أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - الهيموت عبدالسلام - فرنسا وتركيا والإرهاب















المزيد.....

فرنسا وتركيا والإرهاب


الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 6719 - 2020 / 10 / 30 - 19:41
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


1/تركياوفرنسا
فرنسا وتركيا بلدان عِلمانيان، كلاهما ينتميان إلى منظمة حلف الشمال الأطلسي العسكري (الناتو)،تسعى تركيا جاهدة للانضمام للاتحاد الأوروبي إلى جانب فرنسا، كلا البلدين يقيمان علاقة شراكة واستراتيجيه وعسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية ،على غرار فرنسا فإن تركيا هي أول دولة إسلامية اعترفت بالكيان الصهيوني وأقامت معه علاقة دبلوماسية ويبلغ حجم التجارة إلى 3.5 مليار دولار بين البلدين ، واحتلت إسرائيل المرتبة 17 في قائمة الدول المستوردة من تركيا بينما كانت تركيا سادس سوق لإسرائيل ، "أردوغان" و"ماكرون" لم يقبلا بأقل من سقوط الرئيس بشار الأسد عقب الحرب على سوريا التي تحولت إلى حرب دولية بالوكالة ، ونفس الرئيسين عملا على صياغة خارطة طريق دبلوماسية لإنهاء الحرب السورية التي استمرت لما يقارب سبع سنوات.

2/ في الوقت التي تعيش فرنسا أجواء محاكمة المتورطين في مجزرة "شارلي إيبدو" التي ارتكبها الأخوان شريف وسعيد الكواشي سنة 2015 والتي أودت بقتل 11 شخصا ضمنهم ثمانية عناصر من هيئة تحرير المجلة والتي كانت أعادت نشر رسومات كاريكاتورية للنبي محمد ، في هذه الأجواء المشحونة صدرت فتوى وتهديدات لتتوج بقطع رأس أستاذ التاريخ والجغرافيا والتربية المدنية "صامويل بيتي " يوم الجمعة 16 أكتوبر الجاري من طرف "عبدالله أنزوروف" ذو 18 سنة من أصل شيشاني بدعوى أن الأستاذ قدم رسوما مسيئة للنبي محمد في حصة لحرية التعبير، ويوم 29 أكتوبر وتحت صرخات الله أكبرو بنفس الأداة امتشق لاجىء تونسي سِكينا ليقتل ثلاثةَ فرنسيين داخل كاتدرائية نوتردام ، تخلل هذه العمليات الإرهابية إصرارُالرئيس الفرنسي على محاربة الانفصالية الإسلامية وعلى عدم التراجع عن حرية التعبير وقيم العلمانية.

3/ لماذا تركيا تنفخ في نار الإرهاب بفرنسا؟
تركيا التي تراجعت أحلامها التوسعية (العثمانية الجديدة ) وزعامتها للإخوان المسلمين منذ الإطاحة بمحمد مرسي الرئيس المصري التي خرج الشعب بزخم كبير لم يسجل فقط في التاريخ باستثناء خروج الشعب المصري لمطالبة جمال عبد الناصر بالتراجع عن الاستقالة ، تركيا التي تحولت من صفر مشاكل المفترضة في سياستها إلى مشاكل مع اليونان وفرنسا وقبرص ومع مصر والإمارات والسعودية وسوريا والعراق وألمانيا والاتحاد الأوروبي الذي يعتزم تجديد فرض العقوبات عليها ،وحدها قطر التي بقيت لجانب تركيا في دعم حركات الإخوان المسلمين.
ليس هذا وحسب فإن اكتشاف احتياطات كبيرة من النفط والغاز في شرق المتوسط والتي تصل تقديراته إلى تريليونات من الدولارات زاد من تأجيج الصراع مع دول الجوار إذ تقضي اتفاقية للأمم المتحدة لقانون البحار وتركيا ليست طرفا فيها أن حقوق استغلال تركيا سيتحدد في زاوية صغير حول خليج أنطاليا ، يضاف لذلك أن فرنسا التي تدعم الأكراد في شمال سوريا وتقف إلى جانب المشير حفتر في الساحة الليبية ، وطبعا لم تكن زيارة "إيمانويل ماكرون" إلى بيروت مصادفة بأي حال من الأحوال إثر الانفجار الذي دمرمرفأ العاصمة اللبنانية، حيث تعهّد ماكرون والإمارات العربية المتحدة بالمشاركة في تمويل إصلاحات الميناء ، واستباق محاولة تركيا للقيام بنفس العملية ولدى فرنسا الآن اتفاقيات عسكرية مع الإمارات واليونان وقبرص ومصر ، وكلها موجهة نحو كبح طموحات الصديق العدو في حلف الناتو ومرشح الاتحاد الأوروبي.

4/ مع توالي الضربات الإرهابية في فرنسا على خلفية محاكمة المتورطين في جريمة "شارلي إيبدو" وقضية الرسوم المسيئة للنبي محمد ،وجدت تركيا الفرصة المواتية للنفخ في نار العمليات لجر خصومها لطاولة المفاوضات حول نفط وغاز شرق المتوسط ونفط ليبيا ورفع عقوبات الاتحاد الأوروبي،والسماح لها بالتنقيب قبالة ساحل شمال قبرص المحتل من قبل تركيا وهي دولة لم يعترف بها المجتمع الدولي.ورفع دعم فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية لدعمهم لحزب العمالي الكردستاني والذي يرفض حلف الناتو اعتباره حركة إرهابية. إن انحسار مشروع العثمانية الجديدة كما قلنا سابقا انطلق من سقوط المشروع الإخواني في مصر أكبر دولة عربية وفشل مشروعها التوسعي في سوريا والعراق وحرمانها من الثروة النفطية والغازية في شرق المتوسط ،وانخفاض تاريخي في قيمة الليرة التركية أمام الدولار وأمام الأورو وانتقال تجربة العدالة والتنمية من صفر مشاكل مع الجيران إلى مشاكل مع جميع الجيران مما أدخل تركيا في عزلة إقليمية ودولية غير مسبوقة وأزمة اقتصادية خطيرة جعلها تركب موجة الاحتجاجات في بعض الدول العربية والإسلامية لتحسين شروط تفاوضها وقبول به وسيطا في العديد من القضايا لدى الإدارة الأمريكية.

5/ ما يقع بفرنسا هو شأن داخلي ، "شارلي إيبدو" الجريدة الساخرة إرث الثورة الفرنسية ،هي مجلة تسخر من السياسيين والإعلاميين والرياضيين ومن اليمين الفرنسي ومن رموز المسيحيين أكثر بِ21 % من سخريتها من رموز المسلمين ب7 % فقط ، ومن رموز اليهود ثالثا ، كباقي الجرائد لها صفحات حول الاقتصاد والسياسة وقضايا المجتمع والرياضة وغيرها ، لا أحد يستطيع وقف صدور الجريدة أو تغيير خطها التحريري لا الرئيس الفرنسي ولا أي جهة أخرى ، جريدة" شارل إيبدو" كادت تتوقف سنة 2015 لضعف مبيعاتها وأتت العملية الإرهابية التي استهدفت 8 صحافيا من هيئة تحريرها لتزيد من عدد مبيعاتها وقرائها ، حين يشعر إعلامي أو رياضي أو سياسي بضرر فإنه يلتجىء للقضاء والتي غالبا ما ينتصر فيها القضاء لصالح حرية التعبير ، أما الباباوات والقساوسة حين يشعرون بضرر مسيىء لمريم العذارء أو المسيح فإنهم يؤكدون على حرية التعبير ولكن دون الإساءة والسخرية من إيمان الآخرين .
إن غسل دماغ وتجنيد شباب لاجئين لقطع أعناق صحافيين وأساتذة ونساء تصلين داخل كنيسة في بلد له دينه وقيمه الخاصة به وحرية التعبير ليس من الدين وليس من الأخلاق في شيء وليس من شروط الضيافة ،إنها مخططات تنظيمات إرهابية باسم الدين الإسلامي خلقها ومولها ورعاها الرأسمال الإمبريالي العالمي و/ارات الخليج وثقل القراءات الدينية المغرقة في الجمود والماضوية لكبح الامتداد الشيوعي سابقا ولنهب ثروات الشعوب العربية والإسلامية ولكبح كل طموح لهذه الشعوب في الحرية والكرامة والعدالة.
وليس ببعيد زمنيا خرجت نفس الشعوب فيما عرف بالربيع العربي لتطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ،وهي جماهير مؤمنة لم تخرج لتقول الإسلام هو الحل أو الحاكمية أو ولاية الفقيه،خرجت هذه الشعوب لتصدح بشعارات الثورة الفرنسية ولتقول بأن الإيمان الفردي وفصل الدين عن السياسة والحرية والكرامة هم أساسات الدولة الحديثة العصرية وأن حركات الإسلام السياسي ومؤسساته الدينية رهينة الإمبريالية تحكي صدى الأمبريالية العالمية لو أمرتها بالجهاد لأمرت بالجهاد ولو أمرت بتطبيق الاشتراكية لسارعت لتطبيق الاشتراكية ،ولو أمرتها بالليبرالية لطبقتها .



#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية كوفيد 19 أم نهاية الرأسمالية المتوحشة ؟
- ثورة الجهل
- ما معنى أن تكون أسودا في أمريكا
- أسلافنا المزارعون
- عودة التأميم تكتيك أم استراتيجية
- ضحايا جائحة كورونا
- الخفاش الصيني أم الجوع الكافر ؟
- حين يساهم تجار الدين في نشر وباء كورونا
- أمراض الفيسبوك
- وباء كورونا أم وباء الفقر؟
- أمبراطورية الفايسبوك : معطيات إحصائية
- لعب الكبار
- حول جرائم البنوك
- التفاهة المغربية
- لدعاة التطبيع
- من المسؤول عن تهديد الكرة الأرضية بالزوال : النظام الرأسمالي ...
- إحصائيات حول الإرهاب والعنف والكراهية والاندماج والتعايش... ...
- حول سيكولوجية الجماهير
- عندما يسقط ديكتاتور يُغلَق بنكٌ في سويسرا
- الأساتذة المتعاقدون والفئوية ورهان الشارع


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - الهيموت عبدالسلام - فرنسا وتركيا والإرهاب