرة هائلة على تلوين الوجه والجلد ، والبيانات والأوضاع والاستطلاعات والكوارث، والتقارير التي تضعنا في مؤخرة التنمية البشرية والصحة والتعليم، يلعبون في كل المسرحيات، حين يطلب منهم أن يجعلوا الناس يضحكون أو يبكون أو يصرخون فإنهم يفعلون ، يميلون مع الريح حيث مالت، يصفقون للغالب بقدر ما يبذله من عطايا ،وحين يتطلب الوضع البكاء يبكون ،حين يتطلب الوضع الكذب يكذبون ، حين يتطلب الوضع الوطنية يصبحون وطنيين ، وحين يتطلب الأمر أن يصبحوا شهود زور فإنهم يحولون النزيه إلى عميل وناهب المال العام إلى وطني والمناضل إلى خائن....
يقول "ميكيا فيلي في كتابه "الأمير" : "ما يجب أن نخافه من قوات المرتزقة هو جبنهم، مجموعات المرتزقة غير موثوقة وغير مخلصة وخطيرة، ومن دون الارتباط الصادق بالقضية التي يقاتلون من أجلها، فمن المرجح أن يكون المرتزقة دائما مترددين في تقديم التضحية، إنهم على استعداد لأن يكونوا جنودك طالما أنك لا تذهب إلى الحرب؛ ولكن بمجرد أن تأتي الحرب فإنهم يريدون فقط الفرار أو الرحيل.
الدافع الرئيسي للأقلام المرتزقة هو المال ولا شيء غير المال، التمويل هو سيد اللعبة ، واليد التي تعطي هي التي تأخد والمال ليس له وطن والممولون بلا وطنية ولا أخلاق وهدفهم الوحيد هو الربح كما يقول "نابليون بونابارت " الأٌقلام المرتزقة دورها أن تستحمر القراء وتصرف انتباههم عن معاناتهم الحقيقية وتشغلهم بقضايا تافهة رديئة وتسلب وعيهم وتخدره ، تقنع الجمهور أن من يستعبدهم وينهبهم هم من يخدمهم، هم كذلك من يتكلفون بالأقلام التي تكون صدى لقضايا المواطنين الحقيقية، وهم من يسارعون قبل غيرهم في فبركة التهم والتشهير والولغ في الأعراض وتوزيع صكوك الوطنية على المعارضين والمحتجين .
الأقلام المرتزقة في إطار المهمة المكلفين بها والمأجورين عنها بسخاء تريد لكم أن تكون:
لكم أفواه ولا تتكلم*
لكم أعين ولا تبصر
لكم آذان ولا تسمع
لكم أيادي ولا تلمس
لكم أرجل ولا تمشي
لكم حناجر ولا تنطق

* القصيدة يستشهد بها الكاتب "نيكولا ىس كار" في كتابه "السطحيون ما تفعله شبكة الأنترنيت بأدمغتنا" .



#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الأنفاق في غزة
- الحركة الطلابية الغربية و دعمها لغزة وفلسطين
- جحيم الفكر
- آفة العبودية الطوعية
- أسئلة المعنى واللايقين
- النحل أم الدبابير
- الشعب الفلسطيني وجدارة الحياة
- صفحات سوداء من تاريخ منطقة زرهون : الباشاوات القواد والشيوخ
- البنيات الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة زرهون (1911-1939)
- صفحات من تاريخ منطقة زرهون
- حين كنت ذبابة إلكترونية
- افرضوا علينا المزيد من الضرائب قبل أن يفوت الأوان
- المدرسة وهوس التميز
- مزاد الأعضاء البشرية
- الكيف أو القنب المغربي
- حول القاسم الانتخابي المغربي
- قول في السياسة
- العصبية العرقية
- لا مجال
- فرنسا وتركيا والإرهاب


المزيد.....




- رئيس الحكومة السورية: وضعنا الحالي صعب بسبب التركة الإدارية ...
- جنود إسرائيليون في هضبة الجولان خارج المنطقة العازلة - بي بي ...
- الخارجية الروسية: هناك خطر من أن يعاود تنظيم داعش نشاطه في س ...
- خامنئي: الولايات المتحدة وإسرائيل وراء ما حدث في سوريا
- في ظل تعذر إقرار ميزانية 2025.. فرنسا تلجأ إلى -قانون خاص-
- ماذا الذي استهدفته أكبر عملية في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي ...
- زيارة بايدن إلى أفريقيا.. السياقات والمؤشرات
- هآرتس: محاكمة نتنياهو أظهرت تقلب وجوهه ووهم الديمقراطية
- دراسة: 43% من نزلاء الفنادق يحتفظون بعبوات الشامبو.. ما سر ه ...
- حرق ضريح حافظ الأسد في مسقط رأسه باللاذقية


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - الهيموت عبدالسلام - الكتابة والارتزاق