أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - حين يصبح الصمت شراكة في الجريمة: غزّة تحت إدارة الموت














المزيد.....

حين يصبح الصمت شراكة في الجريمة: غزّة تحت إدارة الموت


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8568 - 2025 / 12 / 26 - 15:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما يجري في غزّة لم يعد حرباً، ولا «نزاعاً» قابلاً للتأويل السياسي. ما يجري هو إعدام جماعي مفتوح، يُنفَّذ بيد الاحتلال، ويُشرعن سياسياً بموافقة أمريكية كاملة، ويُدار بصيغة خطة غامضة تُنسب إلى دونالد ترامب، عنوانها المعلن «الحل»، وجوهرها الفعلي: ترك الفلسطينيين يموتون ببطء.
غزّة تُعذَّب عمداً. تُجوَّع عمداً. تُدمَّر عمداً. أكثر من مليوني إنسان، معظمهم من النساء والأطفال، يُحاصرون خارج الزمن، بلا ماء ولا دواء ولا مأوى، فيما آلة القتل تعمل بلا سقف أخلاقي أو قانوني. هذا ليس فشلاً دولياً، بل قرار دولي واضح: عدم التدخّل، وعدم المحاسبة، وترك الاحتلال يُكمل مهمته.
الإدارة الأمريكية لا تكتفي بالصمت، بل توفّر الغطاء السياسي والديبلوماسي والعسكري لكل مجزرة. الفيتو يُستخدم لحماية القاتل، والمساعدات العسكرية تتدفّق، والتصريحات تُفصّل على قياس الجريمة. أمّا «خطة ترامب»، فليست سوى إطار فضفاض لإدارة الخراب، وتأجيل أي مساءلة، ومنح الإحتلال وقتاً إضافياً لإعادة هندسة غزّة على أنقاض أهلها.
الاحتلال لا يخوض حرباً ضد مقاومة، بل ضد الحياة نفسها. المستشفيات أهداف مشروعة، مراكز الإيواء ساحات قصف، والخبز ورقة ضغط. التجويع تحوّل إلى سلاح معلن، والتهجير سياسة رسمية، فيما المجتمع الدولي يراقب، ويسجّل، ثم يُغلق دفاتره على جملة مكرّرة: «نحثّ على ضبط النفس».
أي ضبط نفس يُطلب من شعب يُذبح؟ وأي «حسن نوايا» يُعوَّل عليه من رئيس أمريكي يرى في القضية الفلسطينية عبئاً سياسياً لا قضية عدالة؟ الرهان على ترامب ليس سذاجة سياسية فقط، بل تواطؤ أخلاقي مع جريمة مستمرّة.
غزّة اليوم مرآة النظام العالمي: حيث تُقاس الدماء بالتحالفات، وتُحدَّد قيمة الإنسان بحسب موقعه الجغرافي، ويُترك شعب كامل تحت القصف لأن قاتله حليف. هذه ليست مأساة إنسانية عابرة، بل لحظة كاشفة لانهيار القانون الدولي، وسقوط الخطاب الغربي عن حقوق الإنسان سقوطاً مدوّياً.
غزّة لا تطلب الشفقة، بل العدالة. ولا تحتاج بيانات، بل وقفاً حقيقياً للقتل، ومحاسبة صريحة للمجرمين، وفضحاً علنياً للشركاء. وما لم يحدث ذلك، سيبقى الموت في غزّة سياسة، وسيبقى الصمت الدولي شريكاً في الجريمة.

محمود كلّم، كاتبٌ وباحثٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميلادٌ في زمن الجراحِ: حين يعلو الأَذانُ في الكنائس من أَجل ...
- غزة… حين يشبه البردُ الغياب
- القضية الفلسطينية في لبنان: صراع سلطة أم تصفية حقوق؟
- البيت الذي بُني لفلسطين… ولم يعد لها!
- أملاك منظمة التحرير في لبنان: الكنز الذي يتبخر بصمت!
- حين تُباع الذاكرة: من خوّلهم بيع أملاك الشعب الفلسطيني في لب ...
- حين يُغيب الشعب الفلسطيني عن القرار… حزن الوطن يزداد!
- الكتابة عن فلسطين: بيان الموت المؤجَّل
- فلسطين… حين تسقط الإنسانية من جدول الأعمال
- حين تُنجب الأمهات للوطن وحده
- حين تُفتحُ الأبوابُ لحميرِ غزّة… وتُغلَقُ في وجهِ أطفالِها
- غزّة تحت العاصفةِ… وحدها في مُواجهةِ البردِ والموتِ
- منتخب فلسطين… كرةٌ تركل الظلام وتنهض من تحت الركام
- حين يُنزلون العلم… ولا يستطيعون إنزال الحقيقة
- باسل الأعرج… حين تصنعُ الأُمُّ بوصلة المُقاومةِ الأُولى
- من جنين إلى الأمتين العربية والإسلامية… فصلٌ جديدٌ من النذال ...
- ترابُ فلسطين لا يحتضنُ الخونة!
- أُم غازي… آخرُ زهرةٍ من بلد الشّيخ
- رجالٌ يحملون الشمس على أكتافهم… حكايةُ نخوةِ رجالٍ من غزّة!
- حين غابت زهرة البيلسان… واشتدّ الحزن في صدورنا!


المزيد.....




- السعودية.. الشيخ السديس يعلق على إلقاء شخص لنفسه من صحن المط ...
- العاهل السعودي ومحمد بن سلمان يبعثان برقيتي عزاء بمقتل رئيس ...
- اليابان: إصابة 14 شخصًا في هجوم بسكين ومادة سائلة داخل مصنع ...
- حمص.. تفاصيل التفجير في مسجد الإمام علي بن أبي طالب في سوريا ...
- قتلى في انفجار بمسجد علوي في حمص وتنديد رسمي وعربي واسع
- عشرات بين قتيل وجريح في انفجار داخل مسجد في ثاني أكبر حاضنة ...
- ثمانية قتلى بتفجير داخل مسجد في حي ذي غالبية علوية بحمص و-سر ...
- الاحتلال يسيطر على 80% من غزة ويواصل الحصار ومنع المساعدات
- نتنياهو يعلن الاعتراف بجمهورية أرض الصومال
- الانتقالي الجنوبي يتحدث عن قصف سعودي بحضرموت ويؤكد التزامه ب ...


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - حين يصبح الصمت شراكة في الجريمة: غزّة تحت إدارة الموت