أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الهيموت عبدالسلام - لا مجال














المزيد.....

لا مجال


الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 6751 - 2020 / 12 / 3 - 14:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


للفلاحين أيادي متسخة وأقدام غارقة في روث الأبقار ، لكنهم أكثر نظافة من بعض المثقفين (ماوتسي تونغ).

في وسَخ الفلاحين رائحةُ الأرض وفي الروث العالق بأجسامهم سمادُ للأرض وخصبها وثمارها وفواكهها وحبوبها،الفلاح حين يتعب من كدح الأرض يرفع وجهه للسماء طمعا في قليل من العدل والرحمة وكثير من الأمطار،وحين يدخل الفلاح بيتَه يتفقد قبل أبناءه صحةَ وأعلاف أبقاره وحميره وبغاله،حين تكون السنة مُمطرة يهرب المستهلكون من جشع السماسرة والشناقة لينعموا بمنتوجات رخيصة وطاجزة.
ولأن بعض المثقفين كذابون وسفسطائيون ومرتزقة اعتبروا الفلاح والقرية مكاناً للجهل والغباء فقط لأنهم لا يلبسون المعاطف الأنيقة وليس لهم أحذية ملمعة وعيونهم دائما مصوبة نحو السماء أو مدفونة في الأرض ،ولكن الفلاحين لايشبهون بعضَ المثقفين إذ يقفزون من حزب إلى حزب ومن مرجعية لأخرى قد يبتدئ المثقف غِفاريا ثم تروتسكيا وقد ينتهي بالتصويت على"ولد العروسية" ، بعض المثقفين يكذبون نهارا جِهارا في وسائل الإعلام وفي كل مكان وكأن الأمم المتحدة رخصت بالكذب بالجملة، صحيح أننا جميعا نكذب وخاصة في الدقائق الأولى حين نلتقي شخصا ونقول له أننا بخير ونحن نشعر بالسوء ونكذب حين نمدح أشخاصا لا نكن لهم أدنى احترام ،هذا الكذب قد يشحذ عجلات التفاعل الاجتماعي، وهذا الكذب كما يقال مادة تشحيم عالمية للحياة الاجتماعية .

مع فاشية "موسوليني" ونازية "هتلر" وهي نظريتان عرقيتان عنصريتان وجدت من المثقفين من جعلت نظريتَهما جذابتين ولكن للعنصريين والبلطجة والمجرمين.
طبعا ليس جميع المثقفين منخرطين في صناعة التفاهة وفي ترديد الكليشيهات والمرواغات اللغوية الفارغة من المعنى وبيع الكلام والمشاركةالمأجورة في مسلسلات التحشيد وإثارة الغرائز...ليس كلهم لذلك اعتبرهم "ماو تسي تونغ" "المثقفون عبث وخبث" ،وعمل على إعادة تثقيفهم بأن كان "ماو" يرسل المثقفين والطلبة والباحثين وغيرهم إلى الأرياف لمدة 5 أشهر في شتاء البرد القارس ليختلطوا بالفلاحين وأبقارهم وخنازيرهم وأغنامهم وكلابهم ودجاجهم ويأكلون من أُرزهم وذرتهم ومع العمال في مناجهم ومعاملهم ليستقيم فهمهم للحياة ويتجاوزا انفصالهم عن الواقع.
كان دور المفكرين والمثقفين دائما منذ سقراط وهيباتا وفولتير وماركس وديستوفسكي وابن رشد وغرامشي وغيرهم "حراسا لقيم النور والحرية والعدالة في ليلة شديدةالسواد كما يقول "كارل مانهايم"،كان المفكرون دائما في مقدمة مناهضة الحروب الاستعمارية على فيتنام وشعوب إفريقيا وآسيا ،وكانوا قادة لحركات الحقوق المدنية والسياسية وللدفاع عن البيئة والسلم والديمقراطية ومعارضة الأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية والفاشية،
وفي فترات الأزمات الكثيرة في التاريخ مثل فترتنا الحاليةالتي سادت فيها الفاشية والشعبوية (ربع دول الاتحادالأوروبي تحكمه أنظمة شعبوية وجميع دوله تقريبا تتقدم فيه الأحزاب الشعبوية انتخابيا)، وتزداد الرأسمالية المالية والمضارباتية التي عملت على طمس قيم الأنوار والعقلانية والحرية والبيئة والسلام التي باتت تتهدد الكرة الأرضية كلها ، في هذا الأزمنة الحالكة تقول "حنا إرندت " الفيلسوفة السياسية الألمانية أنه "حتى في أحلك الأوقات من حقنا أن نتطلع لبعض الإضاءة"



#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرنسا وتركيا والإرهاب
- نهاية كوفيد 19 أم نهاية الرأسمالية المتوحشة ؟
- ثورة الجهل
- ما معنى أن تكون أسودا في أمريكا
- أسلافنا المزارعون
- عودة التأميم تكتيك أم استراتيجية
- ضحايا جائحة كورونا
- الخفاش الصيني أم الجوع الكافر ؟
- حين يساهم تجار الدين في نشر وباء كورونا
- أمراض الفيسبوك
- وباء كورونا أم وباء الفقر؟
- أمبراطورية الفايسبوك : معطيات إحصائية
- لعب الكبار
- حول جرائم البنوك
- التفاهة المغربية
- لدعاة التطبيع
- من المسؤول عن تهديد الكرة الأرضية بالزوال : النظام الرأسمالي ...
- إحصائيات حول الإرهاب والعنف والكراهية والاندماج والتعايش... ...
- حول سيكولوجية الجماهير
- عندما يسقط ديكتاتور يُغلَق بنكٌ في سويسرا


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الهيموت عبدالسلام - لا مجال